مقالات سياسية

إعفاء المسؤولين ليس بحل

طه مدثر

(0) نفس الأسلوب، وذات النهج والطريقة التي كان يمارسها حزب المؤتمر الوطني البائد عند وقوع الكوارث والأزمات والمشاكل، , فقد كان الوزراء والولاة يسعون لتقديم كبش فداء يضحون به ليستمروا هم في مناصبهم.

(1) وبالأمس القريب لنا بالمصائب والكوارث وعندما فاضت العاصمة المثلثة من النفايات ومياه الصرف الصحي ومياه الأمطار، كان لابد لوالي جمهورية الخرطوم الاستاذ أيمن نمر، ان يقدم كبش فداء، لهذا الكم الهائل من سوء إدارة ملف النظافة ومن التقصير الكبير الذي شهده الجميع، فكان لابد من التضحية، باحد ما، فجاء إعفاء مدير عام هيئة نظافة ولاية الخرطوم الاستاذ الصادق الزين، برغم أن هذا الإعفاء لن بحل المشاكل التي تتعرض الخرطوم، ولم تم اعفاء كل العاملين في الهيئة، فكم من مرات استخدام الحزب البائد، هذا الاسلوب وهذه الطريقة العقيمة فلم تغير في الفشل والاخفاق شيئاً.

(2) اذاً إعفاء مدير هيئة النظافة، لا يعني ان هذا المدير كان أكبر معوق يقف أمام نظافة الولاية، وكيف يكون كذلك وقد جاء لهذا المنصب، بعد دارسة وتمحيص لسيرته العلمية والعملية، وبعد مشاورات عديدة، وقع الاختيار النهائي عليه، لأنه كان الأفضل من بين آخرين كانت ملفاتهم قابعة أمام السيد الوالي، اذا اختياره لم يتم على طريقة (يايدي شيليني ختيني اختار ده وللا ده؟،) إذا كان هذا خيار والي الخرطوم، واذا كان هذا الخيار فاشلاً، فان الوالي يشترك في هذا الفشل، وله نصيب مفروضاً فيه.

(3) واعفاء فلان من منصبه، واقالة علان من وظيفته وفصل فرتكان من عمله، ليست حلاً ناجعاً، لأن الخلف القادم أو القادمة للمنصب لا شيء يؤكد أنه أو أنها ستحقق من النجاحات فيما فشل فيه سلفها المعفي أو المقال، او المفصول.

(4) ولما عرضت أمر إعفاء المسؤولين على جدي جحا، تبسم جدي وقال لي هذا ليس بحل، والحل عندي، ان يعرضوا على المسؤول ثلاثة خيارات ربما تكون منطقية وفيها من شروط صحة العقل الكثير، أولاً يحاسب على تقصيره في عمله ثم يواصل في عمله وتصحيح المسار، ثانياً أن يقدم المسؤول استقالته لأن الإمكانيات المتاحة له شحيحة وقليلة لا تكفي لحل كل مشاكل نظافة الولاية، ثالثاً أن يقوم المسؤول بارجاع كل ما ناله من راتب ونثريات من بيت مال المسلمين، لأن من أخذ الأجر، حاسبه الله بالعمل، ثم أخذته سنة من نوم ولما افاق قال، والحل الأسلم أن يقدم الكبير قبل الصغير استقالته، لأن الفشل يهبط من أعلى والى أسفل.

(5) وأخيراً ان من يتحمل أعباء هذه الوزارات والإدارات، في ظل ظروف معلومة للجميع، وفي ظل إمكانيات ضعيفة، ان هذا المتحمل يحتاج إلى شكر وتقدير وعون واعانة، بدلاً من الاعفاء أو الإقالة أو الفصل، ولا تكونوا كالذين قيل فيهم (جزاء الاحسان عندهم ضائع، وشكره عندهم سنة مهجورة).

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..