البيت الجديد إستثمار غير قابل للاسترداد

الخرطوم: كمال منور

تغيير كبير حدث في البيت خلاف الدور الذي كان يقوم به، اصبحت له مهام جديدة فمعظم الأسر تجدها عملت على اقامة مشاريع في بيوتها بصرف النظر عن طبيعة المشروع المقام المهم ان يكون هناك مشروع ما.
ما هي تلك الظروف التي دفعت الاسر لفعل ذلك؟ وما طبيعة تلك الظروف وهو ما نجد اجاباته في هذا الاستطلاع وهل ينطوي الامر على تبعات؟
وما هو موقفنا من النصيحة الغالية والمتوارثة «اوصيكم على البيت الكبير اسعوا».
قال الكاتب الصحفي يوسف فششوية:- ان ظاهرة تحويل المنازل الى متاجر اصبحت واضحة جداً وسببها يعود للظروف الاقتصادية الحرجة، اضافة لانتشار البطالة وسط الشباب، هذا الأمر أدى الى قيام تلك المشاريع المنزلية، ولا أجد نفسي مبالغاً ان قلت إن هناك بعض الأحياء السكنية أصبحت مثل الاسواق، فعندما تتحول البيوت الى اسواق فهذا يعني انها سوف تتعرض لحراك من مختلف فئات المجتمع وهذا قد يجعلها عرضة للانتهاك فمهما كانت وضعية هذه البيوت الا ان تحويل جزء منها ليصبح مكاناً عاماً لا شك انه يؤثر بشكل او بآخر في استقرار البيت، فمثلاً في أوقات النهار تخلو المنازل من الرجال مما يسهل امكانية انتهاك حرمته، خاصة ان الذي يرتاد المكان يعلم جيداً حركة الداخل والخارج، فنصيحتي للاسرة التي لديها متاجر في منازلها ان لا تحصر تفكيرها في الجانب المادي فقط، وايضاً يجب عليها ان تكون يقظة حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.
وفي السياق ذاته ذكر صلاح محمد ابراهيم:- ان ظاهرة المشاريع المنزلية أخذت في الازدياد و يرجع ذلك للضغوط الاقتصادية التي اصبحت على مستوى العالم، وانعكست تبعات ذلك الوضع الاقتصادي المتأزم على استقرار الأسرة، فهناك الكثير من الاسر تفتقد الى أبسط مقومات الحياة ونجدها قد عجزت عن تحقيق متطلباتها الأمر الذي دفعها لانشاء مشروعات تساعدها على تحقيق العيش الكريم ومن المحتمل ان تتعرض تلك البيوت الى انتهاك حرماتها وربما ان هنالك بعض المشاكل وصلت الى محكمة الأحوال الشخصية. ومن وجهة نظري أقول لا بد من وضع خطة محكمة من قبل القائمين على الأمر لمعاجة مثل هذه التبعات الجسيمة.
وقالت ملاذ الطيب تاي الله: «طالبة بجامعة الرباط» في تقديري ان اقامة مشروع في حرم المنزل تعد فكرة ممتازة لانها تساعد في تخفيف اعباء المعيشة، خاصة ان الظروف اصبحت صعبة جداً، ولذلك لابد من ان يتكاتف جميع افراد الاسرة حتى يتمكنوا من ان يحققوا لانفسهم حياة كريمة تليق بهم.
واتفقت معها في الرأي زميلتها سلمى حامدوك أحمد: حيث قالت في الغالب نجد أن من يقوم بتأسيس هذه المشروعات هن السيدات فتجد ربة المنزل تعمل على اقامة مشروع دواجن او مركز اتصالات او اي مشروع آخر يمكنها من خلاله المساهمة في تحقيق قدر معقول من الامان الاقتصادي للاسرة الكريمة وارى انه من المهم ان تشجع ربات البيوت على اقامة مثل هذه المشروعات الصغيرة ذات العائد السريع، وعلاوة على العائد المادي فان المرأة يمكنها من خلال ادارتها لعملها ان تملأ فراغها وقطعاً ان ذلك يجعلها تشعر بذاتيتها ووجودها.
وذكر الاستاذ عصام احمد منصور «رئيس القسم الرياضي باذاعة القوات المسلحة» في ظل الواقع والظروف الصعبة اتجهت كثير من الاسر لاقامة مشروعات صغيرة تساعدها على الايفاء بمتطلبات الحياة المتلاحقة، وهذا ادى بدوره الى تضييق مساحة المنزل مما يعني ان لا مكان فيه لضيف او لزائر ينوي الاقامة ولو لمدة قصيرة، وقد انعكس ذلك بشكل سلبي على درجة التواصل بين الاقارب والمعارف، مما يتسبب في حدوث قطيعة اجتماعية، عليه ارى ان الامر لا يخلو من دلالات خطيرة يتوجب الوقوف عندها مليئاً، ومن ثم العمل على معالجتها بالطرق الملائمة.
الدكتور خضر خواض «باحث اجتماعي» يقول: قامت مشروعات الاسر المنتجة للحد من اشكالات الفقر وتحسين المستوى المادي والمعيشي لبعض الاسر التي تعاني اقتصادياً كما لها بعض الاهداف الاستثمارية.. هنالك الكثير من الايجابيات لهذه المشروعات أهمها تحسين أوضاع وأحوال أسر كثيرة اقتصادياً وخلق فرص عمل لبعض العاطلين والمساهمة في استثمار المشروعات وافكار بعض اصحاب الدخل المحدود حيث قامت بعض مؤسسات التمويل الأصغر في مساعدتهم بتنفيذ ذلك.
على الصعيد الاجتماعي نجد ان أغلب هذه المشروعات داخل المنازل وما جاورها وهذا يؤدي الى انتهاك حرمات المنازل في بعض الاحيان من قبل العاملين والعملاء والمترددين على مواقع هذه المشروعات مما يؤثر سلباً على النواحي الاجتماعية للاسرة. كما ينتج عن ذلك بعض المضايقات من خلال الازعاج الدائم وتعالي الاصوات وما يصدر من كلمات وتعليقات ربما تسيئ للذوق العام مما يؤدي الى حدوث الكثير من الاشكالات الاجتماعية والاسرية.

الرأي العام

تعليق واحد

  1. بالفعل اصبحت الضغوط الاقتصادية تفعل باهل السودان العجائب والقريب قى الامر اننى زرت السودان قريبا فوجدت التكدس على المطاعم الفارهة …امواج وغيرها والعربات الفارهة تحرسها من الخارج فقلت وانا خارج من بوابة المطار اننى احلم ولكنى واصلت الى السوق المركزى فوجدت ان ماريته قبل قليل ماهو الا… نعم بالفعل اغلب ابناء بلدى من الكادحين يبحثون عن مكان الوجبات الخفيفة ليست بيرقر ا شاورما وانما فول او طعمية او صلطه….ياترى كم ؟ هم السارقون لمالنا فى وطنى ؟ وهل امتلاءت خزاينهم ليتركون نواصل المشوار ؟ وكيف هو حال المعلم الذى يتقاضاء راتب 250 جنيه فى الشهر ….نعم انها حقيقة انا اعرف شخص لايعمل وانما تعمل زوجته معلمة اساس تقطعت به السبل بعد ان احيل للصالح العام لديه 4 اطفال اكبرهم فى المرحلة الثانوية تتقاضى زوجته راتب شهرى 300 جنيه يسكون فى منزل ايجار بمبلغ 250 جنيه شهريا …… حاول ان يعمل فى شتى الوظائف ولكن ….هيهااات لانه ليس من ………قام بعمل مشروع صغير تربية دجاج فى المنزل ولكن دوما (العود بنكسر محل رهيف ) لم ينجح المشروع
    هذا مثال بسيط وما اكثر الامثلة فى بلادى ياترى الايحق لنا ان نؤجر كل النزل ونسكن فى غرفة واحدة لكى نعيش ؟ لكى نعلم ابناؤنا ؟ لكى ندفع فواتير العلاج …لكى …..لكى … رايت الاحداث الاخيرة ف العالم خصوصا العربى واخرها سلطة عمان التى فتحت 50 الف وظيفة لمواطنيها متى يتم فتح الوظائف لنا ومتى يتم ارجاعنا الى وظائفنا التى نهبت منا بعد ان شردنا منها للصالح العام ,,, 5 الف وظيفة
    ههههههه تقدم اليها اكثر من 70 الف خريج عمل مشاريع للخريجين فى ولاية الخرطوم هلى ياترى كل الخريجين من ولاية الخرطوم … تشريد مالايقل عن 3500 عامل من مشروع الجزيرة … مصانع الغزل والنسيج … النقل الميكنيكى …سكة حديد السودان …الكهرباء .
    كل مانريده ياسادتى ان نعيش بكرامة …نعم كرامتنا التى سلبت منا قبل عشرين عام …ليبقى الموتمر ليبقى الرئيس ليعيش ابد الدهر ولكن اتركونا لنعيش … ابسط شى حقوقنا فى ايجاد فرص العمل فى ان نعيش بكرامة فى وطننا …ونحن نتركم لكم السلطة عيشوا بها ولكن اتركونا لنعيش بكرمتنا …..اليس من حقنا ذلك ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..