الفساد.. حالة سرطانية متأخرة

قولوا حسنا

الفساد.. حالة سرطانية متأخرة

محجوب عروة
[email protected]

فى عام 1994 قادت صحيفتى السودانى الدولية حملة قوية ضد انشاء شركة خاصة للأتصالات وكانت باسم سوداتل وكان رأى كتاب الصحيفة وتقاريرها أنه من الأفضل ولمصلحة الوطن واقتصاده هو أن تحتكر الحكومة قطاع الأتصالات من خلال الهيئة القومية بالسماح لها أن تعمل وفق قانون 1925 على أساس تجارى بدلا من بيع أصولها بثمن بخس لشركة جديدة سميت حينها بشركة سوداتل والتى بدأت خدمة الموبايل و احتكرته ثم باعته وهاهى الآن تضرب(الجرسة) من المنافسة الحرة.. الفائدة الوحيدة هى التى جناها الذين استفادوا من عمولات الصفقة وليس الوطن بالطبع. هانحن نشهد اليوم ونقرأ كيف ضرب الفساد شركات مثل سوداتل وأخرى كلما سمعنا عين بيع شركة أو تخصيصها نسمع العجب العجاب، كان آخرها شركة الخطوط الجوية السودانية(سودانير)، لم يكشف النقاب والسبب الحقيقى عن كيف ولماذا بيعت ولماذا و كيف عادت ومن هم المسئولون عن ذلك وهل تمت محاسبة؟ هناك فرق بين البيع والخصخصة وبين جعل الهيئآت تعمل بمنهج تجارى.
هل أصبح الفساد حالة سرطانية فى طور متأخر ام ماذا، وما دور المجلس الوطنى؟ هل هو فقط لتمرير القرارات والتصفيق لها وما فائدة جهاز تشريعى كهذا صرف عليه أموالا طائلة من أموال الشعب. من الواضح أن المواطن أصبح يدفع التكلفة العالية لسوء الأدارة والفساد لكل السلع والخدمات التى ينالها بشق الأنفس. كل حين يدفع المواطن المسحوق مجبرا الزيادات فى هذه السلع الضرورية لعيشه سواء بالمزيد من الضرائب والرسوم وانخفاض سعر العملة السودانية فى حين تبقى الأجور ثابتة.. ماهذا؟
نتيجة الطغيان
هل كان الأفضل للرئيس المخلوع حسنى مبارك وكل الطغاة المستبدين الذين فقدوا السلطة، هل كان الأفضل لهم هذه البهدلة والفضائح التى أزكمت الأنوف بالفساد وقتل المواطنين بدم بارد وما سيترتب على ذلك من محاكمات واجراآت قانونية قد تصل الى السجن لعشرات السنين أو ربما الأعدام داخل أوطانهم أو فى سجون لاهاى كما سيحدث للطاغية القاتل معمر القذافى وأبناءه.. هل الأفضل ذلك أم كان الأفضل التخلى عن الحكم طوعا واختيارا بعد الدورة الثانية من حكمه واقامة نظام ديمقراطى وحكم رشيد و اشاعة العدل، لو فعلوا ذلك لأقام لهم الشعب تماثيل وكتب تاريخهم بأحرف من نور يقرأه الأجيال… حقا ما أكثر العبر وأقل الأعتبار.

التيار