تساءلني عن السوداني؟!ا

صدي
تساءلني عن السوداني؟!!
أمال عباس
٭ تساءلني عن السودان انشقاق الانصار قد وقع ولن يجدي معه شيء ولو وضعنا افكار الصادق جانباً فنحن لن نغفل اصرار احفاد المهدي على الخصومة.. فقد كان المهدي عنيداً..
٭ والامام الهادي يحاول الاتصال بالسيد علي وهذا منطقي جداً ويخرج الاخوان المسلمون ليقودوا الجماهير التقليدية باسم الاسلام ولكنهم لا يستطيعون فالامام يريد ان يقود والسيد علي يخاف من الاخوان ولن ينفع الختمية اندماجهم في حزب الاتحاديين وهناك تجمع لم تتضح معالمه بعد.. اريد السخط العام ولا بد ان تقوم في السودان قوة واعية تعي دورها في افريقيا.. وابشرك فان الازهري لن يكون في هذه القوة ولا شيخ علي فليس في انفسهم شيء ومما يسترعى النظر ان الختمية لهم دور واحد في تاريخ السودان هو التخريب.. ولا شنو يا شيخ العرب؟ وهم لا يخربون الا انفسهم.
٭ اتذوق بسرور بالغ صراع الامام والصادق.. سيقوم الامام بجهد هائل وهو قوي جداً من ناحية المال.. والرجل خطر والمعركة ضارية.. واخشى ان تكون وراء الامام قوى اجنبية وضع هيلا سلاسي في الحساب.. ان الصادق يحتاج الى قوة نادرة وعمل متصل ليهزم الامام والامام سينهزم بعد زمان قد يطول ولا ادري دور الصادق الآن ولكنني اعرف سقوط الازهري لا سقوط حزبه كما اعرف سقوط شيخ علي.
٭ المهم ان مصلحة الامام والسيد علي الغاء الجمعية التأسيسية وقيام الانتخابات في ابريل واحسب ان الصادق لن يتخلى عن الحكم وسنرى كيف يكون الحال بعد انتخابات الجنوب التي يسعى السيد علي الى تخريبها ويطمع في نتائجها الامام ويخشى منها ازهري وهو لا يستطيع معارضتها لكونه رئيس مجلس السيادة الذي اقر اجراءها.
٭ والحزب الاشتراكي الجديد أراه ضعيفاً الآن اي لم تتضح معالمه بعد ولو كنت من قادته لوثقت علاقاتي باتحادات العمال والموظفين للتحضير للاضراب السياسي فقد ضعفت ميول اتحادات العمال والموظفين الى« الاحزاب والاضراب السياسي مرحلة لاختبار قوة الحزب الجديد، واحسب ان الشيوعيين سيضعفون هذا امر اراه الآن وللصراع الشيوعي الخارجي اثر يصرف عن الشيوعية بثورة والشيوعيون يضعفون لاختلافهم الا اذا جر «حاو» هذا العالم الى حرب وسيقضي ذلك على الشيوعية.
٭ الكلام في السياسة ممل جداً وانا غير ميال اليها بصفتها الحاضرة يا حليلك.
٭ هذا جزء من رسالة بعث بها الشاعر الاديب الفيلسوف محمد المهدي المجذوب للاستاذ علي ابو سن في لندن يوم 11/2/7691م.. الرسالة جاءت ضمن كتاب «المجذوب والذكريات بين الخرطوم.. لندن.. القاهرة باريس للاستاذ علي ابو سن».
٭ قراءة الكتاب في هذه الايام شكلت لي محطات هدنة وتأمل في ذاك الزمن السوداني الجميل.. زمن الستينيات وما بعدها من القرن الماضي.. زمن الانعجان بهموم الوطن وهموم الناس حتى في الرسائل الخاصة.
٭ الرسالة كانت بمناسبة تهنئة علي ابو سن بمولودته الاولى «ندى».
٭ وقف عند الحالة السياسية يومها اي قبل ثلاثة واربعين عاماً والاحزاب في حالها باضافة الجبهة الاسلامية بمؤتمريها والاخوان المسلمين والبعثيين والناصريين.. ووقفت ايضا وطويلاً عند عبارة المجذوب الكلام في السياسة ممل جداً وانا غير ميال اليها بصفتها الحاضرة يا حليلك.
٭ يا حليلنا كلنا ويا حليل مثقفي ذاك الجيل.. والرحمة للشاعر صاخب التنبؤات والتي وقعت كلها والدعوة لتأمل هذه الحالة السياسية النادرة الآن.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة