برامج الحكومة.. إعتقالات ومصادرات!!

بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالله مكاوي
يبدو ان حكومة الإنقاذ ليس لها جديد، او هي مجردة من الإبتكار والإبداع حتي علي مستوي تكرار أخطاءها وفشلها وجرائمها! وهذا إن دل علي شئ، فهو يدل علي أن هكذا نظام تعسفي ليس في وسعه، لا التعلم من تجاربه وإخفاقاته، ولا القدرة علي تفادي إعادة إنتاجها بطريقة إستنساخية! وتاليا هو ممتنع علي التغيير، ناهيك عن الإضافة الإيجابية او تحقيق الإنجاز علي أي مستوي مطلوب. بمعني، النظم الإستبدادية عبارة عن آليات ووسائل عمل او برمجة خاصة تعمل بصورة آلية، وتاليا هي فوق العقل والخيال والتصور، وهذا في حال لم تكن معادية للعقل والمعقولية بالضرورة! مما يعني أنها تجسيد اللامعقولية او الإعتباط في أبهي صوره. وبمعني اكثر وضوح، ما يحرك الأنظمة الإستبدادية هي غرائز دفاعية، وليست أنشطة ذهنية! والحال كذلك، هي ليست معنية بالعمران (ترقية الحضارة) وهو ما يميز النشاط الذهني، بقدر اعتناءها الهاجسي بالبقاء (رعاية الثبات)! الشئ الذي يحرضها علي تبني وسائل الحماية في كل حركاتها وسكناتها، وهو ما يتمظهر بجلاء في الإهتمام بالجيوش ومتعلقاتها والأمن ومتطلباته، والدخول في صراعات مفتوحة، تبرر حالة التعبئة او نمط الحياة العسكرية، كلغة وحيدة يتحدثها المستبدون او وعي يتيم يحكم تصرفاتهم، اي سيادة ما يمكن تسميته بثقافة الإستبداد او متلازمته! وقد ينعكس ايضا في الاهتمام بالمشاريع الضخمة بغض النظر عن الجدوي، وكذلك الاسراف في التماثيل او تخليد اسم المستبد في كل منشأة مهما كانت تافهة، وذلك علي حساب الاهتمام بالاولويات كمعاش وعلاج ..الخ من خدمات الشعب التي لايصدف ان تتدحرج لخط العدم. وهذا بالطبع علي الضد من ثقافة العمران وطابعها كالإهتمام بالفنون والإبداع وإنضباطها بالنظام والتخصص ومسؤولياتها تجاه ترقية الخدمات بصفة عامة، وهو ما يظهر بجلاء في ميلها للبناء والنماء وليس الهدم والفناء، وللتعايش والحوار وليس الصراع والاقتتال، والذي غالبا ما تُجبر عليه من جانب ارباب الإستبداد، لأنها تعلم كلفته علي منجزاتها. والحال كذلك، الاهتمام بوسائل الحماية كأولوية ترقي لدرجة الحصرية احيانا، لا يعكس بنية واعية او متحضرة، باي حال من الاحوال؟ وعليه الإستبداد في محصلته، حالة رجعية ومتخلفة بكل ما تحمله الكلمة من معني! وتاليا لا يُستغرب أن تكون أساليبه وحشية وممارساته همجية، وبما فيها إحتقار القانون وإنتهاكه بإستمرار، والذي لا يصدف أنه كتب بتوجيه من المستبد، ولكن يتم ذلك من خلال الوعي الإنتهازي، الذي يميز القدر القليل من الوعي الذي يتمتع به. بمعني، جوهر الوعي الإستبدادي هو التشوُّه وهذا في حال يكن الإنفصام، وهو ما يتبدي كما أسلفنا في تعديه علي ما يتعهد به من إلتزامات؟ وعموما التعدي فعل مبرر، ليس في سياق معياري مجرد، وهو ما لا يتاح له باي درجة، ولكن كضمانة للسيطرة وحيازة السلطة والنفوذ، اي إمتلاك القوة كحاجة نفسية بل وعملية يحتاجها دوما الضعفاء وغير الشرعيين. والمحصلة، ما يُري من مظاهر الدولة كالأجهزة والقوانين والمؤسسات..الخ هي في حقيقتها غطاء رقيق، يخفي داخله كمية من التوحش والهمجية يصعب تصورها او تحملها! لذلك اي تماس خشن مع تلك المظاهر الخداعة، يخدش ذاك الغطاء، وتاليا مواجهة العنف والتوحش والهمجية وجها لوجه. في هذا المعني، يصبح المزيد من العنف والتعدي هو دلالة علي المزيد من الضعف والخوف وليس العكس! وهو ما يفسر بدوره أن نهايتها بقدر ما تشهد من عنف مفرط، بقدر ما تكشف عن كم الضعف والخواء الذي يعشش بين جنباتها! في تأكيد لسيناريو منسأة سيدنا سليمان (نشر الخوف) التي تتكئ عليها.
إذا صح أعلاه، تصبح حملة إيقاف الصحف، وحمي إعتقال المعارضين والصحفيين، هما وجهان لعملة واحدة، عنوانها العريض هاجس الضعف وشدة الخوف. اي الخوف من كشف المستور (دور الصحافة) وإختبار حقيقة الضعف (مهمة المعارضة). وكما سبق واشرنا، إن هذه الإيقافات والإعتقالات ليست سياسة عارضة، ولكنها سيناريو متكرر، وتتزايد وتيرتها مع تزايد الأخطار علي الإنقاذ، أي مع إرتفاع نسبة أخطاءها وتعدد وتركب جرائمها. وهذا ما جعل البيئة التي تعمل فيها الصحافة ليست مواتية فحسب، ولكنها تحاكي الرقص علي الحبال لكي تستمر في الوجود والبقاء! والحال هكذا، اصبح افق العمل الصحفي محكوم بمزاج الأجهزة الأمنية، وهو بدوره مزاج لا يمكن التحكم به او توقع إتجاهاته، إلا فيما يعادي وجهة الصحافة الحقيقية! وهذا غير أن تدخلات الاجهزة الأمنية تعني فيما تعني، توافر عمل او موضوع لأجهزة عاطلة عن العمل مسبقا، بالقدر الذي تُمنح فيه عناصرها امتيازات اضافية، بقدر تضييقها علي الصحافة وإذلالها للصحفيين! وهذا ايضا غير ان الصحافة غير مرحب بها اساسا، إلا كابواق تحكي عن انجازات النظام الوهمية، او تبرر تسلطاته الهمجية. بمعني الاجهزة الامنية ليست رقيبة علي الصحافة والصحفيين، ولكنها في الحقيقة عدو لدود، لا يصدف انه يتمتع بسلطات مطلقة، وحصانات مضحكة في عبثيتها وجورها وتمهيدها الطريق للتعدي علي الصحافة والصحفيين.
هل ما ذكر اعلاه يحتاج لأدلة، لا اعتقد؟ ولكن بنظرة عاجلة علي تعامل الحكومة مع الصحافة، سواء من خلال سن القوانين المقيدة للعمل الصحفي، بل والمجرمة للصحافة والصحفيين احيانا، او من خلال عدم منحها المعلومات وهي كما نعلم المورد الاساس للعمل الصحفي، وهذا غير عدم الاعتراف بحق الإستقصاء والبحث، ناهيك عن السماح لها بكشف مواطن الفساد، بل حتي القدر القليل الذي تسمح بكشفه، نجدها لا تسمح بمتابعته حتي القضاء عليه او تضييق نطاقاته، وبما فيها متابعة محاكمة الفاسدين او إستنطاق المحاكم والقوانين والإجراءات عن اسباب تباطئها وتخاذلها، هذا من جانب، ومن الجانب الآخر إطلاق أجهزتها الأمنية عليها، كما سبق الإشارة، فهل بعد هذا نحتاج لدليل؟! وعموما في هكذا احوال يبرز سؤال، هل وجود صحافة لا تقوي علي حماية كيانها ومنتسبيها او الدفاع عن حقوقها ومصالحها، تقوي علي حماية الحقوق العامة او يتسني لها الدفاع عن المصلحة العامة؟! ولكن هل يعني هذا موت الصحافة في الداخل؟ فعليا نعم ولكن مظهريا او كما يحتاج النظام فلا! فوجود الصحافة حاجة ماسة لإكمال مظهرية النظام، أي لتأكيد مزاعمه الفارغة عن حرية الراي والتعبير والافراد والمؤسسات. وعليه، هذا الوجود محكوم بغياب مضمون العمل الصحفي، كنشاط نوعي يستهدف التوعية والتنوير والكشف، وذلك بالتزامن مع زيادة جرعات الخوف والتهويل والتعتيم والتسلية، وهو عين ما تجسده إنتشار صحف العنصرية والإثارة والرياضة (دون رياضة)! أي الصحافة اللاغية لدور الصحافة (او الصحافة المستقيلة بإستلاف تعبير الجابري). ولكن مرة أخري، هل يعني التعتيم والتضييق والحرب غير المعلنة علي الصحافة، عدم وجود إستثناءات تحفر بأظفارها الصخر، او تسير وسط حقول الالغام مجردة إلا من مبادئها، اي صحافة جريئة وصحفيون مشاغبون وكتاب شجعان؟ بل العكس هو ما يحدث، مما يؤكد علي الجرأة المتناهية للصحافة المجازفة او الإنتحارية، التي تصر علي الحضور والمحافظة علي دورها في الداخل، وهي تتحدي تحرشات الأجهزة الأمنية وتتقبل الخسائر المادية بروح رياضية. ونفس الشئ ينطبق علي الصحفيين الشجعان، الذين بيَّنت هذه التحديات والأصح التهديدات الأمنية المسلطة علي اقلامهم ورقابهم، صلابة معدنهم ووفاءهم لشرف المهنة والمسؤولية الوطنية في هذا المنعطف الحرج. وبكلمة مختصرة، الكتابة في الداخل هي قبل كل شئ، فعل مقاومة للبيئة الامنية المعادية للصحافة والصحفيين. وفي هذا الإتجاه، يجب ارسال صوت شكر وشد أزر وتعبير عن إعجاب بل وفخر، لأولئك النفر المصادم والقابض علي جمر القضية، من الناشرين والصحفيين، الذين ردوا الإعتبار ليس للصحافة الحقيقية، ولكن لكل المواطنين والتكوينات السياسية والمدنية والإجتماعية الاخري، وهم يثبتون بالدليل القاطع (بيان بالعمل بلغة العسكر) ان فعل المقاومة والصمود قائم الي زوال هذا النظام الباطش بإذن الله. وبما ان تحديد صحف او صحفيين بعينهم لتمثيل هذه الطائفة، عملية ليست صعبة، ولكن مخافة ظلم البعض وهم من الوفرة والإحترام بمكان، يجعل التحديد خيار غير مرغوب. ولكن مرة اخري ذلك لا يمنع الإشادة بالدكتور الطبيب سيد عبدالقادر قنات، ليس بوصفه في المعتقل، فهذا شرف لا يدانيه شرف، في ظل نظام لا يعادي ويعتقل ويحارب ويقتل إلا الشرفاء، ولكن لأنه ظل يداوم علي العمل الصحفي من مدخل الهم المهني والوطني العام، رغم انشغالاته المهنية. ويزداد هذا الإحترام في ظل سياسة تحرير الخدمات الصحية التي انتهجتها حكومة الانقاذ، بكل لامسؤولية جُبلت عليها، وبطريقة اثلجت صدر كثير من الاطباء الجشعين، الذين تحولوا الي راسمالية متورمة تصعب السيطرة عليها او كبح جماحها، أي إعادتها الي جادة الطريق الخدمي، لهكذ مهنة إنسانية، خاصة وسط مجتمع من البؤساء. لذا في ظل هذه الأوضاع المعاكسة، كونه يشمخ نموذج متجرد للمهنة والوطن والمواطن، مضحيا براحته والامتيازات المادية والإجتماعية من خلال التفرغ لمهنة تبيض ذهبا، شأن الراسمالية الطبية السالف ذكرها (الاطباء فقط او شريحة الطب من اجل الطب؟!) وهو عين ما يجسده دكتور سيد، فلعمري هذا ليس مصدر فخر له واسرته ومعارفه ومهنته، ولكن لنا جميعا كشركاء له في هذا الوطن الجريح. أما الجانب الآخر في شخص دكتور سيد الذي يميزه عن الآخرين، فهو يطل علي مهنة لصيقة الصلة بصحة وحياة المواطن، الشئ الذي مكنه من عكس همومها وهموم المواطن المتلقي لخدمتها من الداخل او عن قرب. فعبر سيد تكشف لنا ما يعانيه هذا القطاع من تردٍ واهمال، وعبر سيد عايشنا وضوح المطالب وشجاعة الصدع بالحق في وجه سلطة جائرة، مما يذكر بفطاحلة النقابين الذين منحوا النقابات هيبة ومكانة في سوح النضال الوطني. وعبره تعرفنا علي مساوئ وأخطاء كارثة كمأمون حميدة، وعبره لم نر للتعصب مكان ولكن راينا الموضوعية تحتل كل مكان، وعبر سيد وصحبه الكرام، شعرنا فعليا ان مستقبل المهنة والوطن بخير، طالما يحمل همها/همه هؤلاء الرجال/النساء العظام. وبما أن سيد علمنا وتعلمنا منه الكثير، فهذا ما يستوجب الوفاء لأهل العطاء، وتاليا ليس وقوف القطاع الصحي ممثل في لجنة الأطباء السودانية المركزية بجانبه وغيره من الأطباء، ولكن كل الناشطين في المجال الوطني العام بمختلف توجهاتهم وخلفياتهم، اي بما يوازي تمدد جهوده واهتماماته في كل فضاء الوطن عابرا المهنة والإنتماءات الضيقة. وهو ما يبرر مرة اخري مطالبة لجنة الاطباء المركزية، بنزع رداء الهموم والمطالب المهنية الضيقة، والانفتاح علي الهموم والمطالب الوطنية بمعناها العريض، علي اعتبارها الطريق الوحيد ليس لخلاص سيد وغيره من الاطباء والمهن الصحية، ولكن لخلاص الوطن من عصبة الانقاذ الفاسدة، كعقبة كأدا امام اي معالجة جذرية وسليمة لمشاكل الوطن ككل. واخيرا صبرا دكتور سيد وكافة المعتقلين، إن موعدنا الصبح وفجر الحرية، وهو ما لاحت تباشيره من عمق الضيق وشدة الظلام.
وفي ذات السياق نجد البيئة الإستبدادية غير مواتية للفعل المعارض الجاد، وكل كيان او تنظيم او فرد، يحاول الخروج عن النص، إلا ويجد نفسه وقد زُج به في غياهب المعتقلات، دون حتي محاكمات صورية! الشئ الذي يدل علي أن ما يسمي دستور يزين جيد نظام ويجمل مظهره، ما هو إلا قلادة مزيفة او خرقة بالية لتغطية عورات النظام، ولكنه لا يقوي علي تحمل أضعف إختبار يقترفه معارضون شجعان، آلوا علي انفسهم عدم الركون لاكاذيب وارهاب النظام. أي كحال الصحافة، المعارضة كذلك غير مرغوب تواجدها، كفعل فاضح لنواقص وعيوب النظام، او كمطلب شرعي للوصول الي السلطة بوسيلة سلمية وشرعية! وتاليا ما يحلم والأصح ما يعمل من اجله النظام، هو صناعة او وجود معارضة ديكورية، لا يصدف ان بعض المعارضين تتوافر فيهم خصال (المعارضة المخنثة) او (المعارض المحلل بالمعني الديني للتحليل) إذا جاز التعبير، والذين يقوم دورهم علي اعطاء شرعية غير مستحقة، أي عطاء من لا يملك لمن لا يستحق؟ وهم اصلا لا يحتاجون للوصف او مجرد الذكر، لانهم بسيماءهم واقوالهم ومشاركاتهم وتبريراتهم تعرفونهم؟! وايضا كحال الصحافة، تبرز قيادات وتنظيمات عودتنا طوال الفترة الماضية علي الثبات والصمود، وتحمل اكلاف المعارضة الجادة، في هذه الأجواء المدلهمة بالظلام والضباب والملبدة بالإرهاب والمفخخة بالاجهزة والمضايقات الامنية، من كافة الصنوف والالوان والممارسات اللاقانونية. ولكن رغم ذلك، اجدني ضد الدعوات المعلنة عن التجمع في مكان وزمان محدد، لإعلان الاحتجاج ضد هكذا نظام قمعي! حتي وإن كان من روادها زعيم بمكانة المرحوم نقد، الذي حضر ولم يجد احد في واحدة من تلك الدعوات ( ومكانة نقد المستحقة، ترفعه لواحد من الفلتات التي لن تتكرر كثيرا، سواء علي مستوي بساطة التعامل او وضوح الفكرة والرؤية او الإلتزام مع المرونة). والمقصود، إن مثل هذه الدعوات تفتقد عنصر المفاجأة من ناحية، ومن ناحية اخري، فإن تلبيتها تعني صيدا سهلة لاجهزة الامن، وعدم تلبيتها تعني مزيد من الإحباط وزيادة جرعات الخوف لدي الجماهير. فمثل هذه الدعوات ولو ان تلبيتها تحمل قدر لا يستهان به من الشجاعة، إلا ان ما ينقصها هو الحكمة السياسية، وهذه لعمري ما لا يمكن الإستهانة بها او التقليل من قدرها. أما الدعوات العامة للمقاومة كالإعتصامات والعصيان المدني، فهذه ما يجوز فيها الاعلان منذ وقت مبكر، والسبب ان ما يغطي علي غياب عنصر المفاجأة، هو الكثرة الكاثرة من الجماهير. اي طوفان او تلاحم الجماهير لا يحتاج للإختباء او اخذ اجهزة الامن علي حين غرة، بل الأصح هو معني بمواجهتها او مكاشفتها في وضح النهار. وهو ما يجعل فعل الاعتصام او العصيان في هكذا ظروف ماثلة، هو المفضل لاعتبارات كثيرة. ولكن اهمها انه يجعل الجماهير صاحبة الحق في تشكيل المستقبل، حتي وإن تلاعب بهذا الحق بعض الانتهازية السياسية، او لم تتعامل الطبقة السياسية بمسؤولية يستوجبها هذا الاستحقاق! او قد يرجع السبب للجماهير ذاتها سواء بالتفريط في مكاسبها او إستعجال حصاد الآمال العريضة (المفترض ان يعقب خراب الديكتاتوريات إعادة بناء وليس حصاد، ولكن ذلك لا يمنع المراقبة والحذر من قبل الجماهير!) او بالثقة العمياء في الطبقة السياسية او بالصمت او التأييد او عدم التصدي المبكر للانقلابات. ولكن بخصوص الإعتصام او سلاح العصيان المدني، نقدم إقتراح متواضع، لحمته وسداته تدور حول ان غاية سلاح العصيان هي التضامن او التلاحم الشعبي، او اللحظة التي تشكل فيها الكتلة الجماهيرية كيان واحد، يتحدث ويحس ويحلم، بذات اللسان والإحساس والحلم والهم العام، أما ما بعد تلك اللحظة فهو تحصيل حاصل! بمعني إن قوة لحظة التلاحم، قادرة علي إنتاج طاقة لها القدرة ليس علي إزاحة طغمة فاسدة كالإنقاذ، ولكن إجبار الزمان علي التوقف والقدر علي الإستجابة لتطلعات الجماهير! وتاليا المقصود، ليس مدة الإعتصام او اسلوب العصيان، بقدر ما المقصود القبض علي لحظة التلاحم او تكثيف وتجميع طاقة الجماهير الموصوفة اعلاه. وإذا صح ما سبق فهو يبرر لطرح الفكرة، والتي تقوم ببساطة علي تحديد يوم له رمزية في الذاكرة الوطنية، وبعد مضي ايام ك( 21 اكتوبر و 25 ابريل) كايام مفصلية في المواجهات الجماهيرية وأخذها اقدارها بيدها، لم يتبقَ امامنا في مقبل الايام سوي يوم 19 ديسمبر برمزيته البرلمانية الإستقلالية، او غيره من الايام المشابهة إذا ما تعذر هذا اليوم لأيٍ كان. والمطلوب لبناء لحظة التضامن في هذا اليوم، هو تحديد مجرد ربع ساعة، وبالضبط من الساعة التاسعة حتي التاسعة والربع بالتوقيت المحلي! والمطلوب مرة اخري في هذه الربع ساعة، هو توقف كل العربات ووسائل الحركة العاملة في كل انحاء البلاد، علي ان يرافق هذا التوقف تشغيل ابواق السيارات وهي تصدح بموسيقي اغنية اصبح الصبح لوردي/الفيتوري، وعلي ان يرافقه ايضا توقف المارة وترديد ذات الاغنية، وهو ما ينطبق علي طلاب الجامعات سواء داخل قاعات الدرس او حرم الجامعة، وهو ما يشمل الموظفون والعمال وربات البيوت، وليست وسيلة التعبير ضرورية في هذه الفئات الاخيرة، إذا كان الخوف طابعهم في هذه الدوواين الحكومية، ولكن ما هو ضروري هو عيش اللحظة والمساهمة فيها ولو بالقلب وذلك اضعف الوان المقاومة لو يعلمون؟! اي المسألة شبيهة بترديد الفرق الرياضية للنشيد الوطني في المحافل الرياضية الدولية. والحال كذلك، ليس هنالك أهم من مباراة الخلاص الوطني وبمشاركة كافة قطاعات الشعب. أي المطلوب فقط هو لحظة التحوُّل من معارضة المواطن السلبية (الاحباط/النقة) الي المعارضة الايجابية (تقديم جهد وفعل ظاهر) مهما كان صغيرا، إلا أنه عندما يضاف الي جهود اخري وفي لحظة واحدة، فهذا لهو الطوفان عينه، والقادر بدوره علي دك كافة الحصون وتدمير كل المتاريس، التي يتواري خلفها او يحتمي بها الطغاة بكل مخازيهم؟! بمعني اوضح، القبض علي هكذا لحظة يمكن اعادتها اولا وتوظيفها ثانيا، ليس لتحصيل مكاسب تكتيكية او مطالب عادية، ولكن لإنجاز الهدف الاستراتيجي، وهو زوال هذا النظام الرجعي الي غير رجعة. أي تحويل ثقافة الضجر والملل الي فعل ملموس علي ارض الواقع، في شكل رفع كرت احمر لنظام الانقاذ! أي قول لا واضحة وقاطعة، للفساد والعفن والارهاب ومصادرة كافة الحقوق. في هذا الاتجاه نقول، إن تراكم الاوساخ وانتشار القاذورات وتردي البيئة، ليست في شوارع العاصمة او السوق الشعبي، كما نقلها العائد من الوطن الأستاذ ابراهيم سليمان فقط، ولكنها قبل ذلك تطاول منظومة الانقاذ، كمنهج حكم واساليب عمل وسلوك افراد؟ أي الانقاذ في خلاصتها النهائية، هي بركة آسنة لتجمع الاوساخ والعفن والتحلل؟ وهو ما يستدعي إزالتها لنظافة الوطن، من مسببات الامراض وتوطن الاوبئة وكل متعلقات الفساد والانحطاط، مع وضع وكافة الاحتياطات لمنع عودتها باي شكل كان. وهذا ما يساعد بدوره علي وضوح الاهداف الآنية والرؤي المستقبلية. أما اسلوب إدارة الحراك او كيفية ترتيب البيت من الداخل، فهذا متروك للقوي المدنية الناشطة في المجال العام، وذلك بالتنسيق المحكم مع قوي المعارضة، وكذلك بعد إجراء مراجعات جذرية لأسباب الإخفاقات الماضية، وكيفية تلافيها في ظل الظروف الحاكمة للحظة الراهنة. أي المطلوب عدم الإنشغال باللوم واللوم المضاد، او القتال علي الكيكة قبل انجاز الواجب الأساس؟ والسبب ان استمرار اسوأ جريمة عصرية، بل وآثارها اعصارية جعلت الدولة والمجتمع كالرميم، اي كارثة بحجم الانقاذ، لهي دليل إدانة للجميع! وتاليا، اي تنافس او صراع لا يواجه او يتوجه لهذه الواقعة الفاقعة، مؤكد انه يدور بين السئ والأسوأ، وليس الافضل بحال من الاحوال. ولإنجاح المقاصد لا بديل عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، سواء في طرح المبادرات او في التنظيم واختيار القيادات واساليب العمل، علي ان يتم ذلك بالتوازن بين المواطنين في الداخل والخارج، وإشراكهم جميعا في كل الخطوات، وكل حسب مقدرته وعطاءه وظروفه الخاصة، ولا يكلف الوطن نفسا إلا القناعة بالديمقراطية وحقوق الانسان وإلتزام رعاية المصلحة العامة.
ويسعدني في هذا المقام الإشادة بالدكتور النور حمد علي عظيم بلاءه، وهو يقوم بعمليات الحفر العميق او تتبع جذور الثقافة الرعوية في مظانها الغائرة في رحم التاريخ، وما تركته من آثار تعويقية سواء علي مستوي التحرر من ربقة التخلف والتراجع او صعوبة الانخراط في زمان الحداثة بكل منجزاتها الحضارية. ومكمن الاعجاب يجسده إستخدام الادوات والمناهج العلمية وقوة الملاحظة في تتبع الظاهرة، والرصانة في اسلوب التقديم والعرض، وكذلك الصرامة كباحث مدقق ينأي بنفسه عن الخوف او المجاملة. علي اعتبار انه لم يقعد بنا عن ملاحقة التطور، او يضعف ثقتنا بانفسنا وثقافتنا وعطاءنا الانساني، طوال وجودنا داخل هذه الرقعة الجغرافية، أكثر من الطبطبة وخداع الذات والالتفاف علي الوضوح والصراحة، والخوف المرضي من النقد، كانعكاس لتضخم مفهوم الخطأ والعيب في (أنانا الفردية والجماعية) المتضخمة بدورها! وهي عموما لم تسلم من مبضعه كجراح ماهر يستقصي علل هذه الثقافة العليلة. ولكن هذا لا يمنع ايراد ملاحظة نعتقدها جوهرية، وهي تدور حول ان الانسان بوصفه كائن معقد او مركب، تتحكم فيه ظروف ذاتية (خاصة) وموضوعية (بيئية/عامة)، يصعب إدراج علله جميعا داخل حقل واحد او نسبتها لعامل مفرد، حتي وإن كان له مركز الثقل في التأثير كالثقافة ونحوها؟ ويحضرني في هذا السياق، ما نسب لدوركهايم في تقسيم العمل الاجتماعي، وخصوصا تناوله ما يطلق عليه، النمط الآلي من المجتمعات الانسانية، والذي صفاته ومظاهره تتشارك وهذا في حال لم تتطابق، مع المجتمع الرعوي او السلوك الرعوي كما اشار له الدكتور النور حمد بصدق. ولكن عندما نعلم ان مضمون تقسيم العمل الاجتماعي، يتمحور حول الاقتصاد بشكل اساس، فهذا بدوره يعني ان عامل الاقتصاد يلعب دور كبير في تشكيل السلوك كاحد روافد الثقافة او انعكاساتها، او بصفة عامة يتداخل في تكوين كيان الفرد (الذاتي) وتاليا ردة فعله تجاه المؤثرات الخارجية (البيئة العامة). ونفس الشئ يمكن ان يقال عن عوالم النفس والدين والجغرافية والظروف التاريخية..الخ. وهذا بدوره يحيل الي امرين هامين؟ فمن ناحية، إدراج الكائن الانساني داخل تفسير واحد، لا يتنافي مع طبيعة التعقيد التي تكتنف الشرط الانساني دون فكاكا فقط، ولكنه للاسف يقود للتبسيط المخل، وتاليا الدخول في دوامة الدوغمائية كالايديولوجية الاسلاموية من جهة، او الشوفينية العرقية والجهوية وغيرها من جهة مقابلة! وبكل ما تحمله هذه الإبتسارات او الانغلاقات من كوارث معنوية ومادية لا قرار لها. وهو ما يستدعي التخلي عن المنهج اليقيني إذا جاز التعبير، في التعامل مع الشرط الانساني، بطابعه المتقلب والمتفلت علي السيطرة والتأطير داخل اي إطار محدد! وإذا صح ذلك، يصح لمقاربة الظاهرة الانسانية، تبني المنهج الظني، المفتوح بدوره الاحتمالات، اي علي التراكم والاضافة والتبدل والتغير بل القابلية للنفي والازاحة! وتاليا اتاحة المجال أمام حرية الحركة في التناول باي كيفية، شريطة التقيد بروح العلمية وانضباطها. وبكلمة واحدة، ان يتم التعاطي مع اللحظة الراهنة في سبيل وعيها ومعرفتها من اجل تحريرها وتحسينها، وان يترك المستقبل البعيد لممكناته الاجدر علي التعامل مع مطلوباته. وهذا في حال لم تحدث انتكاسات حضارية كالظاهرة الداعشية والترامبية، لا تعيد عقارب الساعة الي الوراء فقط، ولكنها ببساطة تعني إعادة النظر في ادوات التحليل والمعرفة والتنبؤ التي عجزت عن الإحاطة بهذه الظواهر، وتاليا إبطال مفاعيل عملها مبكرا؟ وعموما هي بدورها تؤكد مرة اخري، علي تعقيد حقيقة ما يسمي كائن انساني، وإستعصاء قول شئ فصل بشأنه؟!
اما من الناحية الاخري، فما يقوم به دكتور النور، هو في حقيقته جهد مؤسسة تتكامل ادورارها وتخصصاتها، ولو ان ذلك لا ينفي دور الفرد، بل علي العكس فهو يكسب هذا الدور تأثير اعظم من خلال انتظامه داخل رؤية اعمق وامكانيات اوسع وبرامج طموح، للإستفادة والافادة. بمعني آخر، يحمد للدكتور النور انه القي بحجر ضخم في بركة الثقافة والفكر والبحث الراكدة، خاصة وهو ينوي تأطير هذا العمل الرائع في كتاب يتناول القضية بصورة اوسع، وهذا يكفيه وزيادة. ولكن ما اقصده هو مشاركة مختصين من كل المجالات، وبالاخص جيل دكتور النور، في هذا الجهد، كل في حدود امكاناته وجهوده وما تتاح له من ادوات مساهمة. ولا يستدعي ذلك حشرهم جميعا في غرفة واحدة او مركز بحث واحد او فكرة واحدة! ولكن المشاركة وتقديم المساهمات يمكن ان تتم من كل اصقاع الارض. والحال كذلك، ما نحتاجه هو مركز للتنسيق وتحديد الأهداف، والتي بدورها تدور حول تتبع اسباب العلل التي اقعدت بالدولة والمجتمع السوداني عن النهوض، وتاليا بناء مشروع وطني للنهوض بالدولة والمجتمع السوداني، بكل جوانبه السياسية والاقتصادية..الخ وهذا هو المقصود تحديدا، بصب جهود الفرد داخل مؤسسة او منظومة تعظم من جهد الفرد والمجموعة، والاهم تستهدف قضية عامة من الحساسية بمكان، كقضية مشروع النهوض. والذي بدوره يخدم فيما يخدم القوي المعارضة، وذلك بمنحها قضية محورية تلتف حولها، بقدر ما يجعل لمعارضتها مضمون او وجهة لا تمنحها المشروعية فقط، ولكنها تجعلها تتخطي اسلوب المعارضة التقليدية، بالتركيز علي اخطاء وسلبيات النظام، الي ايجاد البديل الافضل؟ وذلك بالقدر الذي يعطي اي هبة جماهيرية او ثورة تغييرية ملامحها الواضحة ومضمونها العملي، اي يوفر لها الماعون الذي يستوعب شعاراتها او الهيكل الذي ينظم ويضبط سيولتها وهشاشتها ويمنعها من التفلت والانفلات! وتاليا يعوض تضحياتها وجهودها ويحميها الوقوع في فخ الفراغ، ومترتباته من عودة القوي الظلامية، من فلول وسدنة النظم الاستبدادية والارزقية الي الوجهة والسلطة، وتاليا إعادة إنتاج المفاسد والكوارث من جديد، وكأنك يا ابوزيد ما غازيت، وهو عين ماخبرناه في ثورتي اكتوبر وابريل في الداخل، وثورات الربيع في الجوار الاقليمي؟!
أما اهمية هذه الجهود لتلك النخب المختارة تحديدا، فهي من ناحية تمثل رد عملي علي تجاوز حالة الفشل المزمنة التي طاولت التجربة السياسية السودانية منذ الاستقلال بل وما قبله! ومن ناحية اخري، كرد جميل للشعب الذي اعطي تلك الاجيال كل شئ، ولكنه للاسف لم يجنِ شيئا ذا جدوي (اي جيل لم يبيت القوي او يخمس كباية الشاي والسيجارة او يتسلط علي رقبته سيف الفصل بسبب الاعسار منذ دخوله الجامعة بصعوبة حتي تخرجه منها باعجوبة، وهذا للمحظوظ بالطبع الذي لم يتسرب من شقوق المطلوبات التعجيزية، في كل المراحل التعليمية! أي جيل كان ضحية للنخب السودانية بصفة عامة، والتدمير الممنهج لنخبة الانقاذ علي وجه الخصوص! وهو الجيل الذي تجرع العملية التعليمية كطعم الدواء المر، وعاش الحياة بما يشبه الفناء! بدلا من ان يجد البيئة التعليمة مهيئة بصورة جيدة، تساعد علي العلم والتعلم، دون نسيان مطالب مرحلة الشباب او حقها في اللهو والترفيه والتمتع بمباهج الحياة. آل هي لله آل، الله يحشركم في الدرك الاسفل من الجحيم!)
آخر الكلام
أعتقد ان ما ينقصنا لانجاز مشروع التحرر من قبضة رباطة الانقاذ، فقط هي المبادرة المنظمة، والقائمة علي ركيزتين، أولهما قابليتها جذب المواطن علي المشاركة. وثانيهما، امتلاك الارادة او طاقة الاستمرارية حتي انجاز المهمة. وإذا صح ذلك، فهذا يعني إنصباب الجهود المعارضة في ذات الاتجاه. خصوصا بعد ان ثبت بالدليل القاطع ان هكذا نظام محتال عديمة الذمة والعهد، لا يجدي معه حوار ولا يحزنون، وهو مسبقا يفتقد وعي الحوار او ثقافة التحاور لانه في خصومة ابدبة مع وعي الحضارة وروح التحضر، وتاليا ليس امامه ما يقدمه للوطن والمواطن سوي الفشل السياسي والتردي الاقتصادي والتفكك الاجتماعي، وصولا لتهديد بقاء الدولة وتعريض سلامة المواطن للخطر. بما يعني وجود نظام شيطاني كالانقاذ يشكل محنة، ولكن استمراره هو الكارثة عينها. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبما ان المقام مقام تناول رموز وطنية صالحة، لا تكتمل وطنية الفرد إلا بمنحها من تستحقه من تقدير واحترام، ولشدة ما تزداد الحاجة لذكرها والتأسي بسيرتها وافضالها، مع غياب او ندرة القدوة الصالحة، والوطن نفسه تنتهك حرمته وتستباح كرامة مواطنيه، علي يد عصبة لصوصية لا تنضبط حتي باخلاق اللصوص رغم تدني منسوبها، أي لصوصية الانقاذ فريدة من نوعها وغير مسبوقة في فجورها، او هي ما بعد اللصوصية والنهب والفساد والفجور بمراحل؟ والفريق المأفون طه عثمان مجرد نموذج بسيط، لتهتكها الانساني وفسوقها الوطني وإبتذالها السلطاني؟! ولكن ما لنا وتكدير انفسنا بذكر هذه الامساخ، ونحن في حضرة من نهوي وعبث الاشواق والرقص دون سيقان علي ايقاعات الفيتوري، ومصدر الفرح يتضاعف عندما يمر بمحنة يتعافي منها، كبارقة امل علي وعد بخلاص وطن، لا يصدف ان محنه أشدَّ وطأة، مما يعني أن خلاصه اعمق فرحة وارحب سعة والاهم أنه اقرب الينا من حبل الوريد!
دكتور حيدر المجد عوفي إذا عوفيت والقلم، وزال عنك الي الإنقاذيين والمستبدين والفاسدين الالم والمحن والمصائب تباعا. ودمتم في رعاية الله.
برامج الحكومة.. إعتقالات ومصادرات!!
[email][email protected][/email]
أما اسلوب إدارة الحراك او كيفية ترتيب البيت من الداخل، فهذا متروك للقوي المدنية الناشطة في المجال العام، وذلك بالتنسيق المحكم مع قوي المعارضة،
كفيت ووفيت، تبقى هذه المشكلة وبيت القصيد
لا سيادة ولا بيوت كهنوتية
حسنا
الان كل من الشعب السوداني وحكومة المؤتمر الوطني باتا يفهمان بعضهما فهما عميقا جدا حتى ان المعركة اصبحت مفتوحة بين العدوين اللدودين الشعب السوداني بوصفه المعارضة المباشرة وحزب المؤتمر الوطني بوصفه الحزب الحاكم والمهيمن والشعب يتسلح بارادته وامتلاكه للوطن وحزب المؤتمر بوصفه سارق للسلطة والمال العام وفي يده السلاح فيقتل ويعتقل ويبطش كيفما شاء واراد حتى انه لا يطيق ان يسمع صوت عدوه الشعب ابدا فيقهرة ويعتقل من يناصره ويغلق الصحف التى تميل للشعب ويقوم بتجويع الشعب وحرمانه من جرعة الدواء والعلاج ويتاجر في التعليم والدواء وكل واي شئ على ظهر السودان يعتبرونها غنيمة ساقها الله اليهم فيعيشون حياة الترف والبذخ في القصور والفلل وامهم ارتال من السيارات الفاخرة وتجري الاموال في ايديهم وتلك قسمة ضيزى
واخيرا يبدو ان الشعب قد اخذ الامر بجدية ويعمل لحسم معركته الاخيرة ضد عدوه اللدود المؤتمر الوطني وقد تبدا المعركة الحقيقية في يوم الاحد 27 /11/2016م سواء نجح الاعتصام ام لم ينجح ولكن يبدو ان الشعب قد اخذ الامور بجدية وحتما سيلي ذلك ما يليه
الشعب يريد اسقاط النظام
التنفيذ لا التخاذل
كرر تحدث عن رجال كالاسود الضاريه
من مدرسة الامام المهدى نقول لهم انتم براثن الانجليز
من مدرسة الام المهدى بالنيم وسيوف العشر حناجرنا يا حثالة المجتمع
من مدرسة الامام لن نخشي البطش والاعتقال نحن أبا شيكان نحن خليفة المهدى
من مدرسة الامام المهدى العسكريه معنا أولادنا الميامين العسكرين
من مدرسة الامام المهدى نقول اذا الشعب يومااراد الحياة لابد الغيب ان ينكسر
البلد دا لو ولع والله يلحق ليبيا والعراق لانو في نعرات عجيبة ودفينه
بمناسبة يوم العصيان المدنى ، وللتذكير فقط :
أعطوا الشعب السوداني فرصة.. ليحكمه غيركم.. هل في هذا كفر؟
نصيحة.. يوم القيامة عند ساعة الحساب.. لا تقف في طابور فيه أحد المسؤولين فسيطول انتظارك.. ففواتيرهم مُثقلة بعذابات الشعب السوداني المكلوم في وطنه..
وحتى لا يَقول سَادتنا الحكام إنّهم ما كانوا يعلمون.. أقولها لهم بكُل صدقٍ.. أبواب البيوت المُغلقة تخفي وراءها فَواجع أليمة.. الذين تنازلوا عن الطعام والماء والكهرباء والتعليم.. اكتشفوا أنّه مَطلوبٌ منهم – هذه المرّة – التنازل عن الدواء.. مقاومة المرض بـ “القرض” وما تيسّر من البدائل الشعبية.. فالدواء صارَ سلعةً كمالية لمن استطاع إليها سبيلاً.. فهل صدر حكمٌ بإعدام الشعب السوداني بالموت صبراً؟ بعد أن وصلت أسعار الدواء أبواب (أنت السماء بدت لنا.. واستعصمت بالبُعد عنَّا) فأصبح الدواء الوحيد المتوفر ومجاناً.. هو الموت!.. وفي صمت.
ومع ذلك؛ الأزمة ليست في الدواء وحده.. بل وليست في الاقتصاد من الأصل.. هي أزمة سياسية لا يُمكن الخُروج من نفقها إلاّ بمُخاطبتها بصورة مُباشرة لا تحتمل اللف والدوران..
خلاصات مؤتمر الحوار الوطني التي بين أيدينا لن تحل المشكلة… تعيين (رئيس وزراء) هو مُجرّد بند صرف جديد في فاتورة جديدة.. مُضاعفة عدد النواب هو مجرد زحام أرقام.. فـ “العقيدة البرلمانية” عندنا لا تزال قائمةً على تماهي لا فصل السلطات.. فما الذي ننتظره ونتعشّم أن يستفتح لنا فتحاً يخرجنا من الأزمة التي نختنق في نفقها..
بمجرد ظُهور نتيجة الاستفتاء باختيار الشعب البريطاني الخُروج عن الاتحاد الأوروبي.. أعْلن رئيس الوزراء “ديفيد كاميرون” استقالته دون أن يطلب منه أحد فعل ذلك.. ودون أن تكون لنتيجة الاستفتاء علاقة بمصيره في المنصب.. لكنه أراد أن يقول إن الوضع الجديد يستلزم عقلية جديدة تلائمه.. الآن بعد (28) عاماً، ألم يحن الأوان ليرتاح القادة من رهق حُكمِنا المتعب؟ ألا نستحق أن نُجرِّب عقلية ومنهج تفكير جديد؟ أليس في السودان خيارات أخرى تُفكِّر بطريقة مُختلفة؟ عسى ولعل تهتدي لمُستقبل مُختلف..
لماذا نحن مرهونون لفكرة واحدة وعقلية واحدة؟
صدِّقوني الأزمة ليست أزمة دواء ولا اقتصاد ولا يحزنون.. هي أزمة سياسية بامتياز.. ولن تُحل إلاّ بالسياسة..!!
حزب المؤتمر الوطني الحاكم يُكابد حالة مرضية عسيرة اسمها (صورية المؤسسات).. يُخادع نفسه بأنّه يدير البلاد بعقلية مؤسسية فارة على استلهام الحكمة من خلاصات العقول الراشدة.. لكنه في الحقيقة حزب مغلق على نفسه.. لا يدير البلاد خبرة (28) سنة.. بل بتكرار أخطائه (28) سنة.. غير قادر على الخروج من جلبابه وشح نفسه.. ولا أتصوّر أنّه مهما أُوتي من قوة مالية وعضلاتية قادرٌ على صناعة مُستقبل أفضل للشعب السوداني.. طالما هو هو.. غير قادر على (التغيير) ومُواكبة مطلوبات الزمن والعصر..
أعطوا الشعب السوداني فرصة.. ليحكمه غيركم.. هل في هذا كفر؟
التيار
عثمان ميرغنى .
نصيحه للشعب السوداني البطل
الذين يحرضون علي العصيان والمظاهرات
هدفهم الكراسي والسلطه
وثمنها هو دمك وروحك
لا تتحمس ولا تنغش بالمنشورات الكاذبه
خليك عاقل
وانظر حولك للشعارات التي كان يتغني بها شعب سوريا
وشعارات التي تراقص بها المصرين
والاناشيد التي كان يرددها شعب ليبيا
الان مصر تتمني عهد مبارك الظالم
وسوريا التي تتمني ان ترجع مائه عام للخلف
وليبيا تبكي علي الغذافي الظالم
هل كنت تتوقع ان يأتي سوري يتسول في السودان نسأل الله ان يفرج عليهم
خليك عاقل
وتذكر ان الغرب ينتظر الفوضي في السودان ليتدخل بحجة حقوق الانسان
والناس البحرضوا فيك بكره لمن تشوف
قصف الطيران بقتل امك وزوجتك
بتعض اصابع الندم وما بنفع
الاسعار غاليه صاح
والدواء غالي
والمواصلات مافي
بعد تخرج علي الحاكم
بتفقد تاني اهم سلعه الامن
الامن
الامن
#مواطن خائف على بلده#
📋📕 في السليم 📕📋
🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩
☄ العصيان☄
– سامع بأنه يوم غدآ كل الشعب السوداني في عصيان تام لكن ياجماعه القائد منو؟
– اها ياناس الأحزاب المعارضه ده مايوم النضال والتضحيه وين اختفيتوا!!!!!!
– الأحزاب المعارضه…..
– معارضين في الإعلام بس والأيام دي كمان إلا في الواتساب والفيس وهو أضعف الاعلام.
☄ديل مامعارضين مايغشوكم… بتاعين مصالح شخصيه بس.
☄كده من هسي ياتو جهه او حزب وراء هذا العصيان؟
– عشان بكره لو العصيان نجح مايظهروا الفي لندن ولا الفي فرنسا ولاإسرائل يقول نحن من دعمنا وقدنا العصيان.
☄ لو انت معارض خليك واضح وظاهر ضحي طال ما انت عمرك معارض.
☄ دي ايامكم إما أثبتوا معارضين بحق وحقيقه او ظهرت حقيقتكم بأنكم بتاعين مصالح شخصيه.
☄كميه من الأحزاب في السودان كلهم حشوا ساكت وأغلبهم إتعلموا الشغل من المؤتمر الوطني.
☄طبعآ اي حزبه له وعليه…..
– الحزب الحاكم كان العصيان نجح يستحق الشكر وكان فشل يستحق التهنئة.
☄ في ناس حيقولوا لي نشكره علي شنو؟
علي استقرار الأمن والجسور دي نعمه من الله.
– الزوى قالوا كان ابيتو خاف الله فوقه.
☄جرعه توعيه
– تواضع عند النصر… وابتسم عند الهزيمه.
☄ العصيان ميعاده بكره….
– وعشان نعرفوا القائدين للشعب…….. انابقترح ليهم في الساحه الخضراء الليله حقوا يجيبوا الفنان الشاب حسين الصادق يردد اغنيه… مايبقي كلام ساكت بتقال… أثبت لي إنه العصيان قوه العصيان سوي في اي مكااااااااااان مايبقي كلام ساكت واتساب.
☄انا وطني سوداني
بمناسبة يوم العصيان المدنى ، وللتذكير فقط :
أعطوا الشعب السوداني فرصة.. ليحكمه غيركم.. هل في هذا كفر؟
نصيحة.. يوم القيامة عند ساعة الحساب.. لا تقف في طابور فيه أحد المسؤولين فسيطول انتظارك.. ففواتيرهم مُثقلة بعذابات الشعب السوداني المكلوم في وطنه..
وحتى لا يَقول سَادتنا الحكام إنّهم ما كانوا يعلمون.. أقولها لهم بكُل صدقٍ.. أبواب البيوت المُغلقة تخفي وراءها فَواجع أليمة.. الذين تنازلوا عن الطعام والماء والكهرباء والتعليم.. اكتشفوا أنّه مَطلوبٌ منهم – هذه المرّة – التنازل عن الدواء.. مقاومة المرض بـ “القرض” وما تيسّر من البدائل الشعبية.. فالدواء صارَ سلعةً كمالية لمن استطاع إليها سبيلاً.. فهل صدر حكمٌ بإعدام الشعب السوداني بالموت صبراً؟ بعد أن وصلت أسعار الدواء أبواب (أنت السماء بدت لنا.. واستعصمت بالبُعد عنَّا) فأصبح الدواء الوحيد المتوفر ومجاناً.. هو الموت!.. وفي صمت.
ومع ذلك؛ الأزمة ليست في الدواء وحده.. بل وليست في الاقتصاد من الأصل.. هي أزمة سياسية لا يُمكن الخُروج من نفقها إلاّ بمُخاطبتها بصورة مُباشرة لا تحتمل اللف والدوران..
خلاصات مؤتمر الحوار الوطني التي بين أيدينا لن تحل المشكلة… تعيين (رئيس وزراء) هو مُجرّد بند صرف جديد في فاتورة جديدة.. مُضاعفة عدد النواب هو مجرد زحام أرقام.. فـ “العقيدة البرلمانية” عندنا لا تزال قائمةً على تماهي لا فصل السلطات.. فما الذي ننتظره ونتعشّم أن يستفتح لنا فتحاً يخرجنا من الأزمة التي نختنق في نفقها..
بمجرد ظُهور نتيجة الاستفتاء باختيار الشعب البريطاني الخُروج عن الاتحاد الأوروبي.. أعْلن رئيس الوزراء “ديفيد كاميرون” استقالته دون أن يطلب منه أحد فعل ذلك.. ودون أن تكون لنتيجة الاستفتاء علاقة بمصيره في المنصب.. لكنه أراد أن يقول إن الوضع الجديد يستلزم عقلية جديدة تلائمه.. الآن بعد (28) عاماً، ألم يحن الأوان ليرتاح القادة من رهق حُكمِنا المتعب؟ ألا نستحق أن نُجرِّب عقلية ومنهج تفكير جديد؟ أليس في السودان خيارات أخرى تُفكِّر بطريقة مُختلفة؟ عسى ولعل تهتدي لمُستقبل مُختلف..
لماذا نحن مرهونون لفكرة واحدة وعقلية واحدة؟
صدِّقوني الأزمة ليست أزمة دواء ولا اقتصاد ولا يحزنون.. هي أزمة سياسية بامتياز.. ولن تُحل إلاّ بالسياسة..!!
حزب المؤتمر الوطني الحاكم يُكابد حالة مرضية عسيرة اسمها (صورية المؤسسات).. يُخادع نفسه بأنّه يدير البلاد بعقلية مؤسسية فارة على استلهام الحكمة من خلاصات العقول الراشدة.. لكنه في الحقيقة حزب مغلق على نفسه.. لا يدير البلاد خبرة (28) سنة.. بل بتكرار أخطائه (28) سنة.. غير قادر على الخروج من جلبابه وشح نفسه.. ولا أتصوّر أنّه مهما أُوتي من قوة مالية وعضلاتية قادرٌ على صناعة مُستقبل أفضل للشعب السوداني.. طالما هو هو.. غير قادر على (التغيير) ومُواكبة مطلوبات الزمن والعصر..
أعطوا الشعب السوداني فرصة.. ليحكمه غيركم.. هل في هذا كفر؟
التيار
عثمان ميرغنى .
نصيحه للشعب السوداني البطل
الذين يحرضون علي العصيان والمظاهرات
هدفهم الكراسي والسلطه
وثمنها هو دمك وروحك
لا تتحمس ولا تنغش بالمنشورات الكاذبه
خليك عاقل
وانظر حولك للشعارات التي كان يتغني بها شعب سوريا
وشعارات التي تراقص بها المصرين
والاناشيد التي كان يرددها شعب ليبيا
الان مصر تتمني عهد مبارك الظالم
وسوريا التي تتمني ان ترجع مائه عام للخلف
وليبيا تبكي علي الغذافي الظالم
هل كنت تتوقع ان يأتي سوري يتسول في السودان نسأل الله ان يفرج عليهم
خليك عاقل
وتذكر ان الغرب ينتظر الفوضي في السودان ليتدخل بحجة حقوق الانسان
والناس البحرضوا فيك بكره لمن تشوف
قصف الطيران بقتل امك وزوجتك
بتعض اصابع الندم وما بنفع
الاسعار غاليه صاح
والدواء غالي
والمواصلات مافي
بعد تخرج علي الحاكم
بتفقد تاني اهم سلعه الامن
الامن
الامن
#مواطن خائف على بلده#
📋📕 في السليم 📕📋
🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩
☄ العصيان☄
– سامع بأنه يوم غدآ كل الشعب السوداني في عصيان تام لكن ياجماعه القائد منو؟
– اها ياناس الأحزاب المعارضه ده مايوم النضال والتضحيه وين اختفيتوا!!!!!!
– الأحزاب المعارضه…..
– معارضين في الإعلام بس والأيام دي كمان إلا في الواتساب والفيس وهو أضعف الاعلام.
☄ديل مامعارضين مايغشوكم… بتاعين مصالح شخصيه بس.
☄كده من هسي ياتو جهه او حزب وراء هذا العصيان؟
– عشان بكره لو العصيان نجح مايظهروا الفي لندن ولا الفي فرنسا ولاإسرائل يقول نحن من دعمنا وقدنا العصيان.
☄ لو انت معارض خليك واضح وظاهر ضحي طال ما انت عمرك معارض.
☄ دي ايامكم إما أثبتوا معارضين بحق وحقيقه او ظهرت حقيقتكم بأنكم بتاعين مصالح شخصيه.
☄كميه من الأحزاب في السودان كلهم حشوا ساكت وأغلبهم إتعلموا الشغل من المؤتمر الوطني.
☄طبعآ اي حزبه له وعليه…..
– الحزب الحاكم كان العصيان نجح يستحق الشكر وكان فشل يستحق التهنئة.
☄ في ناس حيقولوا لي نشكره علي شنو؟
علي استقرار الأمن والجسور دي نعمه من الله.
– الزوى قالوا كان ابيتو خاف الله فوقه.
☄جرعه توعيه
– تواضع عند النصر… وابتسم عند الهزيمه.
☄ العصيان ميعاده بكره….
– وعشان نعرفوا القائدين للشعب…….. انابقترح ليهم في الساحه الخضراء الليله حقوا يجيبوا الفنان الشاب حسين الصادق يردد اغنيه… مايبقي كلام ساكت بتقال… أثبت لي إنه العصيان قوه العصيان سوي في اي مكااااااااااان مايبقي كلام ساكت واتساب.
☄انا وطني سوداني