مقالات وآراء سياسية

انقلاب قحت ..

يوسف السندي

لم يكمل التعميم الصحفي للجنة إصلاح قوى الحرية والتغيير اربعا وعشرون ساعة حتى أصدر المجلس المركزي لقحت بيانا يهاجمها فيه، ويعتبر ما تقوم به بانه (يخدم الخط الرامي لاضعاف الحرية والتغيير واجهاض الفترة الانتقالية)!! وقد تركز هجوم المجلس المركزي بوجه خاص ضد حزب الأمة القومي متهما إياه بتهم متعددة سوف نشرحها في الاسفل، واستمات المجلس المركزي في نفي اي علاقة له باجتماع لجنة إصلاح قوى الحرية والتغيير وأعلن في نفس الوقت انه ساع إلى الإصلاح بقوله (إن عملية إصلاح وتطوير الحاضن السياسي مهمة لا تقبل التأجيل)، بيد أنه كما يبدو يدعو الى الاصلاح ويرفض اي إصلاح لا يأتي عبر المجلس المركزي نفسه!!!

بيان المجلس المركزي ركز هجومه بوجه خاص على حزب الأمة القومي، وحاول بشتى الطرق فضحه وتصويره وكأنه حزب يبحث عن المناصب والمقاعد، حيث ذكر البيان بأن حزب الأمة القومي طالب ب ٧ مقاعد في المجلس المركزي وب ٦٥ مقعدا في المجلس التشريعي وب ٦ وزراء في الحكومة الانتقالية، وذكر المجلس المركزي ان مطالب حزب الأمة هذه كانت السبب في تأخير هيكلة المجلس المركزي لقحت وتكوين المجلس التشريعي وتأخير تشكيل الحكومة الانتقالية!!! هكذا ببيان واحد رمي المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير كل إخفاقاته واخفاقات حكومته على حزب الأمة، وكأنه يظن بأن الجماهير لديها (قنابير).

راعي الضان في الخلا يعلم بان المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير لا يعبر عن مؤسسة منظمة ومنضبطة تدير الحكم وتخطط له وتدعمه سياسيا، وإنما هو عبارة عن شلة تدير قحت من منازلها وتهيمن بها على قيادة البلاد والثورة في النواحي السياسية، والغريب ان هذه الشلة تنتمي لأحزاب ضعيفة التاريخ وبلا وزن ولا جماهير، مجرد لافتات على أبنية، ويظنون ان باستطاعتهم تغيير خارطة البلاد السياسية ومحو التاريخ السياسي المعروف والمشهود ديمقراطية او نضالا ضد الدكتاتوريات، كما يظنون أن بإمكانهم جر الآخرين ذوو الوزن (تريلا) من خلفهم، وهم في ذلك واهمون ليس الا.

إصلاح قوى الحرية والتغيير وفك قبضة الشلة عن مجلسها المركزي خط وطني بامتياز، لا يجب التراجع عنه ولا التهاون فيه، فإن أرادت أحزاب الفكة في المجلس المركزي ان تحكم فعليها أن تبرز للناس وزنها السياسي، وفي حال عدم رغبتها الاحتكام للاليات السياسية المعروفة في تقدير الأوزان السياسية للأحزاب، فعليها ان تفتح الباب لجميع الثوار للمشاركة في هذا المجلس، ليكون مجلسا ثوريا بحق معبرا عن الجميع وموحدا لكل التيارات داخله، لكن ان (تكنكش) بكلتا يديها في المجلس المركزي بلا وزن سياسي تملكه، وتحرم الثوار الاخرين منه، فهذا ما لا يمكن أن يقبله عقل ولا منطق، ولن تسكت عليه الأحزاب التاريخية التي حققت الاستقلال ونافحت كل الدكتاتوريات وظلت دوما في مقدمة من يبذل الجهود لبناء الوطن الديمقراطي بلا من ولا أذى.

طلب المجلس المركزي من حزب الأمة التراجع عن موقفه الراهن، بينما الأصل أن يعترف هذا المجلس بأن خطوة حزب الأمة ومن معه من الأحزاب والكيانات مثلت له طوق نجاة من موقفه الباهت وصورته المؤسفة التي جعلت قادة أحزاب قحت يواجهون بالهتاف المضاد في الشوارع بعد أن كانوا يحملون على الاعناق. إن لم يكن المجلس المركزي يرى صورته المهشمة التي أصبح يبصق عليها المارة، ومازال يظن أنه ممثل الثورة ومعبود الجماهير، فهذه كارثة، اما ان كان يعلم و(يطنش) فهذه كارثة اكبر، لقد أنتهى عهد قحت القديمة وحان وقت الإصلاح والتغيير، إذا لم تتجدد قحت ستتبدد كما هي سنن الكون، الجميع أصبح يرى هذا، ولكن يبدو أن شلة المجلس المركزي قد اعماها بريق السلطة وأنستها المكاتب المكيفة في القصر والوزارات هجير الشمس وهموم الجماهير المتعبة من الواقع المزري في الأمن والاقتصاد، وإذا لم تنتبه بهذا الجرس الذي قرعته قوى لجنة الإصلاح فقد ياتيها الطوفان الذي لا يبقى ولا يذر، والعاقل من اتعظ بالبشير.

‫4 تعليقات

  1. يا راجل !!!!

    انقلاب قحت أم إنقلاب حزب الامة ؟
    …..

    على كل حال .. حزب الامة مات بموت الصادق المهدي … وهذه التحركات التي يقوم بها ورثة الحزب الميت بقصد إضعاف قحت لن تعيده الى الحياة .

  2. حزب الأمة مجمد نشاطه مع قوى الحرية لكن لما يجي الكلام عن المناصب والمكاسب طوالي ينشط منفس الثورات كما اسماه الاستاذ الفاتح جبرة.

  3. حاجه تحير كتير ……..

    يظن البعض ان الاحزاب التي تري انها احزاب كبيره وانها هي التي صنعت تاريخ السودان …..
    بالجد واهمون… الكل يعلم من قدم كثيرا لهذا البلد ولم يهتم بالمكاسب الماديه او المناصب ….
    عكس هؤلا الذين يطاردون المناصب ويقفون حجر عثره في تقدم البلد لو لم تلبي مطلبهم …..
    انهم واهمون و التاريخ سيكشف الكثير عنهم وفضحهم ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..