بلد المحن ..!!

الطاهر ساتي

:: ( من عيوب الديمقراطية أنها تجبرك على الإستماع إلى رأي الحمقى)، كما قال ديكارت أو برناردشو، حسب إختلاف الرواة .. ولكن مجموعات الواتساب أيضاً، كما عيوب الديمقراطية، تُجبرك على الإستماع أو قراءة كل الآراء، بما فيها (آراء الحمقى).. و صار قدراً لا مفر منه أن تجد نفسك في مجموعة واتساب تتجاوز عضويتها المائة، ومعهم من لا يجود على أعضاء المجموعة – من الآراء والإفادات – غير (الحماقات).. ومع ذلك تكظم الغيظ، و تصبر على الأحمق – وحماقاته – تقديراً لحُكماء المجموعة ..!!

:: نحكى عن نموذج حماقة لاحقاً.. وإلى ذلك الحين، يُحكى عن المناضل نلسون مانديلا بانه عقب خروجه من عالم السجون، بعد ربع قرن ونيف، سألوه عما أدهشه في العالم الحر، فرد سريعاً : (جهاز الفاكس) .. فالفاكس لم يكن مخترعا عند اعتقاله، فخرج من المعتقل وتفاجأ به .. وهي حقا مفاجأة في مقام كهذا.. فأي عقل، وليس عقل مانديلا فقط، لم يكن يتوقع بأن عبقرية ما سوف تصنع جهازاً يستلم نصاً مكتوباً في طرف الدنيا ثم يرسله بكل تفاصيله – في ذات اللحظة – إلي الطرف الآخر من الدنيا .. !!

:: وحكاية مانديلا مع الفاكس، سودنتها عقول بعض كوادر المؤتمر الشعبي عقب مفاصلة الرابع من رمضان.. وزعمت تلك أن صحفياً سأل الدكتور حسن الترابي – عقب خروجه من معتقل ما بعد المفاصلة – عما أدهشه في عالم الإنقاذ، فرد سريعاً : (نافع بقى سياسي ).. والمغزى من سودنة حكاية مانديلا مع الفاكس هو أن الدكتور نافع على نافع كان يُمسك بدفة قيادة جهاز الأمن، ثم ظل أباً روحياً للجهاز حتى (يوم المفاصلة).. ولذلك، لم يكن يتوقع الدكتور الترابي – له الرحمة والمغفرة باذن الله – بأن عبقرية ما ستأتي بالدكتور نافع من قيادة جهاز الأمن إلى قيادة حزب سياسي ..!!

:: نرجع لنموذج حماقة واتساب.. وقبل سردها، لو سأل أحدكم اليوم أي سياسي قضى شهراً أو أسبوعاً بسجن الهدى عما أدهشه بعد الافراج عنه، لرد سريعاً : ( شيخ الأمين بقى سياسي)، وليس في الأمر عجب، فان ليالي السياسة – في بلادي – حبالى، ويلدن كل غريب.. الأمين عمر الأمين، كان أحد مشاهير الصوفية في السودان .. ولكن تفاجأت به صباح الأمس – في إحدى مجموعات الواتساب – وقد تحول إلى سياسي يحلل مستقبل الحوار الوطني بالنص الصوتي : ( والله، والله، والله، لو حصل اتفاق في الحوار دا أخلي الإسلام ذاتو، مُش التصوف)، هكذا يتحدى القدر ويراهن بالعقيدة.. !!

:: إنها الحماقة..فليعتذر عنها – الأمين – لله وقدرته على جمع الأضداد والأنداد بأمر (كُن)، ثم للإسلام بحيث لا يكون (رهناً)، وليس للحكومة أوالمعارضة .. والشئ الأخر – في التسجيل الصوتي – ذكر الأمين بأنه ممنوع عن العودة إلى البلاد بأمر الحكومة، وهذا حديث (غريب جداً).. نعلم بأن الحكومة – بأمر النيابات والمحاكم والسلطات الأخرى – تمنع السفر أو تسحب جنسيات وجوازات المهاجرين، ولكن لم نسمع بمنعها لمواطن يحمل الجنسية والجواز عن دخول البلاد..وعليه، لو صدق الأمين عمر الأمين، فليس هناك ما يمنع الإعلان عن كامل التضامن مع هذا المواطن السوداني، ونطالب وزارة الداخلية بالتوضيح ..!!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وهل السودان دولة بالمعني الحقيق للدولة حتى يفاجئك تحول شيخ الامين من التصوف للسياسه ؟؟؟ انهم مجموعة دراويش يقودهم نصابون .

  2. علي الرغم من أنني لا أطيق هذا المدعو بالامين، لكنني سعدت بما يقوله في حق الابن الرئاسي، فكلاهما يأكلان من نفس القمامة

  3. يا الظاهر سآتي ، عن أي ديمقراطية تتحدث، لعلك تقصد جنوب أفريقيا، ولا ….أين هي التي تراها ولا نراها ، ممكن يكون عندنا عمي ألوان

  4. رجل ذكي عرف التجارة الماشة في بلد المليون مغفل وعمل بها وربح سلطة وثروة … بلد تقوم وتنوم على تجارة الدين عايزين الراجل يتاجر في الجنى جداد يعني … خمو وصرو

  5. عليكم الله شوفوا الزول الباطل دا ؟؟ يخسى عليك لمن يخسى تكمل
    شكيناكم على الله ياكيران السودان .. السودان ماكان كدا

  6. الشئ المؤسف النعاج الوراهو ،،،أقلهم مستوي
    تعليمي ثانوي عام ،وأكبرهم طلبه جامعيين صاح القلم مابزيل بلم.
    الله يرحم السودان عدونا الأول الجهل وتربية سيدي الحسن يلحقني ويفزعني
    يجب الإستفاده من هذه الأخطاء ونعمل علي تصحيحها.

  7. أهم ما في المقطع الصوتي هو أنه كشف لنا حقيقة الرجلين .. طه والمدعو شيخ الأمين .. الأول طلع حرامي نصاب وغدار والثاني طلع لا شيخ ولا يحزنون .. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من حلف فقال: إني بريء من الإسلام، فإن كان كاذباً فهو كما قال، وإن كان صادقاً فلن يرجع إلى الإسلام سالماً ..

  8. ساتى .. أراك استشهدت بحديث (لقيط) – إذ لم تؤكد نسبه – وطفقت تقذف به الديمقراطيه الموؤده برغم ان حديثا على قرب منك ( لافيه شق ولا طق ) .. الازهرى ( الديمقراطيه تعالج بمزيد من الديمقراطيه ) ( مناضلنا ) يعنى كل العيوب والحماقات ان كانت بالوسائط المستحدثه او كتابات بعض الصحافيين !!
    ثم اراك ( عند شيخ الامين ) تركت ما يهم البشر وتعديت الى ما يهم رب البشر – ولله المثل الاعلى – ان قال ( اخلى الاسلام زاتو ) هذا شأنه مع الله !! ما يهمنا نحن البشر !! – واظنك قد تخطيته عمدا – هل هناك اتفاق سوف يتم من هذه ( الهيصه ) التى استمرت ما يقارب الثلاثه اعوام ؟؟ ماهى بشارات الاتفاق الى الآن ؟؟ وهل هم ( من يتفق من جانبكم ) نفس الشخوص الذين كانوا سبب الازمه ..؟؟ الذين اوصلوا البلاد والعباد الى حافة الانهيار وهل تعتقد أن من كان سبب المشكله يمكن ان يكون الحل او جزء منه ؟؟
    ساتى الاسئله كثيره واليقين متوفر لدى الكل ألا امل فى هؤلاء يرجى .. سوف يطرحون عربات اخرى لقطارهم المهترئ ومن اراد ان يركب و ( الحال فى حالو ) نفس الفساد – ربما تسلق آخرون جدد !! -نفس القتل ونفس الاستبداد والطغيان ونفس التفريط فى امكانات البلد ..بل هناك منهم من يضحك الآن على المغفلين المجتمعين فى قصر الصداقه .. ( بلا اتفاق بلا وجع راس .. البلد مالا ماهى زى الفل !!)
    الشعب السودانى سوف يحلف بالله ثلاثا كما حلق الامين فقط ليس كيما يتخلى عن صوفيته او اسلامه .. ابدا أبدا وحاشا لله بل لكى ينتزع هذا العبث وهذا العار وابواقه الى مزبلة التاريخ .

  9. الله يالطاهر ساتي لايرحمك ولايرحم الترابي نحنا بلاوينا دي والعفن الحاكمنا دا كلوا تلاميذ واولاد المقبور الترابي بلدنا بقت اوسخ بلد في العالم الحكومه كتلة الزراعه بقينا نستور الخضروات والفواكه من مصر بلدنا اكبر من مصر بي عشرة مرات دا كلوا بركات سيدك وشيخك الترابي المشروع الحضاري

  10. يالطاهر ساتي لو ربنا غفر للتراني وادخلة الجنة كما تتمني بعد كل ماعملو في السودان قطع شك شيخ الامين لو ترك الاسلام برضو اخش الجنة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..