ديمقراطية ديموكراسي

٭ قبل أن أُبدي عجبي على هؤلاء الرهط من قومي الذين أخذتهم الحمية على الديمقراطية المصرية رغم أنهم كانوا قد أجهزوا على الديمقراطية السودانية، اسمحوا لي أن أُبدي إعجابي بكاريكاتير الغراء جريدة الجريدة الصادرة أمس والمنشور في آخر أخيرة الصحيفة على المساحة اليومية التي تحمل عنوان «أسرة الطريفي» وترد فيها رسومات وتعليقات غاية في الطرافة والذكاء، جاء فيها بالأمس مشهد لشابين وشابة كان أحدهما يطالع إحدى الصحف ويقرأ منها والآخران يتابعان «الحاج آدم قال الواحد ما كان عندو قميصين» ويواصل «وهسي الدواليب مليانة والحمد لله» وبعد أن يكمل القراءة يرفع رأسه عن الصحيفة ويتساءل «يا ربي قبل الانقاذ المرأة السودانية كان عندها كم بلوزة» وتأتيه الاجابة بصوتٍ واحد من رجل وامرأة كانا يسيران بحذاء الشباب «دي يا ولدي إلا كان تسأل منها شيخ دفع الله»، وحتى لا أفسد عليكم متعة التأمل في هذه الإشارة الذكية، اكتفي بإيراد ما ورد ولن أزيد….
أما مصدر عجبي فهو على هؤلاء المزايدين الذين يتباكون على ديمقراطية مصر بدموع التماسيح ويتحمسون لمناصرة الرئيس مرسي، بينما هم للعجب من كانوا قد انقضوا بليل على ديمقراطية السودان وقضوا عليها، ومن بعد ذلك عضوا على النظام الذي أنجبه الانقلاب بالنواجذ حتى جعلوا منه ملكاً عضوداً وكأنما يتمثلون مقولة معاوية عند دخوله الكوفة بعد مقتل الامام علي وتسليم ابنه الحسن عليهما السلام، ووقوفه خطيباً في الناس قائلاً «إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ،إنما قاتلتكم لأتأمّر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون»، فهل من كان هذا موقفه من الديمقراطية، ضيقاً منها وزراية بها في بلده لدرجة دفعته أن يجمع عليها بعض الجنود النظاميين وكل المليشيا التنظيمية للاطاحة بالنظام الديمقراطي القائم والزج برموزه الذين جاءوا للسلطة عبر الديمقراطية وصناديق الاقتراع في السجون، هل لمثل هذا وجه يدافع به عن الديمقراطية في أى مكان كانت، لولا أنها جرأة على الحق وقوة عين لا تعرف الخجل، وهل يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه. إنها والله مفارقة غريبة أن تنهي عن خلقٍ في بلد وتأتي مثله في بلدك، اللهم إلا أن تكون ديمقراطيتهم التي يعنونها هى ديمقراطية القذافي التي يقول تعريفه لها حسب الطرفة أن الديمقراطية «Democracy» معناها بالعربي ديموكراسي أى ديمومة الجلوس على الكراسي…. ليس من أغراضي هنا أى إشارة لا من قريب ولا من بعيد للتطورات الجارية الآن بمصر، إذ أن غرضي منصب تماماً على هؤلاء الذين يريدون أن يجعلوا الديمقراطية مثل قميص عثمان، يقتلونها ولا يستحوا أن يلوّحوا بقميصها رغم ما عليه من آثار دمائها، وذلك مثل قولهم لماذا لا يُترك الرئيس مرسي يكمل دورته الانتخابية وهو لم يقض منها سوى عام واحد، يقولون ذلك وكأنهم كانوا قد تركوا رئيس الوزراء المنتخب يكمل دورته، ثم حشدوا حشدهم الانتخابي وليس الانقلابي واطاحوا به عبر صناديق الاقتراع وليس صناديق الذخيرة.. صحيح أن الاختشوا ماتوا…

الصحافة

تعليق واحد

  1. أتي امر الله فلا تستعجلوه .. صدق الله العظيم

    ان لم يشهدوا علي انفسهم كيف لك ان تعرف انهم اهل نفاق ؟ ؟ ؟

  2. لكن يا استاذ حيدر ناس الحركة الاسلاموية السودانية جو عشان يعلموا الناس الصلاة والصيام وعبادة الرحمن مش عشان الحكم وكده!!!!!
    قبل الانقاذ كان فى زول فى السودان بالغلط بيصلى او يصوم او بيعبد الله ؟؟؟؟؟؟
    شكرا للانقاذ الدخلت السودانيين فى الاسلام !!!!!!
    والله الذى لا اله غيره ان الحركة الاسلاموية هى الدعارة السياسية بعينها !!!!!!!!!!!!!
    ووالله ان مكانهم هو صندوق القمامة او تحت التراب !!!!
    ووالله انا صدرى ما انشرح الا بعد بيان الفريق السيسى وعفارم شعب وجيش مصر طلعتوا احسن مننا فى السودان!!!!!
    والعايز يخرب او يسيل دماء المصريين من الكيزان فجيش مصر المحترف والمحترم وشرطتها ح يؤدبوهم ادب المدايح عشان تانى ما تقوم ليهم قايمة او يكونوا مؤدبين ويمارسوا السياسة زيهم وزى غيرهم وما هم الا حزب او فصيل سياسى يمارس السياسة وليسوا امناء على الدين او الوطنية قاتلهم الله انى يؤفكون !!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..