البشير.. ابن الإخوان المتمرد..رجل لا يعرف التفاوض.. يتبني أفكارًا تتسم بالعنصرية تجاه من يراهم «أجناسًا أقل شأنًا».

عزة مغازي

بعد أيام قليلة من إنهاء ولاية الرئيس السوداني الأسبق «جعفر النميري» نتيجة لثورة شعبية في عام 1985، ظهرت تقارير في الصحف الغربية تشير لشخصية الضابط، الأربعيني وقتها، «عمر حسن البشير»، وتحذر من اعتزامه قيادة انقلاب عسكري لصالح «الجبهة الإسلامية القومية» المعبرة عن جماعة الإخوان المسلمين في السودان، وقائدها الدكتور «حسن الترابي» الذي صار لاحقًا شريك البشير في السلطة.

كانت هذه المرة الأولى التي يظهر فيها اسم ضابط الجيش ابن الحركة الإسلامية في الصحف الدولية، لكن الاسم ابتعد وتلاشى سريعًا مع قرار من أحد قادة البشير داخل الجيش بإبعاده إلى بلدة بجنوب كردفان، ليبتعد بذلك عن دائرة الضوء.

تتعدد الكتابات عن البشير الذي استفاد من قرار تفعيل الشريعة الإسلامية في الدولة الذي شرّعه الرئيس المطاح به جعفر النميري، ليكون واحدًا ممن برز نجمهم في الجيش السوداني باعتبارهم «ضباطًا إسلاميين».

طريق عمر البشير نحو حكم السودان رسمه وهندسه شريكه السابق في الحكم حسن الترابي، زعيم الجبهة الإسلامية بالبلاد. فمساعد الميكانيكي الشاب الذي التحق بالعمل خلال دراسته الإعدادية لتحمل تكاليف الدراسة كان واحدًا من الشباب الذين دفعت بهم الحركة الإسلامية للالتحاق بالأكاديميات العسكرية في السودان، ضمن ما يصفه الباحث «مصطفى عبد الواحد» في دراسته «صعود الحركة الإسلامية في السودان من 1945 إلى 1989» بالخطة الإسلامية المحكمة، للسيطرة على الجيش السوداني.

مسيرة

ولد عمر حسن أحمد البشير، ابن قبيلة الجعليين بقرية «حوش باناقا»، لأسرة فقيرة، وكانت نصيحة أقاربه له بالالتحاق بالحركة الإسلامية خلال دراسته الثانوية بوابته الذهبية للمرور للحكم، ليصبح الفتى المولود في أول يناير عام 1944 قائدًا أعلى للجيش السوداني ووزيرًا للدفاع وهو في الخامسة والأربعين، وليخطط برفقة صديقه وزميله القديم منذ المرحلة الثانوية «على عثمان طه» انقلابًا عسكريًا نفذه ضباط الجيش الإسلاميون، ليطيح بالجمهورية الديمقراطية الثالثة في السودان في يونيو 1989، بعد أن اختارته الحركة الإسلامية قائدًا لجناحها العسكري.

شكل البشير بمجرد نجاح الانقلاب مجلسًا عسكريًا أعلى لحكم البلاد تكون من خمسة عشر قائدًا من الجناح العسكري للحركة الإسلامية التي اتخذت منذ تلك اللحظة لقب «جبهة الإنقاذ»، وتضمنت إجراءاته المبكرة فصل كل موظفي الدولة ممن دعاهم بالعلمانيين الذين يدينون بالولاء لأحزاب المعارضة.

ظل البشير قائدًا للمجلس العسكري الحاكم حتى عام 1993 الذي أصدر فيه المجلس قرارًا بحل نفسه واختيار البشير رئيسًا للبلاد. ومنذ ذلك الحين ظل البشير رئيسًا للبلاد بعد انتخابه وفقًا لاقتراعات متتالية قاطعتها أحزاب المعارضة وحظيت بنسب إقبال ضئيلة، كان أولها في 1996 وآخرها في 2010، وهي التي نافس فيها مرشح الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان، وانتهي الأمر إلى انسحاب كل الأحزاب ومعها الحركة الشعبية ومرشحها ليفوز البشير بدورة جديدة تعهد أن تكون الأخيرة، لتصل مدة حكمه بحلول يونيو الجاري إلى 24 عامًا متواصلة.

رجل لا يعرف التفاوض

الصورة التي يرسمها المراسلون والباحثون الغربيون المتخصصون في الشأن السوداني تضع البشير في هيئة السلطوي العنيف، ولا تغفل ذكر البيانات الصادرة رسميًا عن رئاسة الجمهورية السودانية والتي تحدد الألقاب التي يجب استخدامها عند التوجه بالحديث للبشير.

يقول الصحفي الإنجليزي «ألكس دي وال»، المتخصص في شؤون السودان، في حوار معه نشرته صحيفة «سودان تريبيون» الصادرة بالإنجليزية في السابع من سبتمبر عام 2010: «البشير رجل لا يعرف التفاوض، ولا يتهاون أمام ما يظنه هو إهانة موجهة لشخصه أو تقليل من قيمته كما يراها.» يشهد بهذا واقعة انفصاله عن معلمه وقائده الروحي الدكتور حسن الترابي، منظر الحركة الإسلامية، بعد تصريحات للترابي عام 1998 اشتم فيها البشير سخرية من دوره في التاريخ السوداني، حيث قال الترابي «بعد عشرين عامًا لن يكون للبشير دور في تاريخ السودان كما لم يكن له دور قبل عشرين عامًا».

تصاعد الصراع بين شريكي الحكم ليصل إلى حل البرلمان بقرار من البشير في ديسمبر 1999، بعد تصريحات قوية من الترابي تنتقد أداء الجنرال في إدارة الدولة والتقدم بمشروع قانون يحد من صلاحيات البشير، ليتم إقصاء الترابي من منصبه الرفيع وليتم حل البرلمان مع إعلان حالة الطوارئ في البلاد.

بعدها بدأ البشير في التخلي عن الكثير من المهام السياسية الحساسة لصديق عمره ونائبه المختار على عثمان طه الذي تنسب تقارير غربية إليه وحده الفضل في العمل على توقيع اتفاقية نيفاشا عام 2005 التي قضت بمنح الجنوب حق تقرير المصير في استفتاء يجري بعد خمس سنوات، انتهي إلى انفصال الجنوب.

يتبني البشير، وفقًا لتحليلات لشخصيته منسوبة لمتخصصين في الشأن السوداني منهم «أليكس دي وال»، أفكارًا تتسم بالعنصرية تجاه من يراهم «أجناسًا أقل شأنًا». ويشير «وال» في مقال نشرته له صحيفة الجارديان البريطانية في أكتوبر 2010 إلى الدور الذي تلعبه صحيفة «الانتباهة» التي يترأس تحريرها خال البشير نفسه في بث أفكار رئيس السودان في الشارع، حيث دأبت الصحيفة قبل انفصال الجنوب على التأكيد على أفكار من بينها أن سكان الجنوب والحركة الشعبية التي ترفع مطالبهم يسعون لطمس الهوية العربية المسلمة للسودان لصالح الهوية «المسيحية الزنجية».

الجنائية الدولية

عقد في الرابع من مارس 2009 جلسة استماع أولية صدر على إثرها مذكرة اعتقال دولية بحق البشير بعد اتهامه بارتكاب خمس جرائم ضد الإنسانية، وأصدرت المحكمة لاحقًا مذكرة اعتقال أخرى في يوليو 2010 اتهمت فيها البشير بممارسة جرائم القتل على أساس عنصري ضد القبائل الأفريقية الثلاث الرئيسية في دارفور.

حاليًا يواجه البشير عزلة دولية، وهو من جانبه امتنع عن السفر للعديد من دول العالم خوفًا من تنفيذ قرار الاعتقال الدولي الصادر ضده، كما يواجه غضبًا متصاعدًا في الداخل بسبب انهيار أجهزة الدولة واقتصادها ووجود انشقاقات داخل «جبهة الإنقاذ» و«حزب المؤتمر الوطني» الذي يعتمد عليه كظهير سياسي لفترة حكمه التي تدخل عامها الرابع والعشرين، حتى إن بعض تسريبات ويكيليكس قالت إن نائبه وصديقه الأقرب «على عثمان طه» حاول تدبير انقلاب داخل القصر الرئاسي للإطاحة بالبشير، حفاظًا على النظام من خطر القبض على رأسه استجابة لمذكرتي الاعتقال الدوليتين.

ومازال البشير يصر على الأفكار ذاتها التي أشعلت مناطق صراع جديدة ضد القبائل الأفريقية في شرق السودان وغربه ومناطق جبال النوبة والنيل الأزرق التي يرشحها محللون سياسيون متابعون للشأن السوداني، للتحول إلى دارفور جديدة.

المصري اليوم

تعليق واحد

  1. حينما كان د. علي الحاج وزيراً في القصر قبل المفاصله كان البشير يسميه في مجالسه الخاصه ( بالفريخ )وقد ذكر ذلك الترابي ايام الانتخابات الماضيه ، وما كان المرء ليصدق ذلك الا بعد تصريحات البشير عن الجنوبيين وتسميتهم ( بالحشرات والعبيد )وغيرها من التصريحات التي تكشف مدي جهل البشير وبعده عن تعاليم الاسلام والشريغة الاسلامية .

  2. أخوان الشيطان لم يكن لهم الفضل فى تقديم البعير للالتحاق بالكلية الحربية وخلال مراحل دراسته المتوسطه و الثانوية شب و ترعرع وسط شباب الحى كبقية اقرانه فى تلك الحقبة المثيرة و الاسلام االانتماء والتذكية اتت من الاتحادى الديمقراطى وهى رد جميل لوالده الذى كان من اكثر الاعضاء تعصبا للوطن الاتحادى و لظروفه المعيشيه والحاجه لمن يساعده فى تربية اولاده و بناته والاخ الاكبر أحمد لم يكمل دراسته بل التحق بوزارة التربية و التعليم كمعلم و تزوج و هو المعين لوالده فى تربية اخوته و توفى و هو فى ريعان شبابه و ترك اسرة صغيره وزجته من العائله وهى ابنت خاله وفلا حياة والده كان من المفترض أن يتزوجها البعير ولكن دب خلاف بين الام و الاب فى هذه الزيجه و تم زواجها من اخيه عثمان الذى قتل فى الجنوب بمرض الملاريا او استشهد كما يدعون و الله اعلم .
    وصوله الى سدة الحكم ضربة حظ و كان لابليس الاكبر راى فى البعير بعد أن قام بتحليل لشخصيته بانه انسان سهل الانقياد و الطاعة ويكون كالخاتم فى المعصم ؟
    ولكن الحوار الذى انقلب على شيخه الشويطين على عثمان كا المعلم و المحرك و العقل المفكر للبعير ورسم له ودبر المكيده للخلاص من ابليس الاكبر و تم ذلك و بالمذكره المشهورة ؟
    واستمرأ البعير اللعبه وبدأ فى تنفيذ المكايد و يسقط فى كل يوم تشرق الشمس احد اخوان الشيطان المتنفذين بتصفية دموية و اغتيال او تهميش وتتسم بالعنصريه الخالصه والاعتماد على الارزقيه من ابناء ملته و من يثق فيهم حتى الحرس الجمهورى تم تصفيته .
    هذا هو البعير الذى اتى الى سلطه لا يمتلك المقومات او الخلفية السياسيه التى تؤهله لكى يكون يوران بالقصر الجمهورى و ليس رئيسا .

  3. هنالك حديث تم تداوله
    كثيراولم يتم تأكيد حقيقته
    ولن نعرف عنه إلابعد
    زوال هذا النظام ؟!
    وهو أن الضابط عمرالبشيربعدأن فاحت رائحة إنتسابه لتنظيم
    الجبهه الإسلاميه داخل
    الجيش تم أبعاده من
    الخرطوم بل حتى فصله
    من الجيش تحول هذا القراربقدرةفاعل خبيث
    وثعلب ماكر(لاعلاقةله بالجيش هوعلى عثمان
    محمدطه) إلى دعوته الى
    الخرطوم ومن ثم إبتعاثه
    إلى مصر؟!!!
    وهذا القرار فى الأصل
    ‏(قرارالإبتعاث) كان عباره
    عن خدعه وتمويه من أجل جلبه إلى الخرطوم
    وتنفيذ إنقلابه المشؤوم!!
    تخريمه:
    مشكلة مؤسستنا العسكريه أن التربيه والتعليم فيها لاتقوم على
    الوطنيه فهى غيرمنضبطه
    وفوضويه فى أثناء الحكم
    الديمقراطى وتستغلها
    الأحزاب كمطية للوصول
    للحكم وتصفية الحسابات
    ودموية وموغله فى العنف
    والحروب الأهليه فى ظل
    الدكتاتوريات التى تقوم بافرازعناصرها هى نفسها وحكمها العسكرى
    المستبد.
    هذه المؤسسه هى آفة
    مشكلات الوطن لأنها
    تأتى بأفراد فشلوا فى
    الدخول للتعليم العالى
    أومركبى نقص وعقد نفسيه وإجتماعيه
    مستغلين إمتلاك هذه المؤسسه للسلاح الذى
    يمثل نقطة القوه والذى
    يصبح فيما بعدالمنطق
    الوحيد لديها ورغم ذلك
    لم تخلوا من قاده وضباط
    شرفاء ووطنيين تم إعدامهم أوتشريدهم
    حين يستولى أحدأفرادها
    على السلطه.
    الشخص المدنى المتعلم
    حين يعتنق أفكار(الكيزان) أوأى فكر
    دينى متطرف يعانى من
    إضطراب نفسى ومجتمعى فمابالك بعسكرى حين يعتنق هذه الأفكارفالنتيجه تصبح كارثيه على الوطن وعلى
    الأفكارنفسها وعمرالبشير
    نموذج لهذا فلقد أدخل البلاد والعباد فى مشاكل
    ومتاهات لم تحدث طوال
    تاريخ السودان الحديث بل حتى القديم وإستطاع أن
    ينافس أعتى الدكتاتوريات
    التى عرفتهاالبشريه عبر
    تاريخها

  4. هذا جراء الواقع الفقير الذي يعيشه اهلنا في السودان منذ سنين طويلة لم يتقدم السودان كثيراً رغم الاستقلال المبكر لم نحقق اشياء ملموس في التنمية الانسانية ..

  5. عزه مغازى … (1) لم يكن البشير بارزا الى هذا الحد من بين الضباط الاسلاميين امثال مختار حمدين او اللذين تواثبوا نحو الحكم ابان فتره نميرى امثال حسن عمر والذى اكده البشير بنفسه فى برنامج احمدالبلال ..(2)انقلاب الانقاذ شاركت فيه معظم وحدات الجيش وقياداتها وهذا يشير بأنه لم يكن اسلاميا صرفا والدليل على ذلك تشكيله المجلس العسكرى , وكلهم معروفون للجميع (3) المجموعة التى تم اعدامها فى رمضان كانت من ضمن المجموعة التى شاركت فى الانقلاب ولكن تم اقصائها ( يوجد شهود ) …… الذاكرة مازالت حيه واياكم وطمس الحقائق ..

  6. يا اخوي يا اليكس والله قلت كلام كبير وكتير جدا عن المعتوه والله هو زاتو كان قراه حايقول ده بيتكلم عن منو .كلامك ده يااخوي درجة اولي والبشير ده الليق بتعرف الليق؟ شوف النقول ليك المسالة انوا المعاتيه الزي البشير ده… ما ضيقي افق بفتكر انوا ملك الارض وما فيها وبيظن انوا الموضوع ده دائم وانوا هو مافي احسن منو وما في اشرف منو ما السلطة دي يااليكس والمال ربنا لمن يديك ليهم الشياطين كلها بتجي معاها لانوا بالمال والسلطة بتقدر تفسد كتير وتخلي كتار يبعدوا عن درب الله وده الدايروا الشيطان طبعا لو ما احسنت استخدامهم فالمعتوه ده ربنا اداهوا السلطة وافتكر حالوا ما في احسن منو والناس الاحتقرهم ديل حسبا ونسبا وجاها كلوا افتراء ساي ما ليهو اي ساس ولا راس لانو كان حسب ونسب صدقني الناس ديل اكثر سودانية منو وكان مال هم اعفف ومالهم انضف من مالوا لو كانوا كلهم مقطعين زما عندهم حاجه

  7. كان جات على العنصرية فلنا فيها تاريخ عريض نسمى الناس بقبائلهم كنوع من التفضيل شايقى وجعلى وكنوع من التقليل جنوبى وغرباوى فهذه ليست مشكلة البشير وحده فنحن شعب متعنصر اصلا.

  8. السودانيين شعب متعنصر اصلاً البشير لم ياتى بجديد وهذه العنصرية ظاهرة بشكل لا يجعل اى مجالا الى اى فكرة اخرى عليك فقط ان تنظر اين مناطق الحروب فى جغرافيا السودان ثم انظر الى سياسات التوظيف فى مؤسسات الدولة او اذهب الى الجامعات السودانية الكل متعنصر ضد الكل الكل يكره الكل شى يصيبك بالدهشة . لكن المؤتمر الوطنى قام بتذكية نار العنصرية عبر الحروب وتوزيع الدخل فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..