لكَ المجدُ، يا أحمد

شكرى عبد القيوم
احمد جبريل : أنا لاقيتو وعرفتو يمكن قبل 15 سنة. كُنْتَ شغال في وزارة العدل، وبعدين ناس العلاقات العامة، والمكتب التنفيذي، وأحياناً مولانا صلاح أبوزيد بحتاجوا لإنو يشتروا دولار أو يبيعوا دولار. لسفر الوزير أو وزير الدولة أو الوكيل أو بعض المستشارين، أو لأغراض أخرى هم بيعرفوها أنا ما بعرفا. ف فاروق الريَّح واللِّي هو الشقيق الأصغر لحمد الريح الفنان، وخوجلي وأمونة، كان هو ضابط العلاقات العامة، وبباصي لي الشغل ده عشان اتمصرف منو وكده يعني. وأنا بقوم بجي لموريس أو حمد النيل بتعامل معاهم. وبلقى أحمد جبريل قاعد في نفس كرسيهو في نفس المكان عند العمود البتوسَّط المسافة بين دكان موريس ومحل كمال وداعه. واللِّي هو نفس المكان القعد فيهو آخر مرة قبل تلاتة أسابيع تقريباً قبلما يغادرنا مَرَّةً وإلى الأبد.
علاقتي بيهو اتوطَّدت مع بدايات الثورة. هو ما كان ثوري بالمعنى لكن كان متضامن بصدق ويُعْتَمَد عليهو. ويمكن الحاجة الوحيدة الأظهر فيها موقف بوضوح هو تضامنو مع الثورة والثوار. لأنو أحمد هو نوع إنسان، من الناحية السيكولوجية، ما بتستثيرو الأمور المن المقدَّر يقيناً إنَّها تستثير الناس. كان متسامي على كل الموضوعات، وصاحب خُلُق جليل. كان مثال للذات العارِفة الخالصة. كان من النوع ال مهما يخطأ عليهو واحد أو يستفزو ما بستجيب الاستجابة المتوقَّعة وإنَّما يحاول يفهم بس، ويتأمَّل سعادة الآخَرِين بدون حسد، ويتحسَّس الصفات الخَيِّرة فيهم بدون ما يرغب في الارتباط بيهم أو يقترب منهم. وكان عندو مَلَكة نقَّادة في جمال النساء بدون ما يشتهيهن. وكانَ في معاناته كمن لم يُعَانِ شيئاً.
وكان من عادتو إنو يشتري سجايرو من بتاع الجملة، وإنو يشرب رطلين لبن يومياً قبل ما ينوم، وكان أكتر حاجة بتعجبني فيهو إنو ما يتنازل أبداً عن الأناقة الكاملة والنظافة القصوى والمصاريف المريحة، وإنو أبداً ما عرفتو شغال شنو.
“شُكْرِي”
[email protected]
يعني كنت شال موظف حكومي مع الأنجاس تلاتين سنة؟ كبف وثقوا فيك ان لم يختبروك بمهام أمنية أو تجسسية؟