نحو استقلال جديد لوطن مارد من تليد

تبقت سويعات ويطل علينا العام العشرون فى القرن الحادى والعشرين والوطن العزيز السودان يظل فى انتظار اكتمال اهداف ثورة ديسمبر العظيمة التى ازاحت ديكتاتورية بغيضة اظلم السودان بسببها لثلاثون سنة عجاف والسؤال الذى يطرح نفسه ، كيف السبيل للوصول الى الاساس السليم الذى تبنى عليه الاوطان؟!!!
فالشاهد عبر التاريخ يعرف ان الاوطان تبنيها الامم والاجيال التى تشبعت بالوعى وتسلحت بالعلم وقصدت العمل من اجل بناء الوطن للجميع ونكران الذات وازالة الاجندة الشخصية من اجل الشعوب والجماعات والاجيال الجديدة، ورسالتى لمن يمتهن السياسة ويلتف برداء الحزبية ان ينتهز عام 2020 ليقدم من التضحيات والتنازلات الحزبية والشخصية خصوصا فى الفترة الانتقالية ما يجعلنا نصل لسلام حقيقى ومستدام ليتعافى الوطن وينعم بالامان.
واما الاعلام فهو اخطر ادوات العصر وهذه الايام، وفيها ثورة السوشال ميديا وعلى القائمين بامره فى السودان الاستعانة بكل الاقلام والاعلام التى امنت بالثورة لدحض الاقلام المسمومة التى تعكر صفو الثوار وتخلق بيئة تمهد لخراب الديار .
وثالثا لابد من الاسراع فى هيكلة مؤسسات الدولة وخلق اطر جديدة للوصول لاهداف الثورة وعدم البناء على ما كان متاحا فى زمن النظام البائد وجهاز المغتربين مثالا…….
فالثورة تحتاج مبدعين ومفكرين وعباقرة لولادة اجسام وتطوير افكار تواكب وتستوعب فكر الشباب وتستفيد من روح الثورية المتجسدة فى القومية حتى تكون ايجابية وضد السلبية وبالتالى الثورة التعليمية والمفاهيمية التى يجب ان يقودها علماؤنا هى المخرج للاحباطات التى لازمت الوطن منذ الاستقلال 56
ولذلك لابد من اعادة صياغة الشخصية السودانية وزيادة اللحمة الوطنية والترفع فوق القبلية ومحاربة الامية والتعاضد وزيادة الوعى والالتزام بالسلمية للاستمرار وخلق تواصل بين الاجيال لتسود المحبة والتقدير والاحترام ليسهل بناء الوطن ونكون عبرة لمن خالفنا الفكرة وسعى بجهل لهدم الاوطان. فالذين تربوا تحت مظلة الافكار الشخصية وافردوا لعقولهم مساحة لعبادة الاشخاص وافكارهم البالية وفى هذا المقام لابد من التخلص من كل ما كان مهيمن فى السابق على مجتمعاتنا كالاسر الضارة التى سرقت الاوطان باسم الاديان والعادات القبيحة والاوهام والمرض المسمى بالحسد وهو آفة الافات ومدمر الجماعات.
اما الجزء المتبقى فى لوحة الوطن فهم السودانيون بالخارج واكاد اعول عليهم فى افكارهم وبرامجهم ومشاريعهم لهذا الوطن الذى احبوه واخلصوا له وانتفضوا لانتفاضة اطفاله وتلاميذه وشبابه وكنداكاته وامهات المؤمنين فلقد ذرفت دموع وهامت شجون وسهرت عقول تبحث عن اخبار الثورة فى اصقاع الارض وتفتقت وطنية لم تكن فى الحسبان فقيمة الاوطان نضجت على نيران المنافى والمهاجر وعصابة الكيزان واختم لاخوتنا بالداخل والسؤال يتردد كثيرا بان الفرق بيننا وبينكم كالفرق بين الالم الجسدى والنفسى فى عالم الانسان
اما آن لنا ان نحلم بوطن نرى فيه القيم الفاضلة تعلو واصوات المظلومين تخفو وحرية سلام وعدالة تكون هى العنوان.
نبيل عبدالوهاب سويسرا