دخل القشَ وما قال كشَ

نواصل اليوم حديثنا عن برلمان النظام الذي لم يقف يوماً في صف المواطن، رغم مسماه الذي يشير إلى أنه حامي المواطن وجالب حقوقه وملاحق الفاسدين وباسط الأمن بتشريعاته وقوانينه وسلطته التي يستمدها من وجوده كنائب عن المواطنين (رغم رأينا في الكيفية التي جاء بها من الأساس).
بالأمس نظم الصحافيون الذين يغطون نشاط البرلمان، وقفة احتجاجية أمام البوابة الرئيسية له، احتجاجاً على منع زميلتهم التي مُنعت من دخول البرلمان قبل أيام وما ترتب على تلك الخطوة من ردود أفعال للبرلمان والصحافيين على السواء، حيث أكد الصحافيون بهذه الوقفة القوية رفضهم للأسلوب البغيض الذي تمت معاملتهم به، خاصة مع الصمت المخجل لرئيس البرلمان الذي وقف عاجزاً عن اتخاذ أي قرار تجاه الفوضى التي حدثت جراء هذا القرار الطائش.
شخصياً أرى ألا فائدة تُرجى من هذا الجسم الهلامي الذي ظل كـ(خيال المآتة) في جميع القضايا المصيرية المتعلقة بالوطن وإنسانه، بل ظل يسحب من أموال وقوت الشعب لسنوات دون أن يقدم المقابل من الخدمات التي ينتظرها المواطن (الذي لم ينتخبه على حد علمي). وغياب الصحافيين عن جلسات البرلمان وحضورهم في مرتبة واحدة، بل حضورهم يعتبر خصماً عليهم وعلى وقتهم الذي يفترض أن تكون الأولوية فيه لقضايا المواطن من مأكل ومشرب وتعليم وصحة وأمن، فالجلوس لمواطني الهامش في الشمس اللافحة وسماع شكاواهم وأنينهم ومشاكلهم ومهددات حياتهم، في اعتقادي أجدى من البقاء تحت تكييف قبة لا يوجد تحتها فكي، ولم تضف يوماً للوطن أي جديد، بل خصمت منه ولا زالت، لذا فمقاطعة أعمال البرلمان واجب ورسالة قوية لرئيسه الجالس دون أن يقدم ما يجعله أهلاً لهذا المنصب الكبير جداً، والذي فشل فيه فشلاً لا يضاهيه فشل وهو يستعدي المواطن والصحافة التي قامت بعكس الدور الحقيقي للبرلمان بعد فشل قادته ورؤساء لجانه الذين لم نسمع لهم باداء إيجابي أو نتيجة واحدة ظهرت ملامحها على حياة المواطن رغم نيلهم بالباطل مخصصات ورواتب وزراء.
الصحافيون الذين يضيعون وقتهم في الذهاب والإياب من والى المجلس الوطني أو البرلمان، من الأسلم لهم أن يوفروا أموالهم ووقودهم لقضايا وجهات أهم من العبث الذي يدور داخل القبة التي لم تحسم قضية واحدة فقط من قضايا الفساد التي ضربت البلاد من اتجاهاتها الأربع، ولم يتمكن نوابها من إيقاف مسلسل الجبايات التي قصمت ظهر المواطن لتطعم القطط السمان.
البرلمان زملائي الصحافيين غير جدير بمتابعة أخباره ومداولات جلساته لأنها مكشوفة أساساً وأمرها محسوم سلفاً، برلمان ميت، يناقش قضايا ميتة ويضيع زمن من يتابع أخباره وملاحقة عيوب وثقوب لن يفلح في رتقها منع صحفية من الدخول أو السماح لكتيبة الإعلام الموالي من تناول ما يريده النظام عبر رئيس البرلمان الذي يذكرني بالمثل السوداني (دخل القش وما قال كش).
هنالك نواب مستثنون من هذه المهزلة وهم قلة تُعد على أصابع اليد، ظلوا يمدون بعض الصحف بمهازل ما يدور خلف كواليس البرلمان، ويفضحون فعائل أكابر البرلمان وقتالهم الشرس في سيارات الأقساط والقطع السكنية وحجز أماكنهم في الحج الفاخر على حساب الدولة، والسفريات الوهمية والنثريات الدولارية، وغيرها من منافع يدفعها المواطن تحت تهديد سياسة (العصا لمن عصا)، في شكل مكوس وجبايات لا نهاية لها.
نصيحتي للصحف الشريفة تسجيل موقف قوي تجاه هذا الجهاز منتهي الصلاحية الذي يسمى مجازاً برلمان، بمقاطعة جلساته، ومتابعة ما يدور خلف كواليس من مصادر حريصة جداً على تعرية الفساد الذي يضرب أركان القبة الخاوية، وهذا ليس بالصعب أو المستحيل.
ونحن كقراء لا نشغل بالنا بقراءة اخبار البرلمان ولا نهتم بما يجري بداخله حتي من القلة التي ذكرتيها في مقالك
وسعيكم مشطور وعندنا مثل بالرطانة بمعني الجني ما نافع من يومو بين!
ونحن كقراء لا نشغل بالنا بقراءة اخبار البرلمان ولا نهتم بما يجري بداخله حتي من القلة التي ذكرتيها في مقالك
وسعيكم مشطور وعندنا مثل بالرطانة بمعني الجني ما نافع من يومو بين!