ذلك ما كنت منه تحيد

ذلك ما كنت منه تحيد

الصادق المهدي الشريف
[email protected]

?دخلت القوات المسلحة مدينة أبيي.. وقال التلفزيون الرسمي (انّ القوات المسلحة قد رفعت الآذان وأدت صلاة المغرب بالمدينة)… وما زالت تلاحق (فلول الأعداء).
?والعبارات بين الأقواس هي من العبارات التي إفتقدها الإعلام طوال السنوات الماضية.. التي حاولت فيها الإنقاذ أن تُكتِّف إعلامها وتُحجمهُ، وتحذف منه كل العبارات التي تشابه (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظه).
?قضية ابيي كانت تحتاج الى نهاية ما.. بعد أن تطاول بها ليل التفاوض السياسي بين أديس ابابا ونيروبي والقانوني من المحكمة الدستورية الى محمكة العدل الدولية في لاهاي.
?كما إنّ المحددات الدولية الممنوحة للطرفين أخذت في النفاد دون التوصل الى حلول… فالمهلة الممنوحة لهما تنتهي بنهاية التاسع من يوليو القادم… اي تبقى عليها 47 يوماً.
?من المؤكد أنّ القوات المسلحة كان لا بُدّ لها أن ترد على تجاوزات الجيش الشعبي، لاسبابٍ كثيرةٍ اقلها حفظ معنويات مقاتليها، الذين تلقوا كثيراً من الأذى دون أن يصدر قرار سياسي بالرد.
?ولكن… هل تمّت (جرجرة) القوات المسلحة الى سيناريو سياسي تخطط له الحركة الشعبية مع أطراف دولية أخرى؟؟؟.
?الإجابة على هذا السؤال تقتضي إيراد بعض أوجه سيناريو (تدويل آخر) ظهرت ملامحه واحدة تلو الأخرى!!!
?فوزيرة الخارجية الأمريكية هددت طرفي إتفاق نيفاشا بضرورة التوصل الى إتفاق حول أبيي قبل نهاية الفترة الإنتقالية.. وإلا ف(إنّ الولايات المتحدة سوف تفرض حلولاً حول المنطقة لن ترضي الطرفين).
?وأسلفنا أنّ ذلك الحل المفروض قد تبقي له 47 يوماً.
?وكان واضحاً انّ ذلك التهديد بفرض الحل لم ينبع من فراغ.. بل يجلس تحته سيناريو كامل للتعامل مع الأحداث وفق مستجدات (قد) تحدث في منطقة ابيي!!!.
?وقد حدثت بالفعل.
?ولم يكن عبطاً أو سوء تخطيط أن يتزامن هجوم الجيش الشعبي على قافلة القوات المسلحة والأمم المتحدة.. مع زيارة أعضاء مجلس الأمن!!!.
?كما أنّ بيان قوات اليونميس كان باهتاً (حتى لا يتمّ إستخدامه لاحقاً كمستند لإدانة الحركة الشعبية)… فهل غابت المعلومة من قوات اليونميس وهي تتحدث في بيانها… عن (قوات مجهولة) هاجمت القافلة؟؟؟.
?وأين روجر ونتر المستشار الأمريكي لحكومة الجنوب من كل ما حدث… ويحدث؟؟؟.
?كما سلف… فقضية ابيي كان لا بُدّ ان تصل الى نهاية… ولكن من الذي يحدد معطيات تلك النهاية هو الطرف الأكثر حبكاً للسيناريو… والأفضل تنفيذاً له؟؟؟.
?اقل التحليلات خطراً.. تقولُ انّ الحركة الشعبية تريد صناعة عدو خارجي والإحتكاك معه من أجل توحيد الجبهة الداخلية في الجنوب… والتي تمرد ستة من جنرالاتها على جيشها الشعبي.
?وقد يكون ذلك التحليلُ وارداً… ولكنّه نافلة، تنفله الحركة الشعبية ضمن السيناريو الأكبرالقادم من وراء المحيط الأطلسي.
?فهل تمّت (جرجرة) القوات المسلحة والحكومة من خلفها الى معركة مع أطراف دولية جديدة؟؟؟… معركة ذات أسلحة مختلفة؟؟؟.

صحيفة التيار

تعليق واحد

  1. أنا اشبه دخول قوات الشمال منطقة ابيي بدخول صدام حسن الكويت وسيكون الخروج مشابها والله يستر.

  2. هندسة التفاوض والحروب تحتاج الى من من الله عليه بالحكمة والعقل الراجح والنظرة الثاقبة ترى كيف ومتى تؤكل الكتف
    هؤلاء قومنا لجؤوا لاحاديث الصلاة بعدان فرغت جعبتهم ونفض الشعب يده عنهم فارادوا ايقاظ الحماسة فيه بنقر وتر الدين ولكن لا والف لا
    فالقادة العسكريون كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..