متاعب أوباما لن تتوقف مع إيران

موقف الكونغرس من الاتفاق النووي مع إيران يعد واحدا من أبرز المتاعب التي ستواجه أوباما خلال الستين يوما القادمة.
العرب
نيويورك – قال مراقبون إن متاعب الرئيس الأميركي باراك أوباما التي باتت تُحيط به من كل جانب بسبب اتفاقية فيينا المتعلقة بالملف النووي الإيراني، ليست في وارد التوقف، وهي مُرشحة لأن تتفاعل أكثر فأكثر على الصعيدين الداخلي في علاقة مع الكونغرس، والخارجي ارتباطا بحلفاء واشنطن في المنطقة العربية.
وتسببت هذه الاتفاقية التي وُقعت في منتصف الشهر الجاري بعد مفاوضات استمرت نحو 12 عاما، بين إيران ومجموعة 5+1 في سلسلة من المشاكل والمتاعب للإدارة الأميركية يُتوقع أن تتحول إلى معركة حقيقية بين البيت الأبيض والكونغرس نتيجة تباين المواقف والتقديرات المرتبطة بنوايا إيران ومدى التزامها، وتزايد الشكوك حول جدية طهران في التوقف عن سياساتها الاستفزازية لدول الجوار، والحد من أطماعها التوسعية.
ولا يبدو أن مصادقة مجلس الأمن الدولي أمس على تلك الاتفاقية ستُبدد تلك المتاعب، كما أنها لن تُساهم في تقليص منسوب التخوفات التي باتت تشعر بها دول الجوار الحليفة لواشنطن من تداعيات وانعكاسات رفع العقوبات عن إيران في هذا الوقت بالذات الذي تميز بارتفاع التدخل الإيراني في المنطقة من العراق إلى اليمن مرورا بسوريا.
وقالت سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، إن تطبيق قرار مجلس الأمن، ورفع العقوبات على إيران مرتبط بمدى تجاوب طهران مع نص الاتفاق.
وأضافت أن واشنطن مستعدة للعودة إلى خيار فرض العقوبات من جديد على طهران، في حال لم تلتزم الحكومة الإيرانية بتطبيق بنود الاتفاق، لافتة إلى أن بلادها ستبقي على العقوبات المفروضة على إيران خارج الاتفاق النووي، منها المتعلقة بحقوق الإنسان.
وينظر المراقبون إلى استدراك سامانثا باور المتعلق بالتأكيد على أن بلادها معنية بواقع حقوق الإنسان في إيران، على أنه رسالة موجهة إلى الكونغرس الذي يُسيطر عليه الجمهوريون الذين أكدوا رفضهم لتلك الاتفاقية، ما دفع أوباما إلى التلويح باستخدام حق النقض -الفيتو-.
ويُعتبر موقف الكونغرس الذي تسلم أمس من وزارة الخارجية الأميركية رسميا النص الكامل لاتفاقية فيينا بشأن النووي الإيراني، واحدا من أبرز المتاعب التي ستواجه أوباما خلال الستين يوما القادمة وهي المدة القانونية الممنوحة له للمصادقة على تلك الاتفاقية.