سأقولُ في التحقيق

زمان مثل هذا

سأقولُ في التحقيق

الصادق الشريف

? بالأمس وعلى صفحات الصحف أهرقت أمانة الإعلام باللجنة التنفيذية للمناصير.. أهرقت ماء وجه الحكومة أمام شعبها الصابر المصابر. ? اختصاراً قال المناصيرُ في بيانهم: ? والي ولاية نهر النيل قال إنّه مُفوَّض لحل المشكلة.. لكنّ المناصير لهم سوابق مع التفويض (الشفاهي).. غير المكتوب.. وغير المجدي. ? رئيس البلاد قال في لقاء جماهيري محضور ومتلفز: (هذه القضية مسؤولية والي الولاية).. ولكنّه كان أيضاً? وياللعجب- تفويضاً شفاهياً.. لم يُقوِّ ويُعضِّد من عزم الولاية.. ولم يفُتْ من عضد وقبضة وحدة تنفيذ السدود.. تلك القبضة التي تمسك عن تنفيذ حتى قرارات الرئيس. ? يقولُ علماء السياسة: الرئيس هو أعلى من السلطات جميعاً.. يقف في سنامها ويمسك بخيوطها تنسيقاً أحياناً وردعاً أحياناً ودعماً في بقية الأحيان.. يقفُ على رأس السلطة التنفيذية (فقرارٌ لا يريده الرئيس يُفترض أن لا يجد حظه من التنفيذ).. وهو يقف على بوابة السلطة التشريعية (فقانونٌ لا يجيزه الرئيس لا يعبر الى خارج البرلمان ولا يصبح سارياً).. ويتسنم السلطة القضائية (حتى لو جاء حكمُ القضاءِ بإعدام أحدهم.. فللرئيس تقديراته). ? لكن مع ذلك.. يُصدَر القرارُ الرئاسي.. فيجدُ أنّ وحدة تنفيذ السدود لم توقد على الطين فتنصبُّ سداً من الأسمنت ليحتجز المياه زراعةً وإضاءةً فحسب.. بل تصنع الوحدةُ سداً إدارياً ولا أعتى.. يقفُ أمام قرارات الرئيس فيحتجزها ويبطلها.. إحراجا وإحجاماً. ? ستسألُ الأجيالُ القادمةُ بعد زمانٍ عن السبب.. السبب الذي جعل السودان ? دون خلق الله ? يبقى لسنواتٍ وعقودٍ في ذيول قوائم الفساد والفشل!!. ? سأقولُ في التحقيق: السودان كان يتقطع جغرافياً.. ثُمّ أمسى يتقطع إدارياً.. كلُّ واحدٍ يمسكُ بما يليه من قوانين ويتقوى بها على المصلحة القومية.. ? سأقولُ وسأحكي للرواة تفاصيل المسرحية.. التي جرت مشاهدها على مرأى ومسمع من الجميع.. والتي دارت فصولها ومشاهدها العبثية وبُثت على الهواء مباشرةً.. وسيدركون، بأنفسهم، قراءة واستخلاصاً – براعة وحدة الإخراج.. وحدة السدود. ? سأقولُ في التحقيق: هذه الحالة كان من المتوقع ان تحتفظ بها سجلات الجامعات.. كدليل ولا أقوى على حالة الشلل التي أصابت السودان جراء مراكز القوى. ? سأقولُ في التحقيق: كيف لم يستشهد أساتذة العلوم السياسية بتلك الحالة.. ليبرهنوا لطلابهم (أنّ الحكم هو الإرادة.. لا حكم بلا إرادة).. وكيف أنّهم لم يسألوا طلابهم: كيف يحكم حزبٌ.. يوقعُ قائدهُ اتفاقاً على تراضٍ وطني.. ثمّ لا يتم التراضي عليه بعد ذلك. ? وكيف أنّهم كانوا َيُدمِنون الاستماع لصدى أصواتهم بعد كلّ سؤال: كيف تستمرُّ دولةٌ يصدر راسها وقائدها فورماناً بإيقاف الجبايات.. ثمّ لا تقف الجبايات؟؟!! بحلِّ مشكلة المناصير.. ثمّ لا تُحلُّ مشكلة المناصير!!. ? لا تقل إنّها سوءات الخدمة المدنية!!.. سأقول في التحقيق: إنّها سوءات الساسة.. إنّها عيوب القادرين على التمام.

التيار

تعليق واحد

  1. سلمت يداك …. يالصادق …. دوما صادق مع نفسك ومع القراء
    اللهم اصلح الحال واستبدله يارب باحسن منه

  2. كل القرارات الشفهية التى يطلقها البشير فى المناسبات العامة صتدر دون روية ودراسة وكلها قرارات حماسية غشيمة ولم أسمع عن رئيس دولة حتى من جيراننا أنه أصدر قرارا فى خطاباته الجماهيرية فالقرارات الرئاسية تصدر بمراسيم وتثبت فى اضبارات الدولة لتكون ملزمة للتنفيذيين فيما بعد وتنفذ فورا لأن القرارات دائما تصدر بعد دراسة جميع الأبعاد بشتى الزوايا وليس عشوائيا مع هوبة الحماس والدلوكة .. على الرئيس البشير ان يصدر قراراته بمراسيم مكتوبة تنشر فى الصحف الرسمية والقنوات الرسمية حتى تكون سندا ضد أية جهة تماطل فى التنفيذ ولكن للأسف كل القرارات الرئاسية التى يتلفظ بها البشير تصدر فى التجمعات الجماهيرية فى لحظات الانفعال والحماس والتصفيق والزغاريد ولذلك لا تنفذ القرارات الفجائية لأنها تتبخر فور نزول الرئيس من المنصة وانصراف الجماهير وبمناسبة الخطابات الحماسية أذكر أن الرئيس اسماعيل الأزهري (يرحمه الله) كان يخطب فى ميدان المولد بمدينة عطبرة فى مناسبة يوم السكة حديد عام 1968م وعندما أحس بانتعاش الجمهور واندماجه مع خطابه فقال لهم ان يوم غد عطلة وعندما زاد التصفيق أضاف وبعد غد اجازة ومع الزغاريد قال وبعد بعد غد اجازة ، ونحن أكثر الشعوب المصابة بأفيون الاجازات ونحن قوم خامل لا ننتج ولا نفلح الا فى الاجازات لأن القدوة معدومة بالمرة وهذه مصيبتنا …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..