تعليقاً على مقال النور حمد (فرص الثورة و الانقسام المصلحي)

ألفنا عبارة يطلقها البعض حتى صارت مستهلكة (أنا مستغرب ليه الشعب ده ما بثور ضد النظام) عبارة توحي بوجود كل أسباب الثورة و تحمل في ثناياها تقريعاً للشعب السوداني رغم أن قائلها سوداني , لكنه يكتفي بدور المراقب . و يظل صاحب العبارة يرددها لعشرات السنين , بدون الانتباه إلى أن ما يحتاج للمراجعة بعد مرور كل هذه السنين هو استغرابه , و من ثم مراجعة الزعم بوجود أسباب الثورة .
هذه مقدمة للتعليق على المقال القيم الذي خطه قلم الأستاذ النور حمد بعنوان (فرص الثورة و الانقسام المصلحي ) و الذي تجاوز به النظرة السطحية التي اتصفت بها جل المعالجات للوضع السياسي بعد الإنقاذ , منبهاً إلى أن بقاء أي نظام مرتبط لا محالة بوجود شرائح اجتماعية تسنده لارتباط مصالحها ببقائه .
أود أن أشير إلى شرائح لم ترتبط مصالحها بدعم مادي مباشر كالذي تبذله السلطة لشيوخ دينيين و قبليين لكسب ود أتباعهم , فهؤلاء على أهميتهم لم يرتبطوا تاريخيا بالاحتجاجات و المواقف التي تبعث الثورة مثل الحريات , فهذه قضايا ارتبطت بجماهير المدن , حيث الشريحة التي أعنيها , من وحي هذا المقال العميق .
أعني شريحة ربطها النظام به بدون تخطيط و تدبير . هي شريحة تتعايش مع النظام اجتماعياً , رغم أنها رافضة له سياسياً , و لا أقول معارضة لما في المعارضة من تبعات تستدعي التنظيم و التخطيط .. هذه شريحة كبيرة جداً ترفض النظام و تكرهه , لكنها منسجمة و متماهية مع برنامج حياتي يومي , للنظام الدور الأهم في رسمه . و قد يزعج هذه الشريحة جداً أن يضطرب برنامجها اليومي هذا , و هي بين المدرسة و الفرن و البقالة و المكتب و الساحة الخضراء و قد يشمل برنامج بعضهم حفلاً في نادي الضباط أو مباراة في استاد الخرطوم .. الأهم في (الموقع) الاجتماعي السياسي لهذه الشريحة هو أنها قد ترفض في دواخلها أن يتعرض هذا البرنامج لاضطراب و لو بمظاهرات تعطل الدراسة و تغلق الفرن و توقف المواصلات , و قد لا تسقط في النهاية النظام .
هؤلاء هم من يجتمعون صباح الجمعة في إفطار يضم شلة أصدقاء , أو يلتقون في شارع النيل , يهاجمون الحكومة و يسخرون من حميدتي و ينكتون على الرئيس , و يعيدون آخر أخبار المحكمة الجنائية , و يتبادلون أخبار الفساد , و يهاجمون المناهج التعليمية و سلم الإنقاذ التعليمي المعيب و ثورة التعليم الفاشلة , لكنهم هم ذاتهم من يحتفلون في فرح حقيقي بنجاح أبنائهم و هم ينتقلون من مرحلة لأخرى فتنطلق الزغاريد من بيوتهم و ينشرون تهانيهم في الصحف التي تصادر أحياناً في المطبعة . هؤلاء يتمنون زوال النظام بمعجزة ما , شريطة ألا تمس برنامجهم الحياتي اليومي من قريب أو بعيد , مجسدين بدقة فكرة التعايش الاجتماعي في إطار رفض سياسي ..
هذه هي الشريحة الأهم , لا لحجمها الكبير فحسب , بل لأنها الشريحة التي لو تعارضت مصالحها مع مصالح النظام لتعرض النظام لخطر حقيقي . و هم بموقفهم الأقرب للحياد السلبي يجعلون مهمة المعارضة أكثر مشقة على من يضطلعون بدور معارض حقيقي , وهم قلة تحمل عبئاً ثقيلاً , يزيد من ثقله عدم انتباه المعارضين لمثل هذا التحليل الموضوعي الذي ساقه الأستاذ النور حمد .
و لو نجح النظام في الإبقاء على حالة التعايش الاجتماعي في إطار الرفض السياسي فسوف يبقى لأمد بعيد . و لا يكون حينها الاستغراب و العجب من بقاء النظام , بل في الاكتفاء بالاستغراب .
[email][email protected][/email]
سلم يراعك ايها الكاتب النحرير لقد شخصتم العلة وابنتم ابانة واضحة اسباب تاخر الثورة او التغيير فالاسباب التي سقتها من تماهي شريحة كبيرة مع هذا النظام رغم كرهها له سياسيا هو ماكان يدور في خاطري دائما ..ومصداقا لذلك تجلس في اي مجلس تجد ان 9 من10 يكرهون النظام ويكيلون له السباب باقذع الالفاظ ولكن عند تحدث مظاهرة او هبة او احتجاج يتفرجون ولا يحركون ساكنا..اذا ماالسبيل وماالحل لقتل هذه السلبية؟
كلامك عين الحق يريدون اسقاط الانقاذ دون ان يتحملوا تبعات ذلك 4
اختلف مع المقال و مع النور حمد فى تحليله ، ان هذا ليس سلبية من الشعب السودانى ، انا اعتقد ان هذا وعى من الشعب السودانى ، لقد قاد هذا الشعب العملاق ثورتين من قبل ، اكتوبر و ابريل ، ماذا كانت التنتيجة ؟
هل يريدنا النور ان ننتفض اليوم و نسقط النظام ، وفى خلال ساعة يعتلى الصادق المهدى المنصة و يحرك جماهير حزب الامة بالاشارة و نعيد التجربة ؟
ان الشعب السودانى على اتم استعداد لاسقاط هذا النظام اليوم قبل الغد ، شرط ان تتوفر له المعلومات ، من سيحكم السودان ، على قوى المعارضة ان تخرج لنا ببرنامج
واضح يحدد الخطوط العريضة للدستور و من هو رئيس الوزراء الانتقالى الذى اجمعوا
عليه و من هم وزراء الفترة الانتقالية و كيف تم اختيارهم و البرنامج الوطنى
للحكم ، عندها ستجد الشعب امامكم
شكرا لك لهذا التحليل الرائع جدا … وشكرا لمقال الدكتور الذي فتح مثل هذه الحوارات التي أرجو أن يثريها كل واحد منّا بما تجود به القريحة .. إن تشخيص الداء هو نصف المداواة .. إذا عرفنا ما الداء ،، يمكن أن يساهم هذا في الدواء.. أرجو أن نفتح مثل هذه الجوانب المضيئة لتلمس ما يمكن أن يكون لدرء المصير المجهول التي ينزلق إليه الوطن ..شكرا لاختصرا المقال فهو بجد / ما قلّ ودلّ /
اختلف مع المقال و مع النور حمد فى تحليله ، ان هذا ليس سلبية من الشعب السودانى ، انا اعتقد ان هذا وعى من الشعب السودانى ، لقد قاد هذا الشعب العملاق ثورتين من قبل ، اكتوبر و ابريل ، ماذا كانت التنتيجة ؟
هل يريدنا النور ان ننتفض اليوم و نسقط النظام ، وفى خلال ساعة يعتلى الصادق المهدى المنصة و يحرك جماهير حزب الامة بالاشارة و نعيد التجربة ؟
ان الشعب السودانى على اتم استعداد لاسقاط هذا النظام اليوم قبل الغد ، شرط ان تتوفر له المعلومات ، من سيحكم السودان ، على قوى المعارضة ان تخرج لنا ببرنامج
واضح يحدد الخطوط العريضة للدستور و من هو رئيس الوزراء الانتقالى الذى اجمعوا
عليه و من هم وزراء الفترة الانتقالية و كيف تم اختيارهم و البرنامج الوطنى
للحكم ، عندها ستجد الشعب امامكم
شكرا لك لهذا التحليل الرائع جدا … وشكرا لمقال الدكتور الذي فتح مثل هذه الحوارات التي أرجو أن يثريها كل واحد منّا بما تجود به القريحة .. إن تشخيص الداء هو نصف المداواة .. إذا عرفنا ما الداء ،، يمكن أن يساهم هذا في الدواء.. أرجو أن نفتح مثل هذه الجوانب المضيئة لتلمس ما يمكن أن يكون لدرء المصير المجهول التي ينزلق إليه الوطن ..شكرا لاختصرا المقال فهو بجد / ما قلّ ودلّ /