النتائج المتوقعة لاتفاق أديس (1 )

النتائج المتوقعة لاتفاق أديس (1 )

عادل الباز:

اذا انهى السودانيون التفاوض بين دولتيهما الجارية بأديس الان بنجاح بعد ان خاضا مفاوضات هى الاصعب والاهم فى تاريخ السودان منذ نيفاشا.مفاوضات اديس هى استكمال لاتفاقية نيفاشا النموذج الملهم لصنع السلام فى القارة الافريقية.امتلك الرئيسان عمر البشير والقائد سلفا كير الجرأة وهما يتفاوضان بشجاعة ويتقدمان نحو اتفاق يرقبه الاقليم والعالم وكل مواطنى البلدين برجاء ودعاء وامل.امضى الرئيسان خمسة اياما صعبة فى دهاليز التفاوض فى مواضيع معقدة ولكن ماذا يفعل الرئيسان (يالرزيقى ورحاب) اذا لم يكونا فى قلب مفاوضات تحسم اخطر ازمة سياسية واقتصادية تمر بها بلادهما. ماذا سيفعلان اهم من ذلك فى الخرطوم وجوبا؟.جلس كارتر سبعة شهور فى منتجع كامب ديفيد لابرام اتفاقية الكامب وقضى السيد على عثمان وقرنق سنتين فى كينيا لانجاز اتفاقية نيفاشا.فليس كثيرا على مئات الارواح التى تزهق جراء الحروب ان يبقى الرئيسان خمسة ايام فى فندق شيرتوان( خمسة نجوم) ليضعا حدا للموت والتشرد.
النتائج المتوقعة للاتفاق اذا ما تم ستمتد لتشمل كافة مناحى العلاقات السياسية والامنية والاقتصادية الاجتماعية. سيزيل الاتفاق بؤر التوتر السياسى مما سيسمح بتنقية الاجواء بين البلدين ليرسما مستقبلها بعيدا عن العداوت ويفتح الطريق لاقامة علاقة سوية بين دولتين تتمتعان بالسيادة وبتاريخ مشترك وروابط جغرافية لا انفصام لها.ازالة التوتر السياسى ستقود الى ايجاد مخارج لتسويات سياسية مع مجموعات متمردة لاتزال تحتضنها جوبا وكذلك مجموعات لاتزال الخرطوم تناور بها. سيميل الطرفان لعون بعضهما لتسوية قضاياهما الداخلية سياسيا مع معارضيهما. بإمكان الرئيسين ان يلعبا هذا الدور.علاقات سياسية صحية ستنعكس على السياسة الداخلية لكل بلد اذ ان اجواء التوتر التى كانت سائدة جعلت الطرفين يمارسان قمعا على معارضيهما وعلى حرية الرأى والتعبير وعلى حريات المواطنين.
الاتفاق اذا تحقق اليوم يعنى اتاحة الفرصة للعمل المشترك خارجيا اذ ان مصالح البلدين لاتزال مرتبطة لحد بعيد ومواقفهما الخارجية بحاجة لتنسيق فى المنظمات الاقليمية والدولية.الاقليم الذى كان يترقب الاتفاق بشغف يدرك ان انفجار صراع دموى بالسودان سيؤدى لخلخلة الاقليم وستنفجر صراعات اخرى فى دول لاتزال ترقد على برميل بارود اثنى وقبلى وجهوى, فى هذا الاقليم اذا ما نسقت دولتا السودان جهودهما السياسية والدبلوماسية بإمكانهما ان تصبحا اكثر اللاعبين تأثيرا فى الساحة الافريقية.بإمكان الجنوب افادة السودان الشمالى فى القارة السوداء فلاتزال قضية انضمام السودان للتجمعات الافريقية فى جنوب ووسط القارة تواجه صعوبات جمة. بإمكان السودان الشمالى ان يصبح بوابة الجنوب للانفتاح على العالم العربى او افريقيا العربية بل هو مدخل الجنوب الوحيد لخلق صلات سياسية واقتصادية مع دول الخليج الغنية وذات القدرات التمويلية والفوائض المالية الضخمة فى ظل الازمات المالية والاقتصادية التى يعانيها الغرب وعجزه عن تمويل نفسه ناهيك عن الاخرين.
اذا ما افلحت الدولتان فى بناء تحالف سياسى استراتيجى فإن النتيجة العميلة الناتجة هى الاستقرار فى كلا الدولتين وهو الشئ الذى افتقدتاه منذ استقلال الجنوب, وابعد من ذلك فإن السودانيين تاهوا فى صحراء الحروب وعدم الاستقرار اكثر من بنى اسرائيل.الاستقرار هو المفتاح الذى نهضت به دول العالم. اوروبا صنعت نهضتها الكبرى حين استقرت سياسيا بل مضت لتتوحد بعد حروب طويلة. اسيا دفعت ثمن الحروب والنزاعات الاهلية لعقود من الزمن ولكن ما ان صنعت استقرارها حتى نهضت ونافست اميركا واروبا.انظر لتجربتى ماليزيا واليابان.
الاستقرار يعنى ان تلتفت الدولتان للقضايهما الشائكة التى تواجههما فى التنمية ومكافحة الفقر والفساد من اجل صنع مستقبل افضل لانسان بلديهما بدلا من اهدار مواردهما فى حروب لاطائل من ورائها.جاران تربط بينهما الجغرافيا والتاريخ ويملكان موارد هائلة وينسقان سياسيا بإمكانهما ان يحققا المعجزات ويصنعا طفرتهما الاقتصادية والسياسية فى وقت وحيز.

الصحافة

تعليق واحد

  1. لقد صدقت يا الباز كثر الله من امثالك وغرق امثال الرزيقي والطيب مصطفي والعجوز الهرم اسحق الذي لا يشبه اسحق بن سيدنا ابراهيم

  2. الاستقرار هو المفتاح الذى نهضت به دول العالم. اوروبا صنعت نهضتها الكبرى حين استقرت سياسيا بل مضت لتتوحد بعد حروب طويلة. اسيا دفعت ثمن الحروب والنزاعات الاهلية لعقود من الزمن ولكن ما ان صنعت استقرارها حتى نهضت ونافست اميركا واروبا.انظر لتجربتى ماليزيا واليابان.
    غلبتكم الحرب سعيتوا للانفصال وذبحتوا الذبائح قام غلبكم الانفصال قمتوا تشحدوا الوحدة.
    يجب محاسبتكم على كل شىء من طق طق للسلام عليكم.
    ولانامت اعين الحبناء

  3. أها يالباز..ياصقر الهوا الحوام

    المحادثات وطرشقت…تمخض الجبل وولد (خرا وضراط)…شن قولك ؟!
    كلام (بشيرك) ولغة (هجليجك) طلعت جكة في الفاضى!!
    بس دا ما المحيرنى فيك أيها الكاتب الألمعى والسياسي والمحلل النحرير….خلينى (أوريك ) المحيرنى….طيب أرجعو يإخوان للمقال وشفوا معاى الفقرة دى

    (بإمكان الجنوب افادة السودان الشمالى فى القارة السوداء فلاتزال قضية انضمام السودان للتجمعات الافريقية فى جنوب ووسط القارة تواجه صعوبات جمة.)

    مثل هذا التصور الذى يصوغ به الباز وكتاب الإسلام السياسي مقالاتهم وطرائقهم الفكرية في مخاطبة الآخر منطلقين من منصات فكرية تثير الأسى والسخرية لدى المتلقى المحايد أو الصارم دعك من إخوة لنا وأشقاء زمايل هم وغم شركاء فرح وترح مثل أهالينا في دولة جنوب السودان الذين حرمتموهم مجرد (الحقنة وأنتم نهبتم خيراتهم ونفطهم ففضلوا الهروب من مشروعك الحضاري ببساطة….تخيلوا معى كاتب (إفريقى ) في (بياض وشقرة …ياعينى) الواد عادل الباز (شعرو يلعب بيهوالنسيم وصبا نجدوقت الاصايل..ياقلبي) و(مناخيرو يستطيع أى صرماتى جزمجى نقلتى أن يفصل منها حبتين مركوب فاشري بإرتياح…بس دى آخ منها !!)
    مثل هذا الخطاب وهذه الصورة المتوهمة (لدى عباسين وقرشيين وعروبين لم تعجبهم صورتهم الأصيلة)التى خلقهم عليها الله فطفقوا ينتحلون (هويات وثقافات الآخرين) بطريقة مزرية أو كما أسلفت تبعث على الأسى وتثير السخرية…وبدلاً من أن يكتب (بازنا وصقر عروبتنا المدعاة وأسلمتناالمزجاة)..عن القارة (السوداء) كان حرياً به وهو إبن (سوداء ومافي ذلك شك أوإستصغار) أن يكتب و يكمل العبارة ….فى بقية قارتنا قارة إفريقيا…وليس القارة السوداء …لأنه بالإحالة يستطيع أى قارىء أن يلمح الظلال العنصرية للعبارة…ويشتم (ريح التعالى الكريهة) وهى تصدر من أسود يتلاطف شرذمة من بنى (طرائقه الفكرية الدقداقية….أو كما قال الكبير واصفاً إياهم بأصحاب العقل المختون وهى لعمرى كسب كبير في إصطلاحات علم الإجتماع السياسي) فيتساهلون ويقولون له (يا واد يا أخضر)…وهو في سواد الليل الذى جافته النجوم!
    تخيلوا معى كيف ل(هجين )لم يحدد موقعه وإنتماؤه (المحدد أصلا بالصورة ،بالهيئه،باللون والطعم والرائحة)أن يرضى بالجلوس إليه وفي معيته من هم (أصول وفحول في الأصالة)…أفارقة أقحاح…لم يتنازلوا أبدأ عن إنتماءاتهم وأصولهم!!
    ألا رحم الله نكروما ..سنغور …نايريرى…هيلاسيلاسي…زيناوى…قرنق…وكاتب هذه السطور (الأسود) كمال أبوالقاسم الذى ينتمى إلى قارتنا (قارة إفريقيا العظيمة) بألوان طيفها البهية.

    قدرنا أن نقرأ لكتاب الإسلام السياسي االذين تتأبى (أخلاق مشرفي الراكوبة) أن نحتفظ بأوصاف كتابتهم احقيقية والتى تنتمى دائما لمناطق (ما تحت الصرة)!!
    عميق تأدبنا لفضاء الراكوبة وليس لكتاب الإسلام السياسي….ولا نعتذر إن طالبنا أحد بإعتذار!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..