وكأنما صب على رؤوسهم سيل من حمم الجحيم ، أو لم يستدركوا بعد أنه من المستحيل أن يحل الباطل مقام اليقين ولو إلى حين ، و تناثرت أصواتهم عبر الأثير يزعقون و يصرخون و يتصايحون فى موجة عاصفة من الاستهبال و الاستغفال ينادى حادي كل منهم إلى شيعته هلموا لنصرتنا إلا تسمعون ما يتداوله عسكر للإنقاذ و مرتزقة جنجويدهم ، اهرعوا أسرعوا لماذا أنتم تتفرجون ، و الآخرون منهم أى حلفائهم من الطرف الآخر يشهرون سيف العداوة و التحدى و يرددون بأنهم هم الأوصيا و الوكلاء الموثقين لدى كل الدوائر المتربصة لنهب الوطن و هم من يحملون السلاح ولذلك هم الأقوياء و أرباب القدح المعلى للمشترين و السماسرة الوسطاء و يستنكرون على حلفائهم الغرماء بالتطلع إلى ما هو أكبر من حجمهم وهم المعزولون من جماهير الثورة بعد أن خانوا الأمانة وتلطخت مواعينهم بعار العمالة و المصادقة على إراقة دماء الشهداء وهم من يملكون ملفات أسرارهم و خباياهم و يشكلون لهم الحماية للحفاظ على مواقعهم وفاءا لتواطئهم وبيعهم للثورة بعد اختطافها و دماء الشهداء بثمن بخس لا يسوى شروة نقير ولا عقال بعير ، و الصمت يعم الأجواء إلا من بعض نفر و هؤلاء أما من المستقفلين أو من الهتيفة المنتفعين . و يدور السجال بينهم في من هو أحرص على تجنيب البلاد للفوضى و الخطر . و الوطن ليس فى خطر إنما أنتم الخطر الداهم على الوطن ، والخلاص منكم هو آمن و عافية و منعة للوطن ،أنتم من جلبتم الكوارث و المهانة للوطن فلتذهبوا و ستذهبون بلا رجعة وغير مأسوف عليكم ، فتب لكم أينما وليتم يا بايعى تراب هذا الوطن ، ليس لديكم وجيع فى هذا الوطن فليعلو صراخكم و عويلكم فلم ينجيكم من جرمكم و تاموركم على ثورته.
فصول من مسرحية العبث البهلواني و الإستغفال و الاستهبال السياسي ، أبطالها هم اللجنة الأمنية لنظام المؤتمر الوطنى الذى لم يسقط بعد و عصابة مرتزقة الجنجويد عابرة الحدود و جوقة مشروع الهبوط الناعم أرباب العمالة ورهن الوطن لمحور رأس المال العالمى و البنك الدولى وصندوق النقد الدولى . وهم يتبارون و يتبادلون الأدوار بعقلية المستبد الساذج المقفل فى خداع الشعوب السودانية و يعتقدون أن الشعوب السودانية لا تفقه من الأمر شيئا وذاكرتها مغيبة كما غيب تاريخها عمدا ، ناسين و متناسين أن هذه الشعوب لا تتفرج فيما يخص مصيرها ولكنها بحلمها وصبرها ترصد وتسجل بالصوت و الصورة كل صغيرة وكبيرة وتجمع الأدلة و البراهين وما يتوفر من أدوات الجرائم المرتكبة في حقوقها ليوم الحساب ، أنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا أقرب من حبل الوريد ، يوم لا ينفع مال ولا كفيل إلا من صان مواثيق ثورة هذه الشعوب و نأى بنفسه عن الخوض فى مشروع خيانتها و تفتيتها ، فى ذاك اليوم يوم يفرون كالحمر المستنفرة فرت من قسورة ، ولكن لا مفر سوف يطاردون شارع شارع ، ،بيت بيت و ستفعل شرعية الثورة المستردة و محاكمها الفورية العادلة . أن ذاكرة الشعوب لا تمحى ولا تغيب ، وكل من ارتكب جرم سيعاقب ولن يفلت من العقاب العادل ، فما بالك فيمن سرق ثورة شعوب تحمل فى طياتها كل امانيهم و تطلعاتهم لمستقبل واعد يصون عزتهم و كرامتهم و لم يكن ثمن هذه الثورة لا ما لا ثمن له مهجة فلذات الأكباد ، آلاف مؤلفة و ارتال من الشهداء دفعت فى سبيل هذه الوطن ونضالات مريرة متراكمة على مر السنون و الأجيال ، وكل هذه الجهود و المقدرات التى بذلت لن تذهب أدراج الرياح ، فقد قررت هذه الشعوب وعلى رأسها جيل من الشباب راكب الرأس أن الردة مستحيلة و ما مضى من حقب لن يعود و لن يتكرر و أن كره المساومون وجن جنون المستعمرين الجدد و ادعيائهم الأقربون و الثورة سوف تسترد والعسكر مهما تلونوا لن يحكمون ، و الويل لمن أضاعوا الثقة التى كانت مرجوة فيهم من شهدائنا الميامين و رفاقهم الثائرين المقاومين ولا حسرة عليهم أن استفرد بهم القتلة المجرمين و لا مغيث لهم من بيننا فليذقوا مما كانوا يبطنون وفيه يكيدون و يتآمرون وليستوعبوا الدروس مما هم فيه عالقون ، و أن فاقوا إلى رشدهم و اقروا بفعلهم المذموم فباب الثورة مشرع للعايدين بشرط أن يحاسبوا على كل ما كانوا فيه منغمسون فالوطن يسع الجميع ولكن سيقوده أبناءه الثائرون المخصلون الصادقين و الأوفياء على و صايا و عهد الشهداء أصحاب الخلق الرصين ، الحريصين بوعى ودراية لتحقيق شعارات الثورة و أهدافها بلا تردد و بصرامة . و نقولها للمتخاذلين الحالمين بحنينهم للماضى القريب ، ليس فينا جبان رعديد فجرب أن كنت في شك منه مريب ، فساتيك الإجابة من اقرب كنداكة و شفات ثائر عنيد ، وأن تماريت فى المكر و الخساسة فمكر الثوار أشد باسا و وعيد ، فيا حافر حفرة السوء وسع مراقدك فيها ، و المتغطى بعسكر اللجنة الأمنية لنظام البشير و مرتزقة الجنجويد و حلفائهم من قحت الأولى و ربيبتها الثانية ، فهو قطع شك (عريان ). و التسقط شراكة الدم .
و حتما سننتصر
محمد صالح رزق الله
28/09/2021
هولاء الثوار الذين تتحدث عنهم لم ينتظموا فى موسسات سياسية بعد ليقودوا السودان كيف لهم بتقلد مقاليد الحكم