الفاتيكان يبدد الشكوك وينفي وقوف “لوبي مثليين” خلف استقالة البابا

الفاتيكان – داريو ثوبورن – ا ف ب – نفى الفاتيكان السبت ان يكون البابا بنديكتوس السادس عشر قرر الاستقالة بسبب وجود “لوبي لمثليي الجنس” في اعلى هرم الكنيسة الكاثوليكية، وهي معلومات نشرتها الصحف الايطالية واكد الكرسي الرسولي انها اكاذيب.

وقال المتحدث باسم الكرسي الرسولي الاب فيديريكو لومباردي لاذاعة الفاتيكان ان “البعض يسعى الى استغلال حالة المفاجأة والضياع” التي تلت اعلان البابا استقالته “من اجل زرع الشك والنيل من صدقية الكنيسة وحكومتها”، منددا ب”ضغوط غير مقبولة” على مجمع الكرادلة الذي سينتخب البابا المقبل.

في سياق متصل تفتح صلاة البشارة التي سيتلوها بنديكتوس السادس عشر الاحد في ساحة القديس بطرس اسبوعا تاريخيا في الفاتيكان مع اول استقالة طوعية لبابا منذ 700 سنة. ومن المتوقع ان يشارك عشرات الاف المصلين في الاحتفال، لكن من المنتظر تدفق اعداد غفيرة الاربعاء لحضور آخر لقاء عام لبنديكتوس السادس عشر يعقد في فناء الكاتدرائية.
وفي اليوم الاخير من حبريته الخميس، سيلتقي البابا الكرادلة، ثم ينتقل على متن مروحية في الساعة 16,00 ت غ الى المقر البابوي الصيفي في كاستل غوندولفو، جنوب روما، حيث سيودع للمرة الاخيرة المؤمنين والسلطات المحلية. وبعد ثلاث ساعات، “في نهاية يوم عمله العادي”، يصبح بابا سابقا وستبدأ الفترة المسماة “الكرسي الشاغر”.
وقد سادت الايام الاخيرة من حبريته تكهنات حول دوافع استقالته وجدل حول مشاركة بعض الكرادلة في المجمع الذي سينتخب خلفا له.
وتقوم هيئات تمثل ضحايا التحرشات الجنسية بالاطفال التي قام بها رجال دين، بحملة احتجاج على مجيء الكرادلة روجيه ماهوني (لوس انجليس) وشون برادي (ايرلندا) وغدفريد دانيلز (بلجيكا) الى روما، آخذة عليهم التستر على الجرائم الجنسية التي ارتكبها كهنة او رجال دين في ابرشياتهم.
ورددت وسائل الاعلام الايطالية ايضا صدى الدسائس التي دفعت بنديكتوس السادس عشر (85 عاما) الى الاستقالة، بغض النظر عن سنه وضعف قواه الجسدية.
وقالت صحيفة ريبوبليكا اليومية ومجلة بانوراما الاسبوعية ان التحقيق الذي قامت به بسرية تامة لجنة من ثلاثة كرادلة بعد تفجر فضيحة فاتيليكس، كشف وجود “مجموعة ذات توجهات جنسية” في الادارة الفاتيكانية تعرضت للابتزاز في فضيحة يمتزج فيها الجنس والمال والطموحات الوظيفية.
ورد الفاتيكان بالقول ان هذه المعلومات “تكهنات وتخيلات” و”اكاذيب”.
وعاد الفاتيكان ونفى السبت ان يكون البابا بنديكتوس السادس عشر قرر الاستقالة بسبب وجود “لوبي لمثليي الجنس” في اعلى هرم الكنيسة الكاثوليكية.
وقال المتحدث باسم الكرسي الرسولي الاب فيديريكو لومباردي لاذاعة الفاتيكان ان “البعض يسعى الى استغلال حالة المفاجأة والضياع” التي تلت اعلان البابا استقالته “من اجل زرع الشك والنيل من صدقية الكنيسة وحكومتها”، منددا ب”ضغوط غير مقبولة” على مجمع الكرادلة الذي سينتخب البابا المقبل.
وتحدثت وسائل اعلام اخرى عن اسباب صحية خطرة.
وقال البابا انه يريد العيش “بعيدا عن العالم” اولا في كاستل غوندولفو، على ان ينتقل ابتداء من اواخر نيسان/ابريل-مطلع ايار/مايو الى دير هادىء جميل ضمن اسوار الفاتيكان.
واعتبر بعض مسؤولي الكنيسة استقالته خطوة ثورية وتجديدا، لكن البعض الآخر اعتبرها “خروجا على التقليد المقدس”.
والبابا الاخر الوحيد الذي استقال من تلقاء نفسه هو سيلستين الخامس الذي كان راهبا ناسكا تخلى عن مهامه بعد خمسة اشهر من انتخابه في 1294، على اثر تدهور صحته واستيائه من المؤامرات في روما.
وبعد انتخاب خلف لبنديكتوس السادس عشر في المجمع الذي سيدعى الى المشاركة فيه 117 كاردينالا ناخبا (تقل اعمارهم عن 80 عاما)، ستبدأ مرحلة تعايش غير مسبوقة بين البابوين. وحتى لو ان الالماني يوزف راتسينغر المعروف بتكتمه سينأى بنفسه وينصرف الى “الصلاة والكتابة”، فقد يربك حضوره البابا الجديد للكنيسة الكاثوليكية (1,2 مليار شخص).
وابتداء من الاول من اذار/مارس، سيعقد الكرادلة “مجامع” لتحديد اولويات كنيسة تواجه تراجع الدعوات وتحديات العالم الحديث (زواج المثليين ومكانة المرأة في الكنيسة واحتجاجات متنوعة)، ثم يبدأ اختيار المرشحين للبابوية.
وسيحددون ايضا موعد المجمع الانتخابي -قبل 15 اذار/مارس على الارجح- على ان يختلوا خلاله يوميا في كنيسة سيستينا للتصويت حتى التوصل الى اسم يحظى بأكثرية الثلثين.
وقد يعمد عدد من الكرادلة ومنهم الاندونيسي يوليوس ريادي درماتمجا (78 عاما) الى اعلان انسحابه لاسباب صحية.
وخلافا للعام 2005 عندما كان الكاردينال راتسينغر الذراع اليمنى للبابا يوحنا بولس الثاني، الاوفر حظا، لم يكشف اي كاردينال عن رغبته في الترشح، حتى لو ان الاسماء المطروحة هي اسماء الكاردينال الكندي مارك اوليه والبرازيلي اوديلو شيرر والفيليبيني لويس تاغل والايطالي انجيلو سكولا.
ولدى اختيار الرئيس الجديد للكنيسة الكاثوليكية، سيرتفع دخان ابيض فوق الفاتيكان ثم يأتي البابا الجديد الى الشرفة المطلة على ساحة القديس بطرس بعد تلاوة الصيغة المكتوبة باللغة اللاتينية “هابيموس بابام” (لدينا بابا).

– ا ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..