مقالات وآراء سياسية

الأولويات ثم الأولويات ثم بعد ذلك..!

محمد عبد الله برقاوي

الخوف كل الخوف أن  تنزلق الثورة  في فجوة  الحاجة الملحة  لمعايش  الناس  الذين تنفسوا الصعداء لزوال ذل الإنقاذ الطويل ..ورومانسية  الحديث  الفوقي عن الأهداف السياسية المثالية  التي يرددها مثقفو منطق ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان !

نعم للثورات في كل مكان دوافع شرارتها و جسارات تضحياتها و رؤاها وأهدافها ..لكنها قد تختلف في ترتيب الأولويات بعد نجاحها تبعا للحاجات الضاغطة التي تلمس عصب حياة المواطن الذي من حقه أن يرفع سقف  التوقعات عموديا ,في المدى العاجل, ويبسط نظرة التفاؤل أفقيا   في مساحات المستقبل القادم .

ولعل تباطوء خطى الثورة في استباق  تفاقم المعضلات المعيشية قد سرب الى نفوس الناس وحتى الثوار أنفسهم جرعات المرارات التي لم يستطيعوا حيالها إلا ابتلاعها مع الصمت والشعور بجمراته تمزق غلالات الصبر في النفوس الخائفة على الثورة وتساؤلات أعدائها تشق  غبار المسافات في الأقاليم لتأجيج النقمة عليها !

والمتتبع لوسائل  التواصل الإجتماعي  يقرأ  بمضاضة الألم  تعريدات التهكم التي تطعن في ما يسميه فلول النظام السابق بالعجز عن حلحلة  العقد التي ينسيهم بعدهم  المؤلم عن السلطة أنهم من كانوا سببا في تعقيدها لمدة ثلاثين عاما و يستنكرون على الحكومة الإنتقالية أنها لم تفلح في تجاوزها في اقل من ستة أشهر !

فمثلما للذين يعرفون جسامة المهام منطقهم  الداعي الى المزيد من الإحتمال ..فأعداء التغيير لهم من خبث المقاصد ما يشيعونه وسط البسطاء تاليبا للمعاناة التي تعتصرهم ..بل و لا زالوا وياللمفاقة يتناولون خيط  الحدب على الدين وخوفهم من ضياعه وهم ينسجون من اراء بعض الذين يتحدثون في الأجهزة الإعلامية باراء شخصية لاتعبر بالضرورة عن رأي الحكومة ولا رافعتها السياسية..لكن صاحب الغرض لا يعجز  بالطبع عن عهر التأويل !

والغريب ان من يروجون لمثل هذه الأراجيف هم من يستمتعون  بذات حرية الرأي عبر صحفهم و قنواتهم دون أن يتعرضوا للمصادرة أو إغلاق الفضاء في وجه تلفتاتهم القمئئة التي تنضح بالحقد والغبن الدفيين..وهم الذين لطالما نكلوا بحرية الرأي أو صاموا عن مواجهة خانقيها ولو بمجرد بكلمة الحق !

لقد سقطت أكتوبر من قبل في  تجاوز إمتحان الحريات الإنتقالية التي قام ساق عودها طريا أعوجا فلم يستقم بالتالي  كشيء طبيعي ظلها الديمقراطي فأنكسر العود و غاب الظل قبل أن يتفيأه الوطن طويلا .

وتكررت التجربة   في ابريل وكان المستفيد من غفلة عسكرها من تعجلوا الإنتخابات خوفا من ارتفاع الوعي الديمقراطي إذا ما تأنى الناس في صياغة التجربة الإنتخابية على أسس متينة..واقتنص ذئاب النهم للحكم فرصة التراخي في حراسة  مكاسب الإنتفاضة فانقضوا عليها كفريسة سهلة الصيد ..ونهشوا معها جسد الوطن بأسنان التمكين السامة على مدى ثلاثة قرون أدمت المعاطف وحطمت عظام  الأطراف ..وتركتت لحكومة هذه الثورة وطنا يزحف بكساح مركب في كل جوانب الحياة بما يعتبر من يتصدى لرفعه من وهدته فدائيا ..لابد أن يجد العون في القيام بمهمته العسيرة ولكنها بالتأكيد ليست مستحيلة إذا ما أمسكنا بجدول الأعمال غير مقلوب ..فنبدأ بالأهم ثم المهم ..ولابد من سد الذرائع  التي قد ينفذ منها أعداء الثورة من الذين  استحال عليهم تقبل الفطام ومن يتبعهم من أهل الهوس الديني الذين يتصيدون الهفوات فقط عبر قراءة العناوين دون أن يتبنوا ماذا يحمل المعنى في  ثنايا السطور !

محمد عبد الله برقاوي

[email protected]

تعليق واحد

  1. تبا لهم ولأذيالهم لن يفلحوا ابدا في مسعاهم طالما أن الثوار والشباب الراكب رأس حراس لثورتهم ولن يلتفت أحد لهضرقاتهم جربوا لمدث ثلاث عقود ولم يفلحوا في شئ غير تدمير ونهب خيرات البلد وسرقه اموال الشعب بإسم الدين يجب علينا أولا وقبل الحكومة في تحديد اولوياتنا كشعب ماذا نريد والشعوب هي التي تقود الحكومات
    الحكومات تضع استراتجيات والشعوب هي التي تنفذ كل في مجال تخصصه كفانا تنظير ونظريات لا تسمن ولا تغني من جوع علينا بالعمل وبالعمل تسمو الشعوب وترتقي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..