مقالات متنوعة

البشير: كم طفلاً قتلت اليوم.. وكم شهيدا تودّ لترتوي فترحل؟!

عادل عبد الرحمن

والقتل في عهد البشير ليس بالرصاص وحده، القتل بالجوع والقهر والتهجير القسري، في معسكراتٍ لاتتوفّر فيها أبسط مقوّمات الحياة لبني البشر، في مدن وأرياف صارت تتوسّل رغيف الخبز!

جاءنا هذا النظام بإنقلاب عسكري في عهد ديمقراطي بعد دوّامة عسكريّة، وحين نهض نفرٌ من القوّات المسلحة لتصحيح الخطأ إغتالهم وأخفى جثثهم إلى اليوم خشيةً. هكذا بدا عهده، وتمادى يزجّ آلاف الشباب المغرّر بهم في حرب الجنوب، تلك الحرب الأهليّة التي قال أنّه إنّما أتى لينهيها.. فأدامها بمزيدٍ من الحرب إلى أن إنفصل الجنوب؛ فأخذ بعدها يولول على البترول الذي ذهب ولم تهمّه خاصرة الوطن التي إنقصمت!

إذا ما قاربنا شهداء الشعب السوداني في هبّاته وثوراته السابقة لعهد البشير، منذ الإستعمار، سنجد المقارنة باهتة مع حصيلة من إستُشهد في هذا العهد البغيض. إنّ العشرة ألف مدني الذين إعترف بهم البشير، الذين سقطوا في دارفور بدلا عن عدد مئة ألف الرقم الذي أوردته الأمم المتحدة في تقريرها، يساوي أضعاف ما قدّمه الشعب السوداني في كلّ تاريخه الحديث.. فما بالك والذين سقطوا في شوارع المدن، في جنوب النيل الأزرق، في كردفان، في أرض النوبة شمال، في المشافي التي لا تشفي أحدا..؟!!

إن أردت المزيد من الشهداء، فهم قادمون، فقط أخبرنا كم تريد منهم لترتوي فترحل؟!!!

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..