مشارط ناعمة.. على جسد الإمدادات! ?2?

نختتم اليوم وكما وعدناكم أن نختار نماذج من تساؤلات المهتمين بشأن الإمدادات الطبية.. وقد آثرت أن أختصر الطريق بنقل تلك التساؤلات مباشرة إلى إدارة الإمدادات الطبية.. وعرض ردودها.. وقد اخترت ثلاثة نماذج كلها لسيدات أثبتن قدرتهن على المراقبة والتشخيص فرغنا أمس من اثنتين وها هي الثالثة..!
أمل محمد الحسن منتجة برامج في فضائية سودانية 24، كتبت تقول:
مجموعة من شباب القناة وأنا منهم عاملين قروب لعرض حالات طبية تحتاج لأدوية في المستشفيات الحكومية. وعاملين اتصالات مع أطباء في عناية بحري بيورونا الناس الما عندهم أهل أو ما عندهم استطاعة لشراء الأدوية ونحن بنجمع تبرعات على قدرنا..
الموضوع المهم إنو بنلقى الأدوية البسيطة زي المضادات الحيوية والدربات بأسعار خرافية من صيدليات الإمدادات نفسها.. يعني مثلا الدرب الواحد بـ(900) جنيه والحقنة بأربعمائة وشوية..
هل أي مواطن بيقدر يشتري حقنة واحدة؟ وأي مواطن بقدر يشتري درب بـ(900) ج.. ده ممكن يكون مرتب عامل!.
أما الصور والأشعة المقطعية وغيرها فبأكتر من مليون جنيه..
أين هو الدعم؟ وأين التأمين الصحي؟ وأين الإمدادات؟
أعتذر للأستاذة أمل أن أعرض رسالتها بذات الصيغة التي كتبتها بها فالمؤكد أنها لم تقصد نشرها إلا أنني شعرت بصدق التعبير فدفعت بها إليكم.. فماذا قال مدير الإمدادات..؟
الأستاذة أمل: أولا جعل الله كل مجهوداتكم في ميزان حسناتكم وأعاننا وإياكم لما فيه خدمة البلاد والعباد.
المضادات الحيوية وخاصة للأطفال والدربات فمثلا كل المضادات الحيوية سعرها مدعوم على سبيل المثال.. (سيفيكسيم شراب) من نفس الشركة أميفارما سعره (23) وسعره في الإمدادات (14) ج و(الأزيثرومايسن حبوب) من نفس الشركة سعره في السوق تقريبا (30) ج وسعره في الإمدادات (12) ج.
والأمثلة كثيرة، ذلك لأن كل أدوية الصناعة المحلية مخفضة ومدعومة وتشمل أكثر من (80 %) من المضادات الحيوية وحتى المستوردة فمثلا حقن الـ(meronem) سعرها في السوق (560) ج بينما سعرها في الإمدادات (460) وأغلب المضادات الحيوية المستوردة المنقذة للحياة، أما الدربات فسعرها الحقيقي حوالي (24) ج وفي الإمدادات (14) ج..!
أما عن الدرب الذي سعره (900) ج فهو عقار (البيومين) وهو من الأمصال التي تستورد من دول أوروبية (سويسرية أو ألمانية) وتشتري الإمدادات الدرب بأكثر من (1300) ج، وبالمناسبة قبل شهر تقريبا قامت الإمدادات بتخفيض قيمته من (900) ج لـ(800) ج، رغم أن سعره الحقيقي العالمي زاد ولم ينقص وأيضا عقار الـ(الأمينوقلوبيولين) الذي تشتري الإمدادات الدرب منه بـ(3500) ج وتبيعه بـ(1000) ج فقط وللمعلومية المريض يحتاج من هذا العقار في المتوسط إلى (30) زجاجة سعرها الذي تشتريه به الإمدادات (105000) ج ليصل المريض بـ(30000) ج فقط.
وينطبق ذلك على كل الأمصال والفاكسينات، ولهذا السبب بالذات تحرص صيدليات الإمدادات وصيادلتها الأكفاء على التأكد من وصول هذه الأدوية لمستحقيها باتباع شروط معينة للصرف حتى لا تتسرب وتباع بأسعار عالية وإن كانت حقيقيه للمرضى.. وختاما الأمثلة كثيرة، وأعتقد أن هذا ما يدعوكم وكثير من من المبادرات الرائعة مثلكم ومثل مبادرة شارع الحوادث والخيرين للحرص على الحصول على هذه الأدوية من الإمدادات وكان الله في عوننا وعون الجميع لما فيه خدمة البلاد والعباد..!
انتهى حديث الدكتور جمال خلف الله المدير العام للصندوق القومي للإمدادات الطبية.. وأصدقكم القول إنني وبعد كل هذا الذي كتب.. شعرت أن الإمدادات ما زالت مظلومة.. كما شعرت في ذات الوقت بأن المواطن أيضا مظلوم.. فثمة حقوق له تخرج من هنا وتختفي هناك.. الخلاصة أن هذه المساحة لا تكفي لطرح الأسئلة وعرض الإجابات.. أفكر في حل آخر..!

اليوم التالى