مقالات وآراء

أثوري أنت ،، أم لا تزال مساعد حلة؟!.

حسن الجزولي

منذ عودته وانتظامه ضمن قوى الحراك السياسي في الخرطوم مع قواته، ظل السيد مني أركو مناوي يدعو إلى مصالحة مع الإسلاميين بمن فيهم المؤتمر الوطني، موضحاً أن أي دولة تريد الخروج من الأزمات سبيلها الوحيد هو المصالحة.
وصرح  عبر مؤتمر صحفي خلال “مجاهداته” من أجل الانتصار لدعوته هذه قائلاً، بأن الأهمية هي أن تتم مصالحة وطنية شاملة بما في ذلك  مع المؤتمر الوطني لأنه جزء من السودان،  مؤكداً ( أنا لو كان عندي أمر البلد سوف أتعايش مع الإسلاميين عشان البلد تمشي) ومضيفاً بأن في إمكانه حسب المثل الانجليزي إذا قدر له أن يكون واحداً من سكان الغابة فسيتعايش مع المرفعين!.
يبدو أن سيادة مناوي وفي صراعه مع حلفائه القدامى في الكفاح المسلح، الذي كان جزءاً منهم واختلف وخرج عنهم، قد وجد نفسه في حوجة ما لحليف سياسي، وأنه في ظل الصراعات الدائرة رحاها بهدف المحاصصات، لم يجد حليفاً في الساحة يركن إليه ويطمئن له سوى “حليفه” القديم في المؤتمر الوطني!، فيبدو أن كل منهما تقرب للآخر سراً، دون الاعلان عن ذلك بالطبع!، ولكن في ظل الطرق المقفلة أمامهما في سبيل تحالف “علني” واضح، لم يجد مناوي من سبيل سوى محاولات  لفتح الطريق وتسليكه بالدعوة لمصالحة المؤتمر الوطني، بدعاوي ” أن أي دولة تريد الخروج من الأزمات سبيلها الوحيد هو المصالحة”، مذكراً بالمثل الانجيزي المتعلق بالتعايش مع “المرفعين” في الغابة ومؤكداً “أنا كان عندي أمر للبلد سوف أتعايش مع الإسلاميين عشان البلد تمشي”)!.
ولقد فات على سيادته أن “الغابة” التي يتحدث عنها لم تعد موجودة، حيث كانت متمددة في واقع الأمر في ظل حكم المؤتمر الوطني والاسلاميين.
هذا من جانب، ومن الجانب الآخر لا ندري المنطق الذي يحدثنا به سيادته حول ضرورة التعايش مع “المرفعين” ما يعني أن المؤتمر الوطني هو المرفعين بعينه!، لأن “فزاعته”  لم تعد الجماهير تراها، سوى في شكل ” فلول وبقايا كيزان متناثرة واهنة ومتهالكة ولا تمشي سوى على أربع”! حيث أنها لا تقوى على النهوض بسبب الضربات الموجعة التي سددها لهم ثوار سبتمبر وكنداكاته، ففيم الوجل من “خيال مآتة”، يريد السيد مناوي أن يخيفنا به باعتباره “مرفعين بأنياب” لذا لابد من التعايش معه في الغابة وإلا افترسنا جميعاً!.
ثم يعنً لنا طرح سؤال لابد منه، فإن كان سيادة مناوي يزعم بأن باستطاعته “التعايش مع الاسلاميين عشان البلد تمشي” كما صرح، فإننا نتعجب كيف حمل أمتعته وغادر القصر المنيف الذي كان يسكنه عندما تحالف مع المؤتمر الوطني والاسلاميين، الذين جاؤوا به “كمساعد حلة” لرئيس الجمهورية؟!، لماذا لم يصبر عليهم ويروض “المرفعين” الذي في “خصلتهم” بدعاوى أمكانيات التعايش معه؟!. بل لماذا عاد لرفع السلاح ضدهم طيلة الفترة التي تمرد فيها عليهم طالما كان بإمكانه التعايش معهم “كمرافعين” بمصالحتهم حقناً للدماء التي سالت وتناثرت؟!.
سيادة مني أركو مناوي، عليك أن تثق في جماهير شعبك وهي التي رحبت بوجودك كفصيل “ثوري” ناهضت “مرفعين” بأنياب حادة مزق الوطن وذهب وتركة أشلاء، عليك أن تثق في أبناء دارفور الذين ظلمهم  نفس “المرفعين” ظلم الحسن والحسين، إذهب إليهم “حاكماً لإقليمهم” ـ حسب رغبتك ـ ، لتساهم في إنقاذ ما خلفه “المرفعين” من دمار لحياتهم، أعد إليهم الطمأنينة لقلوبهم، انتشلهم من براثن الضياع والمرض والعوز والفاقة، وفر لهم الماء النظيف والمدرسة لأطفالهم، أعد إليهم الحقل والحواشة والحاكور الذي ضاع وتم سلبه منهم، أفتح لهم الشفخانات ووفر سبل كسب العيش الانساني.
خت الرحمن في قلبك وافعل ذلك ،، فإن فعلته ستكتشف أنك لست في حوجة لتحالف بغيض مع المرفعين”! حيث سيحضنك أبناء دارفور الطيبون  بل  وكافة أبناءوطنك، وسيشكلون أقوى تحالف مناصراً لك!. ودعنا من سيرة “المصالحة” الماراكبة عدلا دي  ،، بالله عليك!.
ــــــــــــــــــ
* لجنة التفكيك تمثلني ومحاربة الكرونا واجب وطني.

حسن الجزولي

دكتور حسن الجزولى هو قاص و اديب و سياسى و عضو باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني انتخب في الدورة الخامسة لمؤتمر الحزب الذي انعقد بالخرطوم و يكتب عامود راتب بجريدة الميدان الجريدة الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني كما يكتب بعدة صحف سودانية أخرى.

تعليق واحد

  1. لماذا إندلعت الثورة العملاقة، من أساسها ؟؟!!!
    لقد إندلعت، وبجسارة متفردة، لكنس الذين يُسمون أنفسهم بالإسلامين، إلي أعفن المزابل !!!!!!!!
    ألا يعلم سلطان دارفور هذا، أن هنالك وثيقة دستورية، تنص صراحة علي تفكيك النظام الإنقلابي، الإرهابي، لهؤلاء الخونة الضالين !!!
    وأيضاً، ألم تمنعهم الوثيقة من أي مشاركة خلال المرحلة الإنتقالية ؟؟؟!!!!!

    ثم ماذا كانت مشاركة هذا الأركو، بل وكل قادة نداء السودان، في هذه الثورة العرمرم، من فنادقهم في لندن ؟؟؟!!!! لقد كانت، مُش بس صفراً، بل أسوأ – لقد كانوا جميعهم من المستخفين والمشككين في نجاحها، وإستكتروا عليها، حتي، الإنضمام لتظاهرات الجالية السودانية، والتي ضمت أيضاً العديد من البريطانيين، وجنسيات عدة، فقط، لأنهم يُدركون جيداً معني الحرية والإنعتاق من إحتلال هذه الحثالة للوطن !!! لقد ناصرت جالياتنا حول العالم، ثورتنا الظافرة، مما أضفي عليها صفة “الثورة الكونية”، لو تُدركون !!!!!!

    إعلم أنه لا يُمكن أن تحدث مصالحة، قبل المساءلة والعقاب، كون ما إقترفه هؤلاء السفلة، في حق البلاد والعباد، لم يسبقهم عليه إنس ولا جان، ولم ولن تجد بينهم كوزاً وأحداً صالحاً، حتي نصالحه !!!!!!

    إن الظلم الذي وقع بسبب الحروب، لهو الدافع الأساسي لإنعدام الثقة بين الأطراف المختلفة، مما يدفع لامحالة إلي الإحساس الدائم بالخوف والتوجس والرهبة من الآخر !!! فإن كان هذا هو الدافع من وراء دعوة المصالحة البائسة هذه، فأعلم أن شعب الجبارين، لا يهاب الأسود، ناهيك عن الضباع، التي كنتَ متحالفاً معها !!!!!!!!!!!!

    هل يُعقل أن يستقر ويتطور أي بلد، في ظل إنعدام الثقة بين مسؤوليه، لا بل إنهم يتوجسون خيفة من بعضهم بعضاً ؟؟؟؟؟؟؟

    دي بلد شنو، دي ياخ ؟؟؟!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..