ربيع الإمارات لنا، أما هم فليس لهم إلا نكباتهم

نجاح الإمارات مرة أخرى في تنظيم الفورمولا 1 بشكل مبهر لا يروق للمتأخونين. مسيرة النجاح هذه هي الرد على خيبتهم.
بقلم: حمد المزروعي
قال لي صديقي القادم من أوروبا في رحلة عمل أنه لم يتمكن، إلا بشق الأنفس، من أن يجد غرفة في فندق من فنادق أبوظبي مطلع الأسبوع الجاري. لم تكفِ كل الفنادق الفخمة التي بنيت في المدينة وأطرافها من استيعاب الأعداد الهائلة من الزائرين ممن توافدوا من كل انحاء العالم لحضور سباقات الفورمولا 1. كان هذا التواجد الكثيف والمتنوع تصويتا لأبوظبي كواحدة من العواصم العالمية الكبرى والمزدهرة.
سباقات الفورمولا 1 سباقات استثنائية. فهي الرياضة التي تحتل المكانة رقم 2 في العالم بعد رياضة كرة القدم. السباق على نقل وقائع السباقات تلفزيونيا يجري مبكرا إذ تتنافس المحطات على حقوق النقل لتسترضي جمهورا يتوق إليها. وحجم الصناعة الاعلامية والإعلانية المرافقة للفورمولا بالمليارات وهي صناعة تتجول معها بين كبريات عواصم الأرض على مدى عام.
أبوظبي حفرت مكانتها في السباق. صارت المحطة اللافتة في الفورمولا. معلق البي بي سي البريطانية وصف مضمار السباق في أبوظبي بأنه الأرقى بين مضامير الدول الأخرى.
بينما كنت اتابع السباق على فضائية عربية، اتصل بي صديق من لندن ليقول أنه يتابع السباق على المحطة البريطانية وأن المعلق صار يتغزل بأبوظبي ومضمارها وقدرتها التنظيمية الهائلة. المشهد من الجو كان مبهرا. حفلنا كان أخاذا وشاركنا فيه ضيوف من الملوك والزعماء السياسيين ومن صفوة رجال الأعمال والإعلام في العالم.
لقد قطعت الإمارات شوطا طويلا. لقد تغيرت الصورة. ما عادت تلك الصورة النمطية عن بلاد الرمل والنفط، بل عن وطن يبني ويشيد.
لا أعرف كيف سنقيّم ماديا حجم الاهتمام الاعلامي بأبوظبي حين تقام مثل هذه المناسبات، ومثلها الكثير من المهرجانات الأخرى التي تستقطب اهتمام العالم. ولكني اقيّم الحضور المعنوي لبلادي التي صارت بيرقا عاليا ومثالا للاستقرار والتنمية والرخاء والأمن. العالم يأتي إلينا وهو مطمئن بأنه في أيدٍ أمينة.
هذا النجاح، كما هو متوقع، لا يروق للبعض. سأذكر لكم مثلا.
يحتفل الفائزون في الفورمولا بفرقعة فتح قناني من الشمبانيا. يفعلونها في كل بلد. ورغم أن المنظمين قالوا مرارا وتكرارا، هذه السنة وفي السنوات السابقة، بأن قناني الشمبانيا التي تفتح في ختام سباق أبوظبي هي في الحقيقة مشروب غازي من دون أية كحول (بما يشبه الجعة – البيرة الخالية من الكحول والتي تباع في كل البلاد الإسلامية)، إلا أن المشبوهين إياهم من بقايا المتأخونين، يرددون بأن الكحول تراق في بلد إسلامي.
انهم لا يكذبون فقط على الناس فيما ينسب بأنه حدث في الإمارات، بل يتعامون أيضا عن حقيقة أن “امبراطورية” الأخوان ذات الصعود السريع والسقوط الأسرع في أكثر من مكان في العالم لم تشهد منعا من أي لون لبيع واحتساء الكحول. كان “أخوانهم” دائما ما يراهنون على أن تغذي واردات الكحول التي يستهلكها السياح ماكنة فشلهم المدوي.
الإساءة هي ما تحرك هذه النفوس المريضة. فكل ما يسعون إليه هو أن ينالوا من الإمارات ونجاحاتها. تبقى آمالهم أن يفتعلوا أي قصة وأن يروجوا لها، كذبا أو تضخيما. يعتقدون أن ترويجا لمثل هذه القصص أو من حكاية صور المطربة ريانا يمكن أن يوقف مسيرة الإمارات وأن يغطي أيضا على خيباتهم في البلاد التي حكموها.
المسيرة مستمرة ويا خيبتكم.
ربيع الإمارات لنا. أما أنتم فليس لكم إلا نكباتكم.
حمد المزروعي
كاتب من الإمارات
ميدل ايست أونلاين