المجرم فقط من يبحث عن التسوية

خليل محمد سليمان
اسوأ ما انتجته سياسة النخب ربيبة الإستعمار ، ووريثة عرشه مصطلحات التسويات ، والترضيات ، والمحاصصات ، والتقسيم ، فالامر عندهم عبارة عن كيكة ، ومنافع ذاتية ، إن جاز التعبير اصحاب الإمتيازات التاريخية.
التسوية تعني الوصول الي صيغة ترضي الاطراف المتصارعة ، فهي التقسيم ثم الرضى بالمقسوم ، ولسان حال التسونجية يجب ان لا نضيع الوقت ، فلا نملك رفاهية البحث عن المتاعب ، والإنتظار طويلاً..
إن إعتمدنا مصطلح التسويات العرجاء ، إذن لماذا قامت الثورة ، ولا يزال الشعب السوداني في الشوارع منذ اربع سنين.
مصطلح التسوية في حد ذاته يعني ان الجميع علي خطأ.
في حال تعذر إيمان الجميع بالثورة ، ومبادئها ، وضرورة التغيير ، فيجب مقاومة الطرف الذي لا يؤمن بها حتي إسقاطه وطرحه ارضاً.
الثورات لا تعرف الحلول الوسطى ، والوقوف عند منتصف الطريق ، فالثورات لا تعرف القسمة إلا علي اهدافها ، ومبادئها.
من غير المعقول ان تُطلب التسوية مع من كان يقف حارساً ذليلاً علي ابواب قصور من عافهم الشعب ، واسقطهم بلا رجعة.
فهؤلاء يجب ان يؤمنوا بالثورة فقط ، او ذهابهم الي الجحيم، فلا يستحقون ان نُطلق عليهم بالشركاء كما فعلنا سابقاً ، وحاقت بنا الندامة ، فإرادة الشعب اقوى من سلاحهم ، ومليشياتهم ، والمرتزقة.
من يحرص علي التسوية ، وسط هذا الركام ، والمعركة لا تزال علي اشدها بين الشعب ، ودولة الماضي البغيض لا يعنيه التغيير في شيئ ، فالاوطان لا تُبنى بالشفقة ، والعواطف.
الوضع الذي إنقلبت عليه لجنة المخلوع الامنية بعد الثورة في الاصل يُعتبر تسوية ترقى لدرجة الخيانة ، لأنها قدمت مصالح الفلول ، والمجرمين علي الثورة ، ومبادئها ، واهدرت الحقوق ، في مقدمتها الدماء التي سالت ، والآلام ، والدموع.
تسوية معطوبة اوصلتنا الي هذه المحطة المقيتة ، لنستجدي تسوية اخرى .. مرفوضة جملةً ، وتفصيلاً.
الهرولة وراء الحلول العرجاء ، والتسويات المعطوبة ، والمجربة لا تفضي إلا الي الاسوأ ، والحال يغني عن السؤال.
البحث عن التسويات اخرج الفلول من جحورهم ، وعلى صوتهم ، ونباحهم ، بعد ان تخطفهم الخوف ، والهلع ، والهروب بحثاً عن النجاة ، لأنهم ادركوا ان ديسمبر هي قيامتهم التي ستوردهم الجحيم.
عشنا لأكثر من ثلاثة عقود مُكرهين ، تحت آلة الحرب ، والبطش ، والتنكيل ، فأن لم نبلغ اهداف الثورة ، والتغيير الذي نستحق فيجب ان نعمل لعشرات السنين ، فإن توارثنا الثورة ، والنضال خيراً لنا من ان نتوارث الخيبات ، والهوان ، وضياع الحقوق ، لنظل في ذات مربع العبودية التعيس.
كسرة..
البرهان حسم امر التسوية حين قال لجنوده ، نريد حكومة مدنية تحرسوها إنتو ، و إن حادت سلاحكم موجود.
هذه هي العقلية التي تبحثون معها عن تسوية؟ .
كسرة، و نص..
برهان .. نعم نريد حكومة مدنية تحرسها المؤسسة العسكرية ، بالبنادق ، والطبنجات ، التي نشتريها من حر مالنا ، فإن حادت فنتصدى لها بالوسائل الحضارية ، والمدنية ، والمؤسسات من قضاء ، وسلطة تشريعية ، وصحافة.
كسرة ، وتلاتة ارباع..
شاء من شاء ، وابى من ابى .. تكمن معضلة السودان الذاهب نحو التفكيك في المؤسسة العسكرية التي تقودها لجنة المخلوع الامنية ، بذات عقيدة النظام البائد ، إن لم تكن معي فأنت ضدي ، حيث لا مكان للآخر إلا في اسوأ منازل الجحيم.
نعمل شنو مع بائعي السودان ومصالحه من انتهازين وخونه وعملاء؟؟
يقود الشباب الثوره ويتساقطون من اجل اهداف جميله ونبيله واخيرا ياتي الانتهازين من سياسين وعسكر ليخطفوا الثمره ويجعلوا نتاج الثوره صفر كبير
الم تلاحظ ظهور الاحزاب وقادتها مرة اخري للسطح واصبحت اصواتهم هي الاعلي
بكره ستاتي المنصوره وزيره وود المرغني وزير
يا سعادتك… تحدثت في مقالك السابق عن المدعو الصوارمين نريد منك أن تحدثنا عن سيرته الذاتية و حكاية الشيكات و الحراسات التي ذكرتها، أنت مصدر هام للمعلومات عن ضباط الجيش و عليك تعريتهم بالتفاصيل.
لن يستقر السودان حتى تراق الكثير من الدماء… هذه السلمية مع هؤلاء الاوباش لن تؤدي إلى نتيجة.. في الثورة الفرنسية جرت الكثير من الدماء… وبعدها جات الديمقراطية… يعني الحرية والسلام والعدالة تمنهم غالي… لا بد من المواجهة بالسلاح.. الند للند والغلبة حتكون للشعب لانه صاحب قضية ودايما ما يموت الجبابرة وتبقى الشعوب
كلام سليم