مقالات سياسية

مالي أراهم يتلاومون

محمد صالح رزق الله

وكأنما صب على رؤوسهم سيل من حمم الجحيم ، أو لم يستدركوا بعد أنه من المستحيل أن يحل الباطل مقام اليقين ولو إلى حين ، و تناثرت أصواتهم عبر الأثير يزعقون و يصرخون و يتصايحون فى موجة عاصفة من الاستهبال و الاستغفال ينادى حادي كل منهم إلى شيعته هلموا لنصرتنا إلا تسمعون ما يتداوله عسكر للإنقاذ و مرتزقة جنجويدهم ، اهرعوا أسرعوا لماذا أنتم تتفرجون ، و الآخرون منهم أى حلفائهم من الطرف الآخر يشهرون سيف العداوة و التحدى و يرددون بأنهم هم الأوصيا و الوكلاء الموثقين لدى كل الدوائر المتربصة لنهب الوطن و هم من يحملون السلاح ولذلك هم الأقوياء و أرباب القدح المعلى للمشترين و السماسرة الوسطاء و يستنكرون على حلفائهم الغرماء بالتطلع إلى ما هو أكبر من حجمهم وهم المعزولون من جماهير الثورة بعد أن خانوا الأمانة وتلطخت مواعينهم بعار العمالة و المصادقة على إراقة دماء الشهداء وهم من يملكون ملفات أسرارهم و خباياهم و يشكلون لهم الحماية للحفاظ على مواقعهم وفاءا لتواطئهم وبيعهم للثورة بعد اختطافها و دماء الشهداء بثمن بخس لا يسوى شروة نقير ولا عقال بعير ، و الصمت يعم الأجواء إلا من بعض نفر و هؤلاء أما من المستقفلين أو من الهتيفة المنتفعين . و يدور السجال بينهم في من هو أحرص على تجنيب البلاد للفوضى و الخطر . و الوطن ليس فى خطر إنما أنتم الخطر الداهم على الوطن ، والخلاص منكم هو آمن و عافية و منعة للوطن ،أنتم من جلبتم الكوارث و المهانة للوطن فلتذهبوا و ستذهبون بلا رجعة وغير مأسوف عليكم ، فتب لكم أينما وليتم يا بايعى تراب هذا الوطن ، ليس لديكم وجيع فى هذا الوطن فليعلو صراخكم و عويلكم فلم ينجيكم من جرمكم و تاموركم على ثورته.

فصول من مسرحية العبث البهلواني و الإستغفال و الاستهبال السياسي ، أبطالها هم اللجنة الأمنية لنظام المؤتمر الوطنى الذى لم يسقط بعد و عصابة مرتزقة الجنجويد عابرة الحدود و جوقة مشروع الهبوط الناعم أرباب العمالة ورهن الوطن لمحور رأس المال العالمى و البنك الدولى وصندوق النقد الدولى . وهم يتبارون و يتبادلون الأدوار بعقلية المستبد الساذج المقفل فى خداع الشعوب السودانية و يعتقدون أن الشعوب السودانية لا تفقه من الأمر شيئا وذاكرتها مغيبة كما غيب تاريخها عمدا ، ناسين و متناسين أن هذه الشعوب لا تتفرج فيما يخص مصيرها ولكنها بحلمها وصبرها ترصد وتسجل بالصوت و الصورة كل صغيرة وكبيرة وتجمع الأدلة و البراهين وما يتوفر من أدوات الجرائم المرتكبة في حقوقها ليوم الحساب ، أنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا أقرب من حبل الوريد ، يوم لا ينفع مال ولا كفيل إلا من صان مواثيق ثورة هذه الشعوب و نأى بنفسه عن الخوض فى مشروع خيانتها و تفتيتها ، فى ذاك اليوم يوم يفرون كالحمر المستنفرة فرت من قسورة ، ولكن لا مفر سوف يطاردون شارع شارع ، ،بيت بيت و ستفعل شرعية الثورة المستردة و محاكمها الفورية العادلة . أن ذاكرة الشعوب لا تمحى ولا تغيب ، وكل من ارتكب جرم سيعاقب ولن يفلت من العقاب العادل ، فما بالك فيمن سرق ثورة شعوب تحمل فى طياتها كل امانيهم و تطلعاتهم لمستقبل واعد يصون عزتهم و كرامتهم و لم يكن ثمن هذه الثورة لا ما لا ثمن له مهجة فلذات الأكباد ، آلاف مؤلفة و ارتال من الشهداء دفعت فى سبيل هذه الوطن ونضالات مريرة متراكمة على مر السنون و الأجيال ، وكل هذه الجهود و المقدرات التى بذلت لن تذهب أدراج الرياح ، فقد قررت هذه الشعوب وعلى رأسها جيل من الشباب راكب الرأس أن الردة مستحيلة و ما مضى من حقب لن يعود و لن يتكرر و أن كره المساومون وجن جنون المستعمرين الجدد و ادعيائهم الأقربون و الثورة سوف تسترد والعسكر مهما تلونوا لن يحكمون ، و الويل لمن أضاعوا الثقة التى كانت مرجوة فيهم من شهدائنا الميامين و رفاقهم الثائرين المقاومين ولا حسرة عليهم أن استفرد بهم القتلة المجرمين و لا مغيث لهم من بيننا فليذقوا مما كانوا يبطنون وفيه يكيدون و يتآمرون وليستوعبوا الدروس مما هم فيه عالقون ، و أن فاقوا إلى رشدهم و اقروا بفعلهم المذموم فباب الثورة مشرع للعايدين بشرط أن يحاسبوا على كل ما كانوا فيه منغمسون فالوطن يسع الجميع ولكن سيقوده أبناءه الثائرون المخصلون الصادقين و الأوفياء على و صايا و عهد الشهداء أصحاب الخلق الرصين ، الحريصين بوعى ودراية لتحقيق شعارات الثورة و أهدافها بلا تردد و بصرامة . و نقولها للمتخاذلين الحالمين بحنينهم للماضى القريب ، ليس فينا جبان رعديد فجرب أن كنت في شك منه مريب ، فساتيك الإجابة من اقرب كنداكة و شفات ثائر عنيد ، وأن تماريت فى المكر و الخساسة فمكر الثوار أشد باسا و وعيد ، فيا حافر حفرة السوء وسع مراقدك فيها ، و المتغطى بعسكر اللجنة الأمنية لنظام البشير و مرتزقة الجنجويد و حلفائهم من قحت الأولى و ربيبتها الثانية ، فهو قطع شك (عريان ). و التسقط شراكة الدم .
و حتما سننتصر

محمد صالح رزق الله
28/09/2021

تعليق واحد

  1. هولاء الثوار الذين تتحدث عنهم لم ينتظموا فى موسسات سياسية بعد ليقودوا السودان كيف لهم بتقلد مقاليد الحكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..