ملف الصراعات القبلية في مثلث حمدي

ترددت كثيرا قبل البدء في الكتابة عن تاريخ و مستقبل الصراعات القبلية فيما يسمي جيوسياسيا بمثلث حمدي و ذلك نسبة للحساسية العالية و التعقيدات الكثيرة التي تكتنف و يتمتع بها هذا الملف و خوفا من ايقاظ الفتن النائمة و التي تعبر عن نفسها من حين الي اخر بأشكال مختلفة و في أوقات متفاوتة بصور متعددة.
لكن الضرورة الاكاديمية التفكيكية و التحليلية السياسية و الوطنية القومية تقتضي علينا التعاطي مع هذا الموضوع بمقدار معين مخفف نسبيا و بصورة عمومية غير مخلة بالسياق بعيدا عن التفاصيلة الشريرة و بدون التحيز لأي طرف قبلي و بدون اثبات أو نفي الانتماء لأي من الأطراف المتصارعة و المتحالفة فيما بينها في المنطقة المعروفة سياسيا بمثلث حمدي الاقتصادي و ما يترتب علي هذا المصطلح من اسقاطات عرقية و جهوية.
كان يعتقد أو ينظر الاخوة الجنوبيون قبل انفصالهم و تأسيسهم لدولتهم الوطنية الخاصة الي بقية أجزاء و أقاليم السودان علي أنها كتلة بشرية و سياسية واحدة موحدة اصطلح علي تسميتها مجاز بالشمال و الذي يمارس عليهم جميع أشكال و صنوف الظلم الثقافي و السياسي و الاقتصادي الممنهج غير مدركين للحقائق التاريخية الجغرافية لبقية أقاليم السودان الأخري و في المقابل تبنت النخب السياسية و الثقافية في المركز ذات الاطروحة الثقافية المغلوطة بقصد أو بغير قصد و طالبت بمذيد من الانكماش نحو المنطقة النيلية.
و عندما انفجرت الأوضاع في اقليم دارفور و المنطقتين تم التبني السياسي و من طرفي الصراع في المركز و الهامش لاطروحة مماثلة للاطروحة الجنوبية السابقة تحت شعارات الهامش الاثني في مواجهة المجتمعات النيلية العروبية المتمركزة حول سياج السلطة و الثروة غير مدركين جميعا مدركين أيضا بقصد أو بغير قصد لذات الحقائق التارخية و الجغرافية التي شكلت و ما ذالت تشكل المجتمعات النيلية قديما و حديثا و تركيبتها القبلية المتباينة.
بالرجوع الي حقائق التاريخ و التي ما ذالت ماثلة أمامنا الي يومنا هذا نجد أن المجتمعات النيلية المشكلة لمثلث حمدي الوهمي ظلت و ستظل منقسمة فيما بينها الي مكونين متنافرين متنافسين شمالي و أوسطي و لكل من المكونين تركيبته و تحالفاته القبلية و روابطه الاجتماعية و مصالحه السياسية و الاقتصادية التاريخية و المستقبلية.
بالرجوع الي التاريخ الاجتماعي للمنطقة نجد أن المكون الشمالي لمثلث حمدي تشكل علي مر العصور نتيجة لتحالفات و تفاهمات قبلية بحكم الجوار الجغرافي بين كل من قبائل الجعليين و الشايقية و البطاحين و من جاورهم في مقابل الحلف الأوسط الجغرافي الذي يضم كل من قبائل الحسانية و الكواهلة و الحلاوين و الرفاعة و من شايعهم من قبائل بحكم الجوار و المصاهرة و نشبت بين المعسكرين المتنافسين معارك و نزاعات و مجازر تاريخية طاحنة في كل من سهول البطانة و النيل الأبيض و جبل الأولياء ما ذالت زكرياتها و بطولاتها و مراراتها و أمجادها تتداول شعبيا بين العامة في شكل حكايات و أشعار و فكاهات و نوادر تاريخية و منها علي سبيل المثال القصص التي تتحدث عن الحسانية و الذين رفضوا نجدة الجعليين في مواجهة الأتراك متعللين بانشغالهم بسباق للحمير بطريقة عكسية وذلك بسبب أن الجعليين دعموا في سياق سابق بعض من أبناء عمومتهم من القبائل العربية ضد الحسانية في نزاع حول النيل الأبيض راح ضحيته الالاف.
أيضا يردد العامة أشعار لشغبة المرغومابية الكاهالية تحث فيها ابنها علي القتال و الأخذ بثأر أبيه من البطاحين واصفة اياه بأنه أصبح مثل البنات متكرش البطن فما كان منه الا أن قاد معارك طاحنة ارتكب فيها مجازر راح ضحيتها الالاف من البطاحين في محاولة للسيطرة علي سهول البطانة الخصبة للرعي و الزراعة قبل الغزو التركي.
كما نجد أن هذا المكون الاوسطي نشأ و ترعرع تاريخيا في كنف و رعاية الدولة السنارية متحالفا مع جميع مكوناتها غير العربية في مقابل المكون الشمالي الذي تحالف مع المجموعات النوبية و البجاوية بحكم العلاقة الجغرافية.
و بدخول الأتراك البلاد قاوم المكون الشمالي لمثلث حمدي بداية الأمر و لكنه سرعان ما تحالف و انصهر و تم احتواءه في الدولة الوليدة بالرغم من الحملات الدفتردارية و المعارك التاريخية و ظل كذلك الي قيام الدولة المهدية و التي تحالفت في بادئ الأمر مع المكونات الأوسطية للمثلث.
تلي ذلك مرحلة الغزو البريطاني و الذي تحالف في بادئ الأمر مع ذات المكونات الشمالية للمثلث و التي شكلت تسعين في المئة من قوام جيش كتشنر الغازي الذي لم يجد مقاومة تزكر حتي الحدود و المشارف الأمدرمانية.
المهم في الامر أن هذه التوترات و المناوشات و الحساسيات القبلية بين الموكنين لم تهدا وتيرتها الا باجازة قانون الأراضي بواسطة السلطات البريطانية و تحديد الحدود علي الأرض لتتحول الي منافسات اجتماعية بشقيه السياسي و الاقتصادي.
ظلت هذه القطيعة الاجتماعية بين المكونين الشمالي و الأوسط لمثلث حمدي مستمرة الي قيام الانقاذ و التي غزت بقوة من جديد بطريقة عفوية أو غير عفوية هذه الصراعات و المرارات الجهوية التاريخية في شكل تهميش سياسي و ثقافي و اقتصادي للوسط و امتد ذلك ليشمل حتي التدمير الممنهج للبني التحتية الزراعية و الصناعية و سيطرة كاملة للمكون الشمالي للمثلث علي السلطة و الثروة و الاعلام و التهكم علي انسان الوسط و الجزيرة البسيط في شكل نكات علي شاكلة أهل العوض و جعله مثال للسخرية.
و علي هذا السياق تم تدمير كل من مشروعي الجزيرة و المناقل و النيل الأبيض و جميع البني الصناعية و تم فرض قيادات سياسية عليهم من مجموعات قبلية خارجية محددة منها علي سبيل المثال الزبير بشير طه والي الجزيرة الذي ينتمي الي قبيلة البطاحين العربية حليفة الجعلية.
بالرغم من أن غالبية القيادات الانقاذية تنتمي جميعها الي المكون الشمالي لمثلث حمدي الا أنها لم تقدم خدمات حقيقية للمواطن البسيط علي مستوي مناطقها الأصلية و ظلت تتاجر و تتغطي بالشعارات القبلية و عليه لا ينبغي لنا لوم تلك القبائل علي الجرائم الانقاذية التي ترتكب باسمها و التي هي بريئة منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
علي ضؤ ذلك كله يتراي لنا في الأفق دخان كبير يتصاعد من حاضرة الجزيرة ود مدني قد يؤدي قريبا الي انفجار ضخم يهدد حتي وجود الدولة النيلية و الذي تبلور حاليا في شكل حركات مطلبية تنموية سرعان ما ستنقلب و تتطور الي حركات سياسية جهوية متطرفة ترفع من سقوفها الاحتجاجية قد تصل الي مرحلة المواجهات العسكرية.
لذلك لمن يعتقد أن بفصل دارفور سيعم السلام المناطق النيلية فهو واهم و يتغافل عن الحقائق التاريخية القائلة بأن النيل يتسع لثلاثة ممالك و مشروعات سياسية في كل من الوسط و الشمالين العربي و النوبي نتيجة للتعقيدات الاثنية و الجغرافية و ان الحديث عن مثلث حمدي الوهمي المتجانس ما هو الا فبركة سياسية تنم عن جهل عميق
هذا الصراع النيلي النيلي المتصاعد من المتوقع أن يشتد و يحتدم حتي بعد سقوط الانقاذ نهائيا ليصل الي درجات بالغة الخطورة تهدد وجود الدولة نفسها و السلم الاجتماعي و ينتج عنه تفكك و تحلل كامل و تشرزم للمجتمع و اشتداد و احياء النعرات العنصرية القبلية داخل مثلث حمدي بين مكوناته العربية المختلفة ضد بعضها البعض.
هناك حقيقة جيوعسكرية استراتيجية تأتي في هذا السياق التاريخي لا تعلم عنها الحركات المسلحة شيئا و هي أن الطريق الي الخرطوم لا يمر عبر بوابة أم درمان الغربية و انما يمر عبر بوابتيها الجنوبية و الشمالية و غير ذلك فهو يعتبر تهريج عسكري افضل منه النضال السلمي و بما أن البوابة الشمالية للخرطوم متحالفة مع النظام فلم يتبقي الا البوابة الجنوبية الأوسطية.
لا يجب أن يعتبر هذا التحليل و الدراسة التاريخية حث علي العنف و الكراهية أو اذكاء للنعرات العنصرية القبلية و الجهوية أو تجريم و ادانة لجهة معينة و لا يجب أن تلام قبيلة بكاملها نتيجة لتصرفات فئوية منها و لا أن يصبح هذا المقال مجال للمغالطة التاريخية بقدر ما هو يأتي لأخذ العبر و استلهام الدروس الماضوية.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لا شك ان تحالف او الاصح انخراط المجموعات الشمالية مع المستعمر سواء كان التركي او البريطاني في وقت كان فيه بقية المجتمعات السودانية قدانهكت واستنزفت اثناء الثورة المهدية ودولة الخليفة عبد الله التعايشي…ارسي ذلك الانخراط اساس البنية الاجتماعية والاقتصادية التي بموجبها تمكنت تلك المجموعة من تكريس هيمنتها والاستيلاء علي مقاليد السلطة والثروة بعد رحيل المستعمر..من المهم ان نعرف ان هنالك مجموعات عرقية غير عربية اختارت وفي لحظة فارقة التعايش والوحدة في اطار السودان الواحد رغم اغراءات الانجليز..البجة مثلا..لعل وعسي ان يكون الدين الاسلامي والقبول بالاخر يكفيان لبناء وطن..والان نستطيع القول ووفق واقع الحال ان الدين ليس بالضرورة كافيا للم شمل مجموعات عرقية متنوعة في دولة ما بل وقد يكون عاملا محفزا للقبلية والطائفية والاستعلاء وهدر الحقوق.كما يجب ان نعلم ان تلك المجموعات الشمالية ورغم انفتاحها الباكر نسبيا علي دول حديثة مثل مصر وبريطانيا فشلت في بناء دولة حديثة مما يعني ان نخبها الاجتماعية والسياسية غير قادرة علي التخلص من احيازاتها الثقافية والاجتماعية وبالتالي فشلت في تبني مشروع وطني ..
    لا يتسع المجال ولكن اقول علينا التفكير جيدا في كيفية نشأة الحركة الوطنية..وكيف نما وترعرع نفوذ السيدين وكيف كانت توأد كل ديمقراطية بجيش سيطر عليه ضباط شماليين..وكيف انتهي نظام مايو التقدمي الي دولة شعوذة وما هو الدستور الاسلامي وانفصال الجنوب والحالة في دارفور ومثلث حمدي والدولة الانقاذية المنبوذة عالميا واقليميا والمنهارة اقتصاديا والمتفسخة اجتماعيا..
    التحيل ينفعنا لقدام

  2. اهل الجزيرة اهلنا ودارفور بلدنا وضع البلد المازوم يحتاج من العقلاء قول وعمل كل مايجمع الناس واعتقد ان ما يعرف بمثلث حمدي والجزيرة فيه بمثابة القلب اخذ اكثر من مايستحق من جهد الناس وكان المثلث مكون واحد ومتجانس موحه ضد الاخرين

  3. إستضاف مركز طيبة بري أمس الأول باحثين من معهد الامراض المتوطنة والأكاديمية الوطنيةالسودانية للعلوم قدموا دراسة بعنوان (مدي أتساق التنوع الوراثي الوطني مع جغرافيا وتاريخ السودان) وهي دراسة تطبيقية علي المجموعات والهجرات البشرية في السودان باستخدام العلامات الوراثية وذلك بتحليل الحمض النووي (DNA) علي مستوي الكرومسوم الذكري و (الميتوكوندريا) لدراسة التركيبة الوراثية للمجموعات وعلاقتها ببعضها البعض وأصولها وهجراتها . وأوضحت الدراسة أن المجموعات النيلية (دينكا ، شلك ، نوير) كانت سائدة منذ العصر الحجري الحديث ، واشارت الدراسة أن الفترة المروية شهدت هجرات كبيرة من شرق وشمال أفريقيا ، أما في الفترة المسيحية فكانت بداية ظهور العناصر الأسيواوربية. وقال بروفيسر محمد أحمد الشيخ مدير جامعة الخرطوم والذي أدار الحلقة الدراسية انه يثق تماماً في نتائج تلك الدراسة ووصفها بالعلمية والدقيقة . وفي سياق متصل أشار بروفيسر منتصر الطيب إبراهيم استناداً إلي آلان ويسلون أن كل البشرية ترجع لأم أفريقية أصطلح علي تسميتها بـ (حواء الميتوكوندريا). وفي ذات السياق أكد مقدم الدراسة الدكتور هاشم يوسف حسن انه وبحسب ما نتج عن تحليل الـ DNA أن هنالك قربي جينية بين مجموعات قبلية كثيرة مما يشير إلي أصلها الواحد ، وقالت الدراسة أن الهوسا والفلاتة من هي قبائل أسيوية وأوربية ، وأن للبحا صلات فربي جينية بالطوارق في الصحراء الأفريقية ، وأن هنالك تشابه بين جينات المسيرية والدينكا . إلي ذلك كشفت الدراسة عن صلة قربي جينية بين النوبيين والفور والبرقو والزغاوة أما الجعليون حسب الدراسة فإن بعضهم يحمل جينات مثل جينات الهوسا والفولاني ، فيما يحمل بعضهم الآخر جينات كجينات النيليين ، وأشارت الدراسة إلي تشابه بين جينات النوير والعركيين ، وأن هنالك مجموعات كبيرة من السودانيين في الوسط والشمال تتماثل جيناتهممع جينات سكان شرق افريقيا خاصة الأثيوبيين . وفي السياق نفسه قال دكتور عبد الله حمدنا الله معضداً ما توصل إليه الباحثون إن قبائل البوربا في نيجريا يدعون أنهم شايقية وأوضح انه لاجظ تشابهاً كبيراً بين اليوربا والشايقية ، إبان تواجده في نيجريا خاصة تلك الشيوخ الأفقية المشتركة بين المجموعتين . إلي ذلك أكدت الدراسة إنتفاء النقاء العرقي تماماً في السودان ، وقالت أن هنالك روابط وأمشاج بين الكثير من الأثنيات التي تظن أنها بعيدة جينياً عن بعضها البعض , كما نفت الدراسة وجود وعناصر وسلالات ذات جينات تشابه الجينات العربية ، وعللت هذه النتيجة بسبب شح الدراسات الجينية لسكان شبه الجزيرة العربية مما يجعل المقاربة عسيرة ،،،  نقلاً عن حكايات الجمعة 

  4. الأخ دكتور مقبول: لقد طرحت رأيا جديرا للإنتباه وربما أغفل الكثير إثارته فى الماضى وحتى اليوم مخافة من هجوم غير مبرر بدوافع قبلية وجهوية،، إن المشكلة فى الأساس تتمثل فى إنعدام (أو الجهل) بمفهوم الدولة وبناء الأمة عند القبائل النيلية التى تسنمت سنامى السلطة والثروة فى سودان ما بعد الإستقلال بعد رحيل المستعمر،، فالقبائل التى ذكرتها لم تعش فى ظل دولة بعد إنهيار الممالك النوبية فتكونت وظلت تعيش فى كنف القبيلة،، حتى إنضوائها تحت مظلة مشيخات العبدلاب ومن ثمة سلطة الدولة السنارية لم تتح لها الفرصة لتطوير أى منهج لفهم (ماهية الدولة وكيفية الحكم) فيها إذ أن الدولة السنارية نفسها كانت لا تعدو أكثر من نظام كونفدرالى بين القبائل تجمعها المصالح التجارية فقط وقد كان بإمكان أى قبيلة أن تعلن الحرب على السلطة المركزية فى سنار إذا تعرضت مصالحها الخاصة للضرر كما فعلت قبيلة الشايقية بدعم من سلاطين الفور لفتح طريق للتجارة عبر البحر الأحمر بعد أن قفل مكوك الفونج الطريق عبر كردفان بعد إستيلاء الفور عليها وإزالة مملكة المسبعات،، إذا هذه القبائل بخلاف سلطنة الفور مثلا تفتقر (لإرث) سلطوى وحكمى على مستوى الدولة وماهيتها وبسبب ذلك تجذرت ثقافة القبيلة السلطوية فى مجال الحكم بجانب العنصرية والتعنصر ونفى الآخر،، إن الرقص الذى يباشره البشير عقب كل لقاء جماهيرى يعود أساسه لثقافة القبيلة متمثلا فى العرضة والفخر والبطان وقد تبنى ذلك دون شعور منه (من جذور اللاوعى) كتحدى للمحكمة الجنائية الدولية إضافة لتبرعاته الغير دستورية للمصريين مثلا فى شكل عربات للفريق المصرى وألوف الأبقار والضأن بل والأراضى وآخرها قطعة أرض لأمير الكويت على البحر الأحمر،، لا يستطيع حاكم أى دولة كانت أن يفعل ذلك دون موافقة البرلمان حتى غدى وكأنه يتصرف كشيخ قبيلة وليس حاكم جمهورية ودولة قائمة،، وقد أكثر البشير من مثل هذه الممارسات فيصعد المنبر بعد صلاة الجمعة ليعلن الحرب أو يحلف بالطلاق ويمارس الشتم والإساءة والكذب فى شؤون الدولة،، هذه هى أساس مشكلة الحكم فى السودان تتمثل فى غياب ثقافة بناء وإدارة الدولة من جانب القبائل التى تحكمت فيها بعد الإستقلال والنتيجة هى إستخدام القوة المفرطة عبر الجيش الوطنى لكل حادثة إحتجاج من جانب القبائل المهمشة،، فاقد الشيئ لا يعطيه،، والحل يتمثل فى إعادة هيكلة الحكم فى الدولة بتطبيق الفدرالية الكاملة خاصة فى جانب الموارد المالية أى تطبيق الفدرالية المالية التى تحق لكل إقليم تطوير موارده الطبيعية من بترول وذهب وخلافه لصالح مواطنيه وتنميتها فقط ولا يأخذ المركز سوى الضرائب فقط إضافة إلى هيكلة الحكومة المركزية ورأس الدولة لتستوعب كل الأقاليم بحيث لا يأتى رئيس ليباشر قتل وتهجير الملايين من أهل الهامش ويحلف بالطلاق فى قضايا مصيرية كما يحدث الآن.

  5. يجب أن يعتبر هذا التحليل و الدراسة التاريخية حث علي العنف و الكراهية أو اذكاء للنعرات العنصرية القبلية و الجهوية!
    بل هو كذلك و يجب ان يكون كذلك .
    بل يعبر عن فشل المثقفين
    يعنبر عن ترف فكري هدام
    مثلث حمدي مصطلح تم تسميته و اذكائه من معارضي الانقاذ وخاصة ابناء غرب السودان الناشطين ضد الانقاذ / و مثلثل حمدي مثلث حزبي للانقاذ مصلحة فيه من الناحية لالاقتصادية ( لانها المنطقة المسقرة التي يجب ايتم فيها اسثنار اموال الانقاذ -حسب راي اقتصاجي الانقاذ) وليست عنصرية او جهوية – بل مفهموم حزبي سري ضيق تسرب و ملا الدنيا ضجيج – و تبنى عللى اساسها النظريات و المقالات و المكايدات و المعارضات) و انما تعبر عن الخواء الفكري و السياسي لانصاف الثقفين!
    – واما بخصوص تحليل البروف- فهذا تقسيم جديد –
    التحليللات السايقة لمثلث حمدي و الكيان النيلي المسيطر او العروبي و ما الي ذلك من التسميات مثل الجلابة و غيرها- يؤدي اي اعاقة الوحدة و انصهار المجتمع السودان المتنوع في وحدى جامعة ( وليس في بوتقة ثقافة مهيمية كما قد يتبادر الي ذهن القاري ) بل في ظل الوحدة و الاستقرار و كيان متفق عليه بعيدا عن كل اشكال العنصرية و الجوية المقيتة .
    الكثير من التحليلات السابقة التي تطرقت لتفس الموضوع من على صفحة الراكوبة اتخذت قبائل الشمال كقبائل مسيطرة على الثروة و السلطة و هنالك صراع و تحالفات فيما بينها( الجلعيين و الشوايقة و الدناقلة و المحس و الكيان النوبي و العربي و ما الي ذلك .
    فكل ذلك ليس من الصحة في شيء مجرد تحليلات وقد تكون اتت مصادفة و ليس تشريعا او مخططا لها !
    لماذا لم يكون هنالك شعور بمثل هذا طيلة الفترات السابقة من الحكم التي سيطر عليها الاحزاب او العسكر !!!!!!!!!!! ام هو الترف الفكري المؤدي الي الخراب المجتمعي في اللاوعي !!!!!!!!!!!!!!

  6. شكرا على هذا التنوير عسى ان يزيل بعض الغشاوة من قلوب الواهمين حتى يدركوا ان وحدة هذا التراب بكل مكوناته هو الملاذ الوحيد لسلامة الجميع في وطن عزيز علينا جميعا

  7. يسلم الكلام وذلك لان الذي لايقال هو الذي يفرق الان قبايل الوسط بدءت في تنظيم نفسها عاجلا او اجلا سوف تنفجر الاوضاع خاصة ان الجيل الجديد تربي تحت كنف العنصرية والجهوية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..