ما يهم الناس من نجم على وشك الزماع!

عثمان ميرغني

أنشط إعلام على الساحة الآن هو إعلام حزب المؤتمر الوطني ورديفته الحركة الإسلامية.. على مدار الساعة لا يهدأ لآلتهم الإعلامية بال، ضخ الصور والنصوص والفيديوهات توثق لكل خبر أو خطوة أو منشط مهما كان صغيراً.. هدير إعلامي كثيف .. ولكن!!

ما هو مقدار قوة إعلام الوطني والحركة الإسلامية بـ(الميقا تأثير)؟ وهي وحدها الوحدة التي يمكن بها قياس جدوى وفائدة الرسائل الإعلامية..

تذكرون؛ قبل سنوات بعيدة أسس حزب المؤتمر الوطني لنفسه منبراً صحفياً هي صحيفة ?المؤتمر? مسنودة بتمويل مالي فخم.. ولكنها لم تصمد إلا بضعة شهور ثم توارت خلف أفق الفشل المريع.. وودعت ولم يعد أحد يذكرها أو يتذكرها إطلاقاً..

ثم بعد سنين عدداً راودته نفسه ?الحزب الوطني- لمعاودة التجربة، وهذه المرة بترسانة من الأموال والسيارات والصحفيين والإداريين واختار لها مقراً في أرقى أحياء العاصمة ?العمارات?.. فظهرت صحيفة ?الرائد? بـ(24) صفحة كاملة الألوان وملاحق صحفية فخيمة ومادة صحفية كاملة الدسم.. في وقت ما كانت تجرؤ فيه إلا صحف قليلة على تحمل تكلفة (16) صفحة بشق الأنفس والغالبية بـ(12) صفحة فقط.. كان واضحاً أنَّ حزب المؤتمر الوطني قرر? وقتئذٍ- خوض معركة كسر العظم ? الإعلامي- لما سواه.. فماذا كانت النتيجة؟

ما هي إلا شهور قليلة حتى ذابت الصحيفة المترفة كما يذوب قرص الآيسكريم تحت حرارة الشمس.. استكثر القاريء دفع جنيه واحد هو سعر الصحيفة.. وفضل بدلاً عنها الصحف الفقيرة من المال، ولكنها مترفة بالحقيقة والرأي الآخر..

لكن الوطني لم يستسلم، التقط أنفاسه بعد استراحة محارب قصيرة وأعاد إصدار ?الرائد? في محاولة لمعاندة الواقع.. كعجوز كتب الزمن على جبينها وشعرها وجلدها خطوطه وهي تقاوم بكل المساحيق.. بلا جدوى.. وأعاد الفشل إصدار قراره.. وحكم عليها القراء بالموت اختناقاً.

نجاح الإعلام لا يقاس بالمال مهما كثر ولا بالسلطة مهما تمطت.. بل بقوة الرسالة الإعلامية وتأثيرها على المتلقي.. فهل أثرت الآلة الإعلامية الجبارة التي يديرها حزب المؤتمر الوطني ورديفته الحركة الإسلامية على المتلقي وزحزحت قناعته بفشلهما الذريع؟

لا، طبعاً.. لأن آلة المؤتمر الوطني الإعلامية فشلت في تحسس نبض الشارع العام الذي بات يغني مع زيدان:

ما يهم الناس من نجم على وشك الزماع

غاب من بعد طلوع خبا بعد التماع

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..