عزيزي المشترك.. أسمع دي بالله

تدلف إلى بيتك أو مكتبك.. ثم تتناول جهاز التحكم في التجوال بين القنوات.. الريموت كنترول.. ثم تتوقف عند محطة معينة.. ثم تنظر في ساعتك لتتأكد أنك على مقربة من برنامجك المفضل.. على سبيل المثال.. أو تنتظر حدثا مهما عبر تلك المحطة التي توقفت فيها.. ثم ينهال عليك سيل من الإعلانات التجارية.. فأنت تنتظر وتتابع دون ضجر.. فهذا هو اختيارك.. كما أنك ولا شك تعلم أن قناتك المفضلة هذه.. أو حتى برنامجك الذي تنتظره لا شك في حاجة لكلفة عالية حتى يطل أمام ناظريك عبر الشاشة خاصتك.. وأنت تعلم كذلك أنك لا تساهم بأي شكل في إنتاج ذلك البرنامج.. أو في تشغيل تلك المحطة.. لذا فإن كل مساهمتك هي أن تقبل أن تعرض عليك تلك المحطة بضاعتها من إعلانات تلك اللحظة.. أو يستبق برنامجك المفضل إطلالته عليك بحملة إعلانية.. لأن ذلك هو السبيل الوحيد لاستمرارها واستمراره.. فلا تملك إلا أن تقبل ذلك الخيار بمحض اختيارك وبقناعتك الكاملة..!
وحين تدير مؤشر الراديو داخل سيارتك لضبطه على إذاعتك المفضلة وأنت تنطلق بها.. فإنك تعلم أن علاقتك بهذا الراديو تبدأ وتنتهي بين لحظة دخولك السيارة ومغادرتك لها.. ولكنك تعلم أن إذاعتك المفضلة هذه تخاطب الآلاف غيرك.. وأن رسالتها أجلّ من أن تمتعك لبضع دقائق.. أو حتى ساعات.. إن كنت ممن يقودون في زحام شوارع الخرطوم.. ولكي تحقق هذه الإذاعة تلك المهام فلابد لها أن تعمل لساعات طويلة.. وبتكاليف باهظة كذلك.. وحين تشنف آذانك سلسلة إعلانات تبثها إذاعتك المفضلة.. فالأمر لا يعدو أنك تدفع مساهمتك في تمويل إذاعتك المفضلة.. هل هذا كثير..؟ بالطبع لا..!
ثم.. وأنت تشتري صحيفتك وتتصفح صفحاتها.. وتقع عيناك على مساحات إعلانية هنا وهناك.. فلا شك قارئي العزيز.. هذه المساحات الإعلانية مهمة وضرورة لابد منها حتى تقوى صحيفتك المفضلة على الصمود.. وتستمر في الصدور.. والأهم من ذلك أن تكتب ما تريده أنت.. لا ما تريده جهات أخرى.. ستقول لي إنني اشتري الصحيفة بمالي.. ولا توجد مقارنة.. أقول لك.. سآتيك حيث تنتفي المقارنة.. ولكن هنا أقول لك.. إن الصحيفة.. أي صحيفة.. إذا باعت كل مطبوعها في ذلك الصباح فلن تعادل مصروفاتها.. ناهيك عن أن تحقق ربحا.. لذا فلا سبيل لها سوى الإعلان.. ولا سبيل لك سوى الصبر والاحتمال..!
أما حيث تنتفي المقارنة حقا.. وحيث يتحول المسلك إلى سلوك غير أخلاقي.. بل وجريمة ينبغي أن يعاقب عليها القانون.. فحين تأخذ جوالك.. تروم اتصالا عاجلا.. لا يحتمل التسويف والتأخير.. فتفاجئك شركة الاتصال التي تحمل شريحتها.. تفاجئك بفاصل إعلاني عن خدماتها.. دون أن ترعى ظرفك ووقتك.. وتراعي حقيقة أنك تسدد كافة التزاماتك.. وبالتالي فإن أية ثانية خلال مكالمتك هي ملك خالص لك.. لا يجوز لأي جهة مهما كانت أن تتدخل فيها.. فإن فعلت.. فهو في الواقع سطو بائن.. واستغلال لنفوذ في غير ما وجهته الصحيحة..!
وأخيرا.. ألم تلاحظوا تراجع مساحات إعلانات شركات الاتصالات في وسائط الإعلام المختلفة..؟ ولِمَ تعلن بمقابل إن كانت تجد مثل هذه المساحات التي تقتنصها من مشتركيها.. ومجانا….؟؟!!
غدا.. نتحدث عن نوبات الجوائز وصمت الفقهاء

اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..