دولة الجنوب إلى أين؟

بتشكيل حكومة سلفاكير الجديدة ، يبدو ان دولة الجنوب مقبلة على صراع مكشوف ، خاصة وان إقصاء الصف الأول من الوزراء بمن فيهم نائب رئيس الجمهورية ، بعد إبداء نيته الترشح للرئاسة في الإنتخابات التي ستجرى مطلع العام 2015م، يمثل صراع مراكز قوى ، ويبدو التمسك والتشبث بكرسي السلطة ، وإن تأتت المبررات بالقضاء على الفساد ، وإزاحة مجموعة صغيرة من السيطرة على الدولة.
ما يدور بدولة الجنوب الوليدة ليس بمعزل عن ما دار بدولة السودان ، في ما مضى من قرارات إقصائية بكثير من الحجج على رأسها الإصلاح ، وكأنما شماعة الإصلاح أو (الصالح العام) ، هو قدر وكدر هذه البلاد الطيب أهلها ، حتى قبل ان تنقسم قسمين ـ أين أنت ياصديقنا منقو ؟ أراني أحوّج ما أكون الآن لاٌسمعك ،من جديد تاني وأعيد ، مع شاعرنا المغفور له الاستاذ عبد اللطيف عبد الرحمن (أنت سودانى وسودانى أنا ضمنا الوادى فمن يفصلنـــا … نحن روحــان حللنا بدنا منقو قل لا عاش من يفصلنـا ـ نعود لموضوعنا ونتحدث عن سيل الإقصاء الجارف ، إبتداءً بقيادة مجلس ثورة الإنقاذ ، مروراً بإقصاء عرّاب الثورة بقرارات الرابع من رمضان ، وليس إنتهاءً بقيادة هيئة الأركان الأخيرة.
يبدو ان ضابط المخابرات السابق (الصامت) ، ورئيس دولة جنوب السودان الحالي ، الرجل الذي لا يتحدث كثيراً ، وجد نفسه في موقف شديد الحساسية لا يحسد عليه من حيث التقدير والتدبير ، وحتى التفكير، في تاريخه السياسي الماضي والحاضر ، حتى قبل التغييرات الجديدة الأخيرة ، بين إثنين من ذوي المؤهلات العلمية العالية ، وهما حملة الدكتوراة الزعيم الراحل د. جون قرنق ،والنائب المعزول د. رياك مشار .
ما يبدو أيضاً ان القادة المعزولين يدينون بالفضل لقرنق ، لا أريد ان اقول عليهم (أولاد قرنق) ، ويرون انهم وسلفاكير ، ضمن منظومة قامت الدولة على عاتقهم ، اما القادة الجدد حتماً سيدينون بفضل كبير لسلفاكير ، وما بين هؤلاء ،وأٌلئك يظل مستقبل الصراع السياسي بدولة الجنوب الوليدة غير واضح المعالم ، ويحق لنا أن نتساءل ؟ دولة الجنوب إلى أين ؟ ولكن دعونا نتفاءل .

خالد دودة قمرالدين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لو ترك الجنوب مماحكة الشمال ودولته بالذات في ظل هذا النظام الفاشل الذي يستمت الجنوبفي محاولات اسقاطه اكيد ستكون دولتهم ناجحة لكن في ظل اللهاث المتواصل والدائم من قاد الجنوب واهدار كل الموارد التي تخص شعب الجنوب في الحرب مع الشمال ومحاولة فرض واقع عسير وبعيد المنال اكيد عما قريب ستنهار هذه الدولة ان لم تجد من يسوس العلاقة مع الشمال بعيدا عن المهاترات والاحقاد وردود الافعال لان الجنوب قد ظفر بدولته وحقق مراده فمحاولة التغيير لحكومات الشمال ومهما كانت ايدلوجياتها وافكارها وتوجهاتها هو بمثابة اهدار لمواردهم فالبون جد شاسع بين نخب الشمال وبمختلف اطيافها ومتراكم خبراتهم وبين دولة الجنوب التي يادوب بتقول ياهادي

  2. عاشرت الجنوبيين بكل قبائلهم قبل الانفصال وبعد الانفصال ولكن لم اقابل واحد اسمه “منقو زمبيري” فلا ادري من اين جاء الشماليون بالاسم حتى ادخلوها في قصيدة قد منها تعضيد الوحدة بين الشمال والجنوب وقهذا استدعاني الى التفكير في مدى التسطيع العميق الذي كان يعيش فيه انسان الشممال وعدم إلمامه بأحوال انسان الجنوب حتى انه ابتدع شخصية منقو زمبيري……

    لو كان البديل قلواك او دينق او ايور او يوت او ماج اليير او او لادو لكان المشاعر حقيقية والاحساس صادق والنداء للوحدة اكثر تعبيرا والرسالة اقرب للوصول من مخاطبة منقو زمبيري برسالة يبدوا انها لم تصل اليه فانفصمت عرى العلاقة بين الدولة الواحدة…..

    الاخ حاتم الحقيقة ان المماحكات والكيد المتواصل كله قادم من الشمال لاحساس الجماعة في النظام بالفشل وتحميلهم المسئولية التارخية لذلك صاروا يتصرفون من منطلق العقدة الزنب المسيطرة على تصرفاتهم الواعية وغير الواعية حتى صاروا ابدا لا يذكرون الجنوب والجنوبيين بخير…….

  3. الأستاذ خالد عيد فطر مبارك
    أن دولة تمضى نحو مستقبل افضل مما عاشتها خلال المئة و تسعين عام الماضية (1821-2011) ولذا لا مجال لسؤالك لاستنكاري و الذى يوحى كما أن الجنوب يسير دون توجه. نحن مدركون إدراكا عميقا اين نمضى و قد لا تصدق ذلك لأنك و كثير من المثقفين السودانيين ما زالوا يتعلقون بأستار الوهم القديم المتجدد أبدا و هو أن إنسان دولة الجنوب ينقصه شيئا ما فى تحديد ما يفيده أو يضر به. لكل مرحله رجالها و نسائها و هذا حتمية التاريخ. السودانييون جزء من الأسرة البشرية و لذا من المكن جداً أن نستفيد من تجاربهم الناجحة و تجنب السلبي من أفكارهم و أعمالهم مثل تفكيرك هذا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..