من عمق التاريخ يُستلهم الحاضر ويُخطط للمستقبل.. استحضار مَحْمَل علي دينار

الخرطوم ـ درية منير
يقال إن السلطان علي دينار كان يقوم بتزويد الحجيج وتأمينهم منذ خروجهم من دارفور وحتى وصولهم إلى بيت الله وأداء الفريضة وإلى أن يعودوا أدراجهم. ويقول آخرون إنه كان يأتي بالمؤن الغذائية إلى أم درمان في حقبة المهدية، يوزعها على الفقراء والمحتاجين، كلتا الروايتين ربما تحمل الصواب، حيث يشير التاريخ المؤثق أن السلطان علي دينار كان يأتي على ظهر دواب يفوق عددها أكثر من (50) من النياق محملة يجوب بها العاصمة، مشهد سيكرر يناير العام المقبل على طول شارع النيل على شرف احتفالات البلاد بالعيد.
آبار على
يقول الحاج سيد رئيس اللجنة العليا لملتقى محمل السلطان علي دينار لدعم سلام دارفور، إثر فعاليات رأس السنة المزمع عقدها بداية العام القادم، إن وحدة سلام دارفور أصبحت أمراً مرهقاً ومؤرقاً للمجتمع المحلي والدولي، مفكراً في حل بطريقة غير الطريقة المنمطة والتي تعقد في فنادق سبع نجوم التي تعقد كل مرة تلو الأخرى حتى بعد أن استعصى الحل وعصف بعدد من الاجتماعات التي عقدت داخل وخارج البلاد، إضافة إلى ملف قضية دارفور عند الشقيقة قطر والتي تولته منذ أعوام. الحاج ومن معه فتح عبر الثقافة والفنون والموروثات الاجتماعية المربوطة بإقليم دارفور منفذاً للتسامح وبسط الأمن والسلم ووقف نزف الدماء في أرض الخير عبر التسامح الثقافي الفكري بإشراف من وزارة الثقافة والمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون، اذ تعد دارفور بلداً متعدد الثقافات والتاريخ الإسلامي ضارب في جذورها، حيث كانت فجر القرآن لدى السودانيين ولا زالت، وذلك عبر ما كان يقدمه السلطان علي دينار لكسوة الكعبة المشرفة وإطعام الحجيج وتأمينهم وحفر الآبار ويقف الشاهد على ذلك إلى يومنا (أبار علي) في طريق المدينة المنورة، حيث تقول الرواية الراجحة إنها آبار السلطان، وليس كما ورد في أقاويل إنها آبار سيدنا علي أبي طالب رضي الله عنه، رغم أن عدداً من الكتب والمخطوطات أشارت إلى أن السلطان علي دينار ليس له علاقة بالآبار ولا بالمبنى الحالي لقنصلية السودانية بجدة.
مضمون الفعالية
يمضي الحاج راصداً شكل الفعالية التي ستدشن في الأول من يناير أن المحمل يشتمل على (200) من الإبل تجوب مناطق نائية من الخرطوم تحمل مؤناً غذائية كاملة توزع على المحتاجين تيمناً بما كان يفعله السلطان علي دينار في حياته، حيث يشير إلى أنه لم يتم تحديد الأماكن حتى الآن، إلا أن الأفضلية للمحتاجين لها، ولرتق النسيج الاجتماعي الدارفوري أكثر يعقد الملتقى أكثر من فعالية متتالية ومتميزة تدخل إلى الأذان وترسخ في القلوب والأذهان، على أن يكون احتفال البلاد بذكرى عيد الاستقال المجيد (60) فريداً من نوعه تبدأ الفعالية من قاعة الصداقة على طول شارع النيل وحتى ساحة الهيلتون بعدد من الألوان الثقافية وبشتى أنواعها من مأكولات شعبية وغناء شعبي ومعارض وثائقية عن مؤتمرات سلام دارفور والتراث الدارفوري وآخر مصور عن تاريخها وحاضرها ومعرض للسلطان علي دينار، إضافة إلى تأهيل شارع السلطان علي دينار ومنبر حر للمشاركة وندوة عن إيجاد حلول لمشكلة دارفور، إضافة إلى أمسية شعرية يشارك فيها كبار الشعراء والشباب وتكريم لأسرة السلطان علي دينار، وتكريم نائب رئيس وزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء القطري أحمد بن عبد الله لتوليه ملف دارفور ومنحه شهادة الدكتوراة الفخرية، بينما ترفع بعض التوصيات للرئاسة والوزارات المختلفة لإطلاق اسم السلطان علي دينار على عدد من المنشآت
اليوم التالي