رزقاً تكوسوا ورزقاً يكوسك!!ا

رزقاً تكوسوا ورزقاً يكوسك!!

محمد الحاج احمد
[email protected]

حظيت إمارة دبي قبل أقل من عام تقريباً مؤتمراً عن المياه وكان السودان مشاركاً فيه لأنه بلد المياه والأرض ، وكان ممثل هيئة مياة السودان يقدل (مفتول العضلات ) لأن مياهنا طبيعية مية المية ، ومياهنا الجوفية وفيرة وعميقة (هبة من رب العالمين) ، وأن مياه الخليج مياه محليَة وغير طاعمة زي مويتنا ، و بدفعوا فيها ملايين الدولارات لتحليتها من الخليج ، وعلى ما أعتقد بأنه قدم ورقة ، لست أدري تحديداً أن كانت تتعلق بالمياه ولا بالاستثمار الزراعي . (بس ما مهم كلو بيخدم البلد).
وفي سودانا الفسيح نمتلك كوادر بشرية هائلة في هذا المجال تحديداً ، تجدهم مشتتين في المنظمات العالمية ( كخبراء للمياه ) ليس في دول معينة بل العالم أجمع، وكان هناك أخر مؤتمر لحل مشكلة المياه في الصين كان بإشراف خبير سوداني وهو البروف ( عابدين محمد على صالح ) و( محمد آدم ) وغيرهم. السؤال الذي يؤرقنا ويحيرنا لماذا لا تستعين مياهنا السودانية بخبرة هؤلاء وتعمل على ضوء مشورتهم المعرفية والعلمية ، ونعلم علم المتيقن بأن الورش التي أقيمت من قبل خرجت بأوراق عمل كثيرة ومتنوعة ، ومحور سؤالنا للسيد مدير الهيئة أين تذهب محتويات هذه الورش ؟ وأين يتم تطبيقها ؟
ونعلم أيضاً بأن مشكلة المياه التي تحدث في السودان كثيرة ، منها ما هو مالح وغير صالح للاستعمال الآدمي ماذا قدمت الهيئة من حلول ، ولعلي أقصد هنا مياه الشرب فقط ، لأن مياه الأمطار بالتأكيد أعذارها جاهزة وهي موسمية ، وفيها تقبل الاحتمالات ويا خرطوم ( ممكن تصادف ليك مطرة ولا مطرتين ) ولا بالتحنيكة الجديدة ارتفاع (جنون عكارة المياة ) في النيل. وإذا فضلت العكارة على حالها ، ممكن نستشير أطباء الجلدية ربما تنفع لنظافة الجسم ،وعلى قرار كلام شيوخنا ( بلها وأشرب مويتها) ونتمسح بيها .وحظ حواملنا والولادات الطبيعية ، وسبحان الله(رزقاً تكوسوا ورزقاً يكوسك).
ونعلم بأنه تحت تحت في وصلات مقطوعة ما بين الولاية والهيئة نريد أي جهة بأن تبوح لنا ماذا يدور وراء الكواليس ، وإلا كما طالب كثيرين من أخوتنا الكتاب بـ ( تقديم استقالتكم) والله معاكم ، كفاية مسعاكم لغاية كدا ، مع إن السيد الوالي لما جاء لولايته كانت مياه الخرطوم مشكلته الأولي وكان ذلك قبل عام ونصف تقريباً وهو الطريق الذي سافر به صديقه ( المتعفن). وأتمنى له أن يكون شجاع ويقدم استقالته وأن يوضح لنا خفايا الأمور الحقيقية ، وفي رأي أحسن أمشي مننا (معطشنا ) من معفنا.
ولعلمنا بأن أمورنا في الخرطوم تمشي بالمقلوب فلا نستبعد بترقية الوالي لولاية ثانية وحجز منصب مرموق لمدير الهيئة في التشكيلة القادمة … لأن تسطيحة سلطاننا ربما تري بأن في الحالتين مصلحة له (عٌكارته وعطشنا ) بتقلل صدي أصوتنا و يجهلون تماماً بأن شمس الحق إن غابت! سوف تسطع من جديد ، لأن شعبي عم يشقي …
ونناشد من يبتلعون خيرات مياهنا بأن تحول هيئة المياه إلي وزارة قائمة بذاتها ، لتقاتل عجزها وحدها دون حشر أنف الولاة في صميم أبجدياتها ولتتفرغ في خدمة مياهها، لأننا نخجل غاية الخجل عندما نري العطش في العاصمة القومية وتشتري عكارة الموية بالبرميل و الطشط.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..