بارك الله في من أهدى اليّ عيوبي

كان الخليفة هارون الرشيد وهو على فراش الموت يستدعي الناصحين من العلماء والحكماء .. فسأله أحدهم لو أنك يامولاي قد تملكك العطش في صحراء دونها الهلاك .. فبكم تشتري جرعة الماء .. قال الخليفة بنصف مُلكي .. ثم عاد الحكيم بعد برهة يسأله .. ولو أن تلك الجرعة إستقرت في مثانتك دون ان تعرف الى الخروج مسلكاً وبلغ منك الألم ذروته .. بكم تفدي حياتك من سموم تلك اللحظة القاتلة .. ؟
قال الخليفة بالنصف الآخر من ملكي يا شيخ .. سأله الحكيم وما قولك بعد كل ذلك ؟
.. فبكى الخليفة الرشيد وهذه صفته وليس إسمه .. حتى ابتلت لحيته .. وأخذ يردد وعيناه تنظران الى السماء عبر نافذة قصره .. بئس من مُلكٍ نصفه يباع بجرعة ماء ونصفه الآخر يباعُ بنقطة بول ..!
يا لحكمة كل خليفة في أي مكان أو زمان يرى صورته بعيون الآخرين الصادقين في المناصحة والنقد لا المنافقين الذين يجملون له القبيح ويقبحون ما هو جميل من حديث منتقديه .. وما أصفى صوت ذلك الخليفة حينما يسمعه بإذان الذين يجاهرونه بالحق ولا يخفون عليه باطل أفعال بطانته ..!
في سبعينيات القرن الماضي قام حاكم إحدى دول المغرب العربي بإدماج وزارتي الداخليه والإعلام في حقيبة واحدة ..! فلم يكن هنالك ابلغ من السخرية من هذا الدمج المتنافرالمشين بين الإختصاصين إلا ذلك الرسم الكاريكاتيري الذي صور فيه أحد فناني تلك الدولة لافتة على بوابة الوزارة المعنية وقد كتب عليها وزارة الداخلية والإعلام .. فوضع شطباً على كلمة الإعلام وكتب الى جانبها كلمة الإعدام ..!
فعلق استاذنا الصحفي الظريف الراحل رحمي محمد سليمان ساخراً هو الآخر على خبر ذلك الأمر الغريب بانه يشبه سادية أحد السجانين الذي كان إمعاناً في تعذيب نزلائه يقوم بربط مريض الدوسنتاريا منهم مع مضروب الملاريا في سلسلة واحدة ليستمتع ذلك الحارس المأفون بخناقاتهما .فالأول بالطبع يريد الذهاب الى دورة المياه بصورة متكررة اثناء الليل بينما الثاني.. يحتاج الى الراحة والنوم وعدم الحركة تبعا لطبيعة مرضه المنهك لقواه الجسدية!
الآن صحفيو الداخل باتوا هم ايضاً في قفص إتهام واحد أو أنهم ربطوا في سلسلة واحدة مع صحفي الخارج الذين كانوا يتهمون دائماً بتزييف الحقائق وتزوير الوقائع و فبركتها بقصد إشانة سمعة الحكم الراشد في بلادنا عبر صحف الإسفير المارقة .. فهل ياترى ستتبع وزارة الإعلام للرئاسة مباشرة بعد حديث السيد رئيس الجمهورية وإتهامه لصحفيي النظام بأنهم هم أيضاً باتوا ضدهم .. فأصبح الجميع متساوين حذوك النعل بالنعل ووقع الحافر على الحافرفي نظر النظام ..!
ويا ليت سيادته قد قال لهم .. أهدوني من عيوبي ما ترونه بعين المراقب الذي يرى المساويء لا بعين الرضاء التي هي عن كل ِ عيبٍ كليلة .. وسأهديكم المزيد من الحريات وسأطلق العنان لآقلامكم و إذاعاتكم وشاشاتكم إن هي صدقت فيما تقول.
أو أنه سألهم عن سبب وقوفهم ضد حكمة ناقدين فساده و ممارساته وتهكم وزير ماليته الذي كان حرياً به توبيخه لا الدفاع عنه اوتبرئة بطانته قبل ان يجف حبر تشكيل مفوضية مكافحة الفساد في اضابير البرلمان .. ولو يكون سؤالاً في صيغة سؤأل قيصر روما لصديقه وهو يقوم بطعنه مع الآخرين .. حتى أنت يا بروتس ؟
ليته فعلها ثم بارك لكل من يقول كلمة الحق دون خوف في سعي الكلمة المقروئة والمنطوقة من أجل إصلاح الوطن لتبرا جراحاته المتقيحة .. لا من أجل بقاء النظام مبرأً من كل عيب وهذا مالم يحدث في زمان الأولين ولن يحصل في أزمنة اللاحقين!
لكنها الأيام التي تدور دواليبها حتما ًالى الأمام .. فهي دول لو دامت لغيرنا لما بلغتنا في زماننا الذي سيمضي لا محالة إن لم يكن اليوم فإن غداً لناظره قريب ..!
[email][email protected][/email]
البشير قال بأنه سيتولي موضوع الصحف بنفسه وقبلها موضوع الفساد وغيرها من الملفات لا نستعجب في مقبل الأيام سيقول أنا ربكم الأعلي
كل الدلائل تشير الي دنو ساعة الانقاذ .. و الجميع يترقب ما بين الكاف و النون .
نسأل الله أن يحسن خلاص هذا الشعب الصابر المحتسب .
تحياتي أستاذ برقاوى والله العظيم كنت اردد منذ ليلة البارحة (بارك الله فيما اهدي الي عيوبي )… وكنت اتسأل لماذا لا تبادر الحكومة بتكريم كل كتاب الراكوبة بلا استثناء … فربما بعض صحفي الإنقاذ بدأ يناكف الحكومة… المناكفة والمعارضة الصحفية أصبحت تجلس الصحفي علي كرسي الوزارة مباشرة … التطبيل اصبح ثمنه دريهمات بخسة فإذا اردت ان تودع مهنة المتاعب ما عليك إلا اتباع تكتيكات الصحفي حسن إسماعيل .
طبل العز ضرب، يا عازة قومي خلاص، إني أشم رائحة الحُرية.
مرحباً بالثورة، وسوف نتلاقى قريباً في الخرطوم يا حبيب.
الذي يضيق بالنقد هوالشخص الذي يعرف أن عيوبه كثيرة ولكنه لايريدلها أن تكشف على الملا ويغض الطرف عنها!!!
صدقت يابن البرقاوى لن ينصلح الحال الا باعدل والحكم الرشيد وهذا غير موجود وخير مثال ابن الوزيرة التي رفض استقالتها الرئيس هادماللعدل الذى هو أساس الملك لاحول ولاقوة الا بالله ان كان الخبر صحيحا
الذي يضيق بالنقد هوالشخص الذي يعرف أن عيوبه كثيرة ولكنه لايريدلها أن تكشف على الملا ويغض الطرف عنها!!!
صدقت يابن البرقاوى لن ينصلح الحال الا باعدل والحكم الرشيد وهذا غير موجود وخير مثال ابن الوزيرة التي رفض استقالتها الرئيس هادماللعدل الذى هو أساس الملك لاحول ولاقوة الا بالله ان كان الخبر صحيحا