الراجل تانى يطلع و إن كنتى راجلة

مصطفى صلاح الدين
سبحان الله ماعرفنا من هذا النظام إلا كل سوء ثم عرفنا التصريحات المسيئة و المستفزة من كل بغاث القوم بدءأ من رأس الهرم الذى هرمنا و نحن ننتظر زوال سحابته المظمة من سمائنا, إلا إن ما حدث فى أيام إنتفاضة ديسمبر المجيدة من نكرات النظام تعدى كل الحدود من حيث الاستهانة فقد قال أحدهم و يدعى الفاتح عزالدين للشعب السودانى البطل أو الفضل كما تسخر مجالسنا قال (أدونا أسبوع والراجل تاني يمرق وأي زول شايل سلاح حنقطع راسو) .
هذا الشخص تجرأ بما لم يتجرأ به كبار قادة النظام الذين أخطأوا فى توصيف الانتفاضة المطلبية أو تبرير سلوك الدولة نحوها لكن لم يتحدى واحد منهم الشعب السودانى حتى و لا المجرم الاكبر البشير أو يدعو لحمل السلاح ضد مظاهرات منظمة منذ إنضوائها تحت تجمع المهنيين لم يكسر فيها فيها زجاج,قتل فيها الكثيرون غيلة بواسطة مندسين جبناء,حتى الآن لم تصدر توجيهات للمتظاهرين بحمل السلاح حتى و لو للدفاع عن النفس.
المواطن السودانى مواطن شجاع للغاية و نحن أول عزم و بأس شديد و هذا شئ موجود فى جيناتنا منذ القدم ,منذ عهد مملكة كوش القديمة التى وصل سلطانها حتى بيت المقدس,ثم تهراقا الذى حكمت سلالته مصر ل 300 عام, ثم إسماعيل باشا الذى أراد احتلال السودان للحصول على الرجال الشجعان و الذهب الذى ينتج منه حاليا 200 طن سنويا فى السودان بحسب دبى و لكن الحكومة صرحت ب 120 طن سنويا.
كتشنر بعد معركة كررى إنبهر بشجاعة السودانى بعد أن دانت ساحة المعركة له بمساعدة القوة النارية الفتاكة و قال قولته المشهورة (ماهزمناهم و لكنا قتلناهم).
لكن يبدو أن حزب المؤتمر الوطنى و شبيحته(كتائب الظل) و الحركة الاسلاموية المتأسلمة ظنوا بعد 30 عاما أن هذه الجينات قد ولت إلى غيررجعة و أن هذا الشعب قد تم إصماته و تدجينه ,نسوا أن أن العادات القديمة لا تموت بسهولة ,30 عاما لا تغير شعبا من الداخل بنيت شخصيته على مدى آلاف السنين و صمت الشعب السودانى فرضته ظروف معقدة كثيرة لكنه إنتفض الآن لأنه بعد أن عرف أن وطنه دمر و أن تلك الفئة قد خدعته و أضرت و أوصلته إلى حافة العوز و الحاجة و صار مجرد العيش فى السودان أمرا لا يطاق,عرف المواطن السودانى أن الثورة هى خياره الوحيد و الآنى ,لا توجد حلول فى الافق لاى شئ و ان وجدت فماذا ستعالج ؟ أكسرة خبز أم وقود للمركبات و الطلمبات و الطبخ أم سيولة نقدية تحرك عجلة الحياة؟ و لن يعالجوا صدقونى, طيب ماذا عن الطموح نحو المستقبل و إرتقاء القمم السامقة التى ترنو إليها قلوب الشباب أو على الاقل نحو وظيفة ترد بعضا من ديون الاهل نحو الخريجين أو راتبا يكفى احتياجات الحياة و الزواج و الستر,ماذا عن القضاء على المحسوبية
والفساد الذى صار شيئا عاديا جدا جدا ,ماذا عن مبادئ العدالة الاجتماعية و الشفافية و المحاسبة.
الغريب فى الامر أن المدعو تيتاوى أحد رموز صحفييى النظام قبل عدة أشهر هاجم الصحفية الشجاعة و المتميزة شمائل النور و قال لها على أحد مواقع التواصل الاجتماعى (يا شمائل كلامك دة أكتبيه فى التيار إن كنتى راجلة)!!!!!
غريب و الله ليس عندنا فى السودان رجل يتراجل على إمرأة بل نحن فى السودان نستهجن من يتراجل على امرأة أو على من هو أصغر حجما أو أقل قوة.
و نحن نحذر أدعياء الاسلام من المؤتمر الوطنى و مترفيه و كاذبيه و مخادعيه و جبنائه و متهوريه من إستخدام كلمة إن كنت راجل,فى عرفنا الاجتماعى هذه الكلمة حتى لو قيلت لطالب فى مرحلة الاساس من قبل طالب أكبر منه سنا او حجما لاستفزته و جعلته يبدى له صنوفا من الشجاعة لم يتخيل أنها ستبدر من ذلك الصغير فكيف باستفزاز الشعب السودانى العملاق الذى هو أصلا مستفز بكل ما جره عليه وبال هذا النظام.
كيف تقول أجهزة الاعلام الفاتح عز الدين القيادى بالمؤتمر الوطنى,اى نوع من القادة هذا و هو لا يعرف متطلبات الموقف و المطب الذى وقع فيه حزبه البائس,على العموم شكرا للفاتح عز الدين و الذى منح الانتفاضة زخما إضافيا و صب النار على الزيت,و أعطى البشير الرقاص سببا ليرقص على أغنية (هى النار هى ولعت بى كفى بطفيها) .
راس النظام نفسه لا يعرف شيئا عن الرجالة التى تحمل فى أقل معانيها معانى العدالة و الشجاعة, كيف يعقل أن البشير نفسه حرك آلته و أسلحته العسكرية و مندسيه و رصاصه ضد أبرياء عزل تقدر أعدادهم بمئات الالوف فى كل مدن السودان و اعتقل منهم من اعتقل و قتل من قتل ثم إحتمى فى الساحة الخضراء وسط قواته الامنية و جمع بعضا من ثلاث أو أربع آلاف إما مجبورين أو خائفين أو مدفوع لهم ثم رقص وسطهم و بعدها ليلعب تلفزيون السودان و فضائية 24 بالفيديو و الصور الملتقطة ليبدو أن عدد مناصرى البشير كبير للغاية,و لكن بعضا من الطيارين المؤيدين للثورة أخذورا صورا حقيقية للساحة الخضراء تبين الحقيقة ثم قام شباب الانتفاضة الذكى بفحص تلك الفيديوهات رقميا و تبين تزييفها,فأى رجالة هذه؟؟؟؟
مصطفى صلاح الدين