أهم الأخبار والمقالات
مواطن: أسعار الخضار تنخفض في المواكب، والخبز التجاري يشكل عبئاً ثقيلاً
معاش الناس في ظل الغلاء:

معاش الناس في ظل غلاء الأسعار…
مواطن: انخفاض أسعار بعض السلع في موسم إنتاجها
مواطن أخر: انخفاض في أسعار الخضار فقط في أيام المواكب..
مواطنين للميدان: الخبز التجاري يشكل عبئاً ثقيلاً
الميدان: إلهام عباس
نفى عدد من المواطنين للميدان المزاعم بأن السوق يشهد انخفاضاً ملحوظاً في أسعار الكثير من السلع الأساسية، وصرحوا في استطلاع للرأي أجرته الصحيفة بأن جهات تتبع للحكومة هي من تطلق ما أسموه بالشائعات، وأن الأسعار إن لم تزيد فهي لم تنقص وأضافوا بأن المنصرفات اليومية على الحد الأدنى تبلغ ما يتراوح بين ٢_٣ ألف جنيه يذهب نصفها تقريباً مقابل الخبز التجاري، وأفادوا بأن الأجور تشهد ثباتاً لأوقات طويلة ومن ثم زيادات طفيفة لا تكفي متطلبات الحياة اليومية، وذكروا بأن اللجوء لأعمال إضافية هو ما يلجأون إليه لمجابهة هذه المتطلبات، بل وذهبوا بالقول أن النقود صارت مجرد ورق وتحدثوا أيضاً عن تزايد ظاهرة التسول في المواد التموينية وليس كما في السابق حيث كان التسول مهنة للبعض، وأيضاً تحدثوا عن الجشع الشديد من قبل التجار والغش في كثير من الأحيان، وأوضحوا في كثير من أقوالهم أن الدخل مهما كان مرتفعاً فهو صار مقابل الطعام والشراب فقط ولا يمكن التوفير منه لبقية الاحتياجات.
• في ناس الجوع قرضهم:
بداية تحدثت للميدان السيدة سمية عثمان وهي ربة منزل قائلة: لا يوجد انخفاض في الأسعار بالعكس الأسعار لو ما زادت ما ناقصة وفي ناس وصلوا مراحل، يعني مثلاً أنا شغالة معاي بنت اسمها مروه كل أسبوع بنديها خمسة الف ونصف وكل يوم ٣٠٠ جنيه وحالياً طالبتنا نزيد ليها ل ٨ الف في الأسبوع، وقالت لي بالحرف الواحد (دي قروش دي ده ورق ساي) وقالت إنها آخر قروش صرفتهم مننا الخمسة ونص كلها صرفتها في نفس اليوم وصبحت تاني يوم ما عندها ولا قرش وحالتو أنا بديها الويكة والبصلة الناشفة لأنها قالت بتعمل بيهم ملاح تفطر بيهو أخوانها والله البنت دي كل ما ليها صحتها ماشي نازلة نحنا الحمد لله أحسن حالًا لكن والله في ناس تعبانين وتاني احكي ليك حاجة غريبة برضو على مجتمعنا قبل كم يوم دق الباب رجل في الستينات كده نضيف ولابس نضيف وبس طلب مني كباية قهوه وطبعاً كباية القهوة عند ست الشاي وصلت ل ٣٠٠ جنيه طبعاً القصص دي الناس بتفهم من خلالها الحاصل في البلد.
• ظاهرة جديدة:
إسراء خضر زوجة وأم وربة منزل أضافت: من الحاجات المؤثرة والما كنا بنعرفا رجل كبير في السن صادفته في البقالة شايل في يده زجاجة فاضية قال لي يا بتي تمي لي القروش دي ناقصه سألته ناقصه كم يا عم؟ قال لي والله ما عارف لكن أسألي بتاع الدكان وأنا عايز بصل وزيت، والله حصلت معاي كم مرة القصة دي ومن الحاجات الأنا لاحظتها برضو أنه أصحاب البقالات بيختو مبلغ إضافي للحساب في البداية كنت مفتكرة أنه خطأ في الحساب ولما تكررت الحكاية عرفت أنه مقصودة لأنه أغلبية الشباب البيكونوا واقفين في البقالات هم ما أصحاب البقالات لكن بيكونوا مشغلنهم فقط والظاهر بيطلعوا حقهم كده لأنه والله دائمًا بلقى زيادة كبيرة على الحساب ولما اراجع معاهم بيرجعوا لي قروشي لكن بعد غلاط مع أنه الفرق بيكون كبير وما محتاج غلاط وفي مرة براجع مع واحد بقول ليهو ٣ ونص زايد ٤ يقول لي ٩ قلت ليه قول بسم الله وتاني عدتها لي برضو مصر أنها ٩. وعن انخفاض الأسعار قالت إسراء: لا يوجد انخفاض نحنا بنشتري يومياً والله ما لاقاني شي نقص العيش براهو بنشتري بالفين في اليوم ورطل اللبن ب ٢٠٠ جنيه والفول أقل حاجة ب ٣٠٠ وصحن واحد بس وما بكفي.
• كل الدخل مقابل الطعام والشراب فقط:
محمد الرفيع /موظف صرح بالقول: الدخل مقابل المنصرفات غير مجزي بالدارجي كده (ما بسوي أي حاجة) وما أظن في حاجة نزلت لأنه كل يوم في حاجة مع ناس البيت لما اخت ليهم المصاريف وبيقولوا ما مكفية وبيقعدوا يحسبوها لي بالورقة والقلم والله فعلاً بعد الحساب بحس أنها شوية لكن نعمل شنو ياهو قدرتي وحتي الزيادة في المرتبات ما بنحس بيها مع الزيادة اليومية في السوق، ومع هذا الغلاء في المعيشة لا نستطيع أن نوفر وهو لو ما النسوان السودانيات ديل مدبرات والله ما عارفين كان يحصل شنو أنا زميلي في الشغل بقول إنه زوجته بتجيب لحم وبامية وبصل بالشهر وتجففهم وشبه يومي بيتغدوا ب (ملاح تقلية) وبرضوا بيجيبوا دقيق كسرة من الطاحونة بالشهر والمهم مع الحاصل ده واقفين نتفرج ما قادرين نتزوج كل المرتب بروح مقابل الأكل والشرب ومن بعيد لبعيد بنسأل عرفنا أنه غرفة النوم وصلت لسعر ٢٧٠ ألف، ودي الأقل سعراً وقس علي ذلك ونحن في انتظار أن تتعدل الأمور والعمر يجري وصرنا علي اعتاب الأربعين.
• الحل في الأعمال الإضافية:
مهدي الشيخ / أعمال حرة
متزوج وأب لبنتين أفاد مصرحاً: حقيقة يوجد ضغوطات قوية في المعايش الدخل اليومي غير كافي ولكن في نهاية اليوم نحاول سد النقص بأعمال إضافية عشان نغطي المسؤوليات لأنه عندنا طلاب وعندنا إيجار ولكن أولاً وأخيراً نقول الحمد لله وبس بنقول لأولي الأمر أنهم يجب أن يحسوا بالمسؤولية تجاه الضعفاء الذين لا يملكون قوت يومهم، ولكن مع الأسف حكومات تجي وحكومات تغور وحتى الآن لم نرى أي جديد والسوق كل يوم في زيادة ونتساءل لماذا لا ينظر المسؤولين لهذه المسألة؟ لماذا لا يوجد رقابة على الأسعار؟؟ وللناس البتقول في انخفاض في الأسعار بنقول ليهم ده كذب وخافوا ربنا فنحن بندخل السوق يومياً فنحن أصحاب رزق اليوم باليوم والله اللبن من الفين وصل أربعة آلاف زيادة الضعف دفعة واحدة الصلصة العلبة من ٤٠٠ وصلت ٧٠٠ والزيت العبوة الصغيرة وصلت ١٠٥٠ جنيه أما الرغيف فهو حكاية براهو ومع أنه الدقيق متوفر أنا يومياً بشتري رغيف بألف جنيه مع أنه نحنا أسرة صغيرة وأحيانًا لا يتوفر الألف جنيه فقدر البناكلو الباقي بنتمو موية ونتمو بذكر الله ومرة تانية بنقول للسادة ولاة الأمر أنظروا إلينا في احتياجاتنا اليومية ولا نريد أكثر من معاشنا لا بنتمنى نركب الفارهات ولا نسكن العمارات فقط طعامنا وشرابنا وتعليم اولادنا وإن احتجنا للعلاج نجده.
أما عباس يعقوب علي يعمل طراح فاختصر حديثه بالقول: أنا ساكن عزابي مع اخواننا في دكان غسال دخلي ما بين ألفين إلى ألفين ونص في اليوم بنعمل شيرنق ادأنا والشباب المعاي ونتغدي وبشتغل من الصباح لغاية الساعة ٢ظهر وبوفر في اليوم ٧٠٠ جنيه أرسل منها لأهلي في البلد في ود مطر الخوالدة في الجزيرة برسل ليهم مرات خمسة ومرات اكتر ومرات أقل حسب الرزق وبرضو بخلي شوية قروش عشان اقدر أكمل زواجي لأنه أنا خاطب في البلد هناك.
داليا حسب الرسول ربة منزل وأم لثلاثة أطفال استفاضت في الحديث قائلة: اقول ليك شنو ولا شنو؟ والله الحال بيغني عن السؤال، والحياة صعبت شديد كل ما نقول ح تفرج نتفاجأ بأنها زادت صعوبة وأنا مستغربة الناس دي ساكتة لييه؟؟ المفترض المظاهرات تكون أكتر من كده مفترض يكون في تصعيد أكبر نحنا لما طلعنا المخلوع كان في مواكب يومية وحالته الوضع كان أحسن من هسا، والله الحاصل ده عمرنا ما حصل لينا معقول العيش الحاف يغلب الناس، أنا زوجي يومي بيخت لي ثلاثة ألف مصاريف والله ما مكفيه وبالذات لما ما نلقي العيش المدعوم وأصلاً بعد ده تاني مدعوم ما ح يتلقي لأنه خلاص رفعوا الدعم عنه والله غايتو الناس مساكين العيشة بقت مذلة في البلد دي وانا لما ما القي عيش مدعوم اقل شي بشتري عيش بألف جنيه وخليني احكي ليك القصة دي والله العظيم مرة في صف العيش التجاري في واحدة واقفة وراي قالت لي عليك الله يا أخت لو عندك تمي لي والله بألف ما بيكفينا نحنا أسرة كبيرة ولما قلت ليها والله ما معاي وفعلًا ما كان عندي سمعها واحد في صف الرجال أداها ٢٠٠ جنيه وواحدة وراها برضو دفعت ليها ٢٠٠ جنيه شوفي الناس وصلوا لأي مرحلة والله كتير في الفيس بلاقيني سيدات بشحدوا ويقولوا عايزين مواد تموينية والواحدة تحكي ظروفها وتقول هي محمولة وزوجها دخله محدود وتخت رقم تلفونها والله كترت شديد الحاجة دي والله وتواصل داليا حديثها قائلة: أما لو عايزين نتكلم عن اللحوم والفاكهة فبنكون بنتكلم عن الرفاهية، أنا بشتري ربع كيلو لحمه يوم القى عيش مدعوم لكن لما اشترى عيش تجاري اليوم داك نجيب طماطم ودكوة وبيض أو اعمل بطاطس شيبس بالجبنة وهكذا، ومع توقيف العيش المدعوم ما عارفه الناس ح تعمل شنو ولو قلنا نفتش عن بدائل ما في بدائل كله غالي وما بتهبش جربت اخبز العيش في البيت لقيتو نفس تكلفة العيش التجاري والكسرة والرز والقراصة برضو، وبعدين العيال بحكمونا وسندوتشات المدرسة وأصلاً سندوتشات المدرسة كنا بنجيب ليها عيش تجاري لأنه المدعوم ما بتحشي وطبعاً في ناس كتير قالوا عمل ليهم مشاكل في بطونهم لكن نعمل شنو مجبورين وغايتو قصة العيش دي بقي ما عندها حل.
• انخفاض في بعض السلع الموسمية:
المواطن حماد/أعمال حرة ومتزوج وأب لأربعة من الأبناء والبنات قال للميدان: منصرفاتي في اليوم حوالي خمسة آلاف جنيه وأحياناً اكثر فالسوق غير ثابت، هذه الأيام يوجد انخفاض بسيط في السكر والزيت والبصل والسبب أن هذا موسم إنتاج السمسم والفول وقصب السكر والبصل، ويبدأ الموسم في شهر ١٢ ويستمر لثلاثة أشهر وبعدها يبدأ الإنتاج يقل وتعود للارتفاع من جديد الاسعار.
أما المواطن ابو مدين فقد أضاف قائلاً: أنا من ملاحظاتي الخاصة أنه بكون في انخفاض بسيط في أسعار الخضار في السوق المركزي فقط لما يكون في مليونية، لأنه الناس كلها بتكون في الموكب وما بيكون في شراء وطبعاً الخضار ما بيتحمل. أخر مليونية دي صفيحة الطماطم في المركزي كانت بثلاث آلاف ونص لكن غير كده تاني ما في انخفاض في أي شيء
المواطنة زينب عليان أضافت بالقول: العيش المدعوم وقف نهائي وفقط في التجاري العايز يشيل والما عايز يتصرف أما بقية السلع فمتكدسة في الدكاكين وكتيرين ما قادرين يشتروا وبعاينوا بعينهم والله في ناس ماتوا بالجوع بسبب الغلاء والمؤسف أنه لقدام البلد بتبقى رخية لكن بعد شنو؟ بعد ما الناس ماتت في ناس عفيفين ما بشحدوا وما بتدينوا وعشان كده بموتوا تدريجياً لأنه بالمنطق كده حتى لو عايز تشحد أو تتدين قول اتدينت الليلة بكرة برضو حتتدين وده منو البدينك كل يوم فالقصة صعبة شديد، والشيء المزعج أنه الغلاء الشديد ده وكل زول أسعاره براهو ما معروف من التجار ولا المصنع ولا الدولة غايتو حسبنا الله ونعم الوكيل بس.
أحمد عباس… عامل بنشر:
بالنسبة للوضع المعيشي أصبح الحال بالنسبة لينا نحن ناس الدخل المحدود ورزق اليوم باليوم صعب شديد وأنا ما شايف في تخفيضات في الأسعار للمواد الاستهلاكية والطامة الكبرى العيش التجاري تصبح نار وفوق الطاقة يعنى أنا مثلاً عائلتي مكونه من خمسه أفراد وبشتري عيش ب ٩٠٠ جنيه ده غير مصاريف المدارس.
• من المحررة:
هذه بمنتهي الأمانة حصيلة هذا الاستطلاع البسيط حاولنا من خلاله معرفة بعض الملامح والخطوط العريضة لمعاش الناس اليومي، ومؤكد هنالك الكثير الكثير من القصص أصعب وأمّر مما كتبناه فهل يا ترى يفكر من يتنازعون ويتشبثون بالسلطة وعلى السلطة ولو لبعض الوقت في هؤلاء البسطاء الذين يعيشون على الكفاف مغلوبين على أمرهم ضاق بهم الحال ولا يوجد جهة يلجأون إليها ولا حل لديهم لهذه المعاناة اليومية.
ـــــــــــــــ
الميدان
اصنعوا الخبز في المنزل يحتاج نص ساعة فقط