“فاطمة أحمد ابراهيم”

السيدة فاطمة ابراهيم لمن لا يعرفها هي أرملة الشهيد الشفيع امين عام الحزب الشيوعي السوداني. سيدة رقيقة مرهفة الاحاسيس تعشق فلسطين وتتمتع بحس وطني وقومي عال.
كنت في مهمة للسودان هي الأولى والأخيرة عام 1983 حين التأم المؤتمر العام للمهندسين الفلسطينيين هناك في الخرطوم. وقدم الاخوة في السودان كل المساعدة المطلوبة لانجاح المؤتمر وخاصة اتحاد المهندسين السودانيين الذين هبوا جميعا لمد يد المساعدة سواء بالتحضير او بالاستقبال او بمرافقة الوفود الاجنبية المدعوة.
وبالصدفة تم اختيار مهندسة سودانية لمرافقة عضو في الوفد الفلسطيني هي المهندسة نجاة عرفات.
خلال ايام انعقاد المؤتمر وفي المساء دعتنا المهندسة المرافقة ماجدة الى بيتها لتناول الشاي. كان البيت متواضعا بسيطا يشبه كثيرا بيتنا في المخيم وهناك تعرفت على السيدة فاطمة ابراهيم فقد كانت عمة صاحبة الدعوة السيدة ماجدة.
السيدة في سن الكهولة بصحة جيدة وتفكير متزن, ما ان بدأت بالحديث حتى استرعت انتباهي لثقافتها العالية ومعلوماتها بالسياسة, ولم أكشف شخصيتها الا لاحقا عندما أبديت اعجابي بشخصيتها اما السيدة ماجدة التي كشفت لي انها ارملة الشهيد الشفيع الذي اعدمه الرئيس جعفر النميري في بداية السبعينيات.
ودارت الايام حتى قابلت السيدة فاطمة في الجزائر حين حضرت كضيف شرف على دورة المجلس الوطني الفلسطيني الثامنة عشرة.
وهناك طلب الرئيس عرفات حضورها الى مقره في قصر الامم بعد منتصف الليل. ومن المعروف عن القائد الشهيد انه كان يفضل استقبال الضيوف الاعزاء في ذلك الوقت, ربما ليكون ذهنه صافيا وانشغالاته قليلة لكن الشخص المكلف بالتبليغ قصر في أداء مهمته تحت مبرر انها كانت تغط في النوم!؟ ولكن هذا لم يشفع له عند الختيار الذي أمر بتوقيفه.
لا أظن ان شخصا في السودان لا يعرف السيدة ابراهيم فحضورها على الساحة السياسية واضح ومؤثر.
وأذكر للتاريخ ان تلك السهرة في منزل السيدة ماجدة ما ذكرته السيدة فاطمة عن تخوفاتها بالنسبة للسودان سواء تعلق الامر بالجنوب او بالشرق. ومرت السنوات فإذا بتوقعاتها تحدث واذا بخشيتها تتحقق, فانسلخ الجنوب بمساحته الهائلة وثرواته الطبيعية وخاصة النفط, واستعرت المشاكل بل والمعارك في الشرق والغرب واضطربت الاحوال في الشمال, واصبح السودان البلد العربي الاكبر مساحة في الوطن العربي جزئين او ثلاثة والحبل ما زال على الجرار.
تابعت اخبار السيدة فاطمة عن بعد وبواسطة السيدة ماجدة قريبتها التي قذفت بها الاقدار الى اقصى المغرب العربي مع عائلتها بعد ان ضاقت بهم السبل في بلدهم السودان.
تحية للسيدة فاطمة عن بعد التي ناضلت وما زالت من اجل القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين, وآمل ان تكون كما عهدناها دائما تلك السيدة العربية الاصيلة صاحبة الرؤى التي لا تخطئ وقلبها على السودان وفلسطين.
تحية لتلك السيدة أينما كانت وكما قال الرئيس الفقيد هواري بومدي “فلسطين تجمع وفلسطين تفرق”.

تعليق واحد

  1. السيدة فاطمة احمد ابراهيم إمراة ولا كل النساء صاحبة رؤية قوية ومواقف صلبة لاتلين أبداً تحب السودان الى درجة الا وعي وتحب الحرية والديمقراطية أمرأة مثقفة لإ بعد الحدود تحب العدل تكره الحكومات العسكرية شجاعة مناضلة تحب الشرفاء تقدس القضية الفلسطينة أتذكر اني قابلتها يوما على هامش إحدى المؤتمرات في العاصمة الاثيوبية أديس سلمت عليها قلت لها يااستاذة فاطمة أنا سعيد برؤيتك ومعرفتك قالت ياإبني وانا سعيدة جدا عندما أقابل احد من أبناء السودان ويقول لي مثل الكلام رديت عليها قائلا يا أستاذة فاطمة إنت رقم سياسي لايمكن تجاوزه داخل محيط السياسة السودانية والعربية والافريقية والعالمية بتواضع عجيب ردت قائلة هذا يا إبني كتير على قلت لها لا. سألتها سؤال مارايك ما يحدث لفلسطين الآن ؟ الاجابة قالت لي فلسطين في الوجدان والخاطر وسوف يأتي يوما وتتحرر فلسطين . علاوة على ذالك إنها زوجة المناضل الشهيد الشفيع أحمد الشيخ.

  2. السيدة المناضلة الجسورة/ فاطمة أحمد أبراهيم شقيقة الشاعر/ صلاح أحمد أبراهيم صاحب قصيدة الطير المهاجر التى تغنى بها الراحل/محمد وردى وأيضا شقيقة السيد/ مرتضى أحمد أبراهيم الذى كان وزيرا للرى فىعهد الراحل/ نميرى .فاطمة كانت لا تهادن فى مبادءها أبدا وشجاعة شجاعة يحسدها عليها أفذاذ الرجال وكانت عضوا فى الجمعية التأسيسية فى أيام ديمقراطية أسماعيل الأزهرى والمحجوب رحمهم الله.

  3. هي صاحبة المقولة الشهيرة في البرلمان السوداني (( لا ناقة لي ولا جمل في هذا الموضوع)فرد عليها المحجوب وقال لها أدري أنه ليس لديك ناقة في هذا الموضوع ولكن لكي فيه جمل وكانت طرفة لا تنسى

  4. الاقتباس من المقال اعلاه (سيدة رقيقة مرهفة الاحاسيس تعشق فلسطين وتتمتع بحس وطني وقومي عال.) … ياسبحان الله شوف التناقضات والتلميع .. تعشق فلسطين وحس وطني لذلك ،، هذه هي عقلية السياسيين في السودان عقلية وايدولوجيا واحدة من يمينها ليسارها واكاد اجزم بان المؤتمر الوطني يكاد يكون افضل من الشيوعي هذا بعد قرأة ماوراء الشعارات .. علي شاكلة الكيزان افضل السيئيين .. انتم في الهوي سواء في الوطنية والعنصرية والتزوير والتلميع بارعون في التلميع ونفخ البالونات … وهذا واضح في التفاعل مع قضية جبال النوبة ودارفور والنيل الازرق ،، يا للعار سوف ياتي يوم تتعرون فيه وتظهر الحقيقة ويعرف الشعب مدى الزيف والدجل والتزوير والغباشة التي تتدثرون بها.

  5. (تابعت اخبار السيدة فاطمة عن بعد وبواسطة السيدة ماجدة قريبتها التي قذفت بها الاقدار الى اقصى المغرب العربي مع عائلتها بعد ان ضاقت بهم السبل في بلدهم السودان.)
    التحية للمناضلة الجسورة فاطمة احمد ابراهيم)
    فقط لدي تعليق لما بين القوسين، المهندسة ماجدة وزوجها متعمها الله بالصحة والعافية. زوجها منتدب من ابوظي لادارة اعمال الدائرة الخاصة لشيوخ اَل نهيان الكرام في المملكة المغربية منذ فترة طويلة. لذا لذم التنويه، وليس كما ذكر الكاتب طاقت بهم السبل في بلدهم السودان.
    مع مؤدتي

  6. عندما سألني الدكتور نجم عبد الكريم هل تعرف فاطمة احمد ابراهيم كانت إجابتي كأنك يا دكتور تسألني ماذا تعرف عن الكبرياء والشموخ وما معني عازة في هواك الذي غني لها خليل فرح فضحك أجبت واوجزت

  7. السيدة الجليلة الاستاذة فاطمة من اميز نساء السودان ولها فى نفوس هذا الشعب الود والحب العظيم كما للدكتوة سعاد البدوى رغم اختلاف السيدتان الا ان حبهما لهذا الوطن جعل لهمافى نفوس الناس الشئ الكبير
    بعد ان بدات اطلع على هذه المداخلات تحدث معى بعض الاخوة همسا ان الاستاذة الجليلة ربما تمر بظرف صحى واجتماعى وانسانى خاص فى مقر اقامتها الحالية خارج السودان ندعو الله لها العافية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..