يا سائق الفيت

بقلم عميد م موسى عيسى
تعتبر أغنية يا سايق الفيت من أجمل الأغاني التي تغنت في الزمن الجميل ، فقد صاغها شعراً الشاعر الكبير إبراهيم العبادي و يصف فيها رحلة مع صديقه الهرم المغني الحاج محمد احمد سرور و ذلك تلبية لدعوة من صديقهم زين العابدين كوكو نائب مأمور سنجة، و المعروف أن سرور و كرومة كانا يعملان في شركة الفيت و التي كانت في مدني و التي أسسها السيد عبدالله الفاضل المهدي و الد القيادي بحزب الأمة مبارك الفاضل و كانت رئاستها بالخرطوم المحطة الوسطى ، إذ كانت تستورد عربات الفيت الصغيرة و الشاحنات ، اتفق العبادي و سرور للقيام بهذه الرحلة بواحدة من هذه العربات الى سنجة بالطريق الغربي للنيل الأزرق قبل قيام شوارع الاسفلت و كان الطريق يمر بعدد من القرى و كان في ذلك الزمن ظهور عربة شيئاً غريباً على الناس و الحيوان و منها الكلاب ، إذ يقول الشاعر عند بداية الرحلة مخاطباً صاحبه سرور الذي كان يقود العربة :
يا سايق الفيت قوم بي و اخد سندة
بالدرب التحت تجاه أبو ربدة
و تبدأ تلك الرحلة الجميلة و التي تستغرب الكلاب لطول العربة فتجري وراءها جرياً حثيثاً بكل ما أوتيت من سرعة و يصف ذلك الشاعر بقوله :
شق حشا الطريق و اتيمم الحلال
سكنو الكلاب ما نالن منو إلا علال
و العلال هو الغبار العالي .
و تستمر الرحلة و يصلوا إلى إحدى الآبار و يجد الشاعر بنات كنانة قد ( اتجملن واردات ) يحملن السعون و القرب التي لا تشبه الباقات ، و يقف و يتأمل ذلك الجمال الطبيعي و يبحث عن مدخل ليخاطب به تلك الحسناوات فيقول :
قلت ليهم عطشان و صحت البلفة
مافيش كاس قريب ؟؟
قالن بدون كلفة … تشرب من كفوفنا حتى تتكفى
و المعروف أن الماء ينشل نشلاً من الآبار عن طريق الدلاء و هو إناء يفصل من الجلد و يجر ب الحبل و تملأ به الجرار و تسقى به الماشية ، و قد شرب الشاعر من ذلك الإناء، لتستمر الرحلة و يواصل الشاعر مخاطبة صديقه بقوله :
يا السايق الفيت الليلة كيفن ماش !!
و الشجر الكبار بقى شوفنا ليه طشاش
فارقت الطريق …. داك مشرع الرماش
و تأذن الشمس بالغروب و مازالت الرحلة مستمرة و يخاطب الشاعر مضيفه الذاهب إليه بقوله :
يازين الشباب … يا طيب الأخلاق
بينك و الغروب … باقيات ثواني قلال
فارقنا الطريق …. داك مشرع الشلال
و تستمر الرحلة حتى يصلوا سنجة في هذه المتعة الجميلة، و تعتبر أغنية سائق الفيت من الأغاني الجميلة و الخالدة التي ترسخت في وجدان العديد من أبناء هذا الشعب الجميل الذي ظل يرددها على عشرات السنين و الى الآن هي حاضرة في أذهان الكثيرين و خاصة جيل الخمسينيات و الستينات من القرن الماضي، و نلاحظ في كلماتها سرد العديد من الملاحظات و المشاهدات التي وردت خلال رحلتهم بالعربة و تم ذكرها بلغة بسيطة و مفردة ساهلة دخلت على قلوب الناس، و هذا غيض من فيض لما تحتويه أغنياتنا السودانية من جميل معاني و مفردة قوية .
ألا رحم الله شعراءنا و اسكنهم فسيح جناته مع الصديقين و حسن أولئك رفيقاً .
التيار
والله يا عميد ما كان تكتب الكلمات لانك ما حافظ اي حاجة فيها وخربتها
النص اوزن مما كتبت كتير ارجوك راجع ما كتبت مع النص
(ويصف فيها رحلة مع صديقه الهرم المغني الحاج محمد احمد سرور) … لا إله إلا الله محمدا رسول الله ، يعني انت بتقول إنو كان العبادي في ذلك الوقت شابا مفتول العضلات و كان سرور رجلا (كركعبة) و رغما عن ذلك تفنن في قيادة (قندران) يسابق الربدة؟؟؟ عاد يطرشنا في جنس دا… ما سمعنا بيهو الا منك هسسسسا دي، من أين اتيت بهذه المعلومة يا حضرة العميد موسي عيسي ؟
عوضا عن ذلك اليك بعض التصحيح لكثير مما ورد في مقالك من مغالطات حتي لا تتاح الفرصة لي ناس (لفحن جرن) ثم ترسخ في اذهان الناس بهذا الشكل و الاسلوب المشوه وإلي الأبد
تقول في نصك (و المعروف أن سرور و كرومة كانا يعملان في شركة الفيت) ما دخل كرومة هنا وانت تتحدث عن العبادي و سرور؟ … هذا نوع من الالتواء و حشر معلومات تؤدي للطشاش … ومنها اشارتك فيما بعد بصورة غير لائقة ” للكلاب” كنقطة ارتكاز في سياقات تحليلك قول واحد
وكتبت في موضع اخر (إذ يقول الشاعر عند بداية الرحلة مخاطباً صاحبه سرور الذي كان يقود العربة :يا سايق الفيت قوم بي و اخد سندة ** بالدرب التحت تجاه أبو ربدة) أبو ربدة؟ ههههه لا … أبو الدنان أحسن! حدي سمع بي حاجة اسمها أبو ربدة في أغنية سايق الفيات دي قبل كدا؟ قال أبو ربدة قال …. وإليك التصحيح
عوج بي اخد سندة … بالدرب التحت تجاه ربوع هندة … قول اتنين!
*(و العلال هو الغبار العالي) .. يا خي لا : أتحفتنا و الله … طيب مافي كتاحة و لا عجاجة كانت رابطة؟ قول تلاتة
* (قلت ليهم عطشان و صحت البلفة
مافيش كاس قريب ؟؟
قالن بدون كلفة … تشرب من كفوفنا حتى تتكفى
)… يا خوانا شوفو جنس الكوجان دا!! و الصحيح : عطشان قلت ليهن وصحت البلفة
وحتلاحظوا في أدناه إنو الكاتب بقول الشاعر شرب (بالدلو) قول أربعة
* (و المعروف أن الماء ينشل نشلاً من الآبار عن طريق الدلاء و هو إناء يفصل من الجلد و يجر ب الحبل و تملأ به الجرار و تسقى به الماشية ، و قد شرب الشاعر من ذلك الإناء، لتستمر الرحلة و يواصل الشاعر مخاطبة صديقه)…أها يا العميد، كدي عاين فوق انت كتبت بي عضمة لسانك شنو؟؟ قولو خمسة
ستة: يا السايق الفيت الليلة كيفن ماش .. و الشجر الكبار بقى شوفنا ليه طشاش
فارقت الطريق …. داك مشرع الرماش
!! وهذا ما أسميه بتفجيخ الشعر و بهتان شاعر هذه القصيدة ظلما بمفردات لم يوردها في قصيدته علي الإطلاق
و الصحيح: شوف سايق الفيات الليلة كيفن (هاش) … والشدر الكبار بقي شوفنا ليهو طشاش
سابعا: (يازين الشباب … يا طيب الأخلاق
بينك و الغروب … باقيات ثواني قلال
فارقنا الطريق …. داك مشرع الشلال
) لو تجاوزنا خطأ هذا البيت كما أوردته في سابعا عاليه … لاحظوا أن العميد قد استبدل مفردة فارقت الطريق في النقطة (السادسة) بكلمة (فارقنا الطريق) في النقطة السابعة هذه
و الصحيح: يا زين الشباب يا طيب الاخلاق
يا رفيق الصديق و الناس علي الاطلاق
من ايدي الصناعة كم يبعد المعلاق
أنظر للطبيعة و مجد الخلاق
اما بقية المفردات التي حشرتها في هذا المقطع حشرا فهي لا تنتمي له والصحيح أنها جاءت كما يلي في القصيدة
شق حشا الطريق وأتيمم الحلال..زفنو الكلاب مانالن إلا علال
فاضلات ثواني قلال بينك……والغروب داك مشرع الشلال
* بعدين منو القاليك العبادي شرب من السعن؟ العبادي يتحدث عن حسان رآهن عند مشرع الشلال و المشرع هو المرفأ أو المنطقة من الشاطئ التي تنطلق منها المراكب، و غالبا ما يكون مكانا ممهدا يسمح بمرور الناس للشاطئ (يعني ما قيفة) ولا تحتاج كلمة (قيفة) لشرح
و الله المشاغل كتيرة ، و مافي زمن ذاتو نكتب حول هذا إلا أن ما كتبته لم يسعدني أبدا ، فكان لابد لي من ترك كل شئ و التدخل هنا ، فهذا تراث قومي لا يمكن تركه للعبث به ، وصراحة جذبني عنوان المقال و قد كنت امني النفس بقراءة شيقة له، و التشويق الذي قصدته هنا هو أن أطالع تحليلا فريدا من منظور مختلف تضف لمعلوماتي و لمعلومات السادة القراء الكثير مما لم نكن نعرفه أصلا ولم نطالعه في كتابات أساتذتنا مبارك المغربي أو معاوية حسن يسن الموثوقة حول تاريخ الغناء في السودان، ولكني – لسوء حظي – فوجئت بالكتابة غير الامينة وجرجرة تحليلا فطيرا حول هذه الاغنية، و أعتقد أن هذا هو الإضافة الوحيدة التي حدفها علينا سعادة العميد موسي عيس ، يا سعادة العميد، و الله من الله ما خلقني وقاعد اسمع في الاغنية دي ما شفت لي زول خرمجا جنس خرمجتك دي، حتي الشفع مغنيين الزمن دا إنسترو جزئيا فيها، و إليك بعض النصائح من هنا و لي قدام: إن الكتابة حول التراث أو التاريخ أو الظواهر أو أي شئ تتطلب أولا مرجعيات و معلومات من مصادر موثوقة لإستخلاص ما تريده منها، ثم تصنيف و ترتيب هذه المعلومات بصورة جيدة لتعرض بعد ذلك بلغة مفهومة و بترتيب منطقي وبطريقة سلسة يتم خلالها ربط المقدمات بالنتائج واستخلاص الجملة المراد إضاءتها أو القيمة المضافة التي استحقت منك الجلوس و سحب ورقة و قلم لتنفق زمنا لا بأس به في كتابتها ، وإن لم تستطع أن تفعل ذلك ، فإن ما تكتبه لن يساوي شيئا مقارنة بضياع بالزمن الذي ضاع من القراء نتيجة مطالعتهم أمثال هذه الكتابات و ما أكثرها هذه الايام
ياخي ده شنو ؟ لو شاف العبادي مقالك ده كان تفه في وشك
يا اخي الاغنية جميلة بس انت ما حافظ فيها حاجة حرام عليك
العيب ما منو من إدارة الراكوبة البتسمح لكل من هب ودب انو يسمم افكارنا زي العسكري ده واصلو نحنا لقينا شنو من العساكر في بلدنا غير البهدلة الله ينتقم منكم يا قبيلة العسكر السودانية ما شفنا منكم الا كل شر ودمار حتى تراث وثقافة البلد ما سلمت منكم