«وقيع الله دا جنَّ ولا شنو؟!»

بشفافية

«وقيع الله دا جنَّ ولا شنو؟!»

حيدر المكاشفي

٭ الطبيعي أن يخيف الكلب الغنماية واذا حدث العكس فأخافت الغنماية الكلب فلا شك أن أمراً غير طبيعي قد حدث فانقلبت معه الآية، ولهذا كان طبيعياً أن يندهش الكلب في القصة المعروفة ويتساءل باستغراب «الغنماية دي جنّت ولا شنو» حينما إستأسدت عليه ذات يوم وطردته من «الكوشة» وهو الذي إعتاد على طردها كلما سبقته الى هناك، ولكن حين إستبد الجوع بالغنماية وبدأ شبح الموت جوعاً يلوح أمامها، لم تجد بُداً غير أن تتأسى ببيت المتنبيء «واذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جبانا»، وهكذا أقدمت تلك الغنماية على فعلها الاستثنائي ذاك بكل إقدام وجسارة ولسان حالها يقول «موت موت حياة حياة». فالأمر قد جاءها في «تولا» العزيزة وفرض عليها أن تقاتل حتى آخر رمق، أما الكلب الذي لم تكن له «غبينة» وبالتالي لم تكن به حاجة لخوض القتال فقد آثر الهروب ولاذ بالسؤال «الغنماية دي جنّت ولا شنو»، وقياساً على ذلك كنا قد تساءلنا مستغربين من قبل حين لمسنا مرونة وواقعية من الدكتور نافع عند توقيعه لاتفاق أديس الاطاري وهو المعروف بالتشدد والفظاظة فعلقنا على هذه «النقلة» بالقول «دكتور نافع دا جنَّ ولا شنو»، ولكنها للأسف لم تتم إذ سرعان ما عادت ريمة لقديمها بعد أن اُلغى ذلك الاتفاق واندلعت الحرب التي ما تزال مشتعلة…..
شاهد آخر على ماهو ضد طبيعة الأشياء وجعلنا أيضاً نتساءل مستغربين «الزول دا جنَّ ولا شنو»، هو ذاك المقال الذي طالعته للدكتور محمد وقيع الله الاستاذ الجامعي والكاتب الصحفي والاسلامي والانقاذي المعروف منشوراً على أحد المواقع الاليكترونية وليس صحيفة الرائد التي يكتب فيها مقاله الراتب، ويرجح عندي أنه حُجب من الجريدة فذهب به صاحبه الى النت، والمقال الذي كتبه وقيع الله على خلفية أحداث الديم ومقتل الشهيدة عوضية عجبنا يعد من أقوى وأشرس المقالات التي كتبت حول الموضوع من حيث النقد اللاذع والمقذع والموجع الذي وجهه الكاتب للسلطات أقله وأخفه وصفه لها بالكذب والزيف والضلال وتشويه الحقائق والتشويش على الرأى العام، وكان ذلك موضع إستغرابي من كاتب لم نعهد فيه هذه الشراسة في مواجهة الاخطاء العديدة التي وقع فيها النظام والكوارث التي تسبب فيها، بل كثيراً ما وجدناه إن لم يدافع بشراسة، يطبطب ويربت على كتف النظام بحنان، ولكن سرعان مازال عجبي واستغرابي عندما وقفت على سبب هذا الهجوم الضاري من وقيع الله على اخوانه في الله، إنها الغبينة الشخصية، فقد كانت للرجل موجدة خاصة تجاه السلطات شعر معها بالاهانة والازدراء لشخصه لدرجة جعلته يخرج عن طوره ووقاره ويهوي بكفه على صدغ من أهانه وهدده كما روى الواقعة بنفسه، وعلى كل حال لا نملك إلا نشكر الدكتور وقيع الله على مقاله الحارق الصادع بالحق، ولكن قبل ذلك يلزمنا أن نشكر أولاً تلك الموجدة الشخصية التي اكسبت الناس نصيراً جديداً للحق والحقوق ونسأل الله أن يكثر من أمثال هذه المواجد الشخصية حتى يتزايد أعداد نصراء الحقوق رافضي الظلم إنه سميع مجيب…

الصحافة

تعليق واحد

  1. يا أستاذ الكيزان ديل عمرهم مايبقوا نصراء للحق .. ديل نصراء لجيوبهم ومنافعهم .. قاتلهم الله أنا يؤفكون

  2. يا استاذ المكاشفي – عليك المكاشفي ابو عمر – ما تستغرب يمكن الحكاية للتمويه !!!!!

  3. غلاء ودغمسه وغباء وبهنسه
    باعو البلد وقالو فهلوه
    الاخ حرامي وحتي المره
    الحال مائل مال واتكاء
    وحرب الفطائس ناوي يدورها
    الكوز المطقع ابليس منو استحي
    فصل الجنوب وكاوده قال وائدها
    المخ في اجازه والدبابه مدورها
    البنوك فاضيه الرشوه مقننه
    المصاحف كذبأ فسرها
    الصحف عمدأ كممها
    انهم قد افسدوا شعبأ كان تقيأ وافقروه وقد كان غنيأ واذلوه وقد كان شامخأ فلنتحد من اجل عقابهم

  4. خذلتني يا المكاشفي .. كنت قايلك فاهم .. طلعت لي باسم.. معقول تفوفت عليك القصة الكموفلاش دي.. البصل كله ريحتو واحدة.. ولا فرق بين أحمد وحاج أحمد.. دي أدوار متفق عليها وأنسى الذين ينتصرون لذاتهم لا للحق. تحياتي.

  5. والله يا استاذ المكاشفي انا بمجرد ما قرأت المقال سألت نفس السؤال, لكن ومثلما قال الاخ المعلق عبد المغيث ابو شيخه انها حكايه للتمويه وفعلا هي كذلك فقد علمونا هؤلاء الكيزان بلعب تبادل الادوار وكاننا من الغباء ان تفوت علينا مثل هذه البلاهه والاعيبهم القذره وكاننا اغبياء .
    السؤال الذي يطرح نفسه … هل تصدقون ان مدافع الامس عن الانقاذ , عدو لها اليوم ؟؟؟؟ من يصدق ذلك ؟ بمعنى هل ظهرت سوءات الانقاذ فجأة مما جعل هذا المدعو وقيع الله تتبدل افكاره ورؤاه في الموتمر الوطني مابين ليلة وضحاها؟؟؟ اشك في ذلك …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..