حرف مفرغ .. أم “صمت و قصيدة” ؟!

في هذه اللحظة تعتريني حيرة عظيمة فهنالك إلتزام يجب الإيفاء به. هنالك مساحة يجب أن تضاء بحروف و قضية.
تساءلت عما سأكتب و كيف سأكتب. تداخلت أمامي كثير من المواضيع و لكن غاب قلبي عن الكتابة.
أمسكت بتلابيب روحي و شددت ذاتي و هممت بالكتابة لكنني فشلت.
سألت نفسي لماذا لا استطيع ؟! وما أكثر المواضيع و ما أعظم ما يجيش بالخواطر و يهم القراء. الأمر لا يتعلق بازمة مواضيع أو قضايا لكن الأمر أزمة إلتحام صادق بموضوع الكتابة . ممارسة الكتابة كفعل إلزامي معني بترتيب الكلام دون إنفعال صادق و روح تعي ما تكتب، يعري الحروف و يجعلها خاوية لا تخاطب قلباً و لا تخدم قضية.
الكتابة الصادقة تأتي من الروح، تتفاعل مع قضايا المجتمع والإنسان ومشاعره، تخاطب العقول التي تتلقاها وتتفهم معانيها وتستثمرها لمصلحة الإنسان و البشرية. إن لم يكن الحرف فعلاً إيجابياً يحرك ساكناً في الحياة، أصبح مضيعة للوقت و هدراً للجهد.
هذا الشد و الجذب جر تفكيري لقيمة الحرف و العهد الصادق بين الكاتب و ذاته و مسئوليته تجاه القارئ. بين أزمة الصدق التي تحول بين الحروف و قوة تأثيرها على الآخر.
تأملت كثرة الكتّاب في عالمنا وتعدد المقالات و لكن كأنها مساحات مفرغة و حروف مهدرة لا تحرك قلباً او تشعل فكراً. سر الكتابة يتعلق بالاتصال الحقيقي بين روح الكاتب و حروفه و روح المتلقي.
الكتابة مسئولية و في ذاتها قضية و بالتأكيد هي عمل يلزمه الإخلاص و أي عمل دون إخلاص يصبح هباءً منثورا.

🔺 نقطة ضوء:

صمتي اليوم قصيدة
أُلقيها وحدي .. أسمعها وحدي
أصفق لها وحدي .. ثم أغادر
طقسي اليوم شعرٌ
جمهورٌ .. ومسرحْ
فمن ينازلني سوى نفسي
من يقارعني سوى صمتي
و من يصفق لي سواي
هذا الفعل كثيرٌ جداً
أكثر من إحتمال الورقِ .. تكاثر الشعرِ .. تهافت الشعراءْ
هذا بحرٌ سأمضي فيه وحدي
أرمي على جنباته بعضي
أقاوم ما تبقَّى من الكلمات
فلربما تنطق المسافةُ .. يصرخ الموجُ ..
يعود الزمن نبيلاً .. وتعتري الأرض السلامةْ
ربما يتلبَّس الريحَ شفقٌ
يكسوها لوناً قبل الغروبْ
ربما تصعد القصيدةُ
تتكاثف قبل احتضارِ النهرِ
قبل إنفجارِ القيامةْ
ربما تتواعد السحبُ
تتفاكر ُ.. تتصادم ُ
تتصالحُ
تنهمرُ فتحاً .. انعتاقاً ..
و كرامةْ
فيا أيها القلبُ .. يا أيها السائحُ في أرضِ الإلهِ
خذ ماءَ يقينِكَ،
توضأْ
صلِّ للهِ ركعتين
فإن تعذرَ الماءُ، فإضِرب بروحِكَ صدرَ الفجرِ
يممْ وجهَكَ نحو البحرِ .. و تأملْ
فلربما يقفُ الجمهورُ مبهوراً
ينحني لمعركتي، لإنتصاري، .. لعذوبةِ الشعرِ
ربما يصفق.

“صمت .. و قصيدة” – أميرة عمر بخيت

نافذة للضـوء – أخبار اليوم

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. فلربما تنطق المسافةُ .. يصرخ الموجُ ..
    يعود الزمن نبيلاً .. وتعتري الأرض السلامةْ

    ما شاء الله عليك يا أميرة: دائما متألقة ومتمكنة أين كنت لقد أصبحنا نتذوق حلاوة الحرف وجماله … ونأمل أن يعود الزمن نبيلا … وتعتري الأرض السلامة

    شكرا لك عزيزتي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..