مقالات متنوعة

حكاوي في دفتر الثورة السودانية.. مع عفاريت الأسفلت

طبعا كالعادة أنا و اخي و صديقي العزيز الأمين موسي الأمين بنسق مع بعض للخروج في كل المواكب السابقة…المهم يوم 13 كان موكب بحري الصمود ..اتفقنا نتلاقي في موقف موصلات السوق الشعبي … كانت الساعة تقترب من الواحدة ظهرا …المهم وصلنا لقينا ليك مجموعات متفرقة من الشابات و الشباب … الواحدة تماما بدأ شاب اسمر وسيم اتخيل انه من شباب حزب المؤتمر السوداني..بدأ يتحدث عن الوطن..جات مجموعة من البنات بدأن في الهتاف..حرية سلام و عدالة والثورة خيار الشعب.. اقسم بالله دقايق بس و امتلأ المكان ..كل الناس الكانت واقفة .. انضمت للموكب…حقيقة أنهم يأتون من كل فج عميق… بدأنا جميعا في الهتاف توجهنا نحو شارع شمبات … الهتاف كان واصل للسماء.. حماس و بسالة و شجاعة منقطعة النظير… دقايق و امتلأ المكان بعربات الكجر.. و قفلوا الشارع.. عملت لايف في صفحتي.. المهم البمبان كان تقيل شديد.. و بدوأ في التقدم نحونا.. و جات عربات دعم سريع و أمن من خلفنا بقينا نحنا في النص
( completely trapped ) م كان في مخرج سوي أن نصعد في بناية قيد التشييد.. المهم وصلت الطابق الأول و فقدت صديقي الأمين موسي الأمين.. لقيت كمية من البنات مختنقات من البمبان.. كان معاي قزازة كبير بخاخ مليانة خميرة ..طوالي بديت ارش البنات في وشهن بالخميرة و بقيت اصرخ فيهن مش قالوا ليكم لازم تكون معاكم قزاز موية و خميرة .. حسيت في لحظة كده كلهن بناتي و الله العظيم…كان برضو معانا تلات اولاد شباب في واحد كان البنات بقولوا ليه اقعد ي عمر كان بحاول يصور .. و رجلان قربيين لي في السن .. المهم قعدنا في العمارة دا قرابة النص ساعة..جسمنا استرخي و بديينا عشرة ونسة..بنات ظريفات مليانات بحب الوطن و الحماس.. بعدها بشوية كده لقيت ليك البنات بجروا و بصرخن.. م كنت لابسة نضارتي عشان قربت تقع مني في محاولة صعود البناية ..مشيت عليهن ..و الله العظيم.. قفزنا من الطابق الاول في بيت مجاور.. لحدي اللحظة دي م كنت فاهمة اي حاجة.. بس كنت بعاين في البنات البنطن ديل.. رفعت رأسي لقيت ليك كمية من شرطة مكافحة الشغب.. قدام عيني حاولت اقفز في البيت المجاور لقيت ليك القصة مستحيلة.. فكرت سريع قلت ي بت ي سوزي احسن تتشحطي و تتقبضي و لا تتكسري فالعمر لم يعد يساعد علي هكذا نطات ههههه .. المخيف في الأمر صعود الجماعة المنقبيين ربات العفاف هههه . … و الله العظيم شكلهم مخيف شينيبن جنس شنا… المهم الجماعة قبضونا انا و مجموعة من البنات و سيدة اخري تقاربني في العمر…. و أمرونا بالنزول إلى أسفل البناية مع شحيط خفيف و نبذ بيه ألفاظ عجيبة جدا …. في اللحظة و أنا في السلم تم القبض علي الشاب عمر .. اتنين من كلاب الأمن بدوأ يجروا فيه.. و يقول احسن ليك م تقاوم .. رد عليهم بشجاعة انا حسة م قاعد أقاوم فيكم أنتوا قبضتوني و محل م عايزيين تودوني ودوني.. عاينت ليه كويس و الله الرجالة ناطة من عيونه.. المهم عاينت ليه كويس و ابتسمت ليه رد علي بإبتسامة جميلة كقرص شمس.. هنا شعرت بالعجز .. إني م قدرت اعمل حاجة للشاب الجميل سوي الابتسام في وجهه.. المهم نزلنا لقينا كمية من العسس و الكجر..بكاسي أمن و عربات تاتشر مليانة رجال قبيحيبن نزعت الرحمة من قلوبهم..

قام جا واحد منهم قال لينا اركبوا البوكس دا … و الله العظيم قبيح بشكل خرافي توجهنا كلنا نحو البوكس الذي أشار إليه.. جا واحد قال ليه م ح يركبن.. هو كان مصر انه لازم نركب و الآخر مصر انه م نركب… و قعد الكلب ينهر فينا تاني بتطلعن كلنا بصوت واحد لا هههه ح تمشن بيوتكم طوالي قلنا ليه أيوة.. بعدها تحركنا نحو المحطة الوسطي بحري .. انا م بعرف بحري كويس .. اتلفت اعاين لقيت محل عصير قمت انقشطا جوة طوالي.. قعدت في محل العصير و طلبت عصير عرديب بارد .. بعدها بدأ الشباب في دخول المطعم.. كان أثر البمبان واضح جدا.. طوالي قمت قلت لصاحب المحل نزل عصير للشباب ديل كلهم هههه …. كان في الخارج مجموعة من الشباب في حالة كر و فر مع الكجر..صاحب المحل قفل الباب.. بعد داك م كنا عارفيين الحاصل برا شنو .. شوية كده جاني شاب قال ي استاذة اطلعي فوق .. شكلك واضح جدا انك كنتي في المظاهرة طلعت فوق بعصيري.. و من نوافذ المحل .. كان كلاب الأمن بضربوا في الأولاد ضرب شديد.. هدأت الأمور قليلا.. الظاهر صاحب المحل فتح الباب .. سمعت ليك خطوات في السلم .. اتلفت نحو مصدر الخطوات القي بناتي الكانن معاي في العمارة .. صرخوا خالتو بتاعت الخميرة و هاك ي أحضان و بوس عيوني دمعت من الموقف الجميل دا..قمت طوالي مسحت دموعي.. قلت ياخ دي أيام فرح اصلو دي م أيام بكا و قعدنا نتونس حلاة ونسة.. بنات غاية في الفهم و العزيمة و الإصرار.. قلت هنا في عصير عرديب رهيب.. اتنين قالن لي نحنا عايزين ناكل طلعنا بدري من الازهري.. طلبنا عصير و سندوتشات شاروما.. و الونسة جرت ديل البنات النطن في البيت الملاصق للعمارة.. كانت علي جسدهم آثار خدوش قلت فدا التغيير كل دا ببقي ذكريات جميلة تحكوها ليه إخوانكن واخواتكن و يمكن عيالكم.. بت ظريفة اسمها سبأ قالت ممكن ي خالتو استعمل تلفونك أضرب ليه امي تجي تسوقنا.. جات امها و طلعت ثورجية اكتر من بتها.. أم جميلة بيه شكل رهيب من الحاج يوسف ..قعدت توريني في فيدوهات صورتها بنفسها في موكب امدرمان … و الله كانت لحظات جميلة كأنه بنعرف بعض من سنين .. شلنا تلفونات بعض للتواصل ..قمت فجأة اتذكرت اللمين صديقي اتصلت عليه حددت ليه مكاني.. جا اللمين و اطمنيت عليه .. البنات الشيطنات نزلن تحت من غير من نحس بيهن.. فجأة طلعن لينا فوق .. و هن فرحانات ي خالتو يا عمو كتمت تاني ارح ننزل عاينت ليهن شديد قلت انا حدي هنا فالعمر لم يعد هو العمر لقد هرمنا .. ودعتهن مع دعواتي ربي يحفظن من كلاب الأمن و العسس.. طلعت من المطعم و انا مليانة فرح و ايمان تام بأن السودان م زال بخير و ان هؤلاء الشباب سوف ينجزون ثورتهم من أجل الحرية و الكرامة و مستقبل أفضل..
ودعت اللمين علي الوعد أن نلتقي في موكب آخر.. أطمنوا بأن عفاريت الأسفلت منظمين و واعيين جدا عارفين بيعملوا في شنو.. و قريبا ستكون ساعة النصر و إكتمال الهلال..
تسقط تسقط بس….

تعليق واحد

  1. يا سلام عليكي يا سوزان يا كنداكة يا حفيدة مهيرة وسلام لشابات وشباب بلادي. فعلا دي ايام فرح والله العظيم فرحتنا لا تسعها الدنيا ونحن نشوفكم تزلزلوا في عرش الطاغية المجرم المعتوه عمر البشير والكيزان الحرامية اولاد الكلب. ربنا يحفظ ويحفظ بناتنا واولادنا ويتقبل شهدائنا ويشفي جرحانا ويفك اسر معتقلينا وينزع السلطة من يد السفاح وعصابته من اللصوص والارزقية والقتلة. ثوار احرار حيكملوا المشوار وانها لثورة حتى النصر بإذن الله.
    وتسقط بس.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..