مقالات وآراء سياسية

نعم لعلمانية الدولة

محمد الربيع

المتابع هذه الأيام لنشاط الإسلامويين المطرودين من رحمة الله و الشعب سواءً من خلال المقالات في صحفهم الكاسدة أو البوستات و التسجيلات ( مجهولة المصدر ) كالمعتاد عبر وسائط التواصل الإجتماعي ، كلهم يتباكون علي الإسلام من الخطر العلماني الداهم المقبل علي السودان و الذي سوف يأتي بالساحق و الماحق علي ” دولة الشريعة ” و العفة و يلغي قيم الخير و الفضيلة و ينشر في المقابل ثقافة العري و الإنحلال و الرذيلة و يفتح المراقص و البارات في قلب الخرطوم مهبط ( الوحي و الرسالة المحمدية )  !! و أثاروا الكثير من الزوابع و الرعود علي مستقبل المناهج و الكتب و قد إسندت إدارتها لأحد رموز الحزب الجمهوري الدكتور عمر القرّاي ، فأطلقوا الكثير من فرقعات التحذير و الفزاعة من ” علمنة ” المناهج بما يتعارض و تعاليم الدين الحنيف و زراعة الأفكار الهدامة في عقول الناشئة ،،،

وحتي تكتمل الصورة القادمة من خيالهم المعطوب  هرولوا إلي دار الوثائق و الإرشيف للبحث عن فيديوهات لبعض جلسات المحاكمات الهزلية لبعضٍ من أعضاء الحزب الجمهوري ( الملحد ) مع التركيز علي أقوال تم إنتزاعها بالإكراه و التهديد ! بل و في مسلك مكشوف غرروا بأحد البسطاء الجهلة و حرضوه بالهجوم علي جناح الجمهوريين بمعرض الكتاب ، فجاء درويشاً متسخ الثياب و عبث بالكتب كما الثور في مستودع الخزف و حسناً تعامل معه القائمين علي الأمر بقمة الوعي و منتهي البرود و بحكمة الشافعي ” فخيرٌ من إجابته السكوتُ ” ، و تركوه يفعل ما يشاء دون أيّ إعتراض أو مقاومة !!

و عندما لم يجد هذا ( المُحَرَّش ) من يجاريه في الدناءة شعَرَ بالذل و الصغار و بدأ يتلفت حوله كأنه مستنجداً و قبل أن يصل ” رجال القانون ” تقدم نحوه بعض المواطنين فخرج معهم ” الأسد النتر ” كالحمل الوديع و لسان حاله يقول : أنا المسيء خذوني !!

إن النائحين علي أطلال العهد المقبور لا يبكون علي الإسلام الذي شوهوه ، بل يتباكون علي أطلال تلك ( الشجرة ) الملعونة و التي أصبحت أثراً بعد عين ،،، تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ !! و علي الذين يحاولون تخويفنا بفتح المراقص و البارات نسألهم هل تناسيتم بأن مشيركم المخلوع هو أشهر راقصٍ في التاريخ ؟ أما البارات ، فما الفرق بينها و بين البارات البلدية ( الأنداية ) لبيع المريسة و عرقي البلح ؟ إلا إذا خشيتم من منافسة نبيذ العنب ( المستورد ) لأنتاجكم المحلي !!  و كلها في الأخير ( مريسة ).

أيها النائحون ، هل تعلمون بأن (الدبلوماسيين الرساليين ) الذين مثلوكم في الدول الغربية يرتادون البارات أكثر من المساجد ؟ و هل نسيتم حادثة تحرش الدبلوماسي ” الرسالي ” حسن إدريس / إبن المناقل  بالفتاة في نيويورك ،  أم إنه قابلها في مسجد ؟ و هل تناسيتم حادثة شيخكم ( البلدوزر ) في نهار رمضان ؟  أم أغمضتم أعينكم عن حادثة النيل الفاضل رئيس إتحاد الطلاب و الذي قبض عارياً مع بائعات الهوي في منتجع تركي ؟ بالواضح ، أنتم لا تملكون أهلية الحديث عن الإسلام فكفو عنه ✋

 

أما التباكي علي المناهج فأنتم تكشفون جهلكم قبل فضح نواياكم المغرضة لأن إدارة المناهج في بخت الرضا أسسها ثلاث من ” الأجانب النصارَي ” قبل خمسٍ و ثمانين عاماً و هم

مستر إسكوت ، مفتش عام التعليم

كيلي وانتر ، مدير المعارف

مستر قريفيث ، سكرتير اللجنة و هو يماثل منصب د. القراي

أما أوائل السودانيين الذين إلتحقوا بسلك التدريس و من ثم تنقيح المناهج بالمعهد فهم :

عبدالرحمن علي طه من ( حزب الأمة ) أصبح لاحقاً أول وزير معارف سوداني و هو والد ( بروف فدوي مديرة ج الخرطوم )

مكي عباس من ( الحزب الشيوعي ) أصبح لاحقاً محافظاً لمشروع الجزيرة ثم أول سوداني رئيساً للجنة الأمم المتحدة الإقتصادية لأفريقيا عام ١٩٥٨ ( المنصب الذي شغله د. حمدوك )

نصر الحاج علي من ( مؤتمر الخريجين ) صار فيما بعد أول مدير لجامعة الخرطوم

عوض ساتي من ( مؤتمر الخريجين ) أصبح لاحقاً أول سفير سوداني في بريطانيا

سرالختم الخليفة ( مستقل ) و هو رئيس وزراء أكتوبر .

نقول للنائحين ، أن المناهج لا يتم تغييرها بأهواء الأحزاب أو الأفراد ، كما أنه لا توجد مثلاً جغرافيا شيوعية أو فيزياء إسلامية أو تاريخ بعثي أو كيمياء وهابية أو رياضيات جمهورية

و إذا كان بكاءكم لمادة التربية الإسلامية فهي مادة واحدة ضمن المنهج و يضعها مجموعة خبراء مختصون و يجب أن توفرو دموعكم  فالإسلام لحقه الكثير من الأذي بسببكم ! و هو لم يأتِ معكم و لن يذهب بذهابكم و التجارة به ليست ذات ربحٍ بعد ثلاثين عاماً من ( البوار ) .

 

محمد الربيع

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..