تراجع التضخم وارتفاع الاسعار (كييف ده بيجي)؟!

فن الممكن
مجاهد عبدالله

قرات خبرا ورد في بعض صحف يوم امس يقول بان التضخم في السودان تراجع بعد شهور من الارتفاع ومصدر الخبر هو الجهاز المركزي للاحصاء وبعيدا عن لغة الارقام الوهميه التي وردت في تقرير هذا الجهاز (خلونا) ننظر للواقع ..(يعني شنو) التضخم تراجع؟؟ ..ومامعنى هذا المصطلح؟؟ وكيف يقاس وهل المعنى ليس له علاقة بالواقع ؟؟ ..الواقع يقول اننا في وضع اقتصادي ماساوي وغلاء المعيشه اصبح يحاصر الناس ولارؤى تلوح في الافق لاستعدال الحال في الوقت القريب (مش ده الحاصل ) او يكون مصطلح التضخم في السودان فهمه عندنا بالمقلوب !!.
يوم ان اصدر هذا الجهاز الغير دقيق تقريره وقال ان التضخم تراجع (وماعارف قاسوه بي شنو )..! ارتفعت اسعاركل السلع الضروريه في السوق الى اكثر 30من % واي مواطن يعلم ذلك .. (اذهبوا ياموظفي) الجهاز المركزي للاحصاء الى السوق اواسالوا مالذي حدث خلال اليومين الماضيين من غلاء فاحش لاسعار السلع الاستهلاكيه وهل هذا الغلاء له علاقه بمقياس (تضخمكم) ام لا.
ذهبت لا اشتري بعض الاغراض من البقاله التي اشتري منها يوميا وطلبت منه ان يبيعني بعض السلع فوجدته قد زاد اسعارها بدرجه كبيره جدا بل ومزهله لدرجة انني ترددت في الشراء وقلت له كيف حدث هذا ولماذا فقال لي كلام غريب جدا ..قال انه ذهب الى السوق لكي (يبتضع) فوجد التاجر الذين يشتري منه لايريد ان يبيع اي شي رغم وجود البضاعه بكميات كبيره في المحل لانه يتوقع زياده كبيره في الاسعار وقال ان كثير من تجار الجمله هربوا من محلاتهم وتركوها الى ابنائهم الصغار (عشان يزوغوا من الزبائن ) وقالوا لابنائهم (اي زبون يجيكم قولوا ليه ابوي مافي حصل ليه ظرف) وانا لا اتصرف الابعد عودته ، و كما ذكر لي صاحب البقاله بانهم لايريدون البيع لانهم يتوقعون زياده اكثر من ذلك خلال اليومين القادمين وقال لي انه (عاد) بخفي حنين لانه لم يجد التاجر الذي يشتري منه لاسباب المذكوره .
هذه الوقائع تكذب ماذهب اليه الجهاز المركزي للاحصاء ،وتؤكد ان التقرير الذي اصدره فيه (فتل) شديد وغير مطابق لما يجري على الارض من معاناة يعيشها المواطنون .
( الاسعااارناااار) والدولار يهرول هرولة نحو ال30 جنيه وسيزيد لامحال مادام انه لاتوجد اي افكار اقتصاديه لدي علمائنا الاجلاء في علم الاقتصاد لتردعه ،وسيجتهد الذين يكذبون على الشعب السوداني مره اخرى لشطب الاصفار من الدولار بعد ان يزيد عددها كما فعلوها في مره سابقه عندما اصبح الدولار سعره 3000 جنيه شطبوا الثلاثه اصفار و(قلبوا) ال 3000 الى 3جنيه ورغم ذلك مايزال السودانيون ينطقون ال22 جنيه التي وصلها الدولار 22000 جنيه لانهم لاينسون مهما حاول الاخرون مسح زاكرتهم وهي عملية كانت واضحه ولايستوعبها عقل تنم عن فشل في ايجاد الحلول اللازمه لازمة الاقتصاد السواني .
الاجهزة الحكوميه الرسميه عليها ان تكون واضحه وشفافه عندما تصدر تقاريرها حول القضايا التي تهم المواطن لانها اذا لم تفعل فلا يمكن ان تصدر مؤسسة محترمه تقرير رسمي عن قضايا حساسه يناقض تماما مايعيشه الناس .
الزياده الكبيره في اسعار السلع هذه الايام غير مبرره بدليل ان الحكومه لم تكشف عن اجراءات جديده ادت لارتفاع جنوني لها وهنا مربط الفرس ،فكيف تزيد اسعار سلع ضروريه بدون اسباب واضحه ؟؟ وهل الحكومه لديها مصلحه في ذلك ؟؟ واذا كانت ليست لديها المصلحه لماذا لم تتدخل لتمنع اجسام المواطنين من سياط جشع التجار الذين اصبحوا يتلاعبون بقوت وحياة المواطنين ؟؟.هذه استفاهامات مهمه تحتاج للاجابه عليها من حكومة الوفاق الوطني بقيادة الفريق بكري حسن صالح رئيس الوزراء القومي .
قد تعتقد هذه الحكومه ان المواطنون يمكن ان يصبروا عليها كثيرا وهي تعول على مشاركة بعض احزاب المعارضه معها وترى ان وضع هذه الاحزاب تحت ابطها سيكفيها من شر خروج الشارع السوداني عليها لاقتلاعها من جذورها ،ولكن في اعتقادي ان هذا تحليلا غير سليما لان المواطن السوداني البسيط لايهمه من يحكم بقدر مايهمه من يوفر له احتياجاته الضروريه لتكون في متناول يده با اسعار مناسبه تتماشى مع دخله بالاضافه الى امنه واستقراره واذا لم يحدث ذلك فلاتهمه الاحزاب ولا الحكومه وحتما سينتفض عليهم جميعا ليقرر مصيره .
على مجلس الوزراء المؤقر ان يبحث سريعا الاسباب التي ادت الى غلاء اسعار السلع الاستهلاكيه ليرى هل من اسباب موضوعيه لذلك ام انه تلاعب تجار (عديمي زمه)؟؟! وبعد نتيجة البحث لابد لمجلس الوزارء ان يقوم بتكوين جهاز رقابي فاعل يتابع حركة الاسواق اليوميه ويحاسب سريعا كل الذين يحتكرون السلع ولايريدون بيعها بحجة انتظار ارتفاع سعر الدولار و بالتالي سعرها .
اذا لم يحدث ذلك ستحدث مواجهه ساخنه بين الحكومه والشعب فهنا لن يطول الصمت ،ولابد ان يفهم مجلس الوزراء ان تركه للامور (سائبه) ستكون عواقبه وخيمه على النظام الحاكم ..وفي مثل هذه الاوضاع اذا لم تحمي الحكومه الشعب من جشع التجار والمضاربين بعملاته وقوته وبحياته فان الشعب سيفرض ارادته كما فعلها في مرات سابقه .
كان احدهم يحكي لي في ذات مره عن مالذي حدث في اخر عهد نميري وعجل بالانتفاضه ضده اذكر انه قال لي زيادة سعر الدولار وعدم قدرة حكومة مايو على السيطره عليها وظهور حالات اختفاء لبعض المواطنين وحديث في الشارع عن اختطاف الناس بواسطة عصابات وزيادات متسارعه في اسعار السلع الاستهلاكيه، وقلت في سري ما اشبه الليله بالبارحه !!.

[email][email protected][/email] نشر في الاهرام اليوم —الخميس 20يوليو 2017

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..