مقالات وآراء سياسية

بعض الذين صنعوا الثورة يهرِبون من السودان، مُجبرين!

عثمان محمد حسن

* قالوا قوى حرية وتغيير، قالوا!
عن أي حرية وعن أي تغيير يتحدثون بينما الزَنِيْمُون، الذين خذلوا الثوار طويلاً، هم الذين (يكابسون) اليوم لصناعة التغيير بمزاجهم، بينما بعض من صنعوا الثورة يهرِبون من السودان، مُجبرين.. وكلُّ “… مَنَّاعٍ لِلخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيم، عُتُلٍّ بَعْدَ ذلكَ زَنِيمٍ. ” يحتفل بالمنصب الذي سقط من عليائه فالتقطه ومشى يختال في (كل الدروب الواسعة ديك).. وهي نفس الدروب التي ضُيِّقت وغُلِّقت بالمتاريس أمام الشباب..؟

* لا غرو في أن يتكدس الشباب في مبنى جوازات أم درمان، في صفوف لا أطول منها سوى الشقاء المرسوم على وجوههم المتطلعة للحياة الكريمة في الخارج.. حياة إشتطت بعداً عنهم، في الداخل، بعد ثورة ديسمبر المجيدة..

* أيها الناس، لا تحسبوا أن شيئاً تغيّر بعد سقوط النظام المنحل، فالتغيير الذي يحدث على نار (ملتهبة) الآن ليس التغيير الذي مات من اجله الشهداء، إنه تغيير انتهازيٌّ بامتياز؛ فخائبو الرجاء من العملاء والانتهازيين يرسمونه في جلسات تحالف دَنِس لتوظيف الثورة توظيفاً يفرض أجندتهم بعد انتهاء الفترة الانتقالية..

* لكنهم أساؤوا التقدير إذ أتوا بحكومة من (حفرتهم) تجيد الحَفْر وصناعة البيئة الطاردة.. وتجبر أفعالُها الشعبَ على فقدان الثقة في كل مفاصلها.. ورغم (الغتغتة والدسديس) إلا أن نواياها تأبى إلا أن تكون مكشوفة للشارع، داعيةً الثوار الفعليين للارفضاض من حول حكومة التمكين والتكويش، من جهة، والتسكين والتهميش من أخرى..

* أيها الناس، هل سألتم أنفسكم عن ما يعنيه تعيين مدير للمواصفات والمقاييس معروف بارتباطه بحزب الأمة المهادن، وعن خلق وظيفة ترضية لنائب ذاك المدير وخلق وظائف دستورية إعاشية لمن لا مهنة لهم سوى امتهان السياسة؟

* هل أتاكم نبأ ما حدث في وزارة الخارجية من تعيينات (خاصة)، وفضيحة الوزارة في تعيينات سواقط امتحان السكرتيرين الثوالث وإبعاد الناجحين في كل مواد الامتحان؟

* وحكايات التمكين والمحاصصات تتجلى في قرار إعفاء المراجع العام، وتكليف أفندي (مُحَاصَّصْ) لتسيير مهام المراجع العام حكايات.. كما تتجلى في قرار تعيين أربعة مستشارين، دفعة واحدة، لرئيس الوزراء: مستشار سياس، ومستشار شؤون النوع الاجتماعي، ومستشار الحوكمة والإصلاح المؤسسي، ومستشار السلام.. وكلها وظائف ممعنة في العطالة المقنعة..

* أيها ااناس، إذا أمعنتم النظر في جميع التعيينات التي تمت مؤخراً للدستوريين وقيادات الخدمة المدنية لوجدتموها تعيينات محاصصات إتفق عليها الموقِّعِون على اتفاقية سلام جوبا.. وإذا حلَّلتم ما يجري بعمق وجدتم التمهيد للتواجد في المراكز المتقدمة لاكتساح الانتخابات القادمة عبر تقوية نفوذ أحزاب المحاصصات في الخدمة العامة..
* إن هذه الحكومة لا يهمها التغيير كما أراده الثوار ولا يهمها تساقط أهداف الثورة هدفاً وراء هدف؛ ولا يهمها تكدس الشباب بالآلاف، يومياً، داخل مبنى الجوازات، وكل شاب يعِّد حقببته لهروب يحكي قصة السقوط الداوي لأهداف ثورة ديسمبر المجيدة..

__________________________

حاشية:-
* جاء في الأنباء أن (21) الف مسافر سوداني يغادرون الى مصر شهرياً، بمعدل 700 مسافر في اليوم، ويعود من المغادرين 150 مسافر يومياً؛ أي أن نسبة الذين يغادرون دون عودة إلى نسبة العائدين تبلغ حوالي ٧٩%.. بما يؤشر إلى أن السودان سوف يصبح أرضاً بلا جمهور من الشباب، عما قريب!

‫4 تعليقات

  1. رحم الله شيابنا وشبابنا (شهداء التغيير الحقيقيين) مفجري الثورة التى اختطفت واغتصبت ومثل بجسدها الطاهر

    المجرمون ووكلائهم

    ومليشيات القبائل ومرتزقتها الاجانب

    واحزاب العوائل والبيوتات الطائفية الانبطاحية الكهنوتية

    وفلول الكيزان وعملائهم وخدمهم والمنبطحين “ميطى” على بطونهم لهم – واليوم يتشدقون بانهم من صنع الثورة لانهم لايستحون !!

    للاسف !!؟؟؟ خدعنا وخاب املنا للاسف

  2. بوادر وأد ثورة ديسمبر المجيدة بدأت بعد اختيار دكتور عبدالله حمدوك رئيسا لحكومة الثوره نعم حكومة الثوره كما تمنينا ان تكون ولكن ( حدس ما حدس)..

    الاسئلة التي لم نجد لها اجابة هي كالآتي :

    … من هي الجهة التي اختارت حمدوك رئيسا للوزراء؟؟؟

    …. ما هي المعايير التي تم علي ضوئها اختيار حمدوك ان كانت هناك أي معايير؟؟؟

    … تلكأ أمام ألبوخه عراب الهبوط الناعم عليه الرحمه بالقبول بشخص حمدوك وبعد إجراء اتصالات ومفاوضات معه وافق على اختيارحمدوك؟؟

    … الإمام لم يوافق على حمدوك الا بعد أملاء شروطه ومطالبه على الحريه والتغيير،

    وشروط الإمام التي افصح بها على الملأ وأعاد تكرارها في قاعة الصداقة فى يوم فرح السودان هي كالآتي؛

    ١) لا إقصاء للكيزان…

    ٢) لا قصاص ولا محاكمات للكيزان اللصوص القتله..

    ٣) لا مصادرة للأموال المنهوبه وترك الجمل بما حمل..

    ٤)منح حزب الأمة غالبية الحقائب الوزارية واكبر حصة من
    عدد ولاة الأقاليم..

    ٥) ان يكون لحزب الامه نصيب الأمة نصيب الأسد في
    المجلس التشريعي.. ٧٥ مقعدا..

    … بعد وصول حمدوك للسودان لم تكن اول زيارة له لساحة الاعتصام والترحم على الشهداء بل كانت لمنزل الإمام لأداء فروض الولاء والطاعه (وانا تحت امرك يالامام الحبيب)…

    .. دكتور حمدوك ينفذ في سياسة الهبوط الناعم كما رسمها وخطط لها الإمام ومجموعة نداء السودان ودونكم حكومة المحاصصات التي شملت المتردية والنطيحه والكيزان وحركات الارتزاق الدارفوريه المسلحه حصان طروادة الكيزان…

    ثورة وضاعت والدوام لله ولا مراسم للعزاء تم رفع الفراش بأمر من حمدوك..

  3. نورنا الاستاز العظيم عثمان بهذا الموضوع المؤلم التي أصبح معروف محتواه بنسبة. ٨٠ ٪ لكل السودانيين. رجائي ان لا نردد ونؤكد خيبة أملنا في التغيير وان نوصف حالنا بالفشل التام حتى لا ننتج اكبر كميه من الشباب اليائسين وان نعتم لهم الرؤيه ونصور لهم بأن السودان انته واسرعوا في المغادره وللابد. البلد لحد الآن لديها فرصه في التغيير والتطور اذا الناس عملت بجهد وإصرار فيها فرص العمل والنجاح أسهل من مصر وسوريا واثيوبيا ولكن شعبنا يريد أن يجد بلد نظيفه من غير أن يتعب في نظافتها وهذا التفكير الغلط. الزين يهاجرون لأمريكا يشتغلون ١٦ ساعه في اليوم الناس في السودان بيزدادو عطاله واتكاليه ولعب ليدو. ارجوا ان الشباب يتعلمو شد الاحزمه في الظروف الصعبه ولا يفكرو في التخلي عن بلدهم ويتركوها للاخرين. بلدنا ربنا عافاها وجبر بخاطر المساكين وكفاها شرالتمزق. و الثوره مستمره حتى بلوغ غايتها. ما مشكله لو بعض الذين جلسو على الكراسي لا يستحقونها خليهم اجربوا اسطعباطهم وسرعان ما يسقطو في الامتحان والمعلمين امثالكم موجودين . سوف يفضحوا أمرهم في كل الظروف..
    لو الناس بتعمل بإخلاص ومن غير تفكير برجوازي . ومص دم المقتربين.. .
    العراق سلطو عليها المخابرات الاسرائيليه ونحن المخابرات المصريين والإماراتيه للأسف.. . اذا اجتهدنا بنتحرر . ما في داعي نقعد نشنكت لبعض ونصبح لقمه سهله للاعداء والعندهم انفجار سكاني والعايذين يصنعو إمبراطورية رعاة الاغنام المسطعبطين ال دقلو. (سرقة السارق اديك ليها الخالق)

  4. “…. رجائي أن لا نردد ونؤكد خيبة أملنا في التغيير وان نوصف حالنا بالفشل التام حتى لا ننتج اكبر كميه من الشباب اليائسين” ………. الشباب يئس خلاص.. وما محتاج لمن يدفعه لليأس!…… 3 أيام وأنا بتابع مبنى الجواز بخصوص جوازي.. ووالله العظيم، كنت أتمزق لمنظر الشباب اليائس في صفوف وصفوف وصفوف وفي كل صف يأس وووجع بيوت سودانية مقهورة.. منظر يحنن ثم يجنن ثم يجعلك تبكي وتكتب عن مأساة الذين صنعوا الثورة بدمائهم ودموعهم.. واليومَ يهرُبون من الثورة التي صنعوها!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..