أخبار السودان

خطاب من الصحفية سلافة أبوضفيرة لمنظمات المحلية والدولية بسبب تجاوزات مدير التلفزيون

دفعت الإعلامية المناضلة سلافة أبوضفيرة بمذكرة مفتوحة لمنظمات المجتمع المدني والأجسام النسوية والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والبعثة الأممية في السودان (يونيتامس) حول الإنتهاكات التي تتعرض لها، باعتبارها من المدافعات عن حقوق الإنسان في السودان والعاملات في مجال الصحافة، جاء فيها:

أنا سلافة أبو ضفيرة واحدة من المدافعات عن حقوق الإنسان في السودان أعمل في مجال الصحافة مقدمة ومعدة برامج في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، أقوم بتقديم برنامج فضاءآت حرة الذي يهتم بحقوق الإنسان ودعم الديمقراطية والعدالة الإنتقالية وقضايا المجتمع في مجال المرأة والطفل وقضايا السلام، محاربة الفساد وقضايا الشباب عبر عمل المقابلات التلفزيونية لإطلاع الرأي العام على أهم الأخبار والأحداث وعرض قضايا الثورة السودانية.
أخاطبكم باعتباركم أجسام مدافعة عن حقوق الإنسان وداعمة لقضايا الصحفيين المستهدفين بالمضايقات والتهديدات والملاحقات القانونية بسبب تغطيتهم لأهم الأحداث في بلدانهم. أدفع إليكم بهذه المذكرة لأروي لكم شهادتي كواحدة من الصحفيات المستهدفات بالملاحقات التي وصلت حد التهديد بالسجن والفصل عن العمل ولدي تاريخ طويل في هذه المضايقات منذ عهد نظام البشير البائد حيث قامت الأجهزة الأمنية باعتقالي وإيقافي عن العمل بسبب البرامج التي أقدمها.

بعد سقوط نظام البشير في الحادي عشر من أبريل 2019 عبر ثورة شعبية عملت كصحفية على تعزيز قيم الديمقراطية وحرية التعبير عبر برنامج فضاءآت حرة الذي أقدمه على تلفزيون السودان وقد واجه البرنامج تحديات كثيرة كان من ضمنها حملة القمع التي نظمها بعض المنسوبين للنظام البائد ضد الصحفيين المهتمين بقضايا الفساد واسترداد الأموال المنهوبة حيث قام إثنان من المنسوبين للنظام البائد بفتح بلاغ جنائي في مواجهتي وفي مواجهة ضيف البرنامج الصحفي الإستقصائي عبد الرحمن الأمين تحت المادة 159 إشانة سمعة وهما عبد الباسط حمزة الذي يقضي عقوبة السجن الآن في قضايا خاصة بالفساد و وجدي ميرغني أحد رجال الأعمال الموالين لنظام البشير.

خلال الثلاث سنوات الماضية من عمر الثورة في السودان شهدت كصحفية كيف أن النظام الإنتقالي إعتمد على العلاقات الشخصية في التعيينات في الوظائف العليا وأغفل الدور المؤسسي في الإختيار وهذا بدوره عزز مبدأ الشللية في أجهزة الدولة ونسف قيم الشفافية والتكافؤ في توزيع فرص التوظيف و من ضمن الشخصيات التي تم تعيينها في إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السيد لقمان أحمد المراسل السابق لهيئة الإذاعة البريطانية BBC في مكتبها بواشنطن.

أصبح السيد لقمان أحمد من الشخصيات النافذة في مجال الإعلام وبات يستخدم سلطته كأداة لقمع الأصوات المنادية بإصلاح السياسات الإعلامية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون فقد قام بمنع العاملين شفاهةً من عكس مشاكل الهيئة في وسائل التواصل الإجتماعي أو الصحف ومنعهم من تنظيم الوقفات الإحتجاجية ضد سياساته في الهيئة كما عمل على هضم حقوقهم المهنية والمادية فبعض العاملين في الهيئة لا يتعدى مرتبهم الخمسة آلاف جنيه سوداني أي ما يعادل 11 دولار في الشهر في ظل هذه الظروف الإقتصادية الطاحنة.

كصحفية مدافعة عن حقوق الإنسان قام السيد لقمان أحمد مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في وقت سابق بتهديدي عبر إتصال هاتفي بالسجن وفتح بلاغات في مواجهتي لأنني إعترضت على منعه إستضافة اللجنة التسييرية لنقابة المحاميين السودانيين في أحد البرامج وقام باستضافة صهره الذي تم إعلانه وزيراً ضمن التشكيل الوزاري الأخير في اليوم التالي من الحلقة.
تواصل معي مسلسل الإرهاب والقمع واستغلال السلطة والتعدي على الحريات الصحفية حيث قامت إدارة التلفزيون بإيقاف برنامجي الأسبوعي فضاءآت حرة بطريقة شفاهية دون توضيح الأسباب.

كذلك وبتاريخ 10 يونيو 2021 قامت إدارة التلفزيون بقطع بث حلقة برنامج المشهد مع الدكتور محمد الزين محمد القانوني والمحامي والذي كان يتحدث عن التطورات الراهنة ورفع الدعم عن المحروقات، وهذا التصرف يوضح قمع الحريات ورجوعنا إلى عهد تكميم الأفواه الذي كان يمارسه نظام الرئيس المخلوع عمر البشير وأجهزته الأمنية.

كواحدة من الصحفيات المدافعات عن حقوق الإنسان في السودان وواحدة من النساء المشاركات في ثورة ديسمبر المجيدة وداعمة للإنتقال الديمقراطي في السودان أناشدكم بمطالبة حكومة الفترة الإنتقالية بما يلي:

– إحترام حق الحصول على المعلومة وحرية الإعلام والسماح للصحفيين بعمل المقابلات الصحفية بنفسهم في مجلسي السيادة و الوزراء بدلاً عن إعطائهم الأخبار والفيديوهات جاهزة في كثير من الأحيان من قبل مكاتب الإعلام هناك.
– إتخاذ تدابير واضحة من قبل الحكومة السودانية تضمن إلتزامها التام بالمعايير الدولية في التعامل مع الصحفيين وحماية حرية التعبير في السودان.
– مطالبة الحكومة السودانية بتقديم تقارير عن أوضاع الصحفيين في السودان وأوضاع الحريات الصحفية وضمان تشكيل نقابة الصحفيين السودانيين التي لم تتشكل حتى الآن رغم دخول الثورة في عامها الثالث.
– مطالبة الحكومة السودانية بتقديم تقارير حول التدابير التي اتخذتها لحماية الصحفيات المعرضات للعنف على أساس النوع أو ( الجندر ) في السودان والعمل على حمايتهن.
– مطالبة الحكومة بعدم التهاون في محاسبة كل من يرتكب إنتهاكات في حق العاملين في وسائل الإعلام السودانية وتقديم الإعتذار لهم وتعويضهم عما حاق بهم.
– مطالبة الحكومة السودانية باستكمال هياكل السلطة في الفترة الإنتقالية ( المجلس التشريعي – تعيين الولاة – تكوين المفوضيات المستقلة – إستكمال مؤسسات القضاء لضمان حماية حقوق الإنسان في السودان وتحقيق العدالة.
سلافة أبو ضفيرة.
مقدمة ومعدة برامج تلفزيونية وإذاعية.

‫8 تعليقات

  1. دي المرة الالف تنجضينا بي بياناتك الهايفة دي — عندك مشكلة شخصية مع لقمان حليها بعيد بعيد– المتاجرة بي الثورة و انا ثايرة و انا اعتقلوني اها نعمل ليك شنو يعني — دايرة الثمن ولا كيف ؟؟؟
    الرواتب الضعيفة ما مسؤولية لقمان — يجيب ليك من وين حبيبتي انا — ايراداتكم شنو غير اعلان عدس الوابل و دكوة الطيب
    استضافة صهره –دي متاجرة رخيصة منك و خباثة انك تدخلي العام في الخاص –استضافه لانه صهرو ولا لانه وزير ؟؟؟
    — في وزير في الحكومة دي لقمان ما استضافو — يا خبيثة

  2. والله لقمان هذا هو بوق للكيزان وخاذوق اتي به فيصل محمد صالح شيلوا العفن لقمان بره.

  3. صوتك وصل للشعب والثوار ونشكرك على شجاعتك في طرح ماخفي للرأي العام يجب على الثوار الوقوف بجانب هذه الصحفية الوطنية الشجاعة وغربلة التلفزيون من عناصر العسكر والجنجويد والكيزان ومساءلة ممراسل قناة بي بي سي عن تلك الإنتهاكات وصدقيني ده كلو حاصل لعدم وجود الرقابة وغياب المجلس التشريعي على حكومة حمدوك مسائلة لقمان فوراً عما ذكر من شكوى وفي حالة تجاوزه لخط الثورة يجب إقالته فوراً وإستبدالة بشخصية وطنية ذات كفاءة تدير التلفزيون بتجرد ونزاهة … لا لتكميم الأفواة .. الثورة قامت من اجل الشفافية وليس لإخفاء الحقائق !!!

  4. يا استاذ لقمان لماذا لا تشد الرحال الي دارفور لتؤسس تلفزيون دارفور،؟؟ ، خاصة وان مناوي صار حاكما لدارفور وله ميزانية تتجاوز ال 700 مليون دولار، الإعلام له دور مهم في نشر رسالة السلام..
    عجل قوم سيب الخرطوم يا لقمان دارفور في انتظارك…

  5. أنا معك ………… شيء مؤسف واحد زي لقمان يكون مدير لجهاز مهم في فترة مهمة من حياة الأمة السودانية….. من قام بتعيينه قصد شيء ما …. أرجو منك أن تواصلي الدفاع عن الحريات …

  6. انا من المتابعين لبرنامج فضاءات لكن لاحظت تحاملك وانتقادك الحاد لحكومة الثورة حتى ظننت انك كوزة منسية في الاستديو ،، لنعترف انه معك حق في انتقادك ونعترف بكمية المشاكل والتقاطعات لكن نقول لمن ينتقد ينبغي ان يقدم حلول حتى نستفيد وتستفيد حكومة ثورتنا ونقومها من الاعوجاج بصورة افضل ،،، هذه الثورة صنعها شعب يستحق ان يعيش حياة كريمة وان يتولى امرهم من يخاف الله فيهم ،، لقد ورثنا دولة لا يوجد فيها خط مستقيم ،،، ورثنا جروح غائرة لاجل علاجها يجب ان نتحمل العلاج ومرارة الدواء،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..