آخرهم الإعلامي محمد خير البدوي أدباء ومشاهير سودانيون ماتوا بالمهجر

كتبت : نجاة إدريس
كثير من المشاهير والسودانيين أجبرتهم الظروف على مفارقة أوطانهم فاتجهوا ناحية دول المجهر وتفاوتت الأسباب التي جعلتهم يغادرون أرض الوطن فمنها أسباب سياسية فيما تمثل الأسباب الاقتصادية السبب الرئيس لكثيرين منهم وحتى الأسباب الاجتماعية والتي يدخل طلب الاستشفاء والبحث عن العلاج سبباً للخروج كانت حاضرة ضمن أسباب الهجرة ولكن ما يجمعهم جميعهم هو موتهم خارج أسوار الوطن وعودة جثامين بعضهم ليضمها تراب الوطن. ولعل آخرهم الإعلامي العالمي محمد خير البدوي الذي توفي الخميس الماضي .
الطيب صالح .. خرج لبلد تموت من البرد حيتانها
لعل الأديب العالمي الطيب صالح يعد من أشهر الذين خرجوا إلى ” بلاد تموت من البرد حيتانها” – على حد قوله ? حيث ترك أرض الوطن في ستينيات القرن الماضي ? قبيل كتابته ? رائعته ” موسم الهجرة إلى الشمال” ، خرج قبل أن يكمل دراسته بجامعة الخرطوم بكلية العلوم واتجه لانجلترا ليدرس العلوم السياسية ثم عمل في إذاعة ” البي بي سي ” وتخللت رحلة هجرته جولات وصولات حيث انتقل الى دولة قطر حيث عمل وكيلا لإعلامها ردحاً من الزمن، كما عمل مديرا اقليمياً لمنظمة اليونسكو بمقرها بباريس، وتنقل بين الشرق والغرب ليستقر مقامه ببريطانيا التي تزوج منها وأنجب ابنتيه واستقر له فيها المقام حتى وافته المنية عن عمر ناهز الثمانين في الثامن عشر من فبراير من العام 2009 وأحضر جثمانه الى السودان حيث عانق ثرى بلاده .
صلاح أحمد إبراهيم .. الطير المهاجر
يعتبر الشاعر صلاح أحمد إبراهيم من أشهر الشعراء الذين غادروا بلادهم وكانوا ” طيوراً مهاجرة ” بحق ..فهو من الشعراء المحبين للحرية والجمال .. وهو أديب متعدد المواهب فهو شاعر وقاص وناقد مجيد .. تجول كثيراً – بحكم عمله في السلك الدبلوماسي – في أرض الله الواسعة .. فقد أقام في أكرا بغانا بحكم عمله بالتدريس في جامعتها ، كما أقام بنيويورك حيث كان يعمل في بعثة الأمم المتحدة وتقلد منصب سفير السودان لدى الجزائر وترك المنصب مستقيلاً احتجاجا على سياسة نظام جعفر النميري، ثم انتقل لباريس مرة أخرى ومنها إلى قطر حيث عمل مستشارا لدى سفارتها بباريس .
ولعله العمل السياسي كان أحد الأسباب التي تركت السياسي صلاح أحمد إبراهيم يموت بعيداً عن ثرى بلاده حيث توفى في17 مايو من العام 1993 ولسان حاله يقول:
غريب وحيد في غربتو
حيران يكفكف دمعتو
حزنان يغالب لوعتو
ويتمنى بس لي أوبتو
طال بيه الحنين
فاض بيه الشجن
واقف يردد .. من زمن
ولكن أبى الزمن أن يعود بصلاح أحمد إبراهيم إلى حيث عشقه الأول الوطن.
الفيتوري .. رحلة التجوال الدائم
الشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري كان في رحلة تجوال دائم منذ فجر شبابه حيث عاش ردحاً من شبابه بمصر وليبيا ولبنان حيث عمل سفيرا بالسفارة الليبية في بيروت .. معارضته لنظام مايو أخرجته من بلاده مغاضباً.. كتب الفيتوري أشهر قصائده المناوئة للأنظمة الدكتاتورية فكانت رائعته “أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق ” وكتب :
كل الطغاة دُمىً
ربما حسب الصنم، الدمية المستبدة
وهو يعلق أوسمة الموت
فوق صدور الرجال
أنه بطل ما يزال
وبعد رحلته الطويلة متجولاً بين العواصم العربية والغربية توفي بالمغرب التي استقر بها مؤخراً وتزوج منها حيث توفي العام الماضي عن عمر يناهز الخامسة والثمانين ودفن فيها.
مصطفى سند .. البحر القديم تخرجه الأسقام من بلاده
شاعر ” البحر القديم ” مصطفى سند كانت هجرته إلى خارج أسوار الوطن طلباً للاستشفاء من مرض السرطان اللعين الذي أصابه حيث توفي بالمملكة العربية السعودية وجيء بجثمانه ليدفن في أحضان ثرى وطنه الذي تغنى به كثيرًا.
الإعلامي محمد خير البدوي .. آخر الراحلين
لعل آخر الراحلين المشاهير الذين غيبهم الموت وهم خارج أسوار أوطانهم الإعلامي محمد خير البدوي الذي توفي الخميس الماضي في الثالث من مارس وهو والد مذيعة ” البي بي سي ” السودانية زينب البدوي وهو خبير إعلامي دولي وكاتب مرموق وهو من مؤسسي الحزب الجمهوري وقد عمل رئيس تحرير لصحيفة الوطن اليومية والتي كانت لسان حال الحزب الجمهوري وقتئذ .. وللراحل مؤلفات ” بطولات سودانية ” و” قطار العمر ” وقد ترأس مجلس إدارة مجلة “سنار” التي تصدر من لندن .