مقالات سياسية

 (توأم الضلال).. تبادل أدوار وتصفيق..!

عثمان شبونة
* قائد مليشيا الجنجويد في السودان (حميدتي) قال في تصريح: إن ما حدث في 25 أكتوبر خطأ سياسي فتح الباب لعودة قوى الثورة المضادة.
* لم يقع حميدتي في خطأ فقط بالنسبة للإقرار أعلاه؛ بل المذكور آثر الكينونة في حالته الاستهبالية معتقداً أن اللف والدوران سيفيده أو يجمِّل حضوره في المشهد الكئيب الذي سيظل هكذا في وجوده كتوأم ضلالي للبرهان.. فحميدتي نفسه (ثورة مضادة)! إنه سرطان في الجسد السوداني كما وصفته سابقاً.. فالصحيح أن ما حدث في 25 أكتوبر ليس سهلاً وصفه بالخطأ؛ بل وصفه الطبيعي (جريمة نكراء) يجب أن يحاسبوا عليها؛ بالإضافة إلى جرائم القتل التي ارتكبت عقب هذا التاريخ أو قبله (مسؤول عنها حميدتي والشركاء المعروفين).
* أما برهان حين يختلف مع شريكه الجنجويدي؛ فهو يكابر باعتبار ما جرى (تصحيح) ليس خطأ..! والاثنان يعلمان أنهما يكذبان؛ فلا حميدتي صادق في قوله وقناعاته ولا برهان سيعترف بجريمته.. إنهما يتبادلان الأدوار العبثية.. يتعلمان السياسة وسط هذا الفراغ الأخلاقي المهول المُمسِك بالقوى المدنية.. يتعلمان السياسة بأسلوب: (أنا أشد وأنت أرخي)!
* قد لا يعلم حميدتي الفرق بين الخطأ وبين الجريمة لجهله.. وربما رغم جهله يعلم؛ لكنه يريد كسب (ورقة) باعتبارنا شعب منكوب بأهل العواطف الخربة و(النسايين) ومن يهبطون بسرعة البرق إلى الأسفل تحت ضغط الأطماع السلطوية زائد الطموحات المادية.. بدليل أن بعض الذين كانوا في صف الثورة (بالصدق أو بالخديعة) صفقوا (لتوأم الضلال) برهان وحميدتي أثناء جلسة التوقيع على المسماة وثيقة التسوية السياسية.. صفقوا وكأن المجازر كانت (حلم).. فإن قبِل البعض بالتسوية نتيجة قناعات يعتبرها منطقية حسب فهمه فهو حر.. لكن ما الذي يدفع البعض (مدعي الثورية) إلى التصفيق لقاتل..؟ هل لأن بيوتهم لم تفقد أعزاء برصاص الانقلاب؟! أم يدفعهم موات الضمير لتجاوز الشهداء الذين سفكت دماؤهم ببنادق المُصفَّق لهم؟! الإشارة هنا قد يعدها (الخفاف) مبالغة.. لكن التصفيق ــ للواعي ــ يعادل المدح! التصفيق ليس أمراً ظاهرياً هيناً؛ فهو أحد المداخل لفرعنة أهل الباطل عموماً.. إن صناعة الطغيان أحياناً تبدأ بتغذية رؤوس المعطوبين أمثال حميدتي والبرهان بما ليس فيهم؛ أو بما لا يستحقونه.
* حميدتي وبرهان ومجلسهم وشرطتهم؛ تسببوا في ضرر عظيم لآلاف الأسر السودانية.. ضرر لن تجبره المشانق.. قد يجبره الانتقام.. وانتصار الثورة أفضل انتقام.. حميدتي وبرهان لن يتركا مكانهما في (التشكيلة العصابية) المثقلة بالسوابق؛ حتى لو كانت وثيقة الاتفاق الإطاري منزلة من السماء؛ ناهيك عن كونها اجتهاداً بشرياً قابلاً للنسف مع (قعدَة عرِقي).. لا غرابة..! ولذلك خيار التصعيد الثوري لهزيمة الانقلابيين ومحاكمتهم ليس مستحيلاً؛ هو الثمن الذي يجب أن نرتضيه؛ إرضاءً لضمائرنا من أجل الوطن؛ وقد صار الحفاظ على الكرسي أولوية تسبق وجوب الحفاظ عليه لدى الساسة والعسكر.
أعوذ بالله.
———
الحراك السياسي – الأربعاء.

‫7 تعليقات

  1. والله يا شبونة أنا احترم كتاباتك الشجاعة منذ زمن الإنقاذ ولكن ركوب الرأس لايجدى والسياسة سميت سياسة لأنها فن الممكن وليس المستحيل، برهان وحميدتي لن يزاحوا من المشهد بالمظاهرات والسلمية وأنت عارف كده وتعيه تماماً وكذلك الشعب السوداني ولكن هؤلاء العسكر لابد من ازاحتهم من المشهد بفن السياسة وبعدها يفعل الله مايريد ولكن بهذا الوضع إزاحة حميدتى وبرهان بطريقتين لاثالث لهما ،الاولي أن يحمل الشعب السوداني السلاح ويزيحهم بقوة السلاح ووهذه حرب خاسرة ضد جيش وصدقنى الجيش دا مؤدلج لن يقف مع الشعب السوداني، الثانية انقلاب عسكرى وهذا ستكون فاتورته غالية جدا لأن هنالك عشرات الجيوش وكل منها يريد الاستحواذ علي السلطة وهذه حرب أهلية لاتبقي ولا تذر وصدقنى هؤلاء الذين يتشدقون سوف يهربون لأن معظمهم لديه جوازات اجنبية ويتركون الغلابة والفقراء للموت ببلاش في صراع لاناقة لهم فيه ولاجمل لذلك ارجو تحكيم صوت العقل والعمل علي الحصول علي أقصى الممكن وبعدها لكل حادث حديث ولكن التمترس بلا رأي وعقل سوف يوردنا المهالك.

    1. اؤيد كلامك و بشدة و لا جدال في ثورية المناضل شبونة و قوله كلمة الحق في عز سطوة المخلوع و عصابة المتأسلمين و من داخل البلاد و بشجاعة من لايخشي العسس و جهاز أمن العصابة البائدة و كتائب ظلها و مؤخرا عصابات الجنجويد القتلة و صدوعه بالحق في وقت صمت غالبية (ان لم يكن كل) من له رأي مخالف و لوي ذيله بين فخذيه و آثر السلامة. السياسة هي الحل حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا و المخرج الوحيد الاقل ضررا من هذه المصيبة التي اوردنا فيها الكيزان تجار الدين الانجاس عليهم لعنة الله و الملائكة و الناس اجمعين.

    2. اكرمك الله اخي الباشا. ما قلته عين العقل. والله لو ساءت الاوضاع وانجرت البلاد الى حرب اهلية طاحنة سيهرب الكثير من السياسيين الذين يصدعون روؤسنا الان برفضهم للإتفاق الاطاري الى الخارج ويتركوا الغلابة والشباب يواجهوا المحرقة لوحدهم. كما قلت السياسة هي فن الممكن والفرصة الان متاحة لاحدات التغيير بأقل تكلفة ممكنة. هنالك من يراهن على نهاية البرهان وحميدتي والمنظومة العسكرية على طريقة القذافي. وهؤلاء لا يمكن لهم بالمطلق تنفيذ هذا السيناريو الا اذا تخلى الشباب عن سلميتهم وحملوا السلاح وبذلك تفتح ابواب الجحيم على الشعب السوداني الصابر الذي عانى الويلات على مدى ثلاثة عقود او اكثر. ما قلته كلام عاقل وفي الصميم ولكنه لن يعجب عبدة التنظيم واصحاب الاجندات وباعة الوهم من تجار السياسة. لك التحية اخي الكريم.

  2. شبونة… احبك في الله… وفي الوطن…
    من سبقني بالتعليق لم يترك لي مجالا للمزيد… دعنا نترقب… وان نكون واقفين على امشاط اقدامنا… ومافيش نوم.. حتى ينبلج الفجر…. بالضياء على الوطن الحبيب.. خالص تحياتي وتقديري

  3. نعم شبونة الثوري الشجاع،
    ما لم نصله بالثورة والمسيرات، يمكن ان تصله بالعقل، مدخل لاصلاح المؤسسات القضائية وتوابعها، وحل كل اجهزة الارهابيين من ابو طيرة وامنهم…، وبعدها يمكن ان تقدمهم للعدالة متى شئنا…
    السؤال هو هل يستطيع من يوقعوا حاليا اصلاح هذه المؤسسات وتوابعها وبقية مؤسسات الدولة…
    احترامي.

  4. قناعتي أن الذي يحدث الان لا يبشر بخير فمن الصعب أن تعرف الصديق من العدو لا في معسكر قوي الثورة ولا حتى في معسكر الانقلابيين والكل يغرد خارج السرب مما مكن القوى الأجنبية من السيطرة على الأمور…نحتاج لاغلبية واعية للخروج بالبلد الي بر الأمان اما ان يصر كل واحد منا أن طريقته هي المثلى وان علا صياحه فعلي البلد السلام.

  5. كل الصحفيين في ذمن الانقاذ كان بيأكلو من موائد الانقاذ ويطبلو ليها بالذات الصحفيين الموجودين في السودان، اما خوف او ظروف ما عدا استاذ شبونة، سبحان الله في صحفيين اما تقرا ليهم قبل الثوره وبعد الثوره والله العظيم تستغرب فيهم فاتو النفاق وفاتو الحرباء والارشيف موجود،، اعوذ بالله منكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..