حان أوان ترقية هذا الرجل..!!

رن الهاتف الموجود بصالة كبار الزوار في ذاك المطار الدولي..نظر الرئيس إلى ساعة معصمه الفاخرة ثم ابتسم وقال لمرافقيه إنه بهاء الدين.. كان الرئيس جعفر نميري يتحدث بإعجاب عن وزير شؤون الرئاسة وقت ذاك الدكتور بهاء الدين محمد إدريس، وتكرر ذات المشهد في أكثر من مرة تتوقف فيها الطائرة الرئاسية التي كانت متوجهة إلى الولايات المتحدة..دكتور بهاء لم يكن سياسياً بل أستاذ جامعي تعلم الدقة من تخصصه الدقيق في البيطرة..لم يكن رجال حول نميري تعجبهم منزلة بهاء من قائدهم فنسجوا حوله أساطير ..لكن الثابت أن الرجل مات فقيراً في عاصمة الضباب بعد أن أخرجته الإنقاذ من السجن.

تتجدد كل حين عاصفة من التساؤلات كلما أسند الرئيس ملفاً لمدير مكتبه طه عثمان..آخر المهام الصعبة نيابته عن رئيس الجمهورية شخصياً في القمة الإسلامية الأمريكية التي ستعقد اليوم في الرياض السعودية..أهمية المهمة أن قائد الوفد السوداني سيلتقي قادة كباراً في مصاف الرئيس ترامب وملك السعودية وكل أمراء الخليج..لهذا كان من المتوقع أن تسند هذه المهمة لمن يلي الرئيس في المقام البروتوكولي، وهو بالطبع ليس الفريق طه عثمان.

في تقديري أن تكليف الفريق طه عثمان في هذه الرحلة يحمل رسالة عدم رضاء من الحكومة السودانية التي تلقت دعوة رسمية حملها وزير دولة سعودي لم يتمكن حتى من الإدلاء بتصريحات صحافية عقب لقائه وزير رئاسة الجمهورية بالخرطوم ..تخفيض التمثيل هنا له إشارات سالبة في اللغة الدبلوماسية ..الأمر الثاني أن الفريق طه عثمان يمتلك علاقات متينة مع مراكز النفوذ السياسي في السعودية والإمارات ..لهذا سيستطيع توصيل رسالة الرئيس البشير لإخوته في الخليج بقدر كبير من الوضوح.

لكن الملاحظ والمتفق عليه بين كثير من المراقبين أن دور الفريق طه عثمان الحسين قد تضخم في الفترة الأخيرة..زيادة مثل هذا النفوذ متوقع مع ازدياد الملفات الملقاة على عاتق الرجل..لهذا تم ترفيع صفته من مجرد مدير مكتب لتقترن مع صفة وزير دولة.. لكن فيما يبدو أن القميص الجديد يبدو ضيقاً على رجل تنوء مناكبه بالمسؤوليات الجسام.. لكن بروتوكولياً يظل طه واحداً من خمسة وأربعين مواطناً سودانياً يحملون هذه المرتبة..لهذا حان الوقت لتصعيد الرجل إلى موقع وزير برئاسة الجمهورية حتى يتحرك بلا حرج بروتوكولي.

في تقديري من المهم جداً أن تتوافق المسؤوليات مع حجم الوصف الوظيفي ..وزير دولة وظيفة جاءت للترضية السياسية ..ليست هنالك أيّ مسؤولية لوزراء الدولة في حضور الوزراء ..بل إن صلاحيات أيّ وكيل تفوق أيّ وزير دولة ..لهذا حان الوقت أن يغادر الفريق طه موقع مدير مكتب الرئيس ليتحرك بطاقة أكبر ما دام يتمتع بثقة رئيس الجمهورية وبين يديه ملفات في غاية الحساسية.

بصراحة..واحدة من مشكلات التطور السياسي في السودان أن قوة أيّ مسؤول تكمن في قوة نفوذه..الصحيح أن المنصب يجب أن يكون مصدر القوة في الدول ذات التصميم المؤسسي الراسخ.

الصيحة

تعليق واحد

  1. كلامك صحيح مية المية طالما ان الرئيس عايزه ومكلفه بمهام وهو يرأس حميدتي ويرأس عطا ويرأس كل الوزراء الذين يودون مقابلة الرئيس في اي مكان لأنه مدير جميع مكاتب الرئيس في القاعة او مجلس الشعب او القيادة العامة او القصر او مجلس الوزراء او اتحاد الجامعات السودانية او مؤسسة السكر ..

    طالما هو بوابة الدخول الى الرئيس فلماذا يكون وزير دولة لماذا لايكون مدير مكتب ووزير دولة ومساعد لرئيس الجمهورية.. ويراس المساعدية التنابلة القاعدين يتفرجوا في القصر..

    ومما يشفع للأخ طه عثمان هو بعده عن الكيزان وكلما ابتعد الانسان عن الكيزان فهو افيد لوطنه وللسودان والحمد لله ان طه ابعد جميع الكيزان من القصر وهذه حسنة تصب في مصلحته وترفع درجاته

    طه عثمان اقل شئ واضح ولا يستخدم الدين ليأكل اموال المساكين ولا يستخدم (هي لله) ليأكل بها ثمنا ٌقليلاً كما ان بعده عن الكيزان دليل عافية وسلامة من مرض النفاق ومرض السلطة لأنه لو اراد ان يكون وزير او يرفع من درجته لأستطاع بكل سهولة ويسر

  2. الله يلعن اي منافق يريد ان يتسلق علي حساب هذا الشعب العظيم دون الاكتراث لاي قيم …

  3. طرح غير موفق، طبظت به مقالك السابق بخصوص عدم ذهاب الرئيس الي الرياض،
    انطبق عليك المثل “شكرو نعلو”

  4. كثير ثلج للتمرجى يظهر انك ترغب في شغل منصب دستورى كما يعمل محمد لطيف كل نفاق في نفاق والله المستعان ويحفظ البلاد ماهى مؤهلات الفريق طه عثمان حتى تمتدحه لكن هذا زمانك يامهازل فامرحى

  5. غريبة يا الظافر هل انت مع المنصب او الكفاءة وما مؤهلات صاحبك ليكون حتي ادني من ذلك اي ثقة من غير مؤهل او كفاءة علي طريقة (صفرنا العداد ) علي الاقل بهاء كان استاذ جامعي دقيقو ومرتب ومنظم وليس سياسيا فما هي مؤهلات طه ؟؟؟يبدو انك نويت تركب البص ليس بص الوالي الرياضي لا ابو صلعه لكن بص حكومة النفاق الوطني!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..