مقالات سياسية

من رمى اسرائيل في البحر… الى صديقي مناحيم بيغن

أسامة ضي النعيم محمد

رمي اسرائيل في البحرمن عبارات الرئيس جمال عبد الناصر ، انتهت العداوات والحروب بين مصر وإسرائيل عند منتجع كام ديفيد وعبارة السادات الشهيرة مخاطبا رئيس وزراء اسرائيل بعبارة (صديقي مناحيم بيغن)  ما زال صداها تردده صحائف التأريخ، هي تلك مصر الرسمية علي الاقل كما عرفناها في التأريخ الحديث بعد أن حكمها أبناء الفلاحين المصريين في أعقاب ثورة 1952م ، تبدأ بالخصومة الفاجرة وتنتهي مع اسرائيل بمصالح تجارية وخط لنقل الغاز ووعد بإيصال مياه النيل حلم اسرائيل العظيم.

هي مصر أيضا في السابق في تعاملها مع مشروعات الري التي تعتمد علي مياه النيل أينما كانت علي أنبوب مجراه الي حيث هي هبة النيل ، في العام 1913م قررت حكومة السودان تشييد خزان سنار وطلبت من الحكومة المصرية آنذاك ضمان القرض الخاص بإنشاء الخزان وقدره ثلاثة ملايين جنيه ، رفضت الحكومة المصرية تقديم الضمان فاتجهت حكومة السودان الي بريطانيا الشريك الثاني في الحكم حيث وافقت بريطانيا وأقر برلمانها ضمان القرض . لم تقف معارضة المشروع بل عمد بعض نواب البرلمان المصري لوضع عراقيل انشاء خزان سنار لري مشروع الجزيرة ، تحدث العضو أحمد حمدي سيف النصر  في جلسة 23/03/1924 قائلا : ( أنه تجري في السودان أعمال هامة كمشروعات الري ، فإذا تمت هذه المشروعات – والحال أنه يوجد بالسودان 14 مليون فدانا – فان مصر تكون بعد ذلك صحراء لا نبات فيها ) . وفي جلسة 13/04/1924م حول مشروعات الري جاءت عبارات عضو البرلمان المصري عبد الرحمن الرافعي كما يلي : ( وهل يري معالي الوزير بعد ما قطع كثير من المهندسين الاخصائيين بضرر هذه المشروعات علي مصر ، أن تؤلف لجنة من الفنيين لبحث هذا المشروع  وبيان أوجه نفعها أو ضررها لمصر واختيار أحسن المشروعات التي عرضت حتي الان لزيادة المياه لمصر ) . تلك حقائق مجردة من مضابط تأريخ مصر المدون  لبيان حب أبناء مصرلأم الدنيا وهبة النيل ولا لوم عليهم لتكون  عندهم مصر أولا ثم مصر أخيرا. 

مصر تدافع بذات القوة والعنفوان لإيقاف سد النهضة الاثيوبي ، الرئيس مرسي يهدد بالحرب وضرب السد ، الرئيس السيسي في تصريحات علنية وأخري مبطنة يهدد بالمحو من الوجود كل من يهدد أمن مصر وطبعا أمنها المائي لا يعلي عليه ، استعراض القوة يسيربها حماة النيل ومناورات قبلها من داخل العمق السوداني ، السودان ينيخ ظهره لتضرب مصرسد النهضة دبلوماسيا ثم عسكريا ان لزم الامر ، مصرتعتبرالاتحاد الافريقي  مجموعة مستعمرات قديمة وما تزال أشتاتا وهو ما حملها الي ركن شديد في عزوة مصر العربية لتنطلق معها وبها الي مجلس الامن ، عصا غليظة تتوكأ عليها لتهش بها  علي أثيوبيا ، تعاد الكرة من مجلس الامن الي الاتحاد الافريقي وربما تغير اللسان المصري وعندها سيحار التابع الذي أضاع الحوت من المكتل بعد أن قصمت مصر ظهرالسودان تدور به في المحافل الاقليمية والدولية. اللاموقف هو ما عليه السودان ، تارة  شرقا مع مصالحه لضمان كامل الاستفادة من حصته في مياه النيل وأخريات يغم عليه الشهر ويسير به سامح شكري شمالا وفي أخري لا يدري ويسير بلا اتجاه محدد، نسأل الله أن  لا ينتهي بنا الحال الي فقدان خزان الروصيرص بنيران مصرية صديقة.

أثيوبيا لا ينطلق لسانها فصاحة ومعبرا عن حاجاتها الاستراتيجية ، هي مجموعات سكانية من أعراق متباينة وعددية من الافواه التي تحتاج الي الاطعام هي الاضخم من بين الدول الثلاث ، صياغة حاجاتها في توفير أراضي زراعية أو بصورة أكثر دقة ضمان توفير مزارع لسد حاجاتها ، ذلك الاعلان يوفر أرضية تحاور ورافعة لجلب المنافع وتبادلها بين أثيوبيا ومصر والسودان والأخيرة يمكنها اضافة دولة جنوب السودان أثناء المحادثات في المعادلة ، أراض ومزارع في عمق دولتي السودان وجنوب السودان تتوفر لصالح أثيوبيا  ، نسخا لتجربة مصر في زراعة أراض سودانية ، مزارع هنا وهناك  في السودان الكبير تخدمها خبرات مصرية وعالمية تسد حاجة الشعوب الاثيوبية وتساهم في تماسك وحدة أقاليمها ، أثيوبيا الموحدة هي ضمان للأمن المائي المصري في قراءة بعين فاحصة تقفز الي نتائج عبر دروس التأريخ المصري في العداوات مع دول الجوار الي أن تنتهي منافعا متبادلة ويصدح السيسي بعبارة ( صديقي أبي أحمد) من علي منصات البيت الابيض عند توقيع الاتفاق النهائي لطي صفحة النزاع في سد النهضة وضمان حصة مصر من مياه النيل و وتضاف اليها ما عجز السودان عن استغلاله من حصصه القانونية  .

وتقبلوا أطيب تحياتي.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..