حزب البعث السوداني ..الى أين التهديف! … نعمة صباحي

لفت نظري شريط مصور يتحدث فيه الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح موجهاً حديثه بصورة مباشرة الى الرئيس عمر البشير واصفا اياه بالصديق العزيز ..و من ثم ناشده بسحب أفراد جيشه العظيم..من محرقة اليمن كما نعت صالح مشكوراً جيشنا بتلك العبارة ..وأردف مخاطبا البشير بأن الحرمين الشريفين هما في السعودية وليس مكان الدفاع عنهما ..هو اليمن..إلا إذا كان جنود الرئيس السوداني قدخذلوه في دارفور واراد التخلص منهم ليعودوا اليه في صناديق الموتى !
لم أزد ولم أنتقص شيئاً مما قاله على صالح في رسالته التي تداولها الناس في كل الأسافير .
ولكن بالمقابل قرأت تصريحا غريبا حول تاييدحزب البعث السوداني لمشاركة القوات السودانية في عاصفة الحزم لا سباب سنتعرض لها في هذا المقال لاحقا وكان التصريح إياه للزميل الصحفي الأستاذ محمد وداعة الذي لا أعرفه شخصيا ولم اقابله في حياتي ولكني
أحترمه كثيرا من خلال متابعتي لكتاباتهً الجريئة التي ظلت تعرضه للإستدعاءات الأمنية المتلاحقة والمساءلات المتكررة بواسطة أجهزة الأمن ..كما وعلمت أنه كان عضواً برلمانيا ممثلاً لحزب البعث السوداني ربما في مرحله إتفاقية نيفاشا إن لم تخني الذاكرة .
يقول الزميل العزيز إنهم إختلفوا مع حزب المؤتمر الشعبي في معارضته لتلك المشاركة..لان حزب البعث يرى أن طرد النفوذ الإيراني من المنطقة العربية هو واجب قومي..!
ولعل ذلك كما بداء لي من موقف حزب الزميل وداعة ..هو مايراه البعثيون القوميون الموالون للعراق بأن ذلك ينسجم مع رؤيتهم القومية .. المتناقضة مع التوجه التابع لسوريا التي يناضل فيها ذات الإيرانيون لتثبيت القدم البعثية القطرية قسراً وبالسواعد المذهبية ًفوق هامة الشعب السوري الشقيق بمطارق حزب الله الشيعي و راجمات الرفاق الروس ..و هوالشعب الذي عانى كثيراًمن ويلات البعث أياً كان إختلاف الرؤى الأفقية و كنهها العمودي ..فيما كان بين نظامي الدولتين الجارتين العربيتين .. وقد أوصل صدام حسين.. قبل بشارالأسد هو الآخر بشطحاته القومية العنترية العراق الى هذا المصير و جلب له بقبضة ديكتاتوريته وانفراده بكل قرارات الحروب والغزوات كل هذا الحريق ..بعد أن ناطح الفرس طويلا بدعوى الدفاع عن شط العرب ..ثم عاد ليتجه الى الجارة الضعيفة الكويت ويلقنها كما قال درسا ويؤدبها ولكنه لم ينسى في استدارته الدراماتيكية تلك أن يهدى ذات الشط لمن حاربهم من أجله ثمان سنوات فقد فيها العراق شبابا وترملت نساء وتيتم صغار ولم يستوعب العظات من كل تلك المآسي ولكنه بدلاً عن ذلك كله عاند وكابر ليندحر بل قل لينتحر بالتحالف الدولي راجعا الى سكناته من الضربة الأولى دون مقاومة وهو الذي أودع طائراته المقاتلة والمدنية أمانة في مخازن الملالي بطهران ..لينتهي العراق بعد الغزو الأخير الذي هزمه الصحاف بقاذفات التحذير من التحطم عندأسوار بغداد ..لقمة سائغة في فم الفرس ويتولى الجنرال قاسم سلطان الآن وقوات الحشد الشعبي المذهبية تطبيق نهج الفقيه الولي على أرض الرافدين عقائديا وعسكريا في ذات الدروب التي سلكتها جوقة أناشيد البعث ولم يعد لها من أصداء إلا حشرجات عزت الدروي اليائسة التي تبخرت هي الآخرى ولم تعش إلا برهة بعد ذهاب القائد الملهم معلقاً على حبال من استدعاهم الى إقتحام حصنه باستفزازه وإهداره لمقدرات العراق العسكرية والمادية والعلمية التي لو أنها سخرت وفق حكم ديمقراطي رشيد نحو الداخل لجعلت منه قوة يستظل بها العالم العربي كله بعيداً عن الشعارات الجوفاء التي تموت مع حنجرة مغنيها ..مثلها مثل كل الشعارات العقائدية اسلاموية كانت أم شيوعية أم قومية أو قطرية والتي تفضح فراغها وخوائها سقطات أقدامها في مستنقعات الفشل عند محكات التجربة الحقيقية !
فأوطاننا يا عزيزي وداعة ليست في حاجة الى المزيد من خدر التمنيات .. بعد كل تلك التجارب المريرة التي اروثتها الخراب والدمار بايدي قادةٍ ما أحبوا إلا أنفسهم وما سعوا إلا الى توطيد ذاتهم في كراسي الحكم لتوريثها إما لأبنائهم أو لذات الشعارات التي ذهب بها الزمان الى محارق التاريخ .. لذا فلن تقوم لبلداننا المنكوبة بهيامنا في أودية الضياع قائمة مالم نستفق من غفوة الحلم المستحيل التحقيق في واقع عالم المصالح التي تتأتى بعقلانية الأطروحات المنطقية المفهومة المعاني و المرئية المباني لتواكب العصر بتلمس الوسائل المثلى لمجاراته بعيداً عن التنطع الذي يجلب العداءات أو التذلل الذي يريق ماء الوجه ..ولا اللعب على ذكريات الماضي بازياء الفرق التي باءت خططها بالهزائم النكراء وتقطعت أنفاسها لهثاً في ميادين العولمة الفسيحة ..فهل لا زلنا سنصر على التهديف عكس الهواء !
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حزب البعص العربى اصبح الان حزب البعر العربى فهم عبارة عن فضلات اسود مرت و لم تحافظ على الوحدة العربية امثال عبدالناصر و الاسد الكبير و صدام و قذافى و لان مشيل عفلق نفسه واضع النظرية القومية ما قدر يحافظ على حزب البعث

  2. يا أخوانا سؤال بري جداً جداً
    الصحفية نعمة صباحي هذه أسم حقيقي أم حركي من أمثال:
    سارة عيسى التي أصبحت دكتورة حديثاً و ثروت قاسم … المغرم بالإمام الصادق

  3. حزب البعص العربى اصبح الان حزب البعر العربى فهم عبارة عن فضلات اسود مرت و لم تحافظ على الوحدة العربية امثال عبدالناصر و الاسد الكبير و صدام و قذافى و لان مشيل عفلق نفسه واضع النظرية القومية ما قدر يحافظ على حزب البعث

  4. يا أخوانا سؤال بري جداً جداً
    الصحفية نعمة صباحي هذه أسم حقيقي أم حركي من أمثال:
    سارة عيسى التي أصبحت دكتورة حديثاً و ثروت قاسم … المغرم بالإمام الصادق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..