اللاهثون نحو القصر

د.الفاتح خضر رحمة
من الغباء أن تضع يدك في جحر لم تتعافى بعد من سمه الزعاف ومن الهبل أن تجرب المجرب وان لا تستفيد من الدرس والتجربة ولكن العقول الجامدة لا تستوعب عبر الفشل ولا تستقراء حيثيات السقوط وتتعلم من درس الإخفاق وعندما تقصر القامات وتتقزم الهامات يصبح المخجل مباح والعار نزوة فتعصب العين غتامة وتمنع الأبصار غشاوة يصبح الإدراك صفر والتبلد عقل وما أكثر محن زماننا وقصر قامة ساستنا ولا عجب فمن لا يملك زمام أمره لا يملك حرية رأيه ومن كانت السلطة هدفه والكرسي غايته ستكون المكيفلية صراط ممشاه فلا رادع يمنعه ولا موقف يتعظ به فشهوة السلطة اقوى من ضمير مبداء وأسمى من كل تضحية .
ويظل غث البغاث غض الجناح لين العود يمرح بخوف ينشد من خلف النعيق فردوسه المفقود ويبكي علي حائط الزيف ويتناسى زخ الدم وجراح الامس ونضال كان بثمن غالي ممهور ، فلا عجب أن رأيت كل فواه يتابط درهم الذل ويبيع بثمن بخس اشياعه ويرهن اليوم تاريخه ، لا عار فلكل شيء ثمن وما ارخص ثمن الضمير وابشع مال الحال ولا عقل لخوان.
حتما للتاريخ كلمة تصنعها المواقف وللعار لطخة تبصمها الأحداث وبعض ما نخشاه ونتيقنه أن من يرى سراب أحلامه حقيقة لا يعرف كن الزيف ولم يتعظ من اثر فاس الامس ولم تبكي عيناه من بشاعة وفظاعة القتل ولم يعي حجم الكارثة فالقصة لا زالت مكتوبة علي صفحات الحسرة من هنا انطلق الغدر ومن نفس الايادي كان الموت وما أكثر اللاهثون نحو القصر لولا بعض الحياء والخوف من الشارع لرأيت العجب .
وخزة
التسوية التي يلهث خلف بريقها كلاب السلطة لا ولن تمنح مشروعية للحكم ولن تزيد الوضع الا تشرزم وانقسام وتشتت واي تسوية لم تبصم بقوة الإرادة الوطنية وتسند بتوافق شعبي وطني لن يكتب لها النجاح.
صدقت وصدقوك بما حصلوا عليه فعلا فهاهو ما أعلنوه اليوم، وقلنا فيه:
((قبَّح الله وجوهكم يا مغفَّلين حتى أخرجتم تفكيك نظام الأنجاس واستعادة لجنة التفكيك خارج الاتفاق الإطاري طيب اتفقتم على شنو غير العودة للكراسي وأنتم حتى لا أصحاب مصلحة في القضايا الأصلية الرئيسية للثورة وهي تفكيك التمكين وإعادة لجنة التفكيك ومحاسبة القتلة جعلتم لها أصحاب مصلحة هم أسر الشهداء وحدهم وكأن الأمر لا يعني أحداً غيرهم ولا يعنيكم وعاملين فيها طليعة تمثل الثورة وكذلك خدعة جوبا قال أيه نحن كنا ولا زلنا مع عدم إلغاء اتفاق جوبا ولكن إصلاحه بموافقة (أصحاب المصلحة) المرتزقة، طيب أفرض رفضوا فهل سيستمر فرض محاصصتهم في الوزارات والسيادي والمجلس التشريعي؟ يبقى محصلة الاتفاق تتمثل فقط في عودتكم لمشاركتهم في المناصب قبح الله وجوهكم ووجوههم ما أنتم إلا مرتزقة مثلهم – هذا كله واللجنة الأمنية مازالت تتحكم في الجيش والمليشيات والأمن والشرطة من موقع مجلس الدفاع والأمن بدلا من موقع قيادة الانقلاب فماذا إذا قرروا من مجلس الأمن والدفاع مخالفة رئيسه أو رأس الدولة للقيام بإجراءات معينة وتمردوا على تنفيذها وفق رؤيتهم هم فكيف تردعونهم وفي يدهم الجنود والسلاح يا مغفلين؟ هل سنشهد إنقلاباً آخر واعتقالات لكم من جديد سيما ومعهم مرتزقة التمرد المسلحة فهم كتلة واحدة مع اللجنة الأمنية في مجلس الدفاع والأمن كتلة الانقلابيين خاصة وأنكم ما زلتم منبطحين من أجل الكراسي فهل نتوقع منكم أي بأس معهم في تقرير أي شيء؟ لا معكم أغلبية ولا الأمور ستدار بالأغلبية في مجلس الأمن والدفاع ولا حيثما هم مشتركون معكم في مجلس وسيفرضون رأيهم بدعم العسكر في مجلس الدفاع والأمن ولن تنفعكم رئاستكم له كما كان يفعل العسكر لأن القوة والسلاح في يدهم ورأيناهم كيف طبقوا مفاهيمهم في رئاسة مجلس السيادة حين صار الشاويش هو رأس الدولة وحده وجعل له نائباً أول وهاك يا امتيازات وصرف واستخدام لسلطات رئيس الجمهورية وبقية الأعضاء المدنيين صم بكم قاعدين وكأنهم ضيوف – فأخبروني هل يستطيع رئيس وزرائكم أن يأمر مجلس الأمن والدفاع بأن يفعل أو ألا يفعل باعتباره الرئيس؟))
هل سبق أن رأيت طائر ام رخم الله وهو يراقب وينتظر موت حيوان جريح ليأكله ؟؟ هذا هو حال احزاب كبيرة وجاهزة القطعان تستعجل الانتخابات الآن