أخبار السودان

حول طرح السر سيد أحمد (4)

د. النور حمد

لقد أحدثت المقالات التي تفضل بكتابتها الأستاذ السر سيد أحمد، إضافة إلى ما كتبْتُه، من تفريعات، في تعضيد طرحه، حراكا ملفتا. وهذا، في حد ذاته، أمر يثلج الصدر. فما نحتاجه في هذه المرحلة الدقيقة، بالغة التعقيد، هو الحوار الهادئ، والخروج من سجن الخطاب القديم، المتكلس، المعاد، المنحبس في تُهم السدانة، ونقص الوطنية، أو انعدامها. لقد تواترت التعقيبات على ما كتبنا، من عدد من الكتاب، ونحن سعداء بكل ما كتبوا، سواء كان اعتراضا، أو تعضيدا. ولا مجال، الآن، للتعقيب على ما طرحه كل الذين كتبوا، فردا، فردا. غير أن من الممكن مناقشة جوهر اعتراضات من اعترضوا، ولكن، بصورة عامة. وهي اعتراضات كانت إثارتها متوقعة لدينا. ولقد كانت الاعتراضات، في جملتها، مفيدة بالنسبة لي، فقد جعلتني أقف على مدى حجية ما أقول به، بإزاء حجية ما يقول به الآخرون. وعمومًا، فإن كل ما جرت كتابته، يعين على مزيد من التفكير، ومزيد من ضبط التفكير. كما يعين، كذلك، على تقديم المزيد من الإيضاح للحجج.

من يتحدثون عن قيام أكتوبر أخرى، أو أبريل أخرى، مطالبون بتحديد وتوصيف القوى التي سوف تنجز هذه الثورة المرتقبة. فمطالبتنا الرئيسة، لمن يعترضون علينا، تتلخص في أن يقرؤوا الواقع، بعيدا عن الرغبات التي ليست لها أرجل. إن أكبر أحزابنا جماهيرية، وفقًا لآخر انتخابات ديمقراطية، وهي التي جرت في عام 1986، هما حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي. تليهما، الجبهة القومية الإسلامية. وبناء على ذلك، فإن المستودعان اللذان يمكن أن يوفرا قوة جماهيرية تدعم حراك الشارع وثورته، لهما حزب الأمة والجزب الاتحادي. لكن، هذان المستودعان لا يسيران، من الناحية العملية، الواقعية، في طريق الثورة الشعبية. وهذا ما أثبتته تجربة المعارضة عبر التسع وعشرين عاما الماضية. فالاتحادي بقيادة الميرغني، شريك في الحكم. فأي ثورة تُنتظر من شريكٍ في الحكم؟ أما حزب الأمة فشظاياه العديدة بقيت شريكة في الحكم، بصور مختلفة، في فترات مختلفة، ولا تزال. أما القسم الأكبر من حزب الأمة، الذي بقي خارج منظومة الحكم، وهو الذي يتزعمه السيد الصادق المهدي، فإنه لم يُخرج مظاهرة جماهيرية واحدة، يعتد بها، عبر التسع وعشرين سنة الماضية. لم تخرج جماهير حزب الأمة، بوزنها الذي نعرفه، حتى في انتفاضة سبتمبر 2013 التي قضى فيها المئات من الشباب. أيضا، لم تخرج جماهير حزب الأمة، بوزنها الذي نعرفه، في التظاهرات الأخيرة، رغم تولي السيد الصادق المهدي، شخصيا، الإعداد لها، مع حلفائه من بقية الأحزاب. فقد كانت التظاهرات، شديدة الهزال، وماتت في مهدها.

إذن، ماذا تبقى من الجماهير التي يمكن أن تقود الثورة الشعبية المنتظرة؟ بقي الحزب الشيوعي، وحزب المؤتمر السوداني، وحزب البعث، والحزب الناصري، والحزب الجمهوري، وغيرها من الأحزاب الصغيرة. ولا مراء البتة في أن الأحزاب العقائدية اليسارية، وخاصة الحزب الشيوعي السوداني، كان لها ثقلٌ حقيقي في تحريك القوى النقابية، منذ الحقبة الاستعمارية، وحتى ثورة أبريل. ولقد كانت هذه القوى النقابية هي حجر الزاوية في نجاح كل من ثورتي أكتوبر وأبريل. لكن، وكما يعلم الجميع، فقد ضربت الانقاذ الخدمة المدنية، وضربت الحركة النقابية، وقضت عليهما تماما. كما أنها دفعت بالمهنيين والنقابيين، والحرفيين، وغيرهم، إلى السفر خارج البلاد. وقد بلغت أعداد من هاجر، من هؤلاء، الملايين. فإذا كانت أحوال أحزاب الاتحادي، كما ذكرنا، وإذا كانت أحوال أحزاب الأمة، كما ذكرنا، وإذا كانت الحركة النقابية تعاني سكرات الموت، إن لم تكن قد ماتت بالفعل، وإذا كان الحزب الشيوعي بلا حركة نقابية تقف من ورائه، فما الذي تبقى من القوى الحية المؤثرة التي في وسعها أن تُحدث ثورة شعبية؟ بل، أين هي تلك القوى الجماهيرية الموحدة، المنظمة، المتماسكة، التي يمكن أن تحرس منجزات أي ثورة قادمة؟

من الجانب الآخر، تغيرت ديموغرافيا العاصمة القومية، التي ظلت البؤرة الرئيسة لصناعة الثورات في السودان. فقد تآكلت فيها الطبقة الوسطى، وهو ما يوافقنا عليه معارضونا في الرأي. والقسم المتبقي من الطبقة الوسطى اليوم، ارتبطت مصالحه، بحكم سياسات التمكين، بمصالح النظام، وأصبح، بالضرورة، ضد تغيير الأوضاع القائمة، لأنه، منتفع منها. فبسبب كل ما تقدم ذكره، وبسبب غير ذلك، مما لا يسمح الحيز بذكره، لن يحدث، في تقديري، عصيانٌ مدنيٌّ مؤثر. فحزام الفقر الذي يحيط بالعاصمة، يسكنه، الآن، أكثر من نصف سكان العاصمة. وهؤلاء هم الذين يملؤون أسواق العاصمة وحواريها، كل يوم، طلبا لما يُقيم الأود. هؤلاء لا يحتملون التوقف عن العمل، ولا، ليوم واحد. فإذا هم توقفوا، جاعوا، وجاعت أسرهم. أيضا، أصبح لقطاع كبير من الأسر متوسطة الحال، شخصٌ مغتربٌ، أو شخصين مغتربيْن، في بلد ما. وقد قلل ما يرسله المغتربون، من إعانات مالية، الضغط المعيشي، على قطاع واسع من الأسر السودانية. فعلى الذين يعارضوننا، بتعجل، أن ينتبهوا، جيدا، إلى أن الوضع الذي نعيشه الآن، وضع جديد، دخلت في ساحته عناصر لم تكن موجودة من قبل. وهي عناصر لا يمكن أن يتجاهلها، من يحلمون بإعادة استنساخ تجاربنا الثورية القديمة.

بطبيعة الحال هناك قوى أخرى معارضة، تتمثل في الحركات المسلحة. هذه القوى، لدى التحليل المحايد، تمثل خصمًا على طاقة الثورة الشعبية المرتقبة، وليس إضافة لها. فقد أضعفت هذ الحركات، من الناحية العملية، فرص خلق كيان معارض، مقاوم، متحد. فهي تنظر إلى المركز، حكومته، ومعارضته، ككتلة صماء تمثل في مجملها خصما تاريخيا. ولقد يكون لهذه النظرة ما يؤيدها حقيقةً، لكن بناء الفعل السياسي عليها، يخلق إشكالية، تحد من فرص الثورة الشاملة. ولقد ذكرت في سردي السابق أن الحركة الشعبية سبق أن أدارت ظهرها للقوى السياسية السودانية الشمالية، وشاركت الانقاذ في الحكم، منفردة، لمدة خمس سنوات، عقب اتفاق نيفاشا. لكن، انتهت، تلك الشراكة الثنائية، بفصل الجنوب، وبفشل الدولتين.

اخترقت الانقاذ حركات دارفور فتشظت، وأصبح قبيل منها مشارك في السلطة، وبقي قبيل آخر منها معارض للسلطة، ولكنه ظل يفقد وزنه العسكري والسياسي، باضطراد ملفت. وكما سبق أن ذكرت، فإن هجوم قائد العدل والمساواة، خليل إبراهيم على العاصمة، في عام 2008، أفقد الحركة تعاطف جمهور الوسط والشمال النيلي. أيضا، كان خروج الحركة الشعبية قطاع الشمال، عسكريا، إلى أبو كرشولة، وأم روابة، بعد أن فشلت شراكتها، هي الأخرى مع المؤتمر الوطني، خطأ قاتلا آخر. بسبب هاتين العمليتين العسكريتين، أصبح جمهور الوسط والشمال النيلي، الكاره لنظام الانقاذ، حائرًا بين كراهيته لنظام الانقاذ، وقلة ثقته في قومية الحركات المسلحة، وحقيقة نظرتها للصراع؛ بوصفه صراعًا بين جميع السودانيين، بلا استثناء، وبين نظام متسلط متجبر، عاجز عن الانجاز. وليس صراعا بين الهامش وما يمثل كتلة المركز، برمتها، دون فرز. أما ما جرى بين عبد العزيز الحلو من جهة، ومالك عقار وياسر عرمان من الجهة الأخرى، في الآونة الأخيرة، فيمكن أن يعطي تصورا للانشقاقات التي يمكن أن تحدث مستقبلا بين حملة السلاح. لقد تشظّى الواقع السياسي السوداني، تشظيا غير مسبوق، وتباعدت خطوطه، وتعارضت أجندته، وتقاطعت. وقد ضعُفت، مع هذا التشظي، وتضارب الأجندة، وحدة الهدف، ووحدة الشعور، التي سبق أن جمعت بين السودانيين، في ثورتي أكتوبر وأبريل. هذه هي الصورة الحقيقة للأوضاع، دون تزويق أو رتوش، وما عداها، في نظري، مجرد أمنيات، لا أكثر.

أيضًا، خرج من المعادلة ما ظللنا نسميه “انحياز الجيش للشعب”. فالجيش السوداني، جرت أدلجته من البداية، واكتمل إفراغه، تمامًا، من العناصر المهنية الملتزمة بمهنيتها، العارفة لدور الجيش، المؤمنة بحراسته للصالح العام، وواجبه في الوقوف إلى جانب الشعب الأعزل، حين يتعرض للموت في الشوارع. تحول الجيش، بمرور الزمن، مثلما جرت التحولات لعدد من الجيوش في دول الجوار، إلى واحدٍ من مجموعات المصالح، وأصبح هو، والأمن، والشرطة، جزءا من القوى الاقتصادية المرتبطة ببنية النظام، وبنمط ممارساته. أصبحت هذه المؤسسات العسكرية جزءا لا يتجزأ من النادي الخاص، المحتكِر للسلطة، والثروة، وللجاه. فمن المستبعد أن يقف هذا الجيش، بصورته الحالية، إلى جانب أي ثورة شعبية. ولم تكن أكتوبر وأبريل لتنجحا، لولا تدخُّل الجيش، وانحيازه لخيار الشعب، في اللحظة الحاسمة. ومع انحياز الجيش في لحظة الثورتين، فشلت الثورتان في تحقيق أهدافهما. والدليل، على فشلهما، ما آلت إليه أحوالنا الآن.

لقد أشرت في مقالاتي السابقة في هذا الخيط، وفي غيره، إلى أن حدوث ثورة جياع، أمر ممكن. وثورة الجياع تختلف عن الثورة المنظمة المخطط لها، التي تملك القوة المادية التي يمكن أن تثبت بها الأوضاع، عقب اقتلاع النظام. إن أسوأ شيء يمكن أن يحدث في اللحظة الراهنة، هو أن تحدث في البلاد ثورة جياع. فعلى المعارضين، ألا يتمنوها، أبدا. وعلى النظام الحاكم، إن كان يسمع ما يقال له، أن يعمل بكل ما يستطيع، لكيلا تحدث. فثورة الجياع تستعصي على القمع، وتنتهي بالقضاء على الأخضر واليابس. فهي لا تميز، لأنها، حين تنطلق، إنما تنطلق من معادلة صفرية، وطرفا هذه المعادلة هما: “عليّ وعلى أعدائي”.

ربما ن الضروري إيضاح أن الدخول في مسار الانتخابات، لا يعني إيقاف حراك الشارع نهائيا. ما يعنيه، حقيقة، هو الانخراط مع الجماهير، والعمل في أوساطها، لبناء الطاقة الدافعة للتغيير من القواعد، والعمل على إصلاح ما خربته الانقاذ من وعي الناس وأخلاقهم. يضاف إلى ذلك، فإن النشاط في العمل الانتخابي يساعد في تحويل الأحزاب إلى مؤسسات، فهي، إلى الآن، ليست مؤسسات. كما أن العمل الانتخابي، يساعد الأحزاب على تحسين خطابها السياسي، وعلى تطوير برامجها الانتخابية، وعلى تدريب كوادرها. وأهم من ذلك، فإن، العمل في المسار الانتخابي، بكل علله المتوقعة، في البداية، سوف يعين على جمع رأس المال الجماهيري، الذي يجعل من الجماهير قوة حقيقية، ضاغطة. وحين يجي الوقت لتنزل إلى الشارع، بعد فترة من العمل في المسار الانتخابي، وفي مأسسة أجهزتها، تكون قد نزلت وفق تشبيك قاعدي متين، تتساوى في قوته طاقة العاصمة وطاقة المدن الإقليمية، وطاقة كل الريف السوداني، وسائر القوى الحية. إن طاقة الثورة، وقوتها، تُبنى بناء، ولا يخلقها الهياج العاطفي اللحظي، أو الشحن الخطابي. كما أنها لا تهبط من السماء بسبب الضغوط المعيشية، وحدها.

باختصارٍ شديد، لم ينطلق طرح خيار المنازلة الانتخابية المتواصلة، حتى النصر، من حالة اليأس، رغم أنها حالة يعيشها الجميع الآن، دون استثناء. لقد تأسس هذا الخيار على فحص دقيق للواقع السياسي، وعلى تقييم واقعي لقواه المتوفرة حاليا، وإمكاناتها. وسوف أناقش في الحلقة القادمة ضرورة محاولة جر الإسلاميين، الذين قفزوا، أو هم على وشك القفز، من سفينة الانقاذ، إلى هذا المسار، وكذلك، جر المتململين داخل بنيات الأحزاب القديمة، جميعها، لتتشكل منهم جبهةٌ عريضةٌ، تقوم على رؤى نقيضة لما ظل يحكمنا لثلاثة عقود. بل، ونقيضة، لما ظل يحكم ممارستنا السياسية، منذ فجر الاستقلال. فحكم الاسلاميين الذي جثم على صدورنا لثلاثة عقود، لم يكن سوى تتويج لخلل بنيوي، صحب مسيرة السودان المستقل، منذ بداياتها.
(يتبع)

تعليق واحد

  1. أحيي طرح د.النور الراقي المستند لقراءة واقعية لمسار الأحداث ولا أختلف معه بل ‏أرفع نقاط نظام مفادها ما يلي:‏
    ‏1- ما عُرف عن الأحزاب الطائفية (حزب السيدين) كثير مشاركة في تأجيج ثورة أو تنوير ‏قاعدة حول أهمية الثورة ومن ثم وجوب المشاركة فيها, بل أن ركوب موجة الثورات ثم ‏الإستعلاء على سنامها حين تنجح هي سمة بارزة لذينك الحزبين.‏
    ‏2- الجيش السوداني لم تتم أدلجته بالكامل, فقد استعصى كثيراً, وما حادثة استقالة ‏الضباط الأخيرة ببعيد, فحين حاول العراب القفز عبر حاجز الأسبقية بأدخال عناصر ‏منتقاة بعناية رفض رجال الجيش, ما يدل على وحدة عضوية ما زال شريانها ينبض بجسد ‏الجيش, الأمر الذي يوحي بإمكانية تفاعل حيوي بين شعب ثائر وجيش مناصر.‏
    ‏3- تبقى مسألة جمع شتات المعارضة بعضو واحد على قاعدة (أنا وإبن عمي على ‏الغريب)(بغض النظام القائم وكيزانه والمنتفعين معه) وهذه القاعدة مع احترامي لا ‏تصلح لصنع مؤسسة مستقبلية لأن مقومات وجودها تنتفي حال زوال حكم الكيزان, فتظهر ‏على الفور بدائل لا بد منها لتثبيت أركان المؤسسة الشتات, وعلى خبراتنا الطويلة ‏بأحزابنا فإن تلك البدائل لن تكون سوى المنافع الشخصية, ولا أظن الدكتور يجهل ما ‏كان يقوم بفعله السيدين بالديموقراطية الأخيرة وكم مرة تشكلت حكومة ثم أنفضت ولما ‏يستلم وزراؤها مناصبهم بعد,وكيف حارب تجار الحزبين مصالح الشعب عبر محاربتهم ‏الصالحين من الوزراء حتى أقصوهم كالراحل الدكتور محمد أبو حريرة, وكيف تشوهت أوجه ‏الحياة بعصابات النهب وخطف بناتنا (أميرة وغيرها) وكيف كانت الشرطة تشارك ‏بالعمليات الإجرامية كمسؤول سجن بورتسودان الذي كان يطلق المساجين ليلاً ليتقاسم ‏معهم غلة السرقات وكيف وكيف.‏
    ‏4- عليه بقي خيار آخر سطره السياسي المحنك تشارلز ديلي في كتابه القيم ‏‏(الديموقراطية) حين صنف أنماط الأنظمة الخام (أي طبيعة النظم الحاكمة) لأربعة ‏أقسام, ما يخصنا منها هو (النظام غير الديموقراطي ذو القدرة العالية) حيث وصف ‏السلوك الطبيعي لهذا النوع من الأنظمة فقال في الصفحة 43 ( التضييق على حق الكلام, ‏إلا ما تطلبه الدولة,وتدخل واسع لقوى أمن الدولة في السياسة العامة, وتغيير ‏النظام إما من خلال صراع على مستوى القمة أو عصيان جماعي على مستوى القاعدة أ.هـ.‏
    ‏5- عليه ولكل ما سبق فإن الأمل في الله تعالى ثم قائد مفوّه يستثير حماسة الجماهير ‏الفاقدة لبوصلة الطريق نحو الشارع, وأختم بقول للشيخ عبد الرحمن الكواكبي في ‏درته الرائعة (طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد) الذي كتبه بالعام 1902م وكأنه ‏يرى حالنا وهو يكتب كتابه حيث قال ( إن خوف المستبد من نقمة رعيته أكثر من خوفهم ‏بأسه,لأن خوفه ينشأ عن علمه بما يستحقه منهم,وخوفهم ناشئ عن جهل, وخوفه عن عجز ‏حقيقي فيه, وخوفهم عن وهم التخاذل فقط, وخوفه على فقد حياته وسلطانه, وخوفهم على ‏لقيمات من النبات وعلى وطن يألفون غيره في أيام,وخوفه على كل شئ تحت سماء ملكه, ‏وخوفهم على حياة تعيسة فقط أ.هـ)‏

  2. لا شك أن أزمة السودان، لم تبدأ بحكم الاسلاميين للسودان، وبالتأكيد سوف لن تحل بمجرد زوالهم عن الحكم، بدليل ان الأزمة كانت باقية منذ الاستقلال، واستمرت حتى الحين، صحيح انها الآن تفاقمت، وصارت مهددة لوجود السودان … نحن شعب طيب،ولكنه عاطفى،كنا ننخدع بمجرد رفع شعارات زائفة لا نستطيع تمييزها، والآن الإنسان السوداني في مرحلة صياغة جديدة، هو الآن بدأ يتحسس أقدامه ليبدأ المشى، ووجب على المفكرين إعانته كي يمشى على بصيرة. وما هي هذه البصيرة هي ببساطة لا بدأ أن يتعلم كل فرد منا، ما عليه من وجبات، وما له من وحقوق حتى نستوفى الحد الأدنى من حق المواطنة، بإختصار شديد إذا لم يحاسب كل فرد منا نفسه، فلا نتوقع ايةعلاج لمشاكلنا. العقل الجمعي السوداني- إذا جاز التعميم- كان في الماضي قبل الانقاذ، إن لم يكن يشجع على الفساد، فإنه على التحقيق كان يسكت، بل يصف المفسد “بالشطارة”. نحن محتاجين لتغيير جذري، يبدأ من كل فرد، فلذلك يجب على المفكرين أدمان التفكير ليعينوا الانسان السوداني في الوصول الى اصل الداء، ومعالجته، بدلا من أن ينظروا في الاعراض، ويظنوا أن العلاج هو في زوالها. نحن محتاجين لتوكيد معني الوطنية، معنى أن يكون كل فرد صالح لوطنه وللآخرين، ولهذا يجب أن يكون التركيز في هذه المسألة، بالأهتداء بتجارب الأمم السابقة، والحالية التي تقدمت، وندرك سبب تقدمها في مجال القانون والاخلاق، ومن ثم في المجال المادي، وهي لا تملك من الموارد بمقدار نصف ما نملك. خلاصة لا بد من ثورة فكرية عاصفة، تبدأ من أرضنا وتمد بحبل من السماء،تعصف كل ما هو سيئ من مفاهيم مغلوطة مما ورثناه من عقائد، ومما اكتسبناه من عادات سيئة، غير هذا سنظل ندور في حلقة، ثم نكرر الدوران في نفس الحلقة.

  3. لا شك أن أزمة السودان، لم تبدأ بحكم الاسلاميين للسودان، وبالتأكيد سوف لن تحل بمجرد زوالهم عن الحكم، بدليل ان الأزمة كانت باقية منذ الاستقلال، واستمرت حتى الحين، صحيح انها الآن تفاقمت، وصارت مهددة لوجود السودان … نحن شعب طيب، ولكن عاطفي ، ننخدع بمجرد رفع شعارات زائفة لا نستطيع تمييزها، والآن الإنسان السوداني في مرحلة صياغة جديدة، هو الآن بدأ يتحسس أقدامه ليبدأ المشي، ووجب على المفكرين إعانته كي يمشي على بصيرة . وما هي هذه البصيرة هي ببساطة لا بدأ أن يتعلم كل فرد منا، ما عليه من وجبات، وما له من وحقوق حتى نستوفى الحد الأدنى من حق المواطنة، باختصار شديد، إذا لم يحاسب كل فرد منا نفسه، فلا نتوقع اي علاج لمشاكلنا. العقل الجمعي السوداني- إذا جاز التعميم- كان في الماضي قبل الانقاذ، إن لم يكن يشجع على الفساد، فإنه على التحقيق كان يسكت، بل يصف المفسد “بالشطارة” قال تعالى :” وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون”. نحن محتاجين لتغيير جذري، يبدأ من كل فرد، فلذلك يجب على المفكرين إدمان التفكير، ليعينوا الانسان السوداني في الوصول الى اصل الداء، ومعالجته، بدلا من أن ينظروا في الاعراض، ويظنوا أن العلاج هو في زوالها. نحن محتاجين لتوكيد معني الوطنية، معنى أن يكون كل فرد صالح لوطنه، وللآخرين، ولهذا يجب أن يكون التركيز في هذه المسألة، بالاهتداء بتجارب الأمم السابقة، والحالية التي تقدمت، وندرك سبب تقدمها في مجال القانون والاخلاق، ومن ثم في المجال المادي، وهي لا تملك من الموارد بمقدار نصف ما نملك، فإذا بدأنا هذا سيُمد حبل من السماء، ويكتمل تغييرنا كما جاء في الآية الكريمة (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾.
    خلاصة لا بد من ثورة فكرية قوية عاصفة، تبدأ من أرضنا وتُمد بحبل من السماء تعصف كل ما هو سيئ من مفاهيم مغلوطة، مما ورثناه من عقائد، ومما اكتسبناه من عادات سيئة، غير هذا سنظل ندور في حلقة، ثم نكرر الدوران في نفس الحلقة. هذا إذا سمح لنا “قانون البقاء للأصلح” بالدوران مرات أخر.

  4. التبشير بجمهورية الموز

    انور و السر سعيكم مشكور … ما لانتظار 62عام للمداهنة!!

    (خيار المنازلة الانتخابية المتواصلة) مع الجماعة الحاكمة طبعا كما اقترحا.. يطبع التجربة الانقاذية و يعطيها الشرعنة كما فعلت كثير من الرموز و التنظيمات السياسية و الحركة الشعبية بمشاركتها العابرة مما شرعنوا انفصال الجنوب و تاهيئة المناطقية لذلك و اعفا اي منطق للمطالبة الحقوقية و المواطنية.كما ان مشاركة هولاء في الانتخابات تعني عدم المحاسبة و شرعية الاجرام و الفساد و خصوصا لا يوجد دستور متفق عليه بعد.و هذا يثبت مبدأ النخب نبت شيطان فلا نعرف لها سبيل قويم للسدة و التبوء غير تقفذها علي الكراسي و النعوت و الألقاب و في افضل حال احرف تسبق أسميها من الف و دال و السيد و الخوف التي تأتي في الاخر و هي تشير الي قبيلة او منطقة او أسرة متنفذة. و هي بهذا الحال غير معنية او مسوؤلة عن تعثر بقرة يمكنها ان توفر شي من قوت لاطفال.

    كما ان حق الاجيال في فرذ الصحيح من الخطاء يكون قد صد امامه اي نوع للمراجعة او اي اوعي متوارث او المتلسل ممكن و ليس ضغينة و غبن تاريخي فلكل جيل وجوديته وزاده العاجل.و بشرعنة الطغمة بمشاركتهم انتخاباتهم لن يكون هناك قفذ خارج السفينة فالجرزان تحولت الي قطط سمان لا مقدرة لها في رشاقة و وحتي التي سبقت و فعلت سوف تعود متتبعة ما تلتقطه انوفها.. هناك من ساورته ترقيها بل العكس و هذه المرة بعنف و الي الابد و لن تكون حكومة نخب فاسدة فقط و انماء التحييد الابدي لقوي الشعب و المواطن طالما التنكر صار له بيان و مراهنة لعدم فاعليتها اي الشعب و حراكه. و بالتالي نحن ندشن او نشارك في افتتحاح عصر (النظام يريد / و من أنتم / و البشير صبر عليكم … الخ) أي ما للدول ورفهها المتاح الا لنخبتها الحاكمة و حصرا و هي فرعونية تتجد. و لنا في سوريا و غيرها كثير من مثال.

    و كما قيل عن جمهوريات الموز (اللاتينية) لصناعة طغمها العسكرية جنس هذه الانتخبات و هي الان تعيش حراكها الواعي بعد رفدها الممتد في ارث بلوفياري تجاوز القرن و نيف في ابهي تجليات العسربندرية المنتجة بالمقابل طبقة و شكليات البندرعسكرية و اخرها التشافيزية ( هوغو تشافيز) بالرغم من انتخابتها فسرعان ما تحوصلت في توليتارية حمراء و بخيار كتلة شعبية فاوردوا البلاد المهلكة و طوابير انتظار لل لا شئ..!!

    و التي اصبنا بها في المنطقة و دونك (97.08 % ) السيساوية و (94.05 %) الانقاذية !!! هل هي خديوية عبور باشوية أم بنية كولونيالية ذات تبني وطني خالص تصنع طوابير العسكر التي ادخلتنا في الدوامة الفشل او كما قال احدهم (الفشل يولد الفشل) في ابلغ حكمة تورد منهم ودحر المدن و التمدن ام هو انتقال عابر للقارات متصيدا التجارب المهلكة.

    اذن إن كان الضياع و التيه فيه شي من الكرامة فاليكن بلا فرية المشاركة.!!

  5. خليك من التنظير الكتير واتحداك امشى انزل فى انتخابات (لجنة شعبية) فى حلتك الجابتك وفوز عشان تقنعنا. الانتخابات البتتكلمو عنها انت والسر نتيجتها مطبوعة وجاهزة منذ عام 1989م. اطرد الاحلام يا جميل اصحى.
    الرهان يا هذا على قوى جيش الشباب العاطل الاتولد فى عهد الانجاس وعلى جيوش الجوعى والفقارى. وهؤلاء هم من سيحطمون الاصنام والديناصورات.

  6. الاخ النور حمد
    انت من اعلام الفكر الجمهوري الان وطرحك يساير اهواء الشيوعيين
    باسلك سؤال مباشر
    قبل الاستقلال بي سنة طرح الحزب الجمهوري برنامج دولة ديمقراطية فدرالية اشتراكية مكونة من خمس ولايات في كتاب اسس دستور السودان 1955 وقدم الفدرالية التي يجهلها الجميع ان ذاك بما فيهم الشيوعيين تحت مسمى الجبهة المعادية للاستعمار هذا الشعار الغوغائي
    هل كنا محتاجين مشاريع مصرية الئيمة والمشبوهة القوميين العرب والشيوعيين وتفرض بالانقلابات1969 ؟؟
    هل كنا محتاجين نكون اخوان مسلمين وعندنا دين ختمية وانصار وجمهوريين وطرق صوفية وكمان انقلاب الاخوان المسلمين فرض برنامجه المشبوه بالقوة اتقلاب 1989
    طيب قلنا الجهل المتعجرف حجب الشيوعيين عن الحزب الجمهوري المتقدم وبرنامجه السودانية المتطورة
    جاء جون قرنق بنفس البرنامج وخرجت له الملايين في المركز وسجل له 18 مليون سوداني في انتخابات 2010 واجضها اهل المركز
    الجهل المخزي للاخوان المسلمين لماذا لم يلتزمو بالاتفاقية وقد نفقت حركة الاخوان المسلمين في بلدا الان 2013 في ميدان رابعة العدوية
    هذه هي معارضة قوى الاجماع الوطني العايزة تسقط النظام دون برنامج ديمقراطي فدرالي اشتراكي احسن من برنامج محمود محمد طه وجون قرنق السياسي وبي خردة اكتوبر 1964 ..والناس ابت تمرق ليهم لانهم مجربين .. وانت كجموهري لا تسوق هذه البضاعة البايرة على حساب الفكرة الجمهورية والحركة الشعبية

  7. التحية للدكتور النور على طرحه وتحليله المتميز. مشكلتنا أننا لا نحلل ولا نفهم التحليل ونبني أفكارنا على قوالب مصنوعة من الفخار ، وحين ينكسر الفخار تظل عفولنا هي القالب البديل، فإماأن تكسره وإما أن تتركه فيبقى قالبا من فخار!! نحتاج للكثير من جهودكم يا دكتور من أجل جيل جديد يستطيع رفع راية السودان سلما وعدلا ونزاهة ورجاحة عقل بعيدا عن الفكر المعارض الدموي أو الانقاذي اللصوصي.
    أكرر لكم التحية

  8. السر سيداحمد قاعد في كندا ينظر وانت قاعد وين وتنظر والواثق كمير في كندا وينظر نحنا كرهنا مثقفينا وفلسفتهم المقتنع بقضية شعبه يجي يحارب مع الناس مانديلا اتسجن وعاني مع شعبه ده المناضل البنعرفه

  9. قولك يا دكتور “ربما من الضروري إيضاح أن الدخول في مسار الانتخابات، لا يعني إيقاف حراك الشارع نهائيا”؛ هل من الممكن أن يقبل النظام الحالي هكذا وضع؟ إذ إن في مفهومه أن أي حراك أو تعبئة للشارع يعتبر خروجا عن المسار لأن الديمقراطية لديه تعني أنتم جميعا تحت مظلتي وبصري!

  10. تحياتي دكتور النور , كمواطن سوداني يبحث عن بصيص أمل عن سودان متماسك لمابعد البشير وعصابته أشكرك و إشكر إستاذ السر سيداحمد علي هذا الطرح المتقدم .

    السياسة هي فن الممكن ومن يعارض هذا الطرح عليه أن يتقدم بمقترحه في كيفية إحداث تحول ديمقراطي في السودان . شتيمة الكيزان والاتهام الإجمالي بالعمالة لكل من يرفض ان ينضم لجوقة المناضلين بالشتائم و النبز وقصائد الهجاء لن يؤدي للتحول الديمقراطي فقد فصل دكتور النور التغييرات الهائلة في المجتمع السوداني خلال ال 30 عاما الماضية , هذه التغييرات التي قضت علي الطبقة الوسطي و النقابات المهنية والعمالية المستقلة وتلك كانت طلائع قوي التغيير .

    نعم نريد سقوط الإنقاذ مع الحفاظ علي الدولة وإلا فإن إنهيار الدولة السودانية الكامل سيؤدي إلي دماء و فوضي لعشرات السنين و البيغالتني فلينظر لحال الصومال , العراق , سوريا , ليبيا , افغانستان , افريقيا الوسطي و جنوب السودان .

    مشكور د النور علي وطنيتك و شجاعتك , واصل الكتابة و التوضيح لهذه الفكرة التي ربما تكون هي المنقذ لسوداننا الحبيب من الضياع بين لصوص الإنقاذ و مناضلي الحناجر و المزايدات !

  11. أحيي طرح د.النور الراقي المستند لقراءة واقعية لمسار الأحداث ولا أختلف معه بل ‏أرفع نقاط نظام مفادها ما يلي:‏
    ‏1- ما عُرف عن الأحزاب الطائفية (حزب السيدين) كثير مشاركة في تأجيج ثورة أو تنوير ‏قاعدة حول أهمية الثورة ومن ثم وجوب المشاركة فيها, بل أن ركوب موجة الثورات ثم ‏الإستعلاء على سنامها حين تنجح هي سمة بارزة لذينك الحزبين.‏
    ‏2- الجيش السوداني لم تتم أدلجته بالكامل, فقد استعصى كثيراً, وما حادثة استقالة ‏الضباط الأخيرة ببعيد, فحين حاول العراب القفز عبر حاجز الأسبقية بأدخال عناصر ‏منتقاة بعناية رفض رجال الجيش, ما يدل على وحدة عضوية ما زال شريانها ينبض بجسد ‏الجيش, الأمر الذي يوحي بإمكانية تفاعل حيوي بين شعب ثائر وجيش مناصر.‏
    ‏3- تبقى مسألة جمع شتات المعارضة بعضو واحد على قاعدة (أنا وإبن عمي على ‏الغريب)(بغض النظام القائم وكيزانه والمنتفعين معه) وهذه القاعدة مع احترامي لا ‏تصلح لصنع مؤسسة مستقبلية لأن مقومات وجودها تنتفي حال زوال حكم الكيزان, فتظهر ‏على الفور بدائل لا بد منها لتثبيت أركان المؤسسة الشتات, وعلى خبراتنا الطويلة ‏بأحزابنا فإن تلك البدائل لن تكون سوى المنافع الشخصية, ولا أظن الدكتور يجهل ما ‏كان يقوم بفعله السيدين بالديموقراطية الأخيرة وكم مرة تشكلت حكومة ثم أنفضت ولما ‏يستلم وزراؤها مناصبهم بعد,وكيف حارب تجار الحزبين مصالح الشعب عبر محاربتهم ‏الصالحين من الوزراء حتى أقصوهم كالراحل الدكتور محمد أبو حريرة, وكيف تشوهت أوجه ‏الحياة بعصابات النهب وخطف بناتنا (أميرة وغيرها) وكيف كانت الشرطة تشارك ‏بالعمليات الإجرامية كمسؤول سجن بورتسودان الذي كان يطلق المساجين ليلاً ليتقاسم ‏معهم غلة السرقات وكيف وكيف.‏
    ‏4- عليه بقي خيار آخر سطره السياسي المحنك تشارلز ديلي في كتابه القيم ‏‏(الديموقراطية) حين صنف أنماط الأنظمة الخام (أي طبيعة النظم الحاكمة) لأربعة ‏أقسام, ما يخصنا منها هو (النظام غير الديموقراطي ذو القدرة العالية) حيث وصف ‏السلوك الطبيعي لهذا النوع من الأنظمة فقال في الصفحة 43 ( التضييق على حق الكلام, ‏إلا ما تطلبه الدولة,وتدخل واسع لقوى أمن الدولة في السياسة العامة, وتغيير ‏النظام إما من خلال صراع على مستوى القمة أو عصيان جماعي على مستوى القاعدة أ.هـ.‏
    ‏5- عليه ولكل ما سبق فإن الأمل في الله تعالى ثم قائد مفوّه يستثير حماسة الجماهير ‏الفاقدة لبوصلة الطريق نحو الشارع, وأختم بقول للشيخ عبد الرحمن الكواكبي في ‏درته الرائعة (طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد) الذي كتبه بالعام 1902م وكأنه ‏يرى حالنا وهو يكتب كتابه حيث قال ( إن خوف المستبد من نقمة رعيته أكثر من خوفهم ‏بأسه,لأن خوفه ينشأ عن علمه بما يستحقه منهم,وخوفهم ناشئ عن جهل, وخوفه عن عجز ‏حقيقي فيه, وخوفهم عن وهم التخاذل فقط, وخوفه على فقد حياته وسلطانه, وخوفهم على ‏لقيمات من النبات وعلى وطن يألفون غيره في أيام,وخوفه على كل شئ تحت سماء ملكه, ‏وخوفهم على حياة تعيسة فقط أ.هـ)‏

  12. لا شك أن أزمة السودان، لم تبدأ بحكم الاسلاميين للسودان، وبالتأكيد سوف لن تحل بمجرد زوالهم عن الحكم، بدليل ان الأزمة كانت باقية منذ الاستقلال، واستمرت حتى الحين، صحيح انها الآن تفاقمت، وصارت مهددة لوجود السودان … نحن شعب طيب،ولكنه عاطفى،كنا ننخدع بمجرد رفع شعارات زائفة لا نستطيع تمييزها، والآن الإنسان السوداني في مرحلة صياغة جديدة، هو الآن بدأ يتحسس أقدامه ليبدأ المشى، ووجب على المفكرين إعانته كي يمشى على بصيرة. وما هي هذه البصيرة هي ببساطة لا بدأ أن يتعلم كل فرد منا، ما عليه من وجبات، وما له من وحقوق حتى نستوفى الحد الأدنى من حق المواطنة، بإختصار شديد إذا لم يحاسب كل فرد منا نفسه، فلا نتوقع ايةعلاج لمشاكلنا. العقل الجمعي السوداني- إذا جاز التعميم- كان في الماضي قبل الانقاذ، إن لم يكن يشجع على الفساد، فإنه على التحقيق كان يسكت، بل يصف المفسد “بالشطارة”. نحن محتاجين لتغيير جذري، يبدأ من كل فرد، فلذلك يجب على المفكرين أدمان التفكير ليعينوا الانسان السوداني في الوصول الى اصل الداء، ومعالجته، بدلا من أن ينظروا في الاعراض، ويظنوا أن العلاج هو في زوالها. نحن محتاجين لتوكيد معني الوطنية، معنى أن يكون كل فرد صالح لوطنه وللآخرين، ولهذا يجب أن يكون التركيز في هذه المسألة، بالأهتداء بتجارب الأمم السابقة، والحالية التي تقدمت، وندرك سبب تقدمها في مجال القانون والاخلاق، ومن ثم في المجال المادي، وهي لا تملك من الموارد بمقدار نصف ما نملك. خلاصة لا بد من ثورة فكرية عاصفة، تبدأ من أرضنا وتمد بحبل من السماء،تعصف كل ما هو سيئ من مفاهيم مغلوطة مما ورثناه من عقائد، ومما اكتسبناه من عادات سيئة، غير هذا سنظل ندور في حلقة، ثم نكرر الدوران في نفس الحلقة.

  13. لا شك أن أزمة السودان، لم تبدأ بحكم الاسلاميين للسودان، وبالتأكيد سوف لن تحل بمجرد زوالهم عن الحكم، بدليل ان الأزمة كانت باقية منذ الاستقلال، واستمرت حتى الحين، صحيح انها الآن تفاقمت، وصارت مهددة لوجود السودان … نحن شعب طيب، ولكن عاطفي ، ننخدع بمجرد رفع شعارات زائفة لا نستطيع تمييزها، والآن الإنسان السوداني في مرحلة صياغة جديدة، هو الآن بدأ يتحسس أقدامه ليبدأ المشي، ووجب على المفكرين إعانته كي يمشي على بصيرة . وما هي هذه البصيرة هي ببساطة لا بدأ أن يتعلم كل فرد منا، ما عليه من وجبات، وما له من وحقوق حتى نستوفى الحد الأدنى من حق المواطنة، باختصار شديد، إذا لم يحاسب كل فرد منا نفسه، فلا نتوقع اي علاج لمشاكلنا. العقل الجمعي السوداني- إذا جاز التعميم- كان في الماضي قبل الانقاذ، إن لم يكن يشجع على الفساد، فإنه على التحقيق كان يسكت، بل يصف المفسد “بالشطارة” قال تعالى :” وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون”. نحن محتاجين لتغيير جذري، يبدأ من كل فرد، فلذلك يجب على المفكرين إدمان التفكير، ليعينوا الانسان السوداني في الوصول الى اصل الداء، ومعالجته، بدلا من أن ينظروا في الاعراض، ويظنوا أن العلاج هو في زوالها. نحن محتاجين لتوكيد معني الوطنية، معنى أن يكون كل فرد صالح لوطنه، وللآخرين، ولهذا يجب أن يكون التركيز في هذه المسألة، بالاهتداء بتجارب الأمم السابقة، والحالية التي تقدمت، وندرك سبب تقدمها في مجال القانون والاخلاق، ومن ثم في المجال المادي، وهي لا تملك من الموارد بمقدار نصف ما نملك، فإذا بدأنا هذا سيُمد حبل من السماء، ويكتمل تغييرنا كما جاء في الآية الكريمة (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾.
    خلاصة لا بد من ثورة فكرية قوية عاصفة، تبدأ من أرضنا وتُمد بحبل من السماء تعصف كل ما هو سيئ من مفاهيم مغلوطة، مما ورثناه من عقائد، ومما اكتسبناه من عادات سيئة، غير هذا سنظل ندور في حلقة، ثم نكرر الدوران في نفس الحلقة. هذا إذا سمح لنا “قانون البقاء للأصلح” بالدوران مرات أخر.

  14. التبشير بجمهورية الموز

    انور و السر سعيكم مشكور … ما لانتظار 62عام للمداهنة!!

    (خيار المنازلة الانتخابية المتواصلة) مع الجماعة الحاكمة طبعا كما اقترحا.. يطبع التجربة الانقاذية و يعطيها الشرعنة كما فعلت كثير من الرموز و التنظيمات السياسية و الحركة الشعبية بمشاركتها العابرة مما شرعنوا انفصال الجنوب و تاهيئة المناطقية لذلك و اعفا اي منطق للمطالبة الحقوقية و المواطنية.كما ان مشاركة هولاء في الانتخابات تعني عدم المحاسبة و شرعية الاجرام و الفساد و خصوصا لا يوجد دستور متفق عليه بعد.و هذا يثبت مبدأ النخب نبت شيطان فلا نعرف لها سبيل قويم للسدة و التبوء غير تقفذها علي الكراسي و النعوت و الألقاب و في افضل حال احرف تسبق أسميها من الف و دال و السيد و الخوف التي تأتي في الاخر و هي تشير الي قبيلة او منطقة او أسرة متنفذة. و هي بهذا الحال غير معنية او مسوؤلة عن تعثر بقرة يمكنها ان توفر شي من قوت لاطفال.

    كما ان حق الاجيال في فرذ الصحيح من الخطاء يكون قد صد امامه اي نوع للمراجعة او اي اوعي متوارث او المتلسل ممكن و ليس ضغينة و غبن تاريخي فلكل جيل وجوديته وزاده العاجل.و بشرعنة الطغمة بمشاركتهم انتخاباتهم لن يكون هناك قفذ خارج السفينة فالجرزان تحولت الي قطط سمان لا مقدرة لها في رشاقة و وحتي التي سبقت و فعلت سوف تعود متتبعة ما تلتقطه انوفها.. هناك من ساورته ترقيها بل العكس و هذه المرة بعنف و الي الابد و لن تكون حكومة نخب فاسدة فقط و انماء التحييد الابدي لقوي الشعب و المواطن طالما التنكر صار له بيان و مراهنة لعدم فاعليتها اي الشعب و حراكه. و بالتالي نحن ندشن او نشارك في افتتحاح عصر (النظام يريد / و من أنتم / و البشير صبر عليكم … الخ) أي ما للدول ورفهها المتاح الا لنخبتها الحاكمة و حصرا و هي فرعونية تتجد. و لنا في سوريا و غيرها كثير من مثال.

    و كما قيل عن جمهوريات الموز (اللاتينية) لصناعة طغمها العسكرية جنس هذه الانتخبات و هي الان تعيش حراكها الواعي بعد رفدها الممتد في ارث بلوفياري تجاوز القرن و نيف في ابهي تجليات العسربندرية المنتجة بالمقابل طبقة و شكليات البندرعسكرية و اخرها التشافيزية ( هوغو تشافيز) بالرغم من انتخابتها فسرعان ما تحوصلت في توليتارية حمراء و بخيار كتلة شعبية فاوردوا البلاد المهلكة و طوابير انتظار لل لا شئ..!!

    و التي اصبنا بها في المنطقة و دونك (97.08 % ) السيساوية و (94.05 %) الانقاذية !!! هل هي خديوية عبور باشوية أم بنية كولونيالية ذات تبني وطني خالص تصنع طوابير العسكر التي ادخلتنا في الدوامة الفشل او كما قال احدهم (الفشل يولد الفشل) في ابلغ حكمة تورد منهم ودحر المدن و التمدن ام هو انتقال عابر للقارات متصيدا التجارب المهلكة.

    اذن إن كان الضياع و التيه فيه شي من الكرامة فاليكن بلا فرية المشاركة.!!

  15. خليك من التنظير الكتير واتحداك امشى انزل فى انتخابات (لجنة شعبية) فى حلتك الجابتك وفوز عشان تقنعنا. الانتخابات البتتكلمو عنها انت والسر نتيجتها مطبوعة وجاهزة منذ عام 1989م. اطرد الاحلام يا جميل اصحى.
    الرهان يا هذا على قوى جيش الشباب العاطل الاتولد فى عهد الانجاس وعلى جيوش الجوعى والفقارى. وهؤلاء هم من سيحطمون الاصنام والديناصورات.

  16. الاخ النور حمد
    انت من اعلام الفكر الجمهوري الان وطرحك يساير اهواء الشيوعيين
    باسلك سؤال مباشر
    قبل الاستقلال بي سنة طرح الحزب الجمهوري برنامج دولة ديمقراطية فدرالية اشتراكية مكونة من خمس ولايات في كتاب اسس دستور السودان 1955 وقدم الفدرالية التي يجهلها الجميع ان ذاك بما فيهم الشيوعيين تحت مسمى الجبهة المعادية للاستعمار هذا الشعار الغوغائي
    هل كنا محتاجين مشاريع مصرية الئيمة والمشبوهة القوميين العرب والشيوعيين وتفرض بالانقلابات1969 ؟؟
    هل كنا محتاجين نكون اخوان مسلمين وعندنا دين ختمية وانصار وجمهوريين وطرق صوفية وكمان انقلاب الاخوان المسلمين فرض برنامجه المشبوه بالقوة اتقلاب 1989
    طيب قلنا الجهل المتعجرف حجب الشيوعيين عن الحزب الجمهوري المتقدم وبرنامجه السودانية المتطورة
    جاء جون قرنق بنفس البرنامج وخرجت له الملايين في المركز وسجل له 18 مليون سوداني في انتخابات 2010 واجضها اهل المركز
    الجهل المخزي للاخوان المسلمين لماذا لم يلتزمو بالاتفاقية وقد نفقت حركة الاخوان المسلمين في بلدا الان 2013 في ميدان رابعة العدوية
    هذه هي معارضة قوى الاجماع الوطني العايزة تسقط النظام دون برنامج ديمقراطي فدرالي اشتراكي احسن من برنامج محمود محمد طه وجون قرنق السياسي وبي خردة اكتوبر 1964 ..والناس ابت تمرق ليهم لانهم مجربين .. وانت كجموهري لا تسوق هذه البضاعة البايرة على حساب الفكرة الجمهورية والحركة الشعبية

  17. التحية للدكتور النور على طرحه وتحليله المتميز. مشكلتنا أننا لا نحلل ولا نفهم التحليل ونبني أفكارنا على قوالب مصنوعة من الفخار ، وحين ينكسر الفخار تظل عفولنا هي القالب البديل، فإماأن تكسره وإما أن تتركه فيبقى قالبا من فخار!! نحتاج للكثير من جهودكم يا دكتور من أجل جيل جديد يستطيع رفع راية السودان سلما وعدلا ونزاهة ورجاحة عقل بعيدا عن الفكر المعارض الدموي أو الانقاذي اللصوصي.
    أكرر لكم التحية

  18. السر سيداحمد قاعد في كندا ينظر وانت قاعد وين وتنظر والواثق كمير في كندا وينظر نحنا كرهنا مثقفينا وفلسفتهم المقتنع بقضية شعبه يجي يحارب مع الناس مانديلا اتسجن وعاني مع شعبه ده المناضل البنعرفه

  19. قولك يا دكتور “ربما من الضروري إيضاح أن الدخول في مسار الانتخابات، لا يعني إيقاف حراك الشارع نهائيا”؛ هل من الممكن أن يقبل النظام الحالي هكذا وضع؟ إذ إن في مفهومه أن أي حراك أو تعبئة للشارع يعتبر خروجا عن المسار لأن الديمقراطية لديه تعني أنتم جميعا تحت مظلتي وبصري!

  20. تحياتي دكتور النور , كمواطن سوداني يبحث عن بصيص أمل عن سودان متماسك لمابعد البشير وعصابته أشكرك و إشكر إستاذ السر سيداحمد علي هذا الطرح المتقدم .

    السياسة هي فن الممكن ومن يعارض هذا الطرح عليه أن يتقدم بمقترحه في كيفية إحداث تحول ديمقراطي في السودان . شتيمة الكيزان والاتهام الإجمالي بالعمالة لكل من يرفض ان ينضم لجوقة المناضلين بالشتائم و النبز وقصائد الهجاء لن يؤدي للتحول الديمقراطي فقد فصل دكتور النور التغييرات الهائلة في المجتمع السوداني خلال ال 30 عاما الماضية , هذه التغييرات التي قضت علي الطبقة الوسطي و النقابات المهنية والعمالية المستقلة وتلك كانت طلائع قوي التغيير .

    نعم نريد سقوط الإنقاذ مع الحفاظ علي الدولة وإلا فإن إنهيار الدولة السودانية الكامل سيؤدي إلي دماء و فوضي لعشرات السنين و البيغالتني فلينظر لحال الصومال , العراق , سوريا , ليبيا , افغانستان , افريقيا الوسطي و جنوب السودان .

    مشكور د النور علي وطنيتك و شجاعتك , واصل الكتابة و التوضيح لهذه الفكرة التي ربما تكون هي المنقذ لسوداننا الحبيب من الضياع بين لصوص الإنقاذ و مناضلي الحناجر و المزايدات !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..